"إندبندنت" تحث إسرائيل على وقف إطلاق النار مع مرور عام على الحرب على غزة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حثت صحيفة /إندبندنت/ البريطانية إسرائيل على وقف إطلاق النار والعمل على تأمين مستقبل سلمي تزامنا مع مرور عام على الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة - في افتتاحية نشرتها اليوم /الاثنين/ - إن وقف إطلاق النار الآن من شأنه أن يساعد في استعادة قدر من الهدوء والثقة في الشرق الأوسط الذي أصبح يموج بالاضطرابات بشكل لا يصدق.
وذكرت الصحيفة أنه بعد مرور عام، يظل السابع من أكتوبر 2023 تاريخا سيبقى في الذاكرة نظرا للحروب التي تلت ذلك ولا تزال مستمرة.
وأشارت إلى سقوط أكثر من 40 ألف قتيل في غزة، وآلاف آخرين في أماكن أخرى في وقت تبدو فيه المذبحة بلا نهاية.. وتحولت غزة إلى أنقاض، وفي كل مكان هناك مرض ومجاعة "هذه هي حقائق هذه الحرب".
وأضافت الصحيفة أنه حتى مع استمرار إسرائيل في القتال على جبهات متعددة، فإنها ليست أكثر أمانا مما كانت عليه قبل أحداث السابع من أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن غزة سويت بالأرض، واغتيل بعض قادة حماس، ولكنها لا تزال منظمة عاملة، ولم تتم إعادة الرهائن، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام الإسرائيلي، الذي يحمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن هذا وعن الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى أحداث السابع من أكتوبر.. ويمكن قول الأمر نفسه فيما يتعلق بالهجوم على حزب الله في جنوب لبنان وبيروت.
وقالت /إندبندنت/ إن نتيجة كل ذلك هي تكهنات مفتوحة حول غارة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية وحتى حرب شاملة بين الدولتين.. وأدى هذا، إلى جانب العنف غير المتناسب المستخدم في غزة، إلى نفور حلفاء إسرائيل في المنطقة وخارجها.
وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنه من شأن وقف إطلاق النار الآن أن يساعد في استعادة بعض الهدوء والثقة، وبهذا قد تبدأ عملية إنشاء دولة فلسطينية مستقلة حرة وآمنة إلى جانب إسرائيل التي تستطيع أن تعيش حياة أكثر طبيعية وسلاما وازدهارا مع القوى المجاورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل وقف اطلاق النار الحرب على غزة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بقاء السلاح شرط الوجود في غزة
صرح وزير "الدفاع" يؤاف غالانت، في حكومة نتنياهو، أكثر من مرّة، أن هدف الحرب العدوانية التي تُشنّ على قطاع غزة، تستهدف تجريد حماس من السلاح، والبدء بعملية التهجير "الطوعي" من القطاع. وهو خيار بين موت تحت سلاح المقاومة، بلا قدرة على التنفيذ، وموت وتهجير بعد نزع السلاح، في حالة اتفاق بالشروط الصهيونية.
هذان الهدفان، جعلهما نتنياهو على رأس الحرب البريّة، وحرب الإبادة منذ ما بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولكن الفشل كان نصيب هاتين الحربين، كما عبّر عن ذلك، اتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير 2025. وقد تحوّلت مراسم تبادل إطلاق الأسرى، إلى شواهد على انتصار المقاومة والصمود الشعبي، أو في الأقل، على فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب عسكرياً، أو سياسياً، لاحقاً (اتفاق وقف إطلاق النار).
وكان من نتيجة هذا الفشل، ولأسباب أخرى، أن دخل نتنياهو في أزمة، أصبح عنوانها الإطاحة به وبحكومته. فإلى جانب افتقار هذه الجولة من الحرب إلى الإجماع، بل اتسّامها بمعارضة وصلت من خلال أحد الاستطلاعات إلى نسبة 70%. وقد تصاعد الصراع مع محكمة العدل العليا، والمستشارة القضائية، ومع الدولة العميقة، فضلاً عن المعارضة السياسية، وما انضمّ إليها من نقابات مهنية، كما اتحاد العمال، لتتعاظم التظاهرات التي لم تعد تقتصر، على دعم أهالي الأسرى.
هذا وقد برزت سمة أخرى للصراع الداخلي، من خلال بيانات المئات والآلاف من كوادر الاحتياط العسكري، ومن سلاح الطيران، وسلاح الدبابات والخدمات الطبية في الجيش. وقد عبّرت جميعها عن المطالبة بوقف الحرب، وعدم المشاركة فيها في غزة. وهي سمة لم يعرفها الجيش الصهيوني من قبل. فبالرغم من أنها لم تصل بعد، لتفرض على نتنياهو الرضوخ لها، إلاّ أن من الخطأ، التقليل من خطورتها وأهميتها، ولا سيما، في الظروف الراهنة.
يجب أن يُفهَم من هذا البُعد، أن نتنياهو ضعيف ومأزوم، ومعرّض للسقوط، والأهم وضعه لِترامب بين خيار الانحياز، لأحد الطرفين الصهيونيين. على العكس من الخيار السابق، بين نتنياهو والفلسطينيين. الأمر الذي يسمح بتوقع احتمال انقلاب ترامب على نتنياهو، كما أخذت تظهر بوادر ذلك، في استدعائه الأخير إلى واشنطن. وما تلاه من توجهات سريّة، بحثاً عن وقف جديد لإطلاق النار.
إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.على أن ثمة إشكالاً مع بعض المبادرات التي راحت تقحم شرط تسليم السلاح من ضمن الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار. وبهذا تأتي "السياسة" لتحقق، ما لم يستطع الجيش الصهيوني تحقيقه بالحرب. وهو ما يجب أن يُواجَه بالرفض والحزم، وإغلاق الموضوع من أساسه، باعتبار المساس بسلاح المقاومة، ليس خطاً أحمر فحسب، وإنما أيضاً جريمة، تكمّل جريمة حرب الإبادة، والدعوة إلى تهجير فلسطينيي غزة. فهذه الجريمة ستقع حتماً، خلال أيام، إذا ما جردّت المقاومة من سلاحها.
ولهذا فإن أيّ توهّم بأن الكيان الصهيوني لن يرتكب هذه الجريمة، يعبّر عن خداع للنفس، وغباء وأوهام. ولا يجب أن يُسمَح له به، فلسطينياً أو عربياً.
إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.
من هنا يجب أن يأتي وقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي حدّدها المفاوض الفلسطيني والمقاومة، ولا مفرّ لترامب، إلاّ أن يخضع لها، إذا وجد أمامه، حقاً فلسطينياً لا يقبل المساومة، ولا يخشى أن تطول هذه الحرب، التي ستبقى يد المقاومة هي العليا، والصمود الشعبي هو الثابت فيها. فنحن في معادلة الآية الكريمة: }وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا{ النساء {104 :
ونحن في لحظة: "من يصرخ أولاً" .. وما كنا بصارخين قط.