علقت لوتان على السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 باعتباره لحظة هزت العالم وشكلت موجة صدمة من أجل البحث عن العدالة، ورأت أن العزلة التي وضع فيها إسرائيل أصبحت عزلة للغرب والديمقراطية بعد عام من الحرب والدمار.

وأوضحت الصحيفة -بافتتاحيتها- أن اللحظة التي بدأت فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومها على إسرائيل سوف يسجلها التاريخ لأول مرة باعتبارها بداية لجريمة فظيعة، ولكنها ستبقى أيضا بمثابة اللحظة التي هزت العالم، وانقلب فيها العالم الفلسطيني رأساً على عقب، حيث أدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى قتل أكثر من 40 ألف امرأة ورجل وطفل، وإلى دفع من لم يمت بالقصف والدمار إلى العيش في كابوس لا نهاية له.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الغارديان: مدن جنوب لبنان تخلو من سكانها جراء القصف الإسرائيليlist 2 of 2نيويورك تايمز: بايدن سهّل الحرب ولا تأثير له على مجرى الأحداثend of list مبارزة مأساوية

وبعد عام، يدخل لبنان منزعجا كضحية للسابع من أكتوبر/تشرين الأول، لأن إسرائيل اليوم تتجه نحو الشمال، بالمعنى الحرفي والمجازي من خلال رغبتها في إعادة التأكيد على مصداقيتها الأمنية والعسكرية التي فقدتها قبل عام في الجنوب، بل تسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أبعد من ذلك، إلى إعادة صياغة الشرق الأدنى والأوسط.

وهكذا يجب أن نفهم اغتيال إسرائيل للعدو القديم حسن نصر الله زعيم حزب الله، حتى لو كان اختفاؤه يمثل في حد ذاته إنجازا للإسرائيليين. والآن، فإن تأثير الصدمة التي تعرض لها كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر/تشرين الأول يتردد صداه في أماكن بعيدة مثل طهران وصنعاء. فإلى ماذا سيؤدي كل هذا بالنهاية؟ ولماذا؟ ولا أحد يعرف.

ورأت لوتان -في ختام افتتاحيتها- أن 7 أكتوبر/تشرين الأول وتداعياته ليس إلا نوبة مبارزة مأساوية تتكرر منذ 76 عاما بين شعب يخشى الزوال وآخر يكافح من أجل البقاء، مشيرة إلى أن القانون الدولي -الذي كانت سويسرا وصية عليه بموجب اتفاقيات جنيف- قد دُفن تحت أنقاض غزة.

وتابعت في تقرير آخر أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد عام من أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم يؤد إلى تهميش إسرائيل فحسب، بل أدى أيضا إلى توسيع الفجوة بين الدول الغربية ودول الجنوب، كما هو مشاهد مع كل تصويت جديد في الأمم المتحدة حيث يوشك ميزان القوى على الانقلاب.

وذكرت لوتان بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح أول قرار قدمته دولة فلسطين، وهو يدعو إلى انسحاب القوات الإسرائيلية في غضون 12 شهرا من الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وهي غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية التي تعتبر محكمة العدل الدولية أن استعمارها غير قانوني.

وقد دان السفير الإسرائيلي  ما سماه "الإرهاب الدبلوماسي" رافضا هذا النص، واصطفت خلفه 13 دولة فقط، أغلبيتها من الدول الصغيرة بمنطقة المحيط الهادي ومنطقة البحر الكاريبي، وإلى جانبها الحامي الذي لا يتزعزع: الولايات المتحدة ودولتان أوروبيتان ومثلهما من أميركا الجنوبية ودولة أفريقية واحدة هي ملاوي.

توسيع الفجوة بين الشمال والجنوب

ورأت لوتان أن هذا التصويت يمكن أن ننظر إليه باعتباره أحد أعراض الطريقة التي يعمل بها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على توسيع الفجوة بين "الغرب" و"الجنوب" مع قلب ميزان القوى.

وقد جسدت جنوب أفريقيا تمزقا آخر، عندما لجأت إلى محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة، ولأول مرة تلجأ دولة من الجنوب إلى هيئة قضائية دولية، ضد دولة منتسبة إلى معسكر الديمقراطيات الليبرالية، وهو تحول حظي بالترحيب في جميع أنحاء القارة الأفريقية وخارجها، وبدعم من القوى التي تقدم نفسها كبديل لهيمنة العالم الغربي من خلال إعادة تنشيط الخطاب المناهض للاستعمار.

وخلصت لوتان إلى أن الرأي العام الأوروبي، بعد مرور عام على السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يزعزع الارتباط التقليدي بين القارة وإسرائيل، وأصبح مصير الفلسطينيين وتجاوزات الجيش الإسرائيلي موضوع نقاشات جديدة.

وقد أصبح الاتهام بالكيل بمكيالين محرجا، خاصة عندما تدان انتهاكات القانون الإنساني الدولي في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا، دون إدانة الانتهاكات الإسرائيلية، حتى إن الانحياز إلى الدفاع عن مصالح إسرائيل لم يعد أمرا بديهيا، كما يُظهِر الآن تصويت أغلبية العواصم الأوروبية في الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات من أکتوبر تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

سوري ينعى شقيقه الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدرعا.. ويتوعد (شاهد)

أعلن في درعا السورية، الثلاثاء، عن استشهاد 6 مدنيين سوريين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد تصديهم له أثناء توغله في بلدة كويا، بينهم الشاب أمين سامي سليمان.

وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر فيه شقيق الشهيد سليمان وهو ينعى شقيقه المسجى أمامه بين حشد من أهالي قرية كويا بريف درعا الغربي.

وقال شقيق سليمان إن شقيقه أمين سامي سليمان استشهد على أراضي كويا، بعد دخول القوات الإسرائيلي إلى كويا، حيث هب الشباب ومنهم أخي وهو مدني، حيث حمل "بارودته" وحاول أن يدافع عن أرضه، واستشهد.


وأضاف وهو يحمل رأس شقيقه الشهيد بين يديه: نحن مستعدون لتقديم الشهيد تلو الشهيد.. أراضي الجمهورية العربية السورية محرمة على الإسرائيليين.. مستعدون أن نستشهد كلنا ولا يفوتوا الكلاب" على سوريا.

فدائي من درعا اسمه أمين pic.twitter.com/joiwBrHvPz

— متراس - Metras (@MetrasWebsite) March 25, 2025
وفي وقت سابق الثلاثاء، استشهد 6 مدنيين جراء قصف إسرائيلي بالمدفعية والطيران المسير على بلدة كويا، في حصيلة رسمية أولية مرشحة للارتفاع.

وعن تفاصيل ما حدث، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن محافظ درعا أنور طه الزعبي، قوله إن "انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعديه المتكرر على الأراضي السورية دفع مجموعة من الأهالي إلى الاشتباك مع قوة عسكرية حاولت التوغل في بلدة كويا".

وأضاف أن "جيش الاحتلال صعد عدوانه بالقصف المدفعي والقصف بالطيران المسير، ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين".

وحمل الزعبي "جيش الاحتلال مسؤولية وقوع الضحايا"، وأدان "انتهاكاته المتكررة في عدوانه على الأراضي السورية".

فيما ذكرت محافظة درعا في بيان عبر منصة "تلغرام"، أن العدوان الإسرائيلي على بلدة كويا "تبعه حالات نزوح من أهالي المنطقة".

من جانبها استنكرت الحكومة السورية، الثلاثاء، القصف والتوغل الإسرائيلي في محافظة درعا جنوب سوريا، وطالبت بفتح تحقيق دولي بشأن انتهاكات تل أبيب لسيادتها والجرائم التي ترتكبها بحق مواطنيها.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، إنها "تستنكر العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيدا خطيرا في بلدة كويا بريف درعا الغربي"، اليوم.

وأشارت إلى تعرض القرية خلال الساعات الماضية "لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع؛ ما أسفر عن استشهاد ستة مدنيين، مع احتمال ارتفاع العدد نتيجة الإصابات الخطيرة واستهداف المناطق الزراعية".

وبينت أن هذا التصعيد "يأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية".


وأكدت رفضها "القاطع لهذه الجرائم"، مطالبة بـ"فتح تحقيق دولي حول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء وحول الانتهاكات الإسرائيلية".

كما دعت الخارجية أبناء الشعب السوري إلى "التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات (إسرائيلية) للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة".

وشددت أن "هذه الاعتداءات (الإسرائيلية) لن تثني السوريين عن الدفاع عن حقوقهم وأرضهم".

مقالات مشابهة

  • سوري ينعى شقيقه الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدرعا.. ويتوعد (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الأهداف التي ضربها في غزة
  • تقرير رسمي: إصابة 16 ألف جندي إسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • أحداث 7 أكتوبر تشعل أول صدام بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان
  • 15 ألف طفل قتلتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023
  • ثمن الحرب: 7 أكتوبر ثلاثية وثائقية تكشف أزمة إسرائيل الوجودية من الداخل
  • لوتان: هل تنتقل إسرائيل من حرب غزة إلى الحرب الأهلية؟
  • شاهد | العدو الإسرائيلي: فشل 7 أكتوبر لا يزال يتفاعل.. إقالة رئيس الشاباك تشعل أزمة
  • الوشق المصري أعجوبة الخلق الذي يخشى البشر فلِم عقر جنود إسرائيل؟