فيينا – أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف “زر توقف” سري محتمل في المراحل الأولى من التطور البشري، ما قد يحدث ثورة في مستقبل علاجات الخصوبة.

وقد كان هناك جدال طويل حول ما إذا كان البشر قادرين على التحكم في توقيت تطورهم. وتشير الدراسة الجديدة إلى أنه يمكن تنشيط “زر التوقف” هذا في الخلايا البشرية. وتحمل النتائج آثارا مهمة على فهمنا للحياة البشرية المبكرة وقد تعمل على تحسين تقنيات الإنجاب.

وفي بعض الثدييات، يمكن تغيير توقيت التطور الجنيني المستمر بشكل طبيعي لتحسين فرص البقاء لكل من الجنين والأم. وغالبا ما تحدث هذه الآلية لإبطاء التطور مؤقتا، والتي تسمى السبات الجنيني، في مرحلة الكيسة الأريمية، قبل أن يزرع الجنين في الرحم (تبدأ هذه المرحلة المبكرة من التطور بعد خمسة أو ستة أيام تقريبا من الإخصاب).

وتكشف الدراسة الجديدة أن أجنتنا قد تمتلك قدرة على الخمول مماثلة لتلك التي لوحظت في العديد من الثدييات الأخرى، ما يفتح إمكانيات جديدة للطب التناسلي وأبحاث الخلايا الجذعية.

ووجد الفريق أنه من خلال تقليل النشاط في سلسلة معينة من التفاعلات البيولوجية التي تشارك في نمو الجنين، يمكن إيقاف الجنين المخصب مؤقتا عن الانغراس في جدار الرحم حتى تصبح الظروف مثالية.

ومن خلال إبطاء إنتاج البروتين المشارك في نمو الجنين، تمكنوا من إيقاف نمو الجنين المخصب مؤقتا في مراحله المبكرة، بعد نحو أسبوع من الحمل.

وتمكن العلماء من الحفاظ على الأجنة في هذه الحالة الخاملة لمدة 18 يوما، وبعد ذلك عكسوا التوقف لاستئناف النمو الطبيعي.

وقال الفريق إن هذه التقنية يمكن استخدامها لزيادة نجاح التلقيح الصناعي من خلال إنشاء نافذة زمنية أكبر لتقييم صحة الجنين وتحسين فرص الانغراس في الرحم.

وبحسب الورقة البحثية، اكتشف فريق من معهد ماكس بلانك في برلين ومعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية (IMBA) التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا طريقة لتحفيز حالة تشبه السبات بشكل مصطنع في الخلايا الجنينية البشرية والأورام الأريمية المزروعة في المختبر.

وفي كل من الخلايا الجنينية والأورام الأريمية، قام العلماء بتغيير نشاط سلسلة معينة من التفاعلات، والمعروفة أيضا باسم التسلسل الجزيئي.

ويحدث التسلسل الجزيئي عندما تؤدي حركة جزيء واحد إلى تحريك حركة جزيء آخر، وهكذا. وهذا يبدأ سلسلة متتالية من التفاعلات الكيميائية، والتي تعمل بشكل مشابه لصف من أحجار الدومينو المتساقطة، حيث يتسبب كل دومينو ساقط في سقوط الدومينو التالي.

والمسار الذي استهدفه العلماء يسمى مسار إشارات “الراباميسين في الثدييات”، والذي يعرف اختصارا بـmTOR، وهو مسار إشارة خلوي مهم يلعب دورا حاسما في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للخلايا، والنمو، والتكاثر والبقاء، ويلعب أيضا دورا مهما في نمو الجنين وتطوره.

وعندما قام الباحثون بتثبيط مسار إشارات mTOR، دخلت الخلايا الجذعية والخلايا الجنينية في حالة خمول تشبه السبات.

وأظهرت نتائج الدراسة أن القدرة على الدخول في الخمول نشطة في الخلايا البشرية حول مرحلة الكيسة الأريمية.

وبالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أنهم قادرون على عكس ذلك بعد فترة طويلة، ما يسمح للخلايا الجنينية باستئناف النمو الطبيعي.

وعندما عززوا نشاط مسار mTOR، وجدوا أن نمو الجنين تسارع.

وقال نيكولاس ريفرون، المؤلف المشارك في الدراسة من معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا، في بيان: “على الرغم من أننا فقدنا القدرة على الدخول في حالة الخمول بشكل طبيعي، فإن هذه التجارب تشير إلى أننا احتفظنا بهذه القدرة الداخلية ويمكننا في النهاية إطلاقها”.

ويمكن لتعلم كيفية الاستفادة من هذه القدرة المخفية داخل خلايانا أن يكون له آثار كبيرة على علاجات الصحة الإنجابية مثل التلقيح الاصطناعي.

نشرت الدراسة مفصلة في مجلة Cell.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: نمو الجنین

إقرأ أيضاً:

علماء صينيون يكتشفون فيروس جديداً بالخفافيش

أعلن علماء فيروسات صينيون عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا لدى الخفافيش، وتُعرف بـ HKU5-CoV-2، والتي تمتلك القدرة على إصابة البشر بنفس الآلية التي يستخدمها فيروس "كوفيد-19".

اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا
 

وتم هذا الاكتشاف بقيادة العالمة الشهيرة شي تشنغ لي، المعروفة بلقب "المرأة الوطواط"، بالتعاون مع باحثين من جامعة ووهان ومعهد ووهان لعلم الفيروسات.

فوائد تناول ملعقة سمسم يوميًا .. احرص عليهااحترس .. 3 عادات كارثية تحول الشاي والقهوة إلى مصدر ضرر للدماغ

وتم إكتشاف هذا الفيروس الجديد سلالة مستحدثة من فيروس HKU5 لأول مرة في خفاش ياباني في مدينة هونغ كونغ.

وأظهرت الدراسات، أن هذه السلالة قادرة على استخدام مستقبلات ACE2 البشرية لدخول الخلايا، مما يشير إلى إمكانية انتقالها إلى البشر.

أكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا

كما أظهرت الأبحاث، أن الفيروس يمكنه استخدام مستقبلات ACE2 في الثدييات الأخرى، ما يزيد من احتمالية انتقاله عبر أنواع متعددة.

وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية مراقبة فيروسات الخفافيش وفهمها، نظرًا لقدرتها على التحور والانتقال إلى البشر، مما قد يؤدي إلى تفشي أمراض جديدة.

مقالات مشابهة

  • “الموارد البشرية”: 1200 دقيقة تطوع و370 متدربًا
  • علماء صينيون يكتشفون فيروس جديداً بالخفافيش
  • بسعة 41 ألف متفرّج وبحضور «نجوم» عالميين.. «ملعب بنغازي الدولي» يعود للحياة
  • “عالم من الخيال العلمي”.. اكتشاف طقس لم يسبق له مثيل في كوكب خارجي
  • سينر يبدأ الإيقاف من «حدث استعراضي»!
  • دون الذهاب لطبيب .. كيف تعرفي نوع الجنين على طريقة الفراعنة
  • “وزارة الاتصالات” وصندوق تنمية الموارد البشرية يوقعان شراكة إستراتيجية لتمكين الكوادر الوطنية
  • تحديث جديد من ناسا.. فرص اصطدام الكويكب “قاتل المدينة” بالأرض ترتفع بشكل قياسي
  • الحبس المؤقت لشاب نشر أخبارا تمس بالسلامة والأمن العمومي بالشراقة
  • كتاب “تطور العلوم الحديثة” يروي مسارات التطور العلمي عند البشرية عبر 3 آلاف عام