أكد خبير عسكري أن فصائل المقاومة الفلسطينية أثبتت بعد مرور عام على عملية "طوفان الأقصى"، قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي، في تحدٍ واضح لادعاءات الجيش الإسرائيلي بتقويض قدراتها العسكرية.

وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حاتم الفلاحي أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ومن منطقة خان يونس تحديدا باتجاه مدن إسرائيلية، بما فيها تل أبيب، يحمل رسائل متعددة.


وأكد الفلاحي أن هذا الإطلاق يثبت أن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فشلت في وقف قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، ويظهر أن المقاومة لا تزال قادرة على استهداف مراكز الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي لدولة الاحتلال.

وأشار الخبير إلى أن الصواريخ المستخدمة، والتي يصل مداها إلى 90 كيلومترا، تنتمي إلى فئة "مقادمة2" وتحمل رؤوسا حربية تزن حوالي 50 كيلوغراما، مما يمنحها قدرة تدميرية كبيرة عند سقوطها في مناطق حيوية.

فشل القبة الحديدية

ولفت الفلاحي إلى أن هذه العملية تكشف عن فشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ، رغم ادعاءات الجيش الإسرائيلي بفعاليتها.

وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد قامت بتحويل منظومات الدفاع الجوي إلى جبهات أخرى، أم أن هذه الصواريخ تمتلك قدرة على اختراق المنظومات الدفاعية.

وشدد الخبير على أن هذه الحرب ليست فقط مع إسرائيل، بل مع الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الداعمة لها، مضيفا أن قدرة المقاومة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ بعد عام من الحرب، رغم الدعم الغربي الكبير لإسرائيل، يطرح تساؤلات حول حجم الترسانة التي لا تزال تمتلكها فصائل المقاومة.

وأشار الفلاحي إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، خاصة في منطقة جباليا، تثير علامات استفهام حول أهدافها الحقيقية، ورأى أن هذه العمليات قد تكون محاولة لتثبيت المقاومة في هذه المنطقة ومنعها من القيام بأي عمل عسكري.

جبهات متعددة

وأكد الخبير على وجود فشل استخباراتي إسرائيلي واضح في تقدير إمكانيات وقدرات فصائل المقاومة، وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية السابقة حول تدمير كتائب المقاومة قد ثبت خطؤها، مع استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات عسكرية وإطلاق صواريخ.

وحول الوضع على الجبهات الأخرى، أوضح الفلاحي أن إسرائيل تواجه تحديات متعددة، فهي غير قادرة على حسم المعركة في غزة، وتواجه تهديدات متزايدة على الجبهة اللبنانية، إضافة إلى استمرار الضربات من اليمن والعراق، وأشار إلى احتمال فتح جبهة إيرانية، مما يضع إسرائيل أمام سيناريو تصعيد على جبهات متعددة.

وانتقد الفلاحي التخبط في الخطط العسكرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن فتح أكثر من جبهة يؤدي إلى تشتيت الجهد العسكري والإمكانيات، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في القوة البشرية والقوى القتالية، مما يحد من قدرته على الحسم في جميع الجبهات.

ونوه الفلاحي إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل هو العامل الرئيسي في استمرار العمليات العسكرية، ومع ذلك، شكك في قدرة إسرائيل على تنفيذ خططها في غزة، خاصة مع التحديات المتزايدة على الجبهات الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية

في إطار حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة والمدمرة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، تزداد أعداد ومعاناة وآلام مبتوري الأطراف، معظمهم من الأطفال والنساء، لا سيما مع النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع.

ومن بين هؤلاء، الفلسطيني رائد أبو الكاس، الذي يجلس داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل في مدينة غزة، بانتظار دوره في تلقي خدمة العلاج الطبيعي والتأهيل الجسدي لاستخدام الطرف الصناعي، بعد أن بترت قدمه في قصف إسرائيلي أثناء ممارسة عمله في تشغيل آبار المياه.

وتجسد قصة أبو الكاس، أحد موظفي بلدية غزة، حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية، فقد بترت قدمه اليمنى واستشهد اثنان من زملائه. وبينما كان يحاول الجيران وأبناؤه إسعافه وسط الدمار والدخان، لاحقتهم الطائرات من جديد، فقتل أحد أبنائه وأصيب الآخر بإصابات بليغة أدت إلى بتر قدمه لاحقا.

يتذكر رائد أحداث ذلك اليوم بصوت يختنق بالألم يقول: كنت أفتح محابس المياه للمواطنين، وكنت أظن أن عملي في خدمة الناس سيحميني، لكن الاحتلال لم يترك لنا أي أمان. استهدفونا ونحن عُزّل، بترت قدمي أمام عيني، واستشهد ابني، وتعرض محمود لإصابة غيرت حياته للأبد.

إعلان

أما محمود، الذي كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا في صفوف ناشئي نادي الشجاعية، فيروي قصته لمراسل الأناضول، بصوت حزين: كنت ألعب كرة القدم يوميا، كان حلمي أن أرتدي قميص النادي وأسعد عائلتي، لكن الاحتلال دمر حلمي وبتر قدمي.

وأضاف: الآن أجلس على كرسي متحرك وأحلم فقط أن أركب طرفا صناعيا متطورا يساعدني على الوقوف مرة أخرى، حتى أعين والدي الذي بترت قدمه.

خلال الأشهر الماضية، خضع رائد ومحمود لعدد كبير من العمليات الجراحية داخل مستشفى المعمداني، في ظل ظروف طبية صعبة ونقص حاد في الإمكانيات، وتم تركيب أطراف صناعية لهما عبر مركز الأطراف الصناعية، إلا أن نقص المعدات والكوادر الفنية يؤثر على عمل المركز.

اليوم، يقضي الأب والابن عدة ساعات يوميا داخل مركز الأطراف، يتدربان على استخدام أطرافهما الصناعية، ويتلقيان جلسات التأهيل والتدريب، ووسط هذه الرحلة الشاقة، يحدوهما حلم واحد: السفر إلى الخارج لتركيب أطراف صناعية متطورة تمكنهما من استعادة جزء من حياتهما الطبيعية.

وبهذا الخصوص، قال رائد، وهو ينظر إلى نجله محمود بعينين حزينتين: لم يتبق لي من أبنائي إلا محمود، وزوجتي التي تتحمل العبء الأكبر في رعايتنا، وحلمنا أن نركب أطرافا خفيفة نتمكن من خلالها أن نساعد بعضنا بعضا ونعيش بكرامة.

ويقاطعه محمود قائلا: أحلم بالسفر، أريد أن أركض مجددا، أن أعود للعب الكرة ولو بشكل بسيط مع أصدقائي (..)، الاحتلال دمر أحلامي، لكن لم يدمر إيماني بأننا سنعود للحياة.

 أعداد مضاعفة

ويشهد قطاع غزة تصاعدا كبيرا في أعداد المصابين بحالات البتر نتيجة الإبادة الإسرائيلية المدمرة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.

إعلان

وسُجلت 4700 حالة بتر بسبب الحرب الإسرائيلية، ضمن قوائم برنامج صحتي، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.

وشدد مهنا، للأناضول، على أن تضاعف أعداد حالات البتر المسجلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ناتج عن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين.

وقال: إنّ مركز الأطراف الصناعية استقبل نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ويتم متابعتهم دوريا عبر المختصين والطواقم الفنية.

وأضاف أن المركز تمكن منذ بداية الحرب من تركيب أطراف صناعية لنحو 100 مصاب، كما قام بتسليم عشرات الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة للمحتاجين.

وأشار مهنا إلى تزايد الطلب على خدمات المركز يوميا.

وحذر من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى ارتفاع عدد الحالات بشكل كارثي، خاصة أن 48% من حالات البتر الجديدة هي لسيدات، و20% لأطفال،مما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.

 نقص حاد

وأشار مسؤول الإعلام والعلاقات العامة إلى أن المركز يعاني من نقص في المواد الخام الأساسية لتصنيع الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى حاجة ماسة للأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار اللازمة للمعدات الموجودة، مما يعيق تقديم الخدمات بشكل فعال للمصابين.

وبين مهنا أن الطواقم العاملة في المركز، التي تعمل تحت ضغط شديد وبإمكانيات محدودة، تكافح يوميا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المصابين، مع الحاجة إلى مضاعفة الكوادر البشرية لمواكبة هذه الزيادة الكبيرة.

وتخضع حاليا 320 حالة للعلاج الطبيعي داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل، حيث تُقدم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيلي ومتابعة تركيب الأطراف الصناعية والصيانة الدورية لها، بحسب مهنا.

إعلان

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • غزة العصية على الانكسار.. قراءة إسرائيلية وغربية لصمودها الأسطوري
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • ألف طائرة مسيّرة لكل فرقة قتالية: الجيش الأميركي يطلق أكبر تحول عسكري منذ الحرب الباردة
  • عاجل. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لا يستبعد توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة ويتوعد بتدمير حماس
  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • العدو الإسرائيلي يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية
  • عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحرب
  • جيش الاحتلال يحشد قواته الاحتياطية لتوسيع عملياته العسكرية في غزة
  • القواعد العسكرية لكيان العدوّ الإسرائيلي.. رعب متواصل من الفرط صوتي
  • مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية