قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، إن أهمَّ ما تمتاز به المؤسساتُ التعليمية المتميزة هو تعدُّدُ جوانبها، وتنوعُ أنشطتها، وثراءُ برامجها، مبينة أنه لم يَعد ينفع الدارسَ أن يهتم فقط بالمناهج الدراسية والواجبات المنزلية والمحاضرات العلمية، لكنه لا بد أن يتجاوز ذلك إلى ما يخاطب نفسَه وقلبَه ومشاعرَه، يتخذ منها هُدًى ونورًا ونُضجًا لعقله وتربيةً لسُلوكه.

وأكدت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، خلال كلمتها اليوم باحتفالية مسابقةُ «مئذنة الأزهر للشعر العربي»، أن المسابقة ساعدت الدارسين على تحقيق منافع كثيرة، والحفاظَ على الانتماء الثقافي للأمة، الذي لم يعد لونًا من ألوان الترف الفكري، وإنما هو سلاح لمقاومة الغزو الثقافي للأمة والاحتلال الفكري للشعوب، وتحقيق لشرط من شروط التقدم الحقيقي الذي يُخرج الأمة من مأزق التخلف الموروث والهيمنة الوافدة.

وأضافت "الصعيدي" أن هذه المسابقةُ قيمتَها من قيمة المؤسسة التي خرجت منها "الأزهر الشريف"، الذي بعث أشعة العلم والعرفان في أقطار العالم، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصر التدهور والانحطاط وسيادة الاستعمار الغربي على الأقطار الإسلامية، كما أنها اكتسبت أهميتها من أهمية هدفها وأهمية موضوعها وأهمية رسالتها المتمثلة في الحفاظ على اللغة العربية، التي هي الركيزة الأولى لوحدة الأمة وتقدُّم مسيرتها الحضارية، والتي هي وعاء ثقافتنا العربية التي تنهض بتكوين الإنسان الواعي لتراثه وقيمه، وتَصْقُلُ فكرة ووجدانه ليكون قوة فعالة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والحضاري.

وأوضحت د/ نهلة الصعيدي، أن إطلاق مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة، وتَبَنِّيَه لها، إنما يأتي في إطار جهوده المتواصلة في تحقيق رسالة الأزهر الشريف في نشر اللغة العربية وتعليمها، من خلال كثير من برامجه ومشروعاته ومبادراته المهمومة بتقدير هذه اللغة الشريفة حقَّ قدرها وإشاعتها في العالمين، والتي تعمل على حُسن تعليمها، واستواء الطُّرق إلى ذلك، وبذل كل جهد في سبيل استيعاب الطلاب لضروب المعرفة بعيدًا عن عُقَدٍ خلَّفتْها الأوضاعُ الحاضرةُ في نفوس أبنائنا وأجيالنا مما تُرمَى به العربية من الصُّعوبة والقصور.

وبينت الدكتورة نهلة، أن تنظيم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة في مواسم متتالية، يأتي إدراكًا منه لأهمية الشِّعر، فقد جاءت في موسمها الأول عن «الأزهر الشريف وعلمائه»، وفي الثاني عن «اللغة العربية ومكانتها السامِيَة بين اللغات»، وفي الثالث عن «مصر ومكانتها التاريخية بين الدول»، وها هو ذا الموسمُ الرابع لمسابقة مئذنة الأزهر في الشعر العربي يجيء عن المرأة؛ إيمانًا منا بمكانتها السَّامقة، وإسهامها المحوري في بناء الأمم والمجتمعات، بل والحضارة الإنسانية.

وفي ختام كلمتها، وجهت د/نهلة الصعيدي تحيةً للشعراء الملهَمين والملهِمين الذين شاركوا في هذه المسابقة، والذين بلغ عددُهم مائة وسبعة عشر متسابقًا، حيث تم اختيار 
خمسين قصيدة من إبداعاتهم  للنشر بديوان المسابقة، مؤكدة أن  المسابقةَ وليدةٌ رغبة صادقة في خدمة الإسلام واللغة العربية، وأن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الذي يؤدِّي دورًا كبيرًا في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها؛ عازمٌ على أن تتطوَّر هذه المسابقة، وتَسْمُوَ، وتَسْمُقَ، وتتشكَّل في أبعاد أخرى وأشمل وأكثر عالمية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين للغة العربية د نهلة الصعيدي الأزهر اللغة العربیة هذه المسابقة

إقرأ أيضاً:

“مركز البحوث والتواصل المعرفي” يختتم مشاركته في “كتاب الرياض”

الرياض : البلاد

شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض الرياض الدولي للكتاب (2024م) بعدد من إصداراته وبحوثه وتقاريره ومجلاته.

وتضمنت الإصدارات التي عرضها جناح المركز بالمعرض (E-4) قائمة متنوعة من شتى الاختصاصات، منها الدراسات المعاصرة، والبحوث المحكّمة، والإصدارات الخاصة، والمعاجم، والتراثيات، والترجمات، والدراسات والتقارير، والدوريات.

واحتوى جناح المركز على عدد من إصداراته التي أحرزت جوائز في مجال التأليف والترجمة، من بينها كتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي الذي يحمل عنوان: المملكة العربية السعودية والأزمة الاقتصادية العالمية: الانعكاسات والحلول (1348-1352هـ / 1929-1933م)، الفائز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب لعام 2019م، في دورتها الرابعة، في تخصص الكتب المتعلقة بتاريخ الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية. وكذلك كتاب الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر لمؤلفته البوتوريكية الدكتورة لوثي لوبيث بارالت، الذي فازت ترجمته بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة في عام 2023م في فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية. وكتاب المشهد الموريسكي لمؤلفه الدكتور حسام الدين شاشية، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2024م في فرع المؤلف الشاب.

وعرض جناح المركز عدداً من الكتب المهتمة بالتراث واللغة العربية، جاء على رأسها قاموس العباب الزاخر واللباب الفاخر للصغاني، وكتاب سيرة محمد عبدالخالق عضيمة للدكتور تركي بن سهو العتيبي، إضافة إلى بعض كتب السيرة الغيرية، مثل كتاب محمد مكين علامة اللغة العربية الصيني لمؤلفه لي تشن تشونغ. وبعض المعاجم، مثل المعجم النوبي، والمعجم الهوساوي، والمعجم القبائلي، ومعجم تماشق الطارقي، كما ضم بعض الدراسات الأدبية، مثل كتاب قراءة سعودية في الرواية الصينية المعاصرة للدكتورة خيرية السقاف وآخرَين.

واشتملت قائمة الدراسات المعاصرة التي عرَضها الجناح على كتاب الإستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط لكبير الباحثين بالمركز الدكتور عبدالله الفرج، والتحرير الصحفي والصحافة الإلكترونية للدكتور حسين حسن حسين، وحياة الأفغان في المهجر والعرب في إيران للدكتور عائض آل ربيع، ومؤجج الثورات لانشراح سعدي، وريادة الأعمال لعبدالملك المخلافي، والرسائل الجامعية في الوقف للدكتور أمين سيدو، والحرب التجارية الأمريكية الصينية لمحمد الصادق، واقتصاد المعرفة لأبو بكر سلطان أحمد، والعلاقات السعودية الدولية لإبراهيم المطرف، وحقوق الإنسان في ضوء مقاصد الشريعة للدكتور مسفر القحطاني، والدبلوماسية الشعبية للدكتور حسين محمد الحسن وأسامة الزيني، وإدارة الخطر والتأمين لمحمد عبدالمولى عثمان، وغيرها.

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: «مئذنة الأزهر» تُعدُّ رافدًا لاستقطاب الوافدين نحو قِبلة العلم
  • مستشار شيخ الأزهر: الحفاظ على الانتماء الثقافي سلاح لمقاومة الاحتلال الفكري للشعوب
  • نهلة الصعيدي: الحفاظَ على الانتماء الثقافي سلاح مقاومة الاحتلال الفكري للشعوب
  • الصعيدي: الأزهر حفظ العربية والثقافة الإسلامية في عصر التدهور والانحطاط وسيادة الاستعمار
  • “مركز البحوث والتواصل المعرفي” يختتم مشاركته في “كتاب الرياض”
  • جمعية الصداقة الإيطالية العربية تبحث تطوير التعاون المشترك مع رابطة العالم الإسلامي
  • حاكم الشارقة يشهد انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثالث لمعلّمي العربية
  • الغياب بالبصمة.. نظام جديد لتسجيل حضور طلاب اللغة الإنجليزية في «تجارة أسيوط»
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلق برنامج شهر اللغة العربية في فرنسا