العلماء يكتشفون “زر الإيقاف المؤقت” للحياة البشرية
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
فيينا – أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف “زر توقف” سري محتمل في المراحل الأولى من التطور البشري، ما قد يحدث ثورة في مستقبل علاجات الخصوبة.
وقد كان هناك جدال طويل حول ما إذا كان البشر قادرين على التحكم في توقيت تطورهم. وتشير الدراسة الجديدة إلى أنه يمكن تنشيط “زر التوقف” هذا في الخلايا البشرية. وتحمل النتائج آثارا مهمة على فهمنا للحياة البشرية المبكرة وقد تعمل على تحسين تقنيات الإنجاب.
وفي بعض الثدييات، يمكن تغيير توقيت التطور الجنيني المستمر بشكل طبيعي لتحسين فرص البقاء لكل من الجنين والأم. وغالبا ما تحدث هذه الآلية لإبطاء التطور مؤقتا، والتي تسمى السبات الجنيني، في مرحلة الكيسة الأريمية، قبل أن يزرع الجنين في الرحم (تبدأ هذه المرحلة المبكرة من التطور بعد خمسة أو ستة أيام تقريبا من الإخصاب).
وتكشف الدراسة الجديدة أن أجنتنا قد تمتلك قدرة على الخمول مماثلة لتلك التي لوحظت في العديد من الثدييات الأخرى، ما يفتح إمكانيات جديدة للطب التناسلي وأبحاث الخلايا الجذعية.
ووجد الفريق أنه من خلال تقليل النشاط في سلسلة معينة من التفاعلات البيولوجية التي تشارك في نمو الجنين، يمكن إيقاف الجنين المخصب مؤقتا عن الانغراس في جدار الرحم حتى تصبح الظروف مثالية.
ومن خلال إبطاء إنتاج البروتين المشارك في نمو الجنين، تمكنوا من إيقاف نمو الجنين المخصب مؤقتا في مراحله المبكرة، بعد نحو أسبوع من الحمل.
وتمكن العلماء من الحفاظ على الأجنة في هذه الحالة الخاملة لمدة 18 يوما، وبعد ذلك عكسوا التوقف لاستئناف النمو الطبيعي.
وقال الفريق إن هذه التقنية يمكن استخدامها لزيادة نجاح التلقيح الصناعي من خلال إنشاء نافذة زمنية أكبر لتقييم صحة الجنين وتحسين فرص الانغراس في الرحم.
وبحسب الورقة البحثية، اكتشف فريق من معهد ماكس بلانك في برلين ومعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية (IMBA) التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا طريقة لتحفيز حالة تشبه السبات بشكل مصطنع في الخلايا الجنينية البشرية والأورام الأريمية المزروعة في المختبر.
وفي كل من الخلايا الجنينية والأورام الأريمية، قام العلماء بتغيير نشاط سلسلة معينة من التفاعلات، والمعروفة أيضا باسم التسلسل الجزيئي.
ويحدث التسلسل الجزيئي عندما تؤدي حركة جزيء واحد إلى تحريك حركة جزيء آخر، وهكذا. وهذا يبدأ سلسلة متتالية من التفاعلات الكيميائية، والتي تعمل بشكل مشابه لصف من أحجار الدومينو المتساقطة، حيث يتسبب كل دومينو ساقط في سقوط الدومينو التالي.
والمسار الذي استهدفه العلماء يسمى مسار إشارات “الراباميسين في الثدييات”، والذي يعرف اختصارا بـmTOR، وهو مسار إشارة خلوي مهم يلعب دورا حاسما في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للخلايا، والنمو، والتكاثر والبقاء، ويلعب أيضا دورا مهما في نمو الجنين وتطوره.
وعندما قام الباحثون بتثبيط مسار إشارات mTOR، دخلت الخلايا الجذعية والخلايا الجنينية في حالة خمول تشبه السبات.
وأظهرت نتائج الدراسة أن القدرة على الدخول في الخمول نشطة في الخلايا البشرية حول مرحلة الكيسة الأريمية.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أنهم قادرون على عكس ذلك بعد فترة طويلة، ما يسمح للخلايا الجنينية باستئناف النمو الطبيعي.
وعندما عززوا نشاط مسار mTOR، وجدوا أن نمو الجنين تسارع.
وقال نيكولاس ريفرون، المؤلف المشارك في الدراسة من معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا، في بيان: “على الرغم من أننا فقدنا القدرة على الدخول في حالة الخمول بشكل طبيعي، فإن هذه التجارب تشير إلى أننا احتفظنا بهذه القدرة الداخلية ويمكننا في النهاية إطلاقها”.
ويمكن لتعلم كيفية الاستفادة من هذه القدرة المخفية داخل خلايانا أن يكون له آثار كبيرة على علاجات الصحة الإنجابية مثل التلقيح الاصطناعي.
نشرت الدراسة مفصلة في مجلة Cell.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: نمو الجنین
إقرأ أيضاً:
علماء روس يطورون نماذج اصطناعية طبية تحاكي الأعضاء والأنسجة البشرية لتدريب الأطباء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طور العلماء الروس في موسكو 10 نماذج اصطناعية طبية فريدة تحاكي الأعضاء والأنسجة من خلال مجسمات لتدريب الأطباء وضبط المعدات الطبية وفقا لما نشرته مجلة تاس الطبية .
أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين أن العلماء في العاصمة الروسية طوروا مجسمات اصطناعية تحاكي الأعضاء البشرية ليتم الاستفادة منها في تدريب الأطباء.
وقال في قناته على تليجرام: طور العلماء في موسكو 10 نماذج اصطناعية طبية فريدة تحاكي الأعضاء والأنسجة البشرية ستستخدم هذه لتدريب الأطباء، حيث تعد هذه المجسمات هى الأفضل من حيث التكلفة والوظيفة والمتانة.
ومن بين المجسمات الاصطناعية التي طورها العلماء في موسكو مجسم يحاكي الجنين البشري ويستعمل مع أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وسيستخدم هذا المجسم في المستقبل لتدريب الأطباء على اكتشاف الأمراض عند الأجنة في مراحل الحمل المبكرة، كما طوّر العلماء مجسما يحاكي قسما من جسم الإنسان حيث يوجد القسم القطني العجزي من العمود الفقري وسيستعمل هذا النموذج لتدريب الأطباء على الحقن بأمان في هذه المنطقة من الجسم ومراقبة الحقن عبر التصوير بالموجات فوق الصوتية.
وأشار سوبيانين إلى أن الخبراء في مركز موسكو للتشخيص والتطبيب عن بعد التابع لوزارة الصحة الروسية بدأوا بعملية إنتاج المجسمات المذكورة بكميات صغيرة، بالإضافة إلى مجسم يحاكي الكبد البشري ويسمح هذا النموذج للأطباء برؤية الأوعية الدموية والتشكيلات المختلفة باستخدام الموجات فوق الصوتية، ما يساعدهم على تشخيص الحالات المرضية.