سودانايل:
2024-10-07@13:39:03 GMT

للمدن تفرد وحديث: الغرب

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

واشنطن (١)

فرحت أنني وجدت في واشنطن أخي الكريم الدكتور محمد خير عثمان . عمل سفيرا ووزيرا للتربية ، واستاذ في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان.

تطيب لي صحبته أني وجدته، فهو خير مثال على مايوصف هذه الأيام ب- (الأصالة)و(المعاصرة). اذا حدثك عن اداب الانجليز وفلسفات التربية وعلوم الغرب،أغناك . واذا حدثك عن قبائل السودان وتاريخه وتراثه الشعبي سرك واعجبك وكأنه لشدة تواضعه وعذوبة حديثه، واحد من أهلنا المزارعين البسطاء في ديار الشايقية ، من نواحي مروي او نورى ، أبدا لم يبرح الأرض.



لاعجب ، فقد قضى الفترة الاولى من تعليمه في معهد (بخت الرضا ) العتيد ايام عنفوانه ، على عهد (مستر قريفث) وعبدالرحمن على طه ومكي عباس وأحمد الطيب ، وبقية أولئك الرعيل الاول من الاساتذة العمالقة ، رحمهم الله.

كان معهد (بخت الرضا ) للتربية بمثابة تجربة رائدة في التعليم ، يجمع بين التحصيل النظري والخبرة العملية، يخرج الطلبه من صفوف الدرس الى العمل في الحقول. الامر الذي اكسبهم نضجا ودراية ميزتهم عن أقرانهم من أجيال الخريجين من مدارس السودان . بوسعك أن تميز (ابن بخت الرضا ) بين عشرات الناس.

اكتسب معهد (بخت الرضا ) شهرة واسعة ، واصبح مثلا يحتذى به في أفريقيا وفي العالم الثالث. وقد صار مؤسسه (مستر قريفث) فيما بعد ، أستاذا للتربية في جامعة أكسفورد.
القضارف هي موطن صديقي الدكتور محمد خير ، وانا لاأعرفها الا سماعا، فرجوته أن يصفها لي. فكتب لي هذا الوصف الجميل:
" قيل في اسمها ان أصله يعود إلى أعالي سلسلة التلال الحادة المتعرجة في حدودها الشرقية التي تشبه القضاريف(جمع قضروف ). وتعرف كذلك بأنها (قضروف سعد)، وهو رجل قبطي، قيل انه اول من زرع الفواكه هناك ....الجوافة والقشطة واللارنج وفواكه لم يعرفها السودان الا مستوردة من الشام لوجهاء العاصمة ، او كالتي في جبل مرة،والتي تستهلك محليا هناك.
يعرفها الكثيرون أيضا (أعني القضارف) ، بسوق (أب سن).
التركيبة السكانية للقضارف من أعجب العجائب. توافد اليها مختلف قبائل السودان. هناك ايضا ذرية ضباط وجنود الحامية القديمه التي أقامها محمد على الكبير وأبناؤه لحماية الحدود الشرقية للسودان. ومنهم الأتراك والأكراد والشركس والقوقاز والألبان. وهناك جاليات وادعة ومسالمة من الاغريق والقبارصة ومن المغرب الكبير ، ومن الشرق الصومال والجبرته(مسلمو الحبش)والحبش الامهرا الارثوذكس وأفارقة غرب أفريقيا.

من هذا الخليط تتعانق مآذن وصوامع وصلبان وأهلة ورايات، لاتتنافس الا في السباق نحو السماء . كل هذا الموزاييك العجيب يكون في مجموعه هذا المعنى الذي هو (القضارف ).
والقضارف من أكثر بلدان السودان مواسم سنوية . والمواسم فيها لايستحي بعضها من بعض. لاتتداخل أو تتمانع ...الرشاش رشاش ، والخريف خريف، والدرت (وقت الحصاد) درت، والصيف صيف.

كانت القضارف في مرحلتها الذهبية (فيما بعد سنوات الحرب والى وقت ليس بالبعيد ) هي عروس الاقتصاد السوداني.
كما ذكر في الحلقة السابقة كانت القضارف في مرحلتها الذهبية (فيما بعد سنوات الحرب والى وقت ليس بالبعيد ) هي عروس الاقتصاد السوداني . بدأت فيها الزراعة الالية وانتشرت وازدهرت ، وتضاعف فيها السكان وازداد الوعي وأصبحت قبلة المستثمرين من جميع أطراف القطر. وكانوا سرعان ماتطيب لهم الاقامة في رحابها الكريمة.
في تلك الفترة ازدهرت أيضا الخدمات التعليمية الشعبية (زيادة سكانية + ازدهار اقتصادي+ وعي عام يساوي ثورة تعليمية حقيقية ) . لجنتها التعليمية تذكرني بمجالس الجامعات العريقة ، بل ومجالس ادارات الشركات الكبرى .
كانت اللجان تضم كل طوائف المواطنين . الخواجات وأولاد البلد من تجار ومتعلمين ومزارعين. وكان التعليم يقوم على لامركزية لا أعرفها الا في النظام البريطاني والامريكي والسويسري . وكان التعليم الحكومي - وهذه حقيقة هامة - يعيش كما تنمو الحشائش الصغيرة في ظل الدوحة الباسقة.
كانت أول مدرسة وسطى في القضارف أهلية وأول مدرسة ثانوية للبنين والبنات أهلية. والان الجامعة فيها هي بكل الاعتبارات جامعة أهلية.
كانت القضارف أيضا (عكاظ الشرق). فيها نشأ ونبغ شعراء وصحافيون من أمثال عمنا الريفي وعبدالله رجب والسلمابي والشاعر الكبير ( المغمور) ابراهيم عوض بشير وشاعر الاستقلال عبدالواحد عبدالله يوسف والشاعر الكبير محمد عثمان كجراي . وفي القضارف نشأ وصدح الفنان العظيم عبدالكريم الكابلي ...

ولو استزدتمونا لزدناكم . ولك الود.
"محمد خير عثمان".

زكي حنا تسفاي

zakihanna@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مصير الحراك الرئاسي يتضح هذا الاسبوع وحديث عن بدء البحث بالأسماء

يفترض ان يتضح هذا الاسبوع مصير الحراك المستجد، لاخراج الملف الرئاسي من المراوحة القاتلة التي يشهدها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ل" اللواء" ان كل ما يتم تداوله بشأن ملف رئاسة الجمهورية لم يرتق إلى مستوى اتمامه مع العلم أن الاتصالات انطلقت في سياق تهيئة الأجواء كي تنعقد جلسة الأنتخاب بعد مناقشة الأسماء ، ونفت أن يكون قد تم الاتفاق على اسم  محدد لاسيما أن هناك جملة مشاورات تحصل وفي كل الأحوال لا تزال مبادرة الحل الأنقاذي تنقلت بين القوى السياسية ، معلنة أن المجال لا يسمح بترف الوقت.

وكتبت" الديار": وبحسب مصادر نيابية واسعة الاطلاع فان «الدخول قي لعبة الاسماء قد حان، ومن المفترض ان يتقدم كل حزب باسم او اسماء مرشحيه هذا الاسبوع.. على ان تكون هذه الاسماء جدية، لا للحرق كما حصل في المرحلة الماضية».
واوضحت المصادر ان «رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بخطوات الى الامام في هذا الملف، وبالتالي المطلوب ملاقاته في منتصف الطريق، والا سيكون جليا ان هناك قوى تعول على انكسار المقاومة لتفرض رئيسا بالقوة في مرحلة لاحقة. واضافت:»هناك ٣ اسماء جدية يتم التداول فيها ، ويفترض التوجه الى مجلس النواب لانتخاب احدها وهي جوزاف عون، الياس البيسري وجورج خوري». 

وكتبت" الاخبار": لا يبدو ان الولايات المتحدة وحدها من يهتم يتغيير الواقع السياسي في لبنان. اذ سارع العدو الاسرائيلي الى عرض خدماته. وهو ما ظهر في الحديث بين رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وعاتبه على مواقفه من وقف توريد السلاح الى إسرائيل.
وحسب ما نشر في تل أبيب، فإن نتنياهو أكد لماكرون «أنه مثلما تدعم إيران جميع أجزاء المحور الإيراني، فمن المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل خلفها، وألّا يفرضوا قيوداً عليها من شأنها أن تؤدي فقط إلى إضعاف موقفها». لكن اللافت في ما نشره مكتب نتنياهو أنه قال للرئيس الفرنسي إن «التحركات الإسرائيلية ضد حزب الله تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان لمصلحة الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة بأكملها». وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الأخبار» إن نتنياهو «حثّ ماركون على الاستفادة من ضرب حزب الله من أجل تقليص نفوذه في إدارة السلطات كافة داخل لبنان، وتسهيل التسوية التي تعرضها فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية للمسألة اللبنانية الداخلية». وقد أعلن أن البحث المفصّل سيتم خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي طلب مواعيد مع المسؤولين في إسرائيل.
على ان الاميركيين لا يتمنّون فقط، بل يهوّلون ويهدّدون بأن كلفة عدم السير في خطتهم، هي المزيد من الخراب والفوضى والدماء. وقد استنفرت الولايات المتحدة كل أدواتها لدعم المشروع، ليسَ في الداخل اللبناني وإنما أيضاً في الخارج

مقالات مشابهة

  • ميدو : رحيل حمدالله سبب التحول الكبير لـ ‎بنزيما في ‎الاتحاد .. فيديو
  • مصير الحراك الرئاسي يتضح هذا الاسبوع وحديث عن بدء البحث بالأسماء
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1.500 سلة غذائية في محلية القلابات الغربية بولاية القضارف في جمهورية السودان
  • محمد بن راشد في ذكرى وفاة الشيخ راشد: كانت حياته عملاً دائماً
  • محمد بن راشد: رحم الله الشيخ راشد.. كانت حياته عملاً دائماً وجلساته حكماً وبناءً
  • محمد بن راشد: رحم الله الشيخ راشد.. كانت حياته عملاً دائماً وجلساته حكم وبناء
  • السودان يتسلم 1.4 مليون جرعة من اللقاح ضد الكوليرا
  • السودان يتسلم 1.4 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا
  • الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟