صحيفة صينية: أصداء الحرب بغزة لا تزال تتردد في أنحاء جنوب شرق آسيا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية إنه على الرغم من مرور عام على الذكرى الكئيبة لاندلاع الحرب في قطاع غزة، لا تزال أصداؤها تتردد في مختلف أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا حيث يقطن مئات الملايين من المسلمين الذين يتعاطفون بشغف مع النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم /الإثنين/ - إلى أن تأثير الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة يمتد إلى ما هو أبعد من الجوانب الدينية، إذ يصل تأثيره إلى الدول التي تفتقر إلى مثل هذا الانتماء المباشر، فتواجه بعض الشركات المقاطعة وينقسم الرأي العام بشكل حاد وتواجه الحكومات أزمة إنسانية غير مسبوقة النطاق.
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن الأحداث التي بدأتها حركة حماس في السابع من أكتوبر تحولت إلى حصار إسرائيلي لا هوادة فيه للفلسطينيين، مع امتداد العنف بشكل متزايد إلى لبنان بالإضافة إلى تهديد إيران، ومثل هذه التصعيدات لا تعرض الأرواح فقط للخطر بل تؤثر أيضا على الاستقرار الاقتصادي، مما يثير المخاوف بشأن أسعار النفط والتضخم العالمي.
بالنسبة لماليزيا وإندونيسيا - ذات الأغلبية المسلمة - أدانتا بشكل صريح الحرب الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
ومع عدم ظهور أي علامات على توقف المذبحة الإسرائيلية في قطاع غزة، تغلغل الإحباط والحزن في هذه المجتمعات مع تزايد الشعور بالعجز.
وردا على ذلك، أصدر مصمم الجرافيك والرسام الماليزي عارف رفحان عثمان أعمالا فنية تدمج بين التصميمات الماليزية التقليدية والألوان والرموز الفلسطينية، بما في ذلك البطيخ الذي أصبح موجودا في كل مكان الآن.
وقال عثمان "إن الرواية المتعلقة بالنضال الفلسطيني تم التلاعب بها وكتمها"، لذا فهو يعتقد أنه من واجبه أن يجعل الناس يتحدثون عنها، ويساعدهم على التعرف على تاريخ الصراع وإعلاء أصوات الضحايا من خلال فنه.
ويؤكد عثمان أنه "ليس ناشطا" إلا أن فنه الذي يبدعه ويوزعه مجانا اكتسب زخما، إذ ظهر على القمصان والملصقات بالإضافة إلى تعاونه مع شركة الملابس الرياضية "أيراز" التي تذهب عائداتها إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
بالإضافة إلى ذلك فإنه منذ اندلاع الحرب غير العديد من الماليزيين عاداتهم الإنفاقية، وقاطعوا سلاسل مرتبطة بالولايات المتحدة مثل ستاربكس وماكدونالدز، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة.
وأعلنت شركة "بيرجايا فود" وكيلة ستاربكس في ماليزيا عن خسارة بلغت 5ر91 مليون رينجيت (9ر21 مليون دولار) خلال العام حتى أغسطس، كما سعت شركة ماكدونالدز في وقت سابق إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد منظمي المقاطعة للحصول على تعويضات بقيمة 6 ملايين رينجيت.
وأكدت الصحيفة الصينية أن التزام رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بالقضية الفلسطينية شكل سياسته الخارجية منذ توليه منصبه وأصبح منتقدا صريحا للمواقف الغربية، إذ أدان موقف ألمانيا المؤيد لإسرائيل مؤكدا أن "الغرب تجاهل عقودا من الفظائع بحق الفلسطينيين".
وأقيمت مسيرات عامة في ماليزيا لدعم الفلسطينيين، كما أصبح النشاط على الإنترنت طريقا أكثر شيوعا للعديد من الماليزيين للدفاع عن القضية.
كما يقاطع الإندونيسيون العلامات التجارية التي تدعم إسرائيل، حيث أعلنت شركة "دجاج كنتاكي" في إندونيسيا عن خسارة صافية بلغت 5ر21 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من العام الجاري، وحث مجلس العلماء الإندونيسي (الهيئة الرائدة للعلماء المسلمين في إندونيسيا) المواطنين على مواصلة جهودهم في المقاطعة مؤكدين الضرورة الأخلاقية لدعم "استقلال فلسطين".
وقال شوليل نفيس رئيس مجلس علماء إندونيسيا في بيان اليوم "لا تتوقفوا أبدا عن حركة المقاطعة لأن الإبادة الجماعية لم تتوقف أيضا، هذه مسألة تتعلق بإنسانيتنا المشتركة ويجب ألا نلتزم الصمت ".
وسلطت "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الضوء أيضا على الفلسطينيين الذين يعيشون بعيدا عن موطنهم ويعانون من الألم العميق جراء العنف المستمر في بلادهم.
ويقول رائد عرادة - وهو طالب فلسطيني يبلغ من العمر 26 عامًا يدرس في جامعة إندونيسيا ويعيش هناك منذ خمس سنوات - "لقد استمر هذا لفترة طويلة ونحن متعبون للغاية، حتى محاولة الاتصال بالمنزل والاطمئنان على حال أسرتي أمر صعب".
وتابع عرادة بقوله "عندما نسمع عن الخطر المستمر والضربات والتفجيرات نشعر بالخوف والتعب، إن التركيز على دراستي في الجامعة هنا أمر صعب لأن ذهني دائما منصب على أسرتي وسلامتها"، فقد نزحت أسرته من منزلها في رفح وتعيش الآن في مخيمات اللاجئين في خان يونس.
أما بالنسبة لتايلاند فإن الصراع يشكل تهديدا لسلامة مواطنيها الذين يعملون -مثل مواطني الهند ونيبال - في المزارع الإسرائيلية، وقد فقدت تايلاند بالفعل أكثر من 40 مواطنا خلال الأحداث الراهنة.
وبالنسبة إلى سنغافورة المتعددة الثقافات - حيث التماسك الاجتماعي هو الأهم - حظرت الحكومة المظاهرات العامة المرتبطة بالصراع وأصدرت تحذيرات ضد عرض الرموز المرتبطة به، ومع ذلك لا تزال الدعوات مستمرة من أنصار القضية الفلسطينية لقطع العلاقات الدفاعية مع إسرائيل، مثل الحادث الذي وقع في أبريل حيث رفع الناشطون لافتة مكتوب عليها "إنهاء تجارة الأسلحة بين سنغافورة وإسرائيل" والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت إسرائيل شريكا عسكريا رئيسيا لسنغافورة منذ انفصالها عن ماليزيا في عام 1965، حيث قدمت دعما حاسما لبناء قدراتها الدفاعية، وقد حصدت عريضة لوقف تجارة الأسلحة مع إسرائيل مؤخرا ما يقرب من 2000 توقيع في يوم واحد، مما يسلط الضوء على المشاعر العامة.
وتؤكد الحكومة السنغافورية أن موقفها "مبدئي" ومتماشٍ مع القانون الدولي ويهدف إلى تعزيز السلام العالمي، وفي تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي أيدت سنغافورة قرارا يطالب إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في غضون عام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الحرب الذكرى الكئيبة
إقرأ أيضاً:
طائرة عسكرية صينية ضخمة تهبط في مصر يثير مخاوف إسرائيل
ونقل موقع "ناتسيف.نت" الإسرائيلي أن وصول طائرة إنذار مبكر تابعة للقوات الجوية الصينية إلى مصر للمشاركة في مناورة جوية مشتركة مع القوات الجوية المصرية يثير قلقاً واسعاً لدى الخبراء العسكريين في أمريكا وإسرائيل.
وأشار الموقع إلى أن هذه الطائرة، المحملة ببعض أحدث التقنيات العالمية في مجال الحرب الإلكترونية، لم تطير قط لمسافة طويلة خارج حدود الصين من قبل، مما دفع دولاً كثيرة بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة للتساؤل عن خلفيات إحضار الطائرة إلى مصر.
ولفت التقرير إلى أن بعض المحللين رجحوا أن الطائرة جاءت للمشاركة في المناورات الجوية المشتركة فقط، بينما رأى آخرون أن الصين قد تكون تهدف إلى عرض الطائرة للبيع للجيش المصري، كما فعلت سابقاً عندما أحضرت طائرة مقاتلة متطورة إلى معرض عسكري في القاهرة قبل عدة أشهر.
وتساءل التقرير عن سبب اختيار مطار بني سويف العسكري بالتحديد، مشيراً إلى أن الإجابة قد تكمن في هوية المسؤول عن هذا المطار.
ونقل الموقع عن المحلل العسكري وضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق إيلي ديكل قوله إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن مصر تعمل على توسعة المطار العسكري في بني سويف منذ أوائل 2022، حيث يشمل التطوير: بناء تسعة هناجر مزدوجة قادرة على استيعاب ست طائرات مقاتلة من طراز رافال أو إف-16 في كل زوج من الشقق.
مدرجين بطول 3000 و3600 متر مع توسعة ممرات الطيران. توسيع احتياطيات الوقود في المطار.
وأضاف ديكل أن الصين قد تسعى من خلال هذه التدريبات إلى تزويد مصر بصورة جوية كاملة لمنطقة سيناء وإسرائيل، خاصة أن ساحة المعركة المحتملة بين مصر وإسرائيل ستكون في سيناء.
كما أشار إلى أن الصين تدرك أن إسرائيل ستحاول إسقاط هذه الطائرة في أي حرب محتملة لتعمية الأنظمة المصرية، لذا أوصت بوضع الطائرة في بني سويف البعيدة عن الحدود ولكن ضمن مدى أنظمة جمع المعلومات.
وخلص التقرير إلى أن مطار بني سويف يعد الأنسب لتخزين طائرة إنذار مبكر بهذا الحجم فيما يتعلق بحملة محتملة مع إسرائيل، نظراً لتطور بنيته التحتية وموقعه الاستراتيجي