في ذكرى مرور عام كامل على "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة الدموية على غزة يثار التساؤل حول تطورات الدور المصري طوال العام، وكيف كان مندفعا في بداية الأمر، حتى انحسر ذلك المشهد بشكل ملفت خلال الشهرين الأخيرين.

وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، حيث عبر مقاومون من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السياج الحدودي لغزة، وشنوا هُجوما بريا وبحريا وجويا على مستوطنات غلاف غزة، وأسرت "كتائب القسام" من 200 إلى 250 جنديا ومستوطنا إسرائيليا.



في المقابل، أطلقت الآلة العسكرية الإسرائيلية عدوانها المسمى بـ"السيوف الحديدية" مستخدمة جميع الأسلحة والتي ارتكبت على مدار عام جرائم تدمير كامل البنية التحتية للقطاع، وتشريد نحو 2.3 مليون فلسطيني، إلى جانب استشهاد نحو 41 ألفا و689 فلسطيني وفق بيان وزارة الصحة في غزة، الأربعاء.


"توافق ثم تراجع وتوتر"
الدور الدبلوماسي المصري بدا فاعلا بعد نجاحه ودولة قطر في فرض الهدنة بعد 49 يوما من القتال الدامي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حيث تم إطلاق سراح 105 أسير من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، مع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغاز، للقطاع.

حينها أعلنت واشنطن عن تقدير أمريكي لدور القاهرة عبر اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن، برئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وفي أيار/ مايو الماضي، رصدت دراسة لـ"المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية"، دور مصر في احتضان جولات المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بمشاركة قطر وأمريكا خلال 6 أشهر من الحرب، واستقبال العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وفي الأثناء، حصلت مصر على دعم دولي قال مانحوه إنه "لمعالجة التداعيات المتزايدة الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس على حدودها"، وذلك من جهات عديدة أهمها إعلان الاتحاد الأوروبي في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، دعم مصر  بـ9 مليار يورو (9.8 مليار دولار).

وفي 6 آذار/ مارس الماضي، وافق صندوق النقد الدولي، على زيادة قيمة تمويل مصر من 3 إلى 8 مليارات دولار.

وفي 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، تقديم كامل المساعدات العسكرية لمصر والمقدرة بـ 1.3 مليار دولار، دون اقتطاع لأول مرة منذ العام 2020.

لكن، تقرير لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، والذي جاء بعنوان "حرب غزة تقوّض العلاقات المصرية الإسرائيلية"، رصد ما أسماه "تحول كبير في العلاقات الثنائية"، وتراجع الدور المصري من التوافق مع إسرائيل منذ عام 2013، حينما طلبت القاهرة مساعدة تل أبيب في حربها في سيناء، إلى التوتر بسبب حرب غزة وخاصة مع احتلال إسرائيل محور فيلادلفيا في أيار/ مايو الماضي.

قال التقرير إنه "بعد سنوات من العلاقات الودية، دفعت حرب غزة العلاقات المصرية الإسرائيلية مجددا إلى الحضيض"، مشيرا إلى أنه "في 27 أيار/ مايو الماضي، فتحت القوات المصرية المتمركزة على حدود غزة النار على القوات الإسرائيلية المتواجدة في رفح".

ولفت إلى أنه "شكلت الأنفاق العابرة للحدود سببا آخرا للاحتكاك الثنائي المتزايد"، مشيرا إلى أنه في كانون الثاني/ يناير الماضي، ألمحت إسرائيل إلى أنها ستسيطر على "محور فيلادلفيا"، وهو ما رفضته القاهرة معتبرة أنه انتهاك للالتزامات الأمنية المنصوص عليها في معاهدة السلام 1979.

وذكر المعهد الأمريكي أن "بعض الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها القاهرة خلال الحرب أدت إلى زيادة الاحتكاك الثنائي"، ضاربا المثل بانضمام القاهرة لجنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل بـ"محكمة العدل الدولية"، بتهم ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.


"الخسارة كبيرة"
وفي قراءته وتقييمه للدور المصري مع مرور عام على طوفان الأقصى، وأسباب توهج دور القاهرة ثم خفوته بشكل دراماتيكي، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل: "طوفان الأقصى كشف جميع المواقف العربية بما فيها الموقف المصري".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "الأمن القومي المصري يقتضي التعاون مع المقاومة، ولكن أمريكا خلقت امتيازات للمنصب الحكومي بنظام الحكم يتناقض تماما مع مصالح مصر القومية، وبالتالي فهذا يعتبر نزيفا للقوة المصرية المتبقية".

وأوضح أن "مصر كانت تستطيع أن توقف إسرائيل عند حدها وبالطرق الدبلوماسية، أيضا؛ ولكن تراجع الدور المصري لدرجة أنه أصبح وسيطا فقط، ثم هناك تقارير تقول إن الحكومة المصرية تساعد إسرائيل وتمنحها أدوية وطعاما وغير ذلك".

ويعتقد أنه "إذا تغاضينا عن هذه النقطة فمعنى ذلك أن الحكومة تعمل ضد مصلحة الوطن ولمصلحتها الشخصية مع أمريكا وإسرائيل، وبالتالي فالخسارة كبيرة جدا، والحكومة المفروض أنها جزء من الدولة، ولكنها تجعل من نفسها الدولة".

وختم مؤكدا أن "الدولة هي الشعب والإقليم ثم الحكومة كإدارة، أو النظام السياسي بفروعه الثلاثة التنفيذي والتشريعي والقضائي يدير الدولة وفقا للدستور ووفقا لآمال الشعب".


"غير قادرة وغير راغبة"
وفي رؤيته، قال السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع: "لا أعتقد أن دور القاهرة ظل محط أنظار العالم، ولا أظن أن ذلك من باب المدح، بمعنى أنه كان مساندا ومؤيدا".

المتحدث السابق باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري الحاكم سابقا، أضاف لـ"عربي21": "فقط ربما كانت بعض الدول تحسن الظن بأن القاهرة قادرة على التدخل لوقف العدوان، أو حتى في المراحل الأخيرة ظن البعض أن مصر ستتدخل لصالح إنهاء الحرب، والتفاوض، كرغبة الغربيين في الوصول لتحرير الأسرى القضية التي تهمهم، حيث لا يهمهم هنا الفلسطينيين ولا الدمار الذي حدث".

ويعتقد زوبع، أنه "لا القاهرة قادرة ولا القاهرة راغبة في القيام بهذا الدور، وللقيام بأي عمل يجب أن يكون لديك الرغبة والقدرة، ومصر فقدت القدرة والرغبة لأنها عبرت عن انحيازها لإسرائيل".

وأوضح أنه "دائما ما كانت القاهرة تنطلق في التفاوض وحتى في عهد حسني مبارك من قاعدة أنها بوابة فلسطين وأن كل العالم العربي يحترم كلمتها، واليوم سمع الجميع قول محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) إن القضية لا تهمني، وبالتالي السعودية لا تدعم أي دور، والإمارات تعتبر نفسها رفيقة درب إسرائيل وتحافظ عليها، والأردن تعتبر نفسها البوابة الشرقية لحماية الكيان".

ومن هنا مضى السياسي المصري يقول: "وبالتالي أنت أمام متغيرات من الداخل ومعطيات تشير لضعف السياسة المصرية والحكومة المصرية والواقع المصري، ومن الخارج التغير الحاصل في موازين القوى، هذا التغيير يجعل من الصعب أن يكون للدور المصري قيمة بمعنى قيمة تأثير فعلي".

"خسارة الدور التاريخي"
وفي إجابته على السؤال: هل حققت القاهرة نجاحات ذاتية أو استفادة مالية أو تعاظم لدور خارجي من دورها خلال العام، وما الخسائر التي لحقت بها ونظامها خلال عام من طوفان الأقصى؟، أكد أن "ما فعلته القاهرة أنها باعت الدور أو إمكانياتها بالتدخل الفعال الإيجابي نظير المال؛ وهناك أموال رصدها الاتحاد الأوروبي وأمريكا لمصر، وإشادة من واشنطن وبروكسل".

وأوضح أن "خسارة مصر لدورها جاء لاعتقاد القائمين بالعمل في مصر أن المال أهم من الدور السياسي، وبالطبع هي تجارة رخيصة، وبيع بخس الثمن، لأنه، حتى لو بعت الدور المصري بمئات المليارات فالدور المصري تم بناؤه عبر سنوات وعقود وعهود".


وأكد أنه "لا يستطيع القول إن السلطة في مصر سلطة غبية، وإنما هي سلطة متواطئة، وبالإضافة إلى تواطؤها يأتي الغباء، لأنه حتى وهي تطلب الثمن تحصل على مقابل أقل بكثير جدا من دورها، لأن الدور المصري يجلب احترام الشعوب والعالم، ويجعلك كما يقولون لك دور محوري مركزي واليوم ليس كذلك ولن يكون".

وفي نظر زوبع، فقد "خسرت مصر دورها ومكانتها واسمها وسمعتها في العالم العربي، وكان إذا تورطت إسرائيل لابد من دور لمصر، وحين أتحدث في برنامجي اليومي عن دور أي دولة متراجع في القضية الفلسطينية، يقال لي وماذا عن مصر؟، فهي وضعت النموذج السيئ لمن يفرط ويبيع".

"فقدان الأدوات والعقيدة"
وتابع: "اليوم مصر تعلن أنها مستعدة للتدخل للتفاوض بين الأطراف، أية أطراف؟، بينما ليس مسموح لك في مصر إلا بالتماهي مع الدور الإسرائيلي، ولا يمكن أن تتحدث عنها، ولا فائدة لك، وإذا كانت أمريكا التي تمد إسرائيل لا تقدر عليها".

وتساءل: "عندما تدخل كوسيط، ما هي أدواتك؟، وعلى أي شيء يستند النظام في إعلان استعداده للتدخل؟، هل لديك دبلوماسيين ناجحين، ووزارة خارجية نشيطة ومكانة وكلمة مسموعة؟، أنت خسرت خسارة تدفعنا إلى الحزن والألم، لأنه ليس الخسائر فقط عسكرية وقد تكون خسائر في الإرث والأصول التي تملكها البلد".

وختم بالقول: "لا يهمني أن يكون لدي وزير خارجية فاشل، ولكن يجب أن يكون هناك تصور استراتيجي لدور الخارجية، ولكن للأسف ليس لدي هذا الشخص وعندي تصور سيء لانسحاب العالم العربي، وأنني لست قادرا ولا كبيرا ولا راغبا، فالمقاتل لا يقاتل عن المعدة العسكرية معه فقط، ولكن بناءا على عقيدة، وإذا لم تكن هناك عقيدة الخارجية والدفاع والعمل، بطبيعة الحال ستكون بلا روح ولا دور".


"10 سنوات من التجفيف"
وفي رؤيته، يرى البروفيسور، والسياسي المصري، المقيم في لندن، إبراهيم فهمي، أن تراجع دور مصر الإقليمي ليس وليد هذه الأزمة، ولكنه يعود "لعشر سنوات مضت، ويعود لسبيين، الأول: تجفيف السلطة الحاكمة لمنابع السياسة وتجاهل الكفاءات المهنية المستقلة المهتمة بالعمل السياسي والاقتصادي من أهل العلم والخبرة، بل والتضييق عليهم مقابل فتح الأبواب لأنصاف الكفاءات من أهل الولاء والثقة في الاستحواذ على المناصب القيادية الرسمية في الإدارة والاقتصاد".

الخبير الدولي في إدارة الصناعات البحرية، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "والسبب الثاني: عدم فهم أنصاف الكفاءات قيمة مصر وحضارتها وثقلها الإقليمي والدولي وقوتها الناعمة وتأثيرها التاريخي والجغرافي في كل قضايا الشرق الأوسط، فقاموا بتقزيم مصر عن طريق تكرار سيناريو الاقتصاد التابع المعتمد علي ديون هائلة جعلت القرار المصري مرهونا برضا الدائنين -وللدقة- أصبحت القاهرة رجل العرب المريض وهو تشبيه لوضع اسطنبول في مطلع القرن العشرين".

ويرى أنه "نتيجة لذلك أصبحت مصر غير قادرة على بسط قوتها الناعمة التي انحسرت بشكل دراماتيكي حتى تم محاصرتها بالعديد من المشكلات الإقليمية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فضلا عن المشكلات الاقتصادية الداخلية الناتجة عن الإدارة غير الرشيدة لملفات التعليم والصحة والصناعة والنيل والثروات من البترول والغاز والمعادن".

"حتى تجرأ عليها صغار الدائنين وفرضوا نفوذهم على العديد من الشركات والمؤسسات والملفات الاستراتيجية محاولين سلب دور الأخ الكبير الذي كانت تقوم به مصر سابقا وتهميشها في موازين القوى المؤثرة"، وفق قوله.

في نهاية حديثه أكد أن "مصر تستطيع القيام من عثرتها واستعادة دورها الإقليمي وحل مشكلاتها الاقتصادية بفتح الأبواب لعودة الكفاءات المستقلة من أهل العلم والخبرة، وهم بالآلاف واستدعائهم للمشاركة الفعالة في إدارة البلاد بتمرير فيضان في نهر السياسة الجاف".


"معدومة الثقل والمكانة"
ويعتقد الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي صلاح الدين العواودة، أن "دور مصر ارتبط بسخونة المشهد بقطاع غزة؛ فعندما كانت المعارك على أشدها ومسألة الأسرى على رأس سلم الأولويات برز الدور المصري كوسيط، إضافة إلى أهمية الدور المصري في مسألة الحدود من حيث منع التهجير من جهة وإدخال المساعدات الإنسانية من جهة أخرى، إضافة إلى قضية التهريب في خلفية المشهد".

الباحث بمركز "رؤية للتنمية السياسية"، بإسطنبول، أضاف في حديثه لـ"عربي21"، "واليوم وقد انتقلت الأنظار بشكل كبير إلى لبنان وإيران خفت الحضور المصري".

وفي تقييمه لحجم مكاسب أو خسائر مصر من موقفها إزاء حرب غزة، يرى أنها "خسرت كثيرا رغم بروزها كوسيط؛ فهي لا هي مع ستي بخير ولا مع خالتي بعافية، وإسرائيل اتهمتها بتهريب السلاح لغزة، واتهمتها بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، وجمهور المقاومة أيضا اتهمها بالتعاون مع الاحتلال، وقناة السويس خسرت كثيرا بسبب إغلاق باب المندب".

وختم بالقول: "ورغم ما أخذته من أموال من مغادري قطاع غزة، إلا أنه لم يعوض ما كانت تربحه من البضائع التي كانت تدخل إلى غزة قبل الحرب؛ وفوق هذا كله فإن مصر العمق العربي والثقل العربي بدت معدومة الثقل والمكانة في أهم قضية للعرب وعلى حدودها".


"المسكوت عنه أهم وأخطر"
وفي رؤيتها السياسية، قالت الكاتبة الصحفية مي عزام: "في الحقيقة صعب التكهن بما يدور وراء الأبواب المغلقة، والمسكوت عنه أهم وأخطر مما يعلن عنه".

وفي حديثها لـ"عربي21"، أضافت "ليس لدي إجابات شافية لأنه ليس هناك معطيات متاحة"، مشيرة إلى أنه "وبالنسبة لخسائر مصر فقد تحدث عنها السيسي، حين ذكر نقص إيرادات قناة السويس، بسبب تهديدات الحوثيين".

وفي 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن السيسي، أن خسائر مصر من دخل قناة السويس خلال عام من حرب غزة تتجاوز 6 مليارات دولار، بفقدان ما يصل إلى 60 بالمئة من دخلها

لكن عزام، أكدت على وجود خسارة أخرى قائلة: "هناك خسارة لمكانة مصر كوسيط مهم، بسبب توقف المفاوضات نتيجة تعنت نتنياهو، وأيضا بسبب التواجد الإسرائيلي في محور صلاح الدين ومعبر رفح"، خاتمة بقولها عن مكاسب القاهرة: "لا أجد مكاسب ظاهرة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة المصري السيسي رفح مصر السيسي غزة رفح عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الدور المصری فی حدیثه حرب غزة إلى أنه أن یکون ما کانت

إقرأ أيضاً:

مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة دراسة بشأن تطوير النظام الجمركي المصري

بدأ مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة المنعقدة الآن برئاسة المستشار بهاء أبوشقة وكيل المجلس في مناقشة تقرير لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار عن الدراسة المقدمة من النائب  محمد أبو غالي بشأن تطوير النظام الجمركي المصري مع دراسة تحليلية لقياس زمن الإفراج في الجمارك المصرية.

 و استعرض النائب محمد أبوغالي عضو مجلس الشيوخ  تقرير  لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار عن الدراسة المقدمة منه  بشأن تطوير النظام الجمركي المصري مع دراسة تحليلية لقياس زمن الإفراج في الجمارك المصرية.                                   

وقال النائب إن التخليص الجمركي يعد عنصرا أساسيا في تسهيل حركة التجارة الدولية، حيث يمثل حلقة الوصل بين البضائع ودخولها أو خروجها من الدول وهي عملية ضرورية لضمان الامتثال الجميع اللوائح والمعايير التي تحددها الدول، بما في ذلك معايير السلامة العامة، والصحة، وحماية البيئة.

أبو شقة يفتتح الجلسة العامة لمجلس الشيوخزراعة الشيوخ توصي بإعلان أسعار الضمان للمحاصيل الاستراتيجية قبل زراعتها بوقت كاف

وأضاف  : “بالتالي تعد مؤشرا حيويا على كفاءة البيئة التجارية في الدولة وازدهارها الاقتصادي؛ من خلال تبسيط وتيسير الإجراءات الجمركية، وتقليص الوقت والتكاليف المرتبطة بنقل البضائع عبر الحدود، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، ويؤثر نظام التخليص الجمركي الفعال تأثيرا إيجابيا كبيرا على اقتصاد الدولة وتكاليف المستوردين والمصدرين من خلال تقليل التأخيرات وتقليص التكاليف المرتبطة بالاحتفاظ بالمخزون، ويمكن الشركات من العمل بشكل أسرع وأكثر فاعلية مما يعزز من كفاءة القدرة التنافسية للشركات المحلية في الأسواق العالمية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن شركاء موثوقين وفعالين في سلسلة التوريد”.

وتابع : “علاوة على ذلك، فإن تبسيط العملية الجمركية يسهم في تعزيز مناخ الأعمال العام، ويشجع على زيادة حجم التجارة والنشاط الاقتصادي ويؤدي إلى خلق مزيد من فرص العمل، وزيادة الإيرادات من الرسوم والضرائب للوصول إلى اقتصاد منافس قوى”.

وأضاف: “في ظل الاقتصاد العالمي الحالي، تعد سرعة التخليص الجمركي من العوامل الأساسية التي تؤثر في قرارات الاستثمار، فالدول التي توفر إجراءات جمركية سريعة وقابلة للتنبؤ تكون أكثر جذبًا للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تساهم هذه العوامل بشكل كبير في تقليل التحديات اللوجستية والتكاليف التشغيلية، فإعطاء الأولوية للتطوير المستمر في الإجراءات الجمركية وتعزيز كفاءتها، يمكن الدول من تحقيق مزايا اقتصادية كبيرة، وتوفير بيئة مثالية لازدهار التجارة والاستثمار، بما يمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف اقتصادية واسعة وضمان نمو مستدام في الأسواق العالمية”.

وأكد أن التقرير  نص على عدد من أهداف الدراسة منها إجراء دراسة شاملة حول الوقت المستغرق للإفراج الجمركي عن البضائع في مصر، مع التركيز على تحليل عملية التخليص الجمركي لتحديد أي تأخيرات أو تحديات قد تؤثر على كفاءتها.

وتابع: “الهدف الرئيسي من الدراسة هو فهم هذه التحديات وتقديم اقتراحات لإلغاء الخطوات غير الضرورية، مما سيسهم في تسريع العملية وتحقيق كفاءة أعلى في الإجراءات الجمركية. كما يسعى التقرير إلى تحسين بيئة الأعمال في مصر ودعم النمو الاقتصادي من خلال ضمان تخليص البضائع المستوردة والمصدرة بسرعة وسلاسة”.

وأضاف: “تنظر الدراسة في كيفية تفاعل مصلحة الجمارك المصرية مع الهيئات الحكومية الأخرى مثل الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات والهيئة الوطنية لسلامة الغذاء ومدى ارتباطها بالنظام الجمركي وأثر ذلك على الوقت المستغرق لإنهاء العمليات الجمركية”.

وتابع التقرير: تتمثل الأهداف الرئيسية لتحليل زمن الإفراج الجمركي في قياس الأداء العام للعمليات التجارية للجمارك والأطراف المعنية الأخرى، بما في ذلك الشركات المصدرة والمستوردة ، وتحديد التحديات والقيود التي تؤثر على الإفراج عن السلع، مثل تنفق المعلومات المستندات، والمدفوعات ، وتقييم السياسات والإجراءات التي تم تعديلها أو طرحها حديثا، إلى جانب التغييرات في البنية التحتية والتقنيات المتبعة ، ووضع خط أساس القياس أداء تيسير التجارة بما يتماشى مع أفضل الممارسات ، و تحديد الفرص المتاحة لتحسين تيسير التجارة وجعل العمليات الجمركية أكثر فاعلية.

وأضاف:" الهدف النهائي من هذه الدراسة هو أن يكون لها تأثير ملموس في تحسين سير العمليات الجمركية، حيث يتم التركيز على تبسيط الإجراءات لتمكين الشركات العاملة في مجالي الاستيراد والتصدير من الإفراج عن البضائع بشكل أسرع وأكثر فاعلية، مما سيكون له أثر إيجابي على المستوردين والمصدرين، ويعزز تدفق التجارة ويسهم في تحسين الاقتصاد المصري بشكل عام".

مقالات مشابهة

  • فضيلة الصمت العميق لفصائل المقاومة
  • رئيس شباب المصريين بالخارج: زيارة ماكرون تعكس ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري المحوري إقليميًا ودوليًا
  • مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة دراسة بشأن تطوير النظام الجمركي المصري
  • كاتب صحفي: زيارة ماكرون تعكس أهمية الدور المصري في تهدئة الأوضاع بغزة.. فيديو
  • سقط من الدور التاسع.. العثور على جثة شخص أسفل عقار بكمبوند شهير في التجمع
  • برلماني: زيارة ماكرون للقاهرة تؤكد محورية الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • المصري يطير إلى تنزانيا استعدادًا لمواجهة سيمبا فى إياب ربع نهائي الكونفدرالية
  • تحريض إسرائيلي ضد وزير سوري في الحكومة الجديدة بسبب طوفان الأقصى (شاهد)
  • اعرف طريقك.. سيولة مرورية على أغلب شوارع وميادين القاهرة والجيزة