«الوطن» تنشر نص رسالة أطباء أمريكيين إلى بايدن.. طالبوا بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أرسل 99 طبيبًا أمريكيًا تطوعوا في مستشفيات قطاع غزة رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس مكونة من 5 صفحات وصف للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة جراء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من شهر أكتوبر من العام الماضي، وحصلت «الوطن» على نسخة من الرسالة، والتي تكشف تفاصيلها لأول مرة.
وكشفت الرسالة عن أدلة واضحة على أنَّ الخسائر البشرية في غزة منذ أكتوبر 2023 أعلى بكثير من المُعلن، ومن المرجح أن يكون عدد الضحايا نتيجة حرب غزة أكبر بالفعل من 118 ألف فلسطيني، وهو ما يمثل 5.
وجاء في الرسالة: «إن حكومتنا لابد أن تتحرك على الفور لمنع وقوع كارثة أسوأ من تلك التي حلت بالفعل بشعب غزة، ولابد من فرض وقف إطلاق النار على الأطراف المتحاربة من خلال حجب الدعم العسكري لإسرائيل ودعم حظر الأسلحة الدولي على إسرائيل، ونحن نعتقد أن حكومتنا ملزمة بالقيام بذلك، سواء بموجب القانون الأمريكي أو القانون الإنساني الدولي».
وتناولت الرسالة أيضًا الإصابات والجرحى والمرضى في غزة: «باستثناءات قليلة فقط، فإنّ الجميع في غزة مريض أو مصاب أو كليهما، وهذا يشمل كل عامل إغاثة، وكل متطوع دولي، وأثناء العمل في غزة رأينا سوء التغذية على نطاق واسع بين مرضانا وزملائنا في الرعاية الصحية الفلسطينيين، لقد فقد كل واحد منا وزنه بسرعة في غزة على الرغم من امتياز الحصول على الغذاء وأخذنا معنا طعامنا التكميلي الغني بالعناصر الغذائية، ولدينا أدلة فوتوجرافية على سوء التغذية المهدد للحياة لدى مرضانا، وخاصة الأطفال، ونحن حريصون على تقاسمها معكم».
وجاء في الرسالة أيضًا: «كان كل طفل دون سن الخامسة تقريبًا قابلناه، سواء داخل أو خارج المستشفى، يعاني من السعال والإسهال، وقد وجدنا حالات من اليرقان (يشير إلى الإصابة بالتهاب الكبد أ في ظل هذه الظروف) في كل غرفة تقريبًا من المستشفيات التي خدمنا فيها، وفي العديد من زملائنا في الرعاية الصحية بغزة، وقد أدى سوء التغذية إلى انتشار حالات الإجهاض التلقائي، ونقص وزن المواليد الجدد، وعدم قدرة الأمهات الجدد على الرضاعة الطبيعية، والأطفال حديثي الولادة معرضين لخطر الموت نظرًا لعدم توفر المياه الصالحة للشرب في أي مكان في غزة، لقد مات العديد من هؤلاء الأطفال، وفي غزة شاهدنا أمهات يعانين من سوء التغذية وهن يطعمن أطفالهن حديثي الولادة الذين يعانون من نقص الوزن بحليب الأطفال المصنوع من مياه سامة، لا يمكننا أبدًا أن ننسى أن العالم تخلى عن هؤلاء النساء والأطفال الأبرياء».
إصابات الأطفال بطلقات ناريةوتناولت الرسالة الموجهة إلى إدارة الرئيس الأمريكي، إصابات الأطفال بطلقات نارية موجهة إلى أجسادهم: «على وجه التحديد، كل واحد منا ممن عملوا في حالات الطوارئ أو العناية المركزة أو في مكان جراحي عالجوا أطفالاً في سن ما قبل المراهقة أصيبوا بطلقات نارية في الرأس أو الصدر بشكل يومي، ومن المستحيل أن يكون إطلاق النار على الأطفال الصغار على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، على مدار عام كامل، عرضياً أو غير معروف لأعلى السلطات المدنية والعسكرية الإسرائيلية».
وجاء في الرسالة: «الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس، نتمنى أن تتمكنا من رؤية الكوابيس التي تبتلي الكثير منا منذ عودتنا: أحلام الأطفال المشوهين والمشوهين بأسلحتنا، وأمهاتهم اللواتي لا يرحمن يتوسلن إلينا لإنقاذهم، نتمنى أن تتمكنا من سماع الصراخ والبكاء الذين لن تسمح لنا ضمائرنا بنسيانه، لا نستطيع أن نفهم لماذا تستمرون في تسليح البلد الذي يقتل هؤلاء الأطفال عمدًا بأعداد كبيرة، لقد رأيت الكثير من حالات ولادة الجنين ميتًا ووفيات الأمهات التي كان من الممكن منعها بسهولة لو كانت المستشفيات تعمل بشكل طبيعي».
واستكمل الأطباء في رسالتهم: «لقد أمضى 99 طبيبًا وقعوا على هذه الرسالة 254 أسبوعًا داخل أكبر مستشفيات وعيادات غزة، نود أن نكون واضحين تمامًا: لم ير أي منا ولو مرة واحدة أي نوع من النشاط المسلح الفلسطيني في أي من مستشفيات غزة أو غيرها من مرافق الرعاية الصحية، نحثكم على رؤية أن إسرائيل دمرت بشكل منهجي ومتعمد نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة، وأن إسرائيل استهدفت زملاءنا في غزة بالتعذيب والاختفاء والقتل، الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس، يجب أن يبدأ أي حل لهذه المشكلة بوقف إطلاق النار الفوري والدائم، إننا نقدر جهودكم المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكنكم تجاهلتم حقيقة واضحة: وهي أن الولايات المتحدة قادرة على فرض وقف لإطلاق النار بمجرد وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، والإعلان عن فرض حظر دولي على الأسلحة».
وجاء في ختام الرسالة: «الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس، نحن 99 طبيبًا وممرضًا أمريكيًا شهدوا جرائم تفوق الوصف، جرائم لا نستطيع أن نصدق أنكما ترغبان في مواصلة دعمها، يرجى الاجتماع بنا لمناقشة ما رأيناه، ولماذا نشعر بأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يجب أن تتغير على الفور»، وفي نهايتها، أرفق الأطباء في رسالتهم توقيعاتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إسرائيل أطباء أمريكيون في غزة الرئيس الأمريكي مستشفيات غزة الرعایة الصحیة إطلاق النار سوء التغذیة وجاء فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
إيران توجه ضربة سيبرانية لإسرائيل.. تسريب معلومات حساسة عن حاملي الأسلحة
اعترف مسؤولون أمنيون في تل أبيب بتعرض قاعدة بيانات حساسة تضم معلومات أكثر من 100 ألف إسرائيلي يحملون أسلحة للاختراق، ما أدى إلى تسريب هذه البيانات وانتشارها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووصولها إلى جهات معادية.
تفاصيل الاختراق والخطر الأمنيبحسب تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، فإن هذا التسريب يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الأفراد الذين تم الكشف عن بياناتهم، حيث يمكن لجهات إجرامية أو متطرفة استغلال هذه المعلومات لتعقب حاملي الأسلحة، أو مصادرتها، أو حتى تهديد حياتهم.
وكشف التحقيق أن قراصنة إيرانيين تمكنوا من الاستيلاء على هذه القوائم السرية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الوثائق الأخرى التي كانت مخزنة بشكل عشوائي في حواسيب الشرطة الإسرائيلية ووزارة الأمن الوطني وشركات الحراسة. وتشمل هذه الوثائق معلومات حساسة عن حراس مسلحين، وأماكن تخزين الأسلحة في المؤسسات العامة، وهو ما يفاقم المخاطر الأمنية على مستويات عدة.
ووفقًا لمصادر التحقيق، فقد بدأت عمليات التسريب في فبراير 2025، حيث نشرت مجموعة القراصنة جزءًا من البيانات على الإنترنت، فيما هددت بنشر 4 تيرابايت من المعلومات المخترقة لاحقًا.
تحقيقات إسرائيلية واستعانة بشركات أمريكية
على إثر هذا الكشف، باشرت وحدة "لاهف 433" المختصة بالتحقيق في الجرائم السيبرانية فحص الأمر، وأجرت اتصالات بشركة أمريكية تُدعى "داتا بريتش" لتحليل البيانات المسربة.
وأوضحت الشركة أن التسريب جعل أي شخص يمتلك سلاحًا في منزله عرضة لخطر أكبر، موضحة أن المعلومات التعريفية عن 10 آلاف إسرائيلي قد تُستخدم بطرق ضارة.
ووفقًا للتحليلات الأولية، فإن الملفات المسربة محدثة للغاية، وتعود إلى العامين الأخيرين، حيث تشمل مئات الوثائق الصادرة في عام 2025. ومن بين التفاصيل التي تم تسريبها الاسم الكامل لحامل السلاح وعنوان السكن، وصور شخصية والخلفية العسكرية والصحية ونوع السلاح وعدد الذخائر المملوكة ومكان تخزين السلاح داخل المنزل.
كما كشفت التسريبات بطاقات هوية لشرطيين مسلحين، بالإضافة إلى وثائق تقييم أمني لرجال الأمن الذين تم تسريحهم مؤخرًا.
وأكد عدد من الإسرائيليين، الذين وردت أسماؤهم في التسريبات، أن البيانات المنشورة صحيحة تمامًا، مما يزيد من مخاوفهم بشأن تعرضهم لتهديدات محتملة، سواء من عصابات الجريمة أو الجهات المعادية.
من يقف وراء الاختراق؟بحسب التحقيقات، فإن مجموعة قرصنة إيرانية تُدعى "هندلة" هي التي نفذت الهجوم، حيث تفاخرت باختراق أنظمة وزارة الأمن الوطني الإسرائيلية، وقامت بنشر لقطات شاشة لتراخيص الأسلحة، إلى جانب تهديدها بمواصلة نشر المعلومات في الأشهر المقبلة.
وفي الشهر الماضي، سربت المجموعة بالفعل 40 غيغابايت من البيانات كجزء من حربها الإلكترونية ضد إسرائيل، وهو ما يعكس استمرار المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، التي تصاعدت منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعتبر "هندلة" واحدة من عدة مجموعات قرصنة مرتبطة بإيران، التي صعّدت في العام الماضي من هجماتها السيبرانية ضد مؤسسات حكومية وأمنية إسرائيلية، حيث تم اختراق وتسريب بيانات من وزارة العدل ووزارة الدفاع والأمن الوطني، ما أدى إلى كشف معلومات حساسة عن مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية.
إسرائيل تفشل في احتواء الأزمة
ورغم محاولات إسرائيل إزالة البيانات المسربة من الإنترنت، إلا أن التحقيق أشار إلى أن المعركة خاسرة، حيث يلجأ القراصنة إلى إنشاء قنوات جديدة باستمرار، فضلًا عن استخدام خوادم في دول لا تتعاون مع السلطات الإسرائيلية، مما يجعل من الصعب محو البيانات المسربة نهائيًا.
ويُبرز هذا الهجوم مدى الهشاشة الأمنية للأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية، حيث أن تسريب معلومات عشرات الآلاف من حاملي الأسلحة، ومن بينهم عناصر أمنية، يعكس خللًا خطيرًا في حماية البيانات الحساسة، ويزيد من احتمالية تعرض إسرائيل لمزيد من الهجمات السيبرانية في المستقبل.