نهلة الصعيدي: الحفاظَ على الانتماء الثقافي سلاح مقاومة الاحتلال الفكري للشعوب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، إن أهمَّ ما تمتاز به المؤسساتُ التعليمية المتميزة هو تعدُّدُ جوانبها، وتنوعُ أنشطتها، وثراءُ برامجها، مبينة أنه لم يَعد ينفع الدارسَ أن يهتم فقط بالمناهج الدراسية والواجبات المنزلية والمحاضرات العلمية، لكنه لابد أن يتجاوز ذلك إلى ما يخاطب نفسَه وقلبَه ومشاعرَه، يتخذ منها هُدًى ونورًا ونُضجًا لعقله وتربيةً لسُلوكه.
وأكدت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، خلال كلمتها اليوم باحتفالية مسابقةُ «مئذنة الأزهر للشعر العربي»، أن المسابقة ساعدت الدارسين على تحقيق منافع كثيرة، والحفاظَ على الانتماء الثقافي للأمة، الذي لم يعد لونًا من ألوان الترف الفكري، وإنما هو سلاح لمقاومة الغزو الثقافي للأمة والاحتلال الفكري للشعوب، وتحقيق لشرط من شروط التقدم الحقيقي الذي يُخرج الأمة من مأزق التخلف الموروث والهيمنة الوافدة.
وأضافت "الصعيدي" أن هذه المسابقةُ قيمتَها من قيمة المؤسسة التي خرجت منها "الأزهر الشريف"، الذي بعث أشعة العلم والعرفان في أقطار العالم، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصر التدهور والانحطاط وسيادة الاستعمار الغربي على الأقطار الإسلامية، كما أنها اكتسبت أهميتها من أهمية هدفها وأهمية موضوعها وأهمية رسالتها المتمثلة في الحفاظ على اللغة العربية، التي هي الركيزة الأولى لوحدة الأمة وتقدُّم مسيرتها الحضارية، والتي هي وعاء ثقافتنا العربية التي تنهض بتكوين الإنسان الواعي لتراثه وقيمه، وتَصْقُلُ فكرة ووجدانه ليكون قوة فعالة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والحضاري.
تحقيق رسالة الأزهر الشريف في نشر اللغة العربية وتعليمهاوأوضحت الصعيدي، أن إطلاق مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة، وتَبَنِّيَه لها، إنما يأتي في إطار جهوده المتواصلة في تحقيق رسالة الأزهر الشريف في نشر اللغة العربية وتعليمها، من خلال كثير من برامجه ومشروعاته ومبادراته المهمومة بتقدير هذه اللغة الشريفة حقَّ قدرها وإشاعتها في العالمين، والتي تعمل على حُسن تعليمها، واستواء الطُّرق إلى ذلك، وبذل كل جهد في سبيل استيعاب الطلاب لضروب المعرفة بعيدًا عن عُقَدٍ خلَّفتْها الأوضاعُ الحاضرةُ في نفوس أبنائنا وأجيالنا مما تُرمَى به العربية من الصُّعوبة والقصور.
وبينت الدكتورة نهلة، أن تنظيم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة في مواسم متتالية، يأتي إدراكًا منه لأهمية الشِّعر، فقد جاءت في موسمها الأول عن «الأزهر الشريف وعلمائه»، وفي الثاني عن «اللغة العربية ومكانتها السامِيَة بين اللغات»، وفي الثالث عن «مصر ومكانتها التاريخية بين الدول»، وها هو ذا الموسمُ الرابع لمسابقة مئذنة الأزهر في الشعر العربي يجيء عن المرأة؛ إيمانًا منا بمكانتها السَّامقة، وإسهامها المحوري في بناء الأمم والمجتمعات، بل والحضارة الإنسانية.
وفي ختام كلمتها، وجهت د/نهلة الصعيدي تحيةً للشعراء الملهَمين والملهِمين الذين شاركوا في هذه المسابقة، والذين بلغ عددُهم مائة وسبعة عشر متسابقًا، حيث تم اختيار
خمسين قصيدة من إبداعاتهم للنشر بديوان المسابقة، مؤكدة أن المسابقةَ وليدةٌ رغبة صادقة في خدمة الإسلام واللغة العربية، وأن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الذي يؤدِّي دورًا كبيرًا في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها؛ عازمٌ على أن تتطوَّر هذه المسابقة، وتَسْمُوَ، وتَسْمُقَ، وتتشكَّل في أبعاد أخرى وأشمل وأكثر عالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين المناهج الدراسية الطلاب الوافدين الحضارة الإنسانية اللغة العربیة الأزهر الشریف هذه المسابقة
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة يثمن دور المجتمع المدني في تطوير منطقة المعادي
التقى الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، أعضاء جمعية محبي الأشجار وممثلي سكان منطقة المعادي.
زراعة الأشجار ورفع كفاءة الإنارةوتناول اللقاء مناقشة دور المجتمع المدني في تنمية وتطوير منطقة المعادي، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، بهدف الحفاظ على هوية المنطقة باعتبارها إحدى المناطق التراثية، خاصة تكثيف التشجير ورفع كفاءة الإنارة وتنظيم الإعلانات وإزالة المخالفات والحفاظ على المباني ذات الطراز المعماري من أجل الحفاظ على التراث والثقافة والبيئة بالمنطقة.
تحسين جودة حياة المواطنينوثمن محافظ القاهرة، خلال اللقاء، دور المجتمع المدني ممثلا في الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال في مشاركة المحافظة في تنفيذ مخططاتها التنموية، وتنفيذ مبادرات تستهدف خدمة المجتمع وإحداث تغيير من أجل رفع جودة الحياة المقدمة للمواطنين مع الحفاظ على الإرث الحضاري للعاصمة.