خبير عسكري: المقاومة تثبت قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي بعد عام من الحرب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أكد خبير عسكري أن فصائل المقاومة الفلسطينية أثبتت بعد مرور عام على عملية "طوفان الأقصى"، قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي، في تحدٍ واضح لادعاءات الجيش الإسرائيلي بتقويض قدراتها العسكرية.
وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حاتم الفلاحي أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ومن منطقة خان يونس تحديدا باتجاه مدن إسرائيلية، بما فيها تل أبيب، يحمل رسائل متعددة.
وأكد الفلاحي أن هذا الإطلاق يثبت أن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فشلت في وقف قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، ويظهر أن المقاومة لا تزال قادرة على استهداف مراكز الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي لدولة الاحتلال.
وأشار الخبير إلى أن الصواريخ المستخدمة، والتي يصل مداها إلى 90 كيلومترا، تنتمي إلى فئة "مقادمة2" وتحمل رؤوسا حربية تزن حوالي 50 كيلوغراما، مما يمنحها قدرة تدميرية كبيرة عند سقوطها في مناطق حيوية.
فشل القبة الحديدية
ولفت الفلاحي إلى أن هذه العملية تكشف عن فشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ، رغم ادعاءات الجيش الإسرائيلي بفعاليتها.
وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد قامت بتحويل منظومات الدفاع الجوي إلى جبهات أخرى، أم أن هذه الصواريخ تمتلك قدرة على اختراق المنظومات الدفاعية.
وشدد الخبير على أن هذه الحرب ليست فقط مع إسرائيل، بل مع الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الداعمة لها، مضيفا أن قدرة المقاومة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ بعد عام من الحرب، رغم الدعم الغربي الكبير لإسرائيل، يطرح تساؤلات حول حجم الترسانة التي لا تزال تمتلكها فصائل المقاومة.
وأشار الفلاحي إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، خاصة في منطقة جباليا، تثير علامات استفهام حول أهدافها الحقيقية، ورأى أن هذه العمليات قد تكون محاولة لتثبيت المقاومة في هذه المنطقة ومنعها من القيام بأي عمل عسكري.
جبهات متعددة
وأكد الخبير على وجود فشل استخباراتي إسرائيلي واضح في تقدير إمكانيات وقدرات فصائل المقاومة، وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية السابقة حول تدمير كتائب المقاومة قد ثبت خطؤها، مع استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات عسكرية وإطلاق صواريخ.
وحول الوضع على الجبهات الأخرى، أوضح الفلاحي أن إسرائيل تواجه تحديات متعددة، فهي غير قادرة على حسم المعركة في غزة، وتواجه تهديدات متزايدة على الجبهة اللبنانية، إضافة إلى استمرار الضربات من اليمن والعراق، وأشار إلى احتمال فتح جبهة إيرانية، مما يضع إسرائيل أمام سيناريو تصعيد على جبهات متعددة.
وانتقد الفلاحي التخبط في الخطط العسكرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن فتح أكثر من جبهة يؤدي إلى تشتيت الجهد العسكري والإمكانيات، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في القوة البشرية والقوى القتالية، مما يحد من قدرته على الحسم في جميع الجبهات.
ونوه الفلاحي إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل هو العامل الرئيسي في استمرار العمليات العسكرية، ومع ذلك، شكك في قدرة إسرائيل على تنفيذ خططها في غزة، خاصة مع التحديات المتزايدة على الجبهات الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أن هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني انتقال الفرقة 36 الإسرائيلية للقتال جنوب غزة؟ الفلاحي يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن انتقال الفرقة 36 الإسرائيلية إلى جبهة الجنوب في قطاع غزة يشير إلى تصعيد عسكري جديد، حيث تعتمد إسرائيل على تعزيز قواتها النظامية في المنطقة بهدف توسيع عملياتها الميدانية.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة أن هذه الفرقة تضم تشكيلات قتالية ذات قدرات عالية، ما يعكس نية الجيش الإسرائيلي تكثيف هجماته في المناطق الجنوبية.
وأشار الفلاحي إلى أن القوات الإسرائيلية العاملة حاليا في قطاع غزة تشمل الفرقة 162، التي تضم ألوية قتالية رئيسة، وفرقة غزة 143، بالإضافة إلى الفرقة 252، التي تُستخدم للسيطرة على المناطق المستهدفة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على هذه التشكيلات لتنفيذ عمليات اجتياح واسعة وفرض السيطرة على الأرض.
وتأتي هذه التطورات بينما صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على مواصلة الحصار والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، تزامنا مع توغل إسرائيلي موسّع في مناطق عدة بالجنوب، من بينها تل السلطان في رفح وبلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
كما كشف تقرير لصحيفة هآرتس عن استعدادات إسرائيلية لشن هجوم بري واسع عبر استدعاء فرق عسكرية إضافية، رغم الشكوك حول نجاح مفاوضات تبادل الأسرى.
إعلان طوق عسكريوفيما يتعلق بدور الفرقة 36، أوضح الفلاحي أن تشكيلاتها تشمل اللواء 188، الذي يعمل عادة في المنطقة الشمالية لكنه أُعيد انتشاره في الجنوب، ولواء غولاني، الذي يُعد من الألوية الأساسية في العمليات الميدانية.
وأضاف أن وجود وحدات من الفرقة 36 في الجنوب، إلى جانب الفرقة 162، يشير إلى إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى فرض طوق عسكري محكم على المناطق المستهدفة.
وحول إستراتيجية إسرائيل العسكرية، أشار الفلاحي إلى أن تقارير غربية، منها تقرير لصحيفة واشنطن بوست، تؤكد أن الجيش الإسرائيلي يتبنى نهجا جديدا يقوم على الاحتلال الكامل لقطاع غزة عبر إشراك 5 فرق عسكرية.
إلا أن هذه الفرق -حسب الفلاحي- تعاني من نقص في التجهيزات نتيجة الخسائر البشرية والميدانية التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية، كما أن إسرائيل تواجه تحديات في تعزيز قواتها الاحتياطية، حيث تراجع التجنيد بنسبة تتراوح بين 40% و50%.
وفي سياق متصل، أوضح الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيكات عزل وتطويق المناطق السكنية، كما حدث في تل السلطان والشابورة شمال بيت لاهيا وبيت حانون، حيث يتم إجبار السكان على النزوح إلى مناطق محددة، ثم استهدافهم عسكريا.
التهجير القسريأما عن مسألة التهجير القسري، فقد أكد الفلاحي أن الحكومة الإسرائيلية تتجه إلى تنفيذ مخطط طويل الأمد يستهدف دفع السكان إلى مغادرة القطاع، وهو ما يتضح من قرار تكليف وزير الدفاع بالإشراف على عمليات التهجير إلى دول أخرى.
وأضاف أن هناك تحركات فعلية لإنشاء مكتب مختص بتسهيل خروج الفلسطينيين، ما يعكس نوايا إسرائيلية واضحة لفرض تغيير ديمغرافي في القطاع.
ويرى الفلاحي أن هذه التوجهات تتماشى مع دعم غير مشروط من الولايات المتحدة لإسرائيل، حيث سمحت واشنطن بفتح مخازن الأسلحة الإسرائيلية، ما منح الجيش الإسرائيلي قدرة أكبر على مواصلة عملياته من دون قيود سياسية تُذكر.
إعلانوأشار إلى أن هذه الإستراتيجية تتزامن مع تغيرات داخلية في القيادة العسكرية الإسرائيلية، تهدف إلى ضمان توافقها مع توجهات اليمين المتطرف في الحكومة.
ويرى الفلاحي أن المخطط الإسرائيلي الحالي يقوم على فرض واقع ميداني جديد، يتمثل في السيطرة طويلة الأمد على مناطق داخل قطاع غزة، وإبقاء السكان تحت ضغط عسكري ونفسي مستمر لدفعهم إلى مغادرة القطاع.