في ذكرى مرور عام كامل على "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة الدموية على غزة يثار التساؤل حول تطورات الدور المصري طوال العام، وكيف كان مندفعا في بداية الأمر، حتى انحسر ذلك المشهد بشكل ملفت خلال الشهرين الأخيرين.

وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، حيث عبر مقاومون من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السياج الحدودي لغزة، وشنوا هُجوما بريا وبحريا وجويا على مستوطنات غلاف غزة، وأسرت "كتائب القسام" من 200 إلى 250 جنديا ومستوطنا إسرائيليا.



في المقابل، أطلقت الآلة العسكرية الإسرائيلية عدوانها المسمى بـ"السيوف الحديدية" مستخدمة جميع الأسلحة والتي ارتكبت على مدار عام جرائم تدمير كامل البنية التحتية للقطاع، وتشريد نحو 2.3 مليون فلسطيني، إلى جانب استشهاد نحو 41 ألفا و689 فلسطيني وفق بيان وزارة الصحة في غزة، الأربعاء.


"توافق ثم تراجع وتوتر"
الدور الدبلوماسي المصري بدا فاعلا بعد نجاحه ودولة قطر في فرض الهدنة بعد 49 يوما من القتال الدامي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حيث تم إطلاق سراح 105 أسير من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، مع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغاز، للقطاع.

حينها أعلنت واشنطن عن تقدير أمريكي لدور القاهرة عبر اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن، برئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وفي أيار/ مايو الماضي، رصدت دراسة لـ"المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية"، دور مصر في احتضان جولات المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بمشاركة قطر وأمريكا خلال 6 أشهر من الحرب، واستقبال العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وفي الأثناء، حصلت مصر على دعم دولي قال مانحوه إنه "لمعالجة التداعيات المتزايدة الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس على حدودها"، وذلك من جهات عديدة أهمها إعلان الاتحاد الأوروبي في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، دعم مصر  بـ9 مليار يورو (9.8 مليار دولار).

وفي 6 آذار/ مارس الماضي، وافق صندوق النقد الدولي، على زيادة قيمة تمويل مصر من 3 إلى 8 مليارات دولار.

وفي 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، تقديم كامل المساعدات العسكرية لمصر والمقدرة بـ 1.3 مليار دولار، دون اقتطاع لأول مرة منذ العام 2020.

لكن، تقرير لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، والذي جاء بعنوان "حرب غزة تقوّض العلاقات المصرية الإسرائيلية"، رصد ما أسماه "تحول كبير في العلاقات الثنائية"، وتراجع الدور المصري من التوافق مع إسرائيل منذ عام 2013، حينما طلبت القاهرة مساعدة تل أبيب في حربها في سيناء، إلى التوتر بسبب حرب غزة وخاصة مع احتلال إسرائيل محور فيلادلفيا في أيار/ مايو الماضي.

قال التقرير إنه "بعد سنوات من العلاقات الودية، دفعت حرب غزة العلاقات المصرية الإسرائيلية مجددا إلى الحضيض"، مشيرا إلى أنه "في 27 أيار/ مايو الماضي، فتحت القوات المصرية المتمركزة على حدود غزة النار على القوات الإسرائيلية المتواجدة في رفح".

ولفت إلى أنه "شكلت الأنفاق العابرة للحدود سببا آخرا للاحتكاك الثنائي المتزايد"، مشيرا إلى أنه في كانون الثاني/ يناير الماضي، ألمحت إسرائيل إلى أنها ستسيطر على "محور فيلادلفيا"، وهو ما رفضته القاهرة معتبرة أنه انتهاك للالتزامات الأمنية المنصوص عليها في معاهدة السلام 1979.

وذكر المعهد الأمريكي أن "بعض الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها القاهرة خلال الحرب أدت إلى زيادة الاحتكاك الثنائي"، ضاربا المثل بانضمام القاهرة لجنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل بـ"محكمة العدل الدولية"، بتهم ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.


"الخسارة كبيرة"
وفي قراءته وتقييمه للدور المصري مع مرور عام على طوفان الأقصى، وأسباب توهج دور القاهرة ثم خفوته بشكل دراماتيكي، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل: "طوفان الأقصى كشف جميع المواقف العربية بما فيها الموقف المصري".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "الأمن القومي المصري يقتضي التعاون مع المقاومة، ولكن أمريكا خلقت امتيازات للمنصب الحكومي بنظام الحكم يتناقض تماما مع مصالح مصر القومية، وبالتالي فهذا يعتبر نزيفا للقوة المصرية المتبقية".

وأوضح أن "مصر كانت تستطيع أن توقف إسرائيل عند حدها وبالطرق الدبلوماسية، أيضا؛ ولكن تراجع الدور المصري لدرجة أنه أصبح وسيطا فقط، ثم هناك تقارير تقول إن الحكومة المصرية تساعد إسرائيل وتمنحها أدوية وطعاما وغير ذلك".

ويعتقد أنه "إذا تغاضينا عن هذه النقطة فمعنى ذلك أن الحكومة تعمل ضد مصلحة الوطن ولمصلحتها الشخصية مع أمريكا وإسرائيل، وبالتالي فالخسارة كبيرة جدا، والحكومة المفروض أنها جزء من الدولة، ولكنها تجعل من نفسها الدولة".

وختم مؤكدا أن "الدولة هي الشعب والإقليم ثم الحكومة كإدارة، أو النظام السياسي بفروعه الثلاثة التنفيذي والتشريعي والقضائي يدير الدولة وفقا للدستور ووفقا لآمال الشعب".


"غير قادرة وغير راغبة"
وفي رؤيته، قال السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع: "لا أعتقد أن دور القاهرة ظل محط أنظار العالم، ولا أظن أن ذلك من باب المدح، بمعنى أنه كان مساندا ومؤيدا".

المتحدث السابق باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري الحاكم سابقا، أضاف لـ"عربي21": "فقط ربما كانت بعض الدول تحسن الظن بأن القاهرة قادرة على التدخل لوقف العدوان، أو حتى في المراحل الأخيرة ظن البعض أن مصر ستتدخل لصالح إنهاء الحرب، والتفاوض، كرغبة الغربيين في الوصول لتحرير الأسرى القضية التي تهمهم، حيث لا يهمهم هنا الفلسطينيين ولا الدمار الذي حدث".

ويعتقد زوبع، أنه "لا القاهرة قادرة ولا القاهرة راغبة في القيام بهذا الدور، وللقيام بأي عمل يجب أن يكون لديك الرغبة والقدرة، ومصر فقدت القدرة والرغبة لأنها عبرت عن انحيازها لإسرائيل".

وأوضح أنه "دائما ما كانت القاهرة تنطلق في التفاوض وحتى في عهد حسني مبارك من قاعدة أنها بوابة فلسطين وأن كل العالم العربي يحترم كلمتها، واليوم سمع الجميع قول محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) إن القضية لا تهمني، وبالتالي السعودية لا تدعم أي دور، والإمارات تعتبر نفسها رفيقة درب إسرائيل وتحافظ عليها، والأردن تعتبر نفسها البوابة الشرقية لحماية الكيان".

ومن هنا مضى السياسي المصري يقول: "وبالتالي أنت أمام متغيرات من الداخل ومعطيات تشير لضعف السياسة المصرية والحكومة المصرية والواقع المصري، ومن الخارج التغير الحاصل في موازين القوى، هذا التغيير يجعل من الصعب أن يكون للدور المصري قيمة بمعنى قيمة تأثير فعلي".

"خسارة الدور التاريخي"
وفي إجابته على السؤال: هل حققت القاهرة نجاحات ذاتية أو استفادة مالية أو تعاظم لدور خارجي من دورها خلال العام، وما الخسائر التي لحقت بها ونظامها خلال عام من طوفان الأقصى؟، أكد أن "ما فعلته القاهرة أنها باعت الدور أو إمكانياتها بالتدخل الفعال الإيجابي نظير المال؛ وهناك أموال رصدها الاتحاد الأوروبي وأمريكا لمصر، وإشادة من واشنطن وبروكسل".

وأوضح أن "خسارة مصر لدورها جاء لاعتقاد القائمين بالعمل في مصر أن المال أهم من الدور السياسي، وبالطبع هي تجارة رخيصة، وبيع بخس الثمن، لأنه، حتى لو بعت الدور المصري بمئات المليارات فالدور المصري تم بناؤه عبر سنوات وعقود وعهود".


وأكد أنه "لا يستطيع القول إن السلطة في مصر سلطة غبية، وإنما هي سلطة متواطئة، وبالإضافة إلى تواطؤها يأتي الغباء، لأنه حتى وهي تطلب الثمن تحصل على مقابل أقل بكثير جدا من دورها، لأن الدور المصري يجلب احترام الشعوب والعالم، ويجعلك كما يقولون لك دور محوري مركزي واليوم ليس كذلك ولن يكون".

وفي نظر زوبع، فقد "خسرت مصر دورها ومكانتها واسمها وسمعتها في العالم العربي، وكان إذا تورطت إسرائيل لابد من دور لمصر، وحين أتحدث في برنامجي اليومي عن دور أي دولة متراجع في القضية الفلسطينية، يقال لي وماذا عن مصر؟، فهي وضعت النموذج السيئ لمن يفرط ويبيع".

"فقدان الأدوات والعقيدة"
وتابع: "اليوم مصر تعلن أنها مستعدة للتدخل للتفاوض بين الأطراف، أية أطراف؟، بينما ليس مسموح لك في مصر إلا بالتماهي مع الدور الإسرائيلي، ولا يمكن أن تتحدث عنها، ولا فائدة لك، وإذا كانت أمريكا التي تمد إسرائيل لا تقدر عليها".

وتساءل: "عندما تدخل كوسيط، ما هي أدواتك؟، وعلى أي شيء يستند النظام في إعلان استعداده للتدخل؟، هل لديك دبلوماسيين ناجحين، ووزارة خارجية نشيطة ومكانة وكلمة مسموعة؟، أنت خسرت خسارة تدفعنا إلى الحزن والألم، لأنه ليس الخسائر فقط عسكرية وقد تكون خسائر في الإرث والأصول التي تملكها البلد".

وختم بالقول: "لا يهمني أن يكون لدي وزير خارجية فاشل، ولكن يجب أن يكون هناك تصور استراتيجي لدور الخارجية، ولكن للأسف ليس لدي هذا الشخص وعندي تصور سيء لانسحاب العالم العربي، وأنني لست قادرا ولا كبيرا ولا راغبا، فالمقاتل لا يقاتل عن المعدة العسكرية معه فقط، ولكن بناءا على عقيدة، وإذا لم تكن هناك عقيدة الخارجية والدفاع والعمل، بطبيعة الحال ستكون بلا روح ولا دور".


"10 سنوات من التجفيف"
وفي رؤيته، يرى البروفيسور، والسياسي المصري، المقيم في لندن، إبراهيم فهمي، أن تراجع دور مصر الإقليمي ليس وليد هذه الأزمة، ولكنه يعود "لعشر سنوات مضت، ويعود لسبيين، الأول: تجفيف السلطة الحاكمة لمنابع السياسة وتجاهل الكفاءات المهنية المستقلة المهتمة بالعمل السياسي والاقتصادي من أهل العلم والخبرة، بل والتضييق عليهم مقابل فتح الأبواب لأنصاف الكفاءات من أهل الولاء والثقة في الاستحواذ على المناصب القيادية الرسمية في الإدارة والاقتصاد".

الخبير الدولي في إدارة الصناعات البحرية، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "والسبب الثاني: عدم فهم أنصاف الكفاءات قيمة مصر وحضارتها وثقلها الإقليمي والدولي وقوتها الناعمة وتأثيرها التاريخي والجغرافي في كل قضايا الشرق الأوسط، فقاموا بتقزيم مصر عن طريق تكرار سيناريو الاقتصاد التابع المعتمد علي ديون هائلة جعلت القرار المصري مرهونا برضا الدائنين -وللدقة- أصبحت القاهرة رجل العرب المريض وهو تشبيه لوضع اسطنبول في مطلع القرن العشرين".

ويرى أنه "نتيجة لذلك أصبحت مصر غير قادرة على بسط قوتها الناعمة التي انحسرت بشكل دراماتيكي حتى تم محاصرتها بالعديد من المشكلات الإقليمية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فضلا عن المشكلات الاقتصادية الداخلية الناتجة عن الإدارة غير الرشيدة لملفات التعليم والصحة والصناعة والنيل والثروات من البترول والغاز والمعادن".

"حتى تجرأ عليها صغار الدائنين وفرضوا نفوذهم على العديد من الشركات والمؤسسات والملفات الاستراتيجية محاولين سلب دور الأخ الكبير الذي كانت تقوم به مصر سابقا وتهميشها في موازين القوى المؤثرة"، وفق قوله.

في نهاية حديثه أكد أن "مصر تستطيع القيام من عثرتها واستعادة دورها الإقليمي وحل مشكلاتها الاقتصادية بفتح الأبواب لعودة الكفاءات المستقلة من أهل العلم والخبرة، وهم بالآلاف واستدعائهم للمشاركة الفعالة في إدارة البلاد بتمرير فيضان في نهر السياسة الجاف".


"معدومة الثقل والمكانة"
ويعتقد الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي صلاح الدين العواودة، أن "دور مصر ارتبط بسخونة المشهد بقطاع غزة؛ فعندما كانت المعارك على أشدها ومسألة الأسرى على رأس سلم الأولويات برز الدور المصري كوسيط، إضافة إلى أهمية الدور المصري في مسألة الحدود من حيث منع التهجير من جهة وإدخال المساعدات الإنسانية من جهة أخرى، إضافة إلى قضية التهريب في خلفية المشهد".

الباحث بمركز "رؤية للتنمية السياسية"، بإسطنبول، أضاف في حديثه لـ"عربي21"، "واليوم وقد انتقلت الأنظار بشكل كبير إلى لبنان وإيران خفت الحضور المصري".

وفي تقييمه لحجم مكاسب أو خسائر مصر من موقفها إزاء حرب غزة، يرى أنها "خسرت كثيرا رغم بروزها كوسيط؛ فهي لا هي مع ستي بخير ولا مع خالتي بعافية، وإسرائيل اتهمتها بتهريب السلاح لغزة، واتهمتها بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، وجمهور المقاومة أيضا اتهمها بالتعاون مع الاحتلال، وقناة السويس خسرت كثيرا بسبب إغلاق باب المندب".

وختم بالقول: "ورغم ما أخذته من أموال من مغادري قطاع غزة، إلا أنه لم يعوض ما كانت تربحه من البضائع التي كانت تدخل إلى غزة قبل الحرب؛ وفوق هذا كله فإن مصر العمق العربي والثقل العربي بدت معدومة الثقل والمكانة في أهم قضية للعرب وعلى حدودها".


"المسكوت عنه أهم وأخطر"
وفي رؤيتها السياسية، قالت الكاتبة الصحفية مي عزام: "في الحقيقة صعب التكهن بما يدور وراء الأبواب المغلقة، والمسكوت عنه أهم وأخطر مما يعلن عنه".

وفي حديثها لـ"عربي21"، أضافت "ليس لدي إجابات شافية لأنه ليس هناك معطيات متاحة"، مشيرة إلى أنه "وبالنسبة لخسائر مصر فقد تحدث عنها السيسي، حين ذكر نقص إيرادات قناة السويس، بسبب تهديدات الحوثيين".

وفي 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن السيسي، أن خسائر مصر من دخل قناة السويس خلال عام من حرب غزة تتجاوز 6 مليارات دولار، بفقدان ما يصل إلى 60 بالمئة من دخلها

لكن عزام، أكدت على وجود خسارة أخرى قائلة: "هناك خسارة لمكانة مصر كوسيط مهم، بسبب توقف المفاوضات نتيجة تعنت نتنياهو، وأيضا بسبب التواجد الإسرائيلي في محور صلاح الدين ومعبر رفح"، خاتمة بقولها عن مكاسب القاهرة: "لا أجد مكاسب ظاهرة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة المصري السيسي رفح مصر السيسي غزة رفح عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الدور المصری فی حدیثه حرب غزة إلى أنه أن یکون ما کانت

إقرأ أيضاً:

دورات ومسيرات عسكرية في عدد من قطاعات ومؤسسات الدولة

الثورة/

اختتم قطاع التخطيط بمكتب رئاسة مجلس الوزراء والجهاز المركزي للإحصاء أمس بصنعاء الدورة الأولى لدورات طوفان الأقصى.

هدفت الدورة التي استمرت خمسة عشر يوما إلى إكساب قيادات وموظفي قطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء والجهاز المركزي للإحصاء المهارات العسكرية في إطار جهود التعبئة العامة في مواجهة أي تصعيد للعدو ضد اليمن.

وخلال الاختتام أكد نائب مساعد قطاع التخطيط علي المتميز بأن الدورة عززت روح الولاء والانتماء لدى المشاركين باعتبارهم ركيزة أساسية في حماية الأمة والدفاع عن كرامتها.

وأوضح أن المشاركين في الدورة تلقوا محاضرات وتدريبات عملية حول المهارات القتالية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة، والتكتيكات العسكرية؛ في إطار تعزيز الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو، ونصرة القضية الفلسطينية.  وأضاف كما تضمنت الدورة تدريبات على المناورة العسكرية، واختتمت بمسير عسكري رمزي عكس مدى جاهزية المشاركين لمواجهة المخاطر والتحديات  ولفت إلى أن هذه الدورة تأتي في سياق الاستجابة العملية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله   بدورهم اعتبر المشاركون هذه الدورة خطوة مهمة لاكتساب المهارات القتالية واستخدام الأسلحة ليكون الجميع على أتم الجاهزية لمواجهة أي تحديات.

إلى ذلك شهدت مديرية الثورة بأمانة العاصمة، أمس، مسيراً وتدريباً قتالياً لخريجي دورات طوفان الأقصى من طلاب الجامعات الأهلية والخاصة بالمديرية.  وانطلق المسير من جوار حديقة 21 سبتمبر مروراً بعدد من الشوارع ووصولاً إلى حرم جامعة صنعاء بمشاركة أكثر من 1500 طالب يمثلون ست جامعات أهلية وخاصة” الحكمة، التخصصية، المعرفة، النخبة، دار السلام، والمستقبل”.

وأعلن المشاركون في المسير الذي نظمه ملتقى الطالب الجامعي، بحضور قائد المسير محمد سعدان، وعدد من المعنيين في التعبئة، الجاهزية القتالية واستعدادهم للالتحام مع القوات المسلحة لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة لفلسطين والدفاع عن الوطن، ومواجهة أي طارئ.  وردد المشاركون في المسير، الشعارات المساندة للشعب الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى، وشعار البراءة من أعداء الأمة.. مجددين التأكيد على تأييدهم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمضي في درب النضال ومواجهة العدوان، وتنفيذ توجيهات قيادة الثورة التي تعزز كرامة وعزة أبناء الوطن.  وأكدوا استعدادهم لبذل الغالي والنفيس انتصاراً لقضايا الأمة وللشعب الفلسطيني وخوض المعركة المصيرية الفاصلة بين الحق والباطل، وتحقيق وعد الله في كتابه الكريم.. معبرين عن اعتزازهم بالالتحاق بدورات طوفان الأقصى تلبية لدعوة قائد الثورة.  وفي نهاية المسير تجمع المشاركون على شكل سرايا، وأجروا تدريبات قتالية تعكس المهارات التي تلقاها الطلاب خلال دورات طوفان الأقصى، حيث شهدت التدريبات باستخدام الأسلحة الخفيفة، تطبيقات عملية على عدد من المهارات القتالية والكر والفر، والزحف والانقضاض على مواقع العدو.

كما اختتمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)  ، بصنعاء الدورة العسكرية “طوفان الأقصى”، التي نظمتها الوكالة لـ 60 كادرًا من منتسبيها.

هدفت الدورة في 13 يومًا، إلى إكساب المشاركين من مختلف الإدارات العامة بالوكالة، معارف حول المهارات العسكرية القتالية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة، والتكتيكات العسكرية، في إطار جهود التعبئة والجاهزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد ضد اليمن ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي الاختتام، بارك نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة – نائب رئيس التحرير ، محمد عبدالقدوس الشرعي، لكافة أبناء الشعب اليمني الحرّ، والأمة الإسلامية الانتصار التاريخي العظيم، الذي منَّ الله به على الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأشاوس في قطاع غزة، بعد 15 شهراً من الإبادة الجماعية، والعدوان الصهيوني بشراكةٍ أمريكية، وبتواطؤ أذنابهم وأدواتهم ومرتزقتهم على امتداد خارطة العالم العربي والإسلامي.  وقال “نستذكر في هذه المناسبة ونحن نعيش في أجواء الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي، حجم المؤامرات الكبرى على الأمّة باستهداف رموزها وأعلام هداها عليهم السلام”.  وأضاف “ولعل الجميع يُدرك مدى خطورة مؤامرات العدوّ على أمّتنا الإسلامية، وما كشفته الأحداث الجارية من تكالب شُذّاذ الآفاق، دُعاة الإنسانية الزائفة، على المستضعفين من أبناء الأمّة، وعلى كل صوتٍ حُرّ يقف في وجه طغاة الاستكبار”.

ولفت الشرعي إلى ما تمثله دورات “طوفان الأقصى” للجانب الرسمي، من أهمية في صقل مهارات المشاركين وتزويدهم بالمعارف العسكرية والثقافية والقتالية، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس” التي أطلقها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، نُصرةً ودعماً ومساندةً لأبناء الشعب الفلسطيني، وفي إطار تكامل الموقف الرسمي والشعبي.

واعتبر إقامة الدورة جزءاً مهمًا من دورات “طوفان الأقصى” بما تهدف إليه من تعزيز الجاهزية للدفاع عن الوطن وإفشال مخططات العدوّ، وخطوة حيوية لاكتساب المهارات القتالية اللازمة لمواجهة تربّص العدوّ وأدواته.  وأشار إلى أن الدورة تجلّت برفع وعي المشاركين بقضايا الأمّة وعلى رأسها القضية المركزية فلسطين، فضلاً عن تعزيز الهوية الإيمانية والوطنية، وجهوزية المشاركين للدفاع عن الوطن وسيادته.

وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ، أن الدورة، تأتي استجابة لأمر الله في الاستعداد لجهاد اليهود وعملائهم عملًا بقوله تعالى:” وأعدّوا لهم ما استطعتم”، وتلبية لدعوة السيد القائد باكتساب الجانب الرسمي والشعبي للخبرات العسكرية في مسار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” تصدّياً للعدوّ المتربّص بالشعب اليمني والأمة وبما يفرضه من تحديّات واعتداءات، وترجمة عملية لتوجيهات القيادة السياسية وانعكاساً صادقاً لارتباط وتكامل الموقف الرسمي والشعبي الثابت دعماً للصمود الفلسطيني، رغم ما يتعرّض له اليمن من استهدافٍ رخيص من قوى الاستكبار وأدواتهم.  وقال “إن الثقة بالله والتوكل عليه كانت وما تزال وستبقى منطلقاً إيمانياً أساسياً وراسخاً في موقف الشعب اليمني وتحمّله المسؤولية الإيمانية والإنسانية والأخلاقية أمام كل المؤامرات والتحديات والأخطار المحدقة بالأمّة”.  وأفاد الشرعي، بأن مميزات الموقف اليمني تجلّت كما أكدها السيد القائد في ثلاثيةٍ لم يسبق إليها أي شعبٍ بدءاً من الانطلاقة الإيمانية والتوجه القرآني للشعب اليمني وارتقائه للشعور بالمسئولية، مروراً بتكامل الاتجاهين الرسمي والشعبي وبسقوفٍ عالية، وصولاً إلى الموقف العمليّ الجهادي بتحركه الشامل في كل المجالات.  وأكد أهمية استكمال تأهيل جميع الكوادر الإعلامية، من خلال دورات متقدمة لتعزيز القدرات المكتسبة، وذلك ضمن خطة متكاملة لتطوير الكفاءة والجاهزية، واتساع الوعي بما تتطلّبه المرحلة الحالية من تعزيز الجهود في التعبئة الإعلامية لإفشال مخططات العدوّ، واستيعاب طُرق مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة.  وعدّ مثل هذه الدورة العسكرية رسالة للعدو الأمريكي والصهيوني وأدواتهما باستعداد أبناء اليمن بصورة عامة لدعم القوات المسلحة في مواجهة أعداء الأمة، مشيرًا إلى أن الدورة تعكس الحرص على إعداد كوادر قادرة على مواجهة التحديات، سواء في الميدان أو في الإعلام، وتعزيز جهود مواجهة المخططات العدوانية.

الى ذلك  نظّم مكتب الشباب والرياضة بالتعاون مع الوحدة الشبابية بالتعبئة بمحافظة صنعاء اليوم، فعالية ثقافية وعرضًا كشفيًا لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من شباب الكشافة بمديريتي صنعاء الجديدة وسنحان “دفعة الشهيد القائد” تحت شعار “شبابنا ثمرة من ثمار دمك الطاهر”.  وفي فعالية العرض بمشاركة 170 كشافًا، في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والتهيئة للدورات الصيفية للعام 1446ھ، ردد المشاركون، شعار البراءة الذي أطلقه الشهيد القائد كأول خطوة عملية أولى في مواجهة أعداء الأمة “أمريكا وإسرائيل”.  وأكدوا السير على خطى الشهيد القائد ونهجه المتمثل في المشروع القرآني.  وعكس العرض الكشفي مستوى المهارات المعرفية والثقافية والأنشطة الرياضية والبدنية والإبداعية، التي يتمتع بها المشاركون.  وجدّد المشاركون العهد والولاء لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالعمل على كل ما يعزز الجبهة الداخلية والتمسك بالهوية الإيمانية والمسيرة القرآنية ومواجهة قوى العدوان والاستكبار والتصدي للمؤامرات التي تستهدف الوطن.  وعبر مسؤول القطاع التربوي بالمحافظة طالب دحان عن الفخر والاعتزاز بتأهيل شباب الكشافة، بدورات “طوفان الأقصى”، وتدريبهم على المهارات البدنية والكشفية، خاصة في ظل استمرار مؤامرات الأعداء الهادفة مسخ الهوية الإيمانية في أوساط النشء والشباب.  وأشار إلى أن الشباب هم من يدافعون عن السيادة اليمنية ويحمون البلاد من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، مؤكدًا الجهوزية لأي خيارات في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.

وفي العرض الذي حضره مدير مكتب وزير الشباب والرياضة نصر صلاح ومسؤول التعبئة بوزارة الشباب والرياضة عبدالله الوادعي، أكد مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة عبدالمحسن الشريف، أن العرض الكشفي لطلاب دورات “طوفان الأقصى” الذي يتزامن مع إحياء ذكرى سنوية الشهيد القائد، ومباركة لانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على العدو الصهيوني، وتأكيدًا على مستوى الجاهزية والاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل الوطن وتخليدا لتضحيات الشهيد القائد.  وأشار إلى أن إحياء سنوية الشهيد القائد، تأتي لاستلهام الدروس والعبر والتذكير بالمواقف التي انطلق فيها الشهيد صاحب الحركة التوعوية والنهضوية ومؤسس مشروعها التنويري الشامل لكل مناحي الحياة.

تخلل العرض الذي حضره مدير النشاط الرياضي بمكتب الشباب نبيل الناموس ومسؤولا القطاع التربوي بمديرية صنعاء الجديدة فهد مرشد ومديرية سنحان أحمد ناصر، ومديرو المدارس المشاركة، فقرات معبرة.

كما نُظمت بمديرية الحيمة الداخلية ـ محافظة صنعاء ، مسيرات راجلة ووقفات وفعاليات لخريجي دورات الإسعافات الأولية ضمن أنشطة التعبئة العامة بالمديرية، وإحياء للذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.

وأكد الخريجون الصحيون المشاركون في المسيرات والفعاليات والوقفات التي نظمت في عزلة بني عمرو ومخلافي جحجح والغربي في عزلة بني يوسف، و عزلة بني مهلهل، جهوزيتهم العالية للمشاركة في خوض معركة الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.

ورددوا هتافات الفخر والاعتزاز بالانتماء إلى المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، لإنقاذ الأمة الإسلامية من الضلال، وإنقاذها من الانزلاق في مستنقع السيطرة الأجنبية والانغماس في دائرة الخضوع لأعداء الله.

وأعلنوا الجهوزية التامة لمواجهة أي تصعيد يستهدف الوطن وأمنه وسيادته، وجددوا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في كل الخيارات الاستراتيجية، والقرارات التي يتخذها ضمن معركة الدفاع عن الوطن.

وباركوا لقائد الثورة والشعب الفلسطيني الانتصار التاريخي الذي حققه أبناء غزة، على الكيان الصهيوني المحتل.

واعتبروا قرار إدراج اليمن في قائمة الإرهاب دليلاً على نجاح المشروع القرآني وإفلاس دول ثلاثي الشر، أمريكا ،وإسرائيل ،وبريطانيا ، ومن يدور في فلكهم.

واستعرضت كلمات ألقيت في الفعاليات مناقب ومآثر الشهيد القائد ، ومراحل نضاله وتضحياته عظيمة وصولا إلى مشروعه القرآني.

تقدم المسيرات والوقفات والفعاليات مسؤولو التعبئة في العزل وشخصيات تربوية واجتماعية وقيادات من قوات طوفان الأقصى بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • شاهد | مشاهد تسليم الأسرى الصهاينة تعزيز لصورة النصر وتكريس لهزيمة العدو
  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • شاهد | الرمزية القيادية لبعض أسرى الضفة تثير ذعر أوساط العدو
  • دورات ومسيرات عسكرية في عدد من قطاعات ومؤسسات الدولة
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • حجة: مسير وعرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الشاهل
  • القسام تؤكد أن قائدها العام محمد الضيف قضى شهيدا خلال معركة طوفان الأقصى
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • مسيران ومناورتان لخريجي “طوفان الأقصى” في كعيدنة وقفل شمر بحجة