سي إن إن: كيف أصبحت أحداث 7 أكتوبر نقطة تحول في السياسة الأمريكية
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سرد تقرير تحليلي نشرته شبكة /سي إن إن/ الأمريكية اليوم الاثنين كيف أصبحت أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي نقطة تحول في السياسة الأمريكية.
وذكر التقرير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد - عقب وقوع أحداث السابع من أكتوبر- بالوقوف إلى جانب إسرائيل، وفي ذلك الوقت، لم يكن أحد يعرف العواقب السياسية الدولية والمحلية لوعده.
وقال التقرير إن الحرب التي تلت ذلك أدت إلى توتر التحالف بشدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كما كشفت ووسعت بعض الانقسامات السياسية الأكثر عمقا في أمريكا قبل الانتخابات الرئاسية العاصفة بالفعل بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب الشهر المقبل.
وأشار إلى أن أحداث السابع من أكتوبر لم تؤد فحسب إلى حدوث تحول في التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط مع مواجهة إسرائيل لحماس، ثم حزب الله، ثم إيران عدوها اللدود، بل أشعلت كذلك سلسلة من الأحداث التي أثرت على حياة عدد لا يحصى من الأشخاص، وأطلقت العنان لاضطرابات سياسية على بعد آلاف الأميال على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وبحسب التقرير، تزامنت تداعيات 7 أكتوبر مع السياسة السامة لعام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.. وأكدت الاحتجاجات في الحرم الجامعي الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي، الذي سرعان ما شهد اضطرابات سياسية غير مسبوقة مع تخلي بايدن عن محاولته إعادة انتخابه ودعم نائبته هاريس قبل أشهر فقط من الانتخابات. وفي السباق الجديد بين هاريس وترامب، تستمر الأحداث في الشرق الأوسط في إحداث ارتدادات قد تؤثر على نتائج الانتخابات.
وقال تقرير /سي إن إن/ إن الحرب الإسرائيلية في غزة - والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين - ربما أدت إلى تحطيم آمال الولايات المتحدة في حل الدولتين، وتحولت إلى أعظم أزمة خارجية لإدارة بايدن.. كما يهدد تصعيد إسرائيل للحرب ضد حزب الله في لبنان بتوريط واشنطن وإشعال صراع مباشر مع إيران، وهو ما تم تجنبه حتى الآن فيما يقرب من نصف قرن من العداء.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض مرارا محاولة الرئيس الأمريكي للتخفيف من الخسائر بين المدنيين للحرب في غزة وتجاهل أولويات واشنطن عندما تباعدت المصالح الأمريكية والإسرائيلية. ونتيجة لذلك، عانت إدارة بايدن من تآكل كبير في سلطتها على الساحة الدولية وتعرضت أولويات سياستها الخارجية للتهديد.
وذكر التقرير أن أحداث 7 أكتوبر ورد إسرائيل عليها كشف عن الانقسامات في المجتمع الأمريكي والسياسة الداخلية، مشيرا إلى أن واشنطن شاركت في التوسط في السلام في الشرق الأوسط لعدة أجيال.. لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يتحول أبدا إلى قضية سياسية داخلية خطرة كما حدث بعد 7 أكتوبر.
وتسببت لقطات الانتقام الإسرائيلي ضد حماس في غزة والمشاهد المروعة للأطفال والمدنيين الفلسطينيين القتلى في رد فعل عنيف معادٍ لإسرائيل على اليسار مما وضع ضغوطا سياسية خطيرة على بايدن ثم هاريس.
وأدى الغضب بين التقدميين تجاه إسرائيل وفشل إدارة بايدن في كبح جماح نتنياهو إلى انقسام الائتلاف الديمقراطي.. ورفض الآلاف من الناخبين العرب الأمريكيين وغيرهم دعم بايدن في الانتخابات التمهيدية، وقد يحكم احتمال احجامهم عن المشاركة في انتخابات الشهر المقبل أو التصويت لحزب ثالث، وخاصة في ولاية متأرجحة حاسمة مثل ميشيجان، على آمال هاريس في البيت الأبيض بالفشل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحداث السابع من أكتوبر السياسة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
طرد سفير إسرائيل من مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.. تصعيد دبلوماسي وتداعيات سياسية
في واقعة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، شهد مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حادثة دبلوماسية غير مسبوقة، تمثلت في طرد السفير الإسرائيلي من قاعة الاجتماعات أثناء انعقاد القمة السنوية للاتحاد. الحادثة لم تكن عابرة، بل حملت رسائل سياسية واضحة، تعكس موقفًا أفريقيًا يتجه تدريجيًا نحو التصعيد في مواجهة السياسات الإسرائيلية، خصوصًا في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
تفاصيل الواقعة.. رفض جماعي وترحيل تحت الحراسةبدأت القصة عندما حاول السفير الإسرائيلي دخول إحدى الجلسات الرسمية ضمن فعاليات القمة، ليفاجأ برد فعل قوي من جانب ممثلي عدة دول أفريقية. اعتبر هؤلاء أن وجوده في المؤتمر يمثل استفزازًا صريحًا في ظل ما وصفوه بـ"العدوان الوحشي" على الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة.
وتحت ضغط الاحتجاجات، لم تجد إدارة المؤتمر بُدًّا من مطالبة السفير بالمغادرة، وتم إخراجه تحت حراسة أمنية مشددة، في مشهد لفت أنظار الصحافة الدولية، وتناقلته وسائل إعلام عدة، أبرزها قناة "روسيا اليوم".
ليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، إذ سبق أن تم طرد ممثلة إسرائيلية، شارون بار-لي، من جلسة سابقة للاتحاد في فبراير 2023. ورغم حصول إسرائيل في يوليو 2021 على صفة "مراقب" داخل الاتحاد بعد مساعٍ دبلوماسية استمرت لعقدين، فإن هذه العضوية ظلت محل رفض واسع من بعض الدول، وعلى رأسها جنوب إفريقيا والجزائر.
الدول الرافضة اعتبرت منح تل أبيب هذا الوضع يتناقض مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي المؤيدة للقضية الفلسطينية والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال والانتهاكات بحق المدنيين.
الموقف الأفريقي من العدوان على غزة.. إدانة جماعية ودعم قانونيشهدت قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2024 تصعيدًا واضحًا في اللهجة تجاه إسرائيل، حيث وصف البيان الختامي للاتحاد الحرب على غزة بأنها "وحشية"، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
كما أعلن الاتحاد دعمه لدعوى جنوب إفريقيا المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب "جريمة الإبادة الجماعية". هذا الدعم الرسمي شكّل سابقة في مواقف الاتحاد، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية باتت تحظى بزخم سياسي وقانوني كبير داخل القارة.
أشار الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، إلى أن طرد السفير الإسرائيلي لم يكن إجراءً اعتباطيًا، بل يمكن تبريره قانونيًا من عدة جوانب.
أولًا، وفقًا لمبدأ "حسن السير والنظام العام" للمؤتمرات الدولية، فإن وجود ممثل لدولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قد يُعد تهديدًا لسير المناقشات أو إساءة لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية.
ثانيًا، المادة الرابعة من ميثاق الاتحاد الإفريقي تنص على احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهي مبادئ تجعل من غير المقبول حضور ممثل دولة تُتهم بارتكاب أخطر الجرائم الدولية.
ثالثًا، يرى سلامة أن دعوة إسرائيل قد تكون خطأ إجرائيًا من الجهة المنظمة، خاصة وأنه تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات توجيه الدعوة، مما يجعل تصحيح هذا الخطأ عبر إبعاد السفير إجراءً مشروعًا لحفظ وحدة الاتحاد ومبادئه.
الحدث الأخير ليس مجرد واقعة دبلوماسية عابرة، بل يعكس تحولًا في الموقف الإفريقي إزاء السياسات الإسرائيلية. ومع استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية، يبدو أن الاتحاد الإفريقي يسير نحو تبنّي نهج أكثر صرامة في الدفاع عن حقوق الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وفي ظل تزايد الدعوات الأفريقية للمساءلة الدولية، فإن هذه الحادثة قد تشكّل بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين القارة الإفريقية وإسرائيل، قائمة على مراجعة المواقف وتغليب مبادئ العدالة وحقوق الإنسان على المجاملات السياسية.