ما معنى قوله تعالى: وإلى ربك فارغب؟.. أسرار الآية 8 من سورة الشرح
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ما معنى قوله تعالى: «وإلى ربك فارغب»؟ سؤال يغفله الكثيرون؛ وجاء بيانه في تفسير سورة الشرح، حيث قوله جل وعلا: «فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (8)».
ما معنى قوله تعالى: «وإلى ربك فارغب»؟جاء في تفسير ابن كثير لآيات سورة الشرح وقوله : (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) أي : إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في العبادة ، وقم إليها نشيطا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة .
ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : " لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان " وقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء ، فابدءوا بالعشاء " .
قال مجاهد في هذه الآية : إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة ، فانصب لربك. وفي رواية عنه : إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. وعن ابن عياض نحوه . وفي رواية عن ابن مسعود : ( فانصب وإلى ربك فارغب ) بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( فإذا فرغت فانصب ) يعني : في الدعاء .
وقال زيد بن أسلم والضحاك : ( فإذا فرغت ) أي : من الجهاد ( فانصب ) أي : في العبادة .
وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى : فإذا فرغت قال ابن عباس وقتادة : فإذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك . وقال ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل . وقال الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات . وقال الحسن وقتادة أيضا : إذا فرغت من جهاد عدوك ، فانصب لعبادة ربك . وعن مجاهد : فإذا فرغت من دنياك ، فانصب في صلاتك . ونحوه عن الحسن .
وقال الجنيد : إذا فرغت من أمر الخلق ، فاجتهد في عبادة الحق . قال ابن العربي : " ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية ( فأنصب ) بكسر الصاد ، والهمز من أوله ، وقالوا : معناه : أنصب الإمام الذي تستخلفه . وهذا باطل في القراءة ، باطل في المعنى ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلف أحدا . وقرأها بعض الجهال ( فانصب ) بتشديد الباء ، معناه : إذا فرغت من الجهاد ، فجد في الرجوع إلى بلدك . . وهذا باطل أيضا قراءة ، لمخالفة الإجماع ، لكن معناه صحيح لقوله - صلى الله عليه وسلم - : السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته ، فليعجل الرجوع إلى أهله . وأشد الناس عذابا وأسوءهم مباء ومآبا ، من أخذ معنى صحيحا ، فركب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثا ، فيكون كاذبا على الله ، كاذبا على رسوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .
قال المهدوي : وروي عن أبي جعفر المنصور : أنه قرأ ألم نشرح لك صدرك بفتح الحاء وهو بعيد ، وقد يؤول على تقدير النون الخفيفة ، ثم أبدلت النون ألفا في الوقف ، ثم حمل الوصل على الوقف ، ثم حذف الألف . وأنشد عليه : اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسوط قونس الفرس. أراد : اضربن . وروي عن أبي السمال ( فإذا فرغت ) بكسر الراء ، وهي لغة فيه .
وقرئ ( فرغب ) أي فرغب الناس إلى ما عنده . قال ابن العربي : روي عن شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد ، فقال ما بهذا أمر الشارع . وفيه نظر ، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر . ودخل أبو بكر في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة - رضي الله عنها - وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : " دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد " . وليس يلزم الدءوب على العمل ، بل هو مكروه للخلق .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الشرح تفسير القرطبي قيام الليل ما معنى قوله تعالى صلى الله علیه وسلم قال ابن عن ابن
إقرأ أيضاً:
داعية إسلامي: اقرأوا الليلة سورة يس 3 مرات بنية البركة والغنى
أكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، على فضل ليلة النصف من شعبان، قائلاً: "إنها ليلة الدعاء والإجابة، وهي الليلة التي تفتح فيها أبواب السماء وتُستجاب فيها الدعوات، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾، مما يبين عظم مكانة الدعاء في هذه الليلة المباركة."
وأشار الشيخ أحمد الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى ما ذكره الإمام الشافعي رحمه الله، حيث قال: "بلغنا أنه كان يُقال إن الدعاء يُستجاب في خمس ليالٍ، من بينها ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة عظيمة تفُرج فيها الكربات وتغفر فيها الذنوب."
وأكمل: "في هذه الليلة المباركة، هناك كنز نبوي عظيم ذكرته السيدة أسماء بنت عميس، قالت: 'علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولها عند الكرب: «اللهُ ربي لا أُشركُ بهِ شيئا»'، وهذه الكلمات تحمل في طياتها سكينة وطمأنينة في قلب المؤمن في وقت الشدة."
وأكد الشيخ الطلحي على استحباب قراءة سورة يس ثلاث مرات في هذه الليلة المباركة، مع النية الخاصة بكل مرة، الأولى لطول العمر مع التوفيق للطاعة، والثانية للوقاية من الآفات والبلايا، والثالثة للتوجه إلى الله بالغنى والبركة.
كما دعا الشيخ الطلحي إلى ترديد الدعاء التالي: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِا عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيّاءَ أَوْ مَحْرُومِا أَوْ مَطْرُودِا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَينا فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتَي وَحِرْمَانَي وَطَرْدَي وَإِقْتَارَ أرزاقِي، وَأَثْبِتْنا عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سعيدًا مَرْزُوقِا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَات".