ليتوانيا تغلق الحدود مع بيلاروسيا بسبب فاغنر وسط تذمر شعبي
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تصطف عشرات السيارات تحت السماء الصافية في بلدة شومسكاس الليتوانية، في انتظار العبور نحو بيلاروسيا، في رحلة بسيطة اعتاد السكان القيام بها على مدى أعوام للتبضع أو زيارة الأقارب عبر الحدود، لكنها ستصبح أصعب حين يتم إغلاق 6 معابر حدودية بين البلدين، مع تصاعد المخاوف من اقتراب عناصر مجموعة فاغنر الروسية من الحدود الليتوانية والبولندية.
واعتباراً من الأسبوع المقبل، ستغلق ليتوانيا اثنين من معابرها الستة مع بيلاروسيا، بما فيها المعبر في شومسكاس، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوتر بين فيلنيوس ومينسك، بسبب مخاوف من استضافة الأخيرة مقاتلين من مجموعة فاغنر، بعد فشل تمرّدهم المسلّح على القيادة العسكرية الروسية.
وقدّر قادة ليتوانيا وبولندا المنضويتين في حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع استضافة مينسك الحليفة لموسكو حوالى أربعة آلاف مقاتل تابع لفاغنر. ويبحث البلدان اتخاذ قرار مشترك بإغلاق حدودهما بالكامل مع بيلاروسيا، خشية أن يحاول مقاتلون من المجموعة اجتيازهما، مدعين أنهم مهاجرون أو أن يمارسوا أي نوع من التعديات.
وستغيّر القيود الحدودية الجديدة من طبيعة التنقل للمسافرين الذين اعتادوا العبور بين ليتوانيا وبيلاروسيا، اذ سيصبح لزاماً عليهم تمضية وقت إضافي عند النقاط الحدودية المتبقية والتي سيشاركونها مع الحافلات وشاحنات النقل التجارية.
وأبدى عدد من الليتوانيين خشيتهم من الاضطرار للتوقف عن عبور الحدود إلى بيلاروسيا، ومنهم يادفيغا، المتقاعدة البالغة 73 عاماً، التي كانت تعبر على دراجتها الهوائية غير مرّة في العام الواحد لشراء أدوية تباع بأسعار أقل.
وقالت، "يبيعون في بيلاروسيا هذا الدواء بسعر يورو ونصف يورو، بينما هنا (في ليتوانيا) يكلّف ما بين 10 و12 يورو".
وأضاف، "لكنني لن أذهب بعد الآن".
تدريبات #بيلاروسيا العسكرية.. رسائل مباشرة للغرب https://t.co/w2cYGo8NA4 pic.twitter.com/APAxbtQd5m
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023عبر زهاء 230 ألف ليتواني الحدود إلى بيلاروسيا خلال النصف الأول من عام 2023، وفق أرقام رسمية لسلطات فيلنيوس، على رغم التوترات السياسية الناتجة عن حرب أوكرانيا، وتحذيرات أصدرتها السلطات لمواطنيها بعدم الذهاب.
ارتباك شديدووجدت ليتوانيا نفسها في وضع مربك جراء عوامل عدة أبرزها تزايد الهجرة غير الشرعية من بيلاروسيا نحو الاتحاد الأوروبي، إضافة الى نشر روسيا في بيلاروسيا أسلحة نووية تكتيكية واستخدام أراضيها لشن ضربات تستهدف أوكرانيا.
ووضعت الحكومة الليتوانية هذا الأسبوع لافتات تحذيرية عند النقاط الحدودية كتب فيها "لا تخاطر بسلامتك، لا تسافر إلى بيلاروسيا. قد لا تتمكن من العودة".
وقال نائب وزير الخارجية مانتاس أدوميناس للصحافيين، "عبر توفير ملجأ لمجموعة فاغنر المسلحة، أصبحت بيلاروسيا دولة تستضيف منظمة إرهابية".
وأضاف، "برزت تحديات أمنية حديدة ويتوجب علينا أخذها في الاعتبار".
وحذّر مسؤولون في فيلنيوس من أن بيلاروس قد تحاول تجنيد بعض المسافرين الى أراضيها لأغراض التجسس أو ممارسة ضغوط نفسية عليهم، أو حتى ابتزاز المواطنين الليتوانيين من خلال التدقيق في هواتفهم أو حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال قائد جهاز حرس الحدود روستاماس ليوبايفاس، "على كل مواطن ليتواني يذهب إلى بيلاروسيا أن يقيّم المخاطر، بما فيها تلك المتعلقة بصحته وحياته".
لكن بالنسبة إلى العديد من الليتوانيين الذين اعتادوا عبور الحدود، لن تساهم القيود الحديدة سوى في مزيد من الغضب وخيبة الأمل.
واعتاد سيرغي، وهو عامل في مجال البناء، طلب عدم كشف اسمه الكامل، الذهاب إلى بيلاروسيا مرة شهرياً، مشدداً على أنه لم يتعرّض في أي مرّة لما تحذّر سلطات بلاده من إمكان وقوعه.
ليتوانيا "قلقة" من تدريبات روسيا العسكرية في كالينينغرادhttps://t.co/Sd5QdF2wu6 pic.twitter.com/xy5uXqU7NW
— 24.ae (@20fourMedia) October 8, 2016وقال، "ما الذي قد يحدث هناك؟ هذا هراء، يثير الضحك".
واعتبر الرجل أن التوترات السياسية هي دون أدنى فائدة بالنسبة للناس.
أضاف، "تنمية علاقات ودية مع جيراننا تعود علينا بفائدة أكبر، لكن لبعض الأسباب يلجأون للمواجهة. لصالح من؟".
وأعربت فيوليتا بورساتوفيتش (33 عاماً) عن معارضتها الإجراءات الجديدة، لكنها أقرت بأن الناس غير قادرين على القيام بأي شي للحؤول دونها.
وقالت، "الناس العاديون سيعانون. كيف يمكننا تأييد ذلك إذا كنا سنعاني؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ليتوانيا بيلاروسيا إلى بیلاروسیا
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو لحراك شعبي يستمر 3 أيام لوقف حرب الإبادة على غزة
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى حراك شعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الدول العربية والإسلامية ودول العالم أيام الجمعة والسبت والأحد، وذلك للضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، والتنديد بالدعم الأميركي والغربي للمجازر المروعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع.
ووجهت حماس، في بيان لها، نداء إلى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، للخروج على مدى الأيام الثلاثة في كافة الساحات والميادين في مسيرات وفعاليات نصرة للشعب الفلسطيني وإدانة حرب الإبادة، وذلك "في ظل مواصلة العدو الصهيوني مجازره الوحشية بحق شعبنا في شمال قطاع غزة، واستمرار عمليات التطهير العرقي بحق مئات الآلاف من المواطنين العزل، وسط حصار وتجويع، وعزل كامل عن العالم الخارجي".
وتشهد دول عربية وإسلامية وغربية منذ ما بعد عملية طوفان الأقصى موجة مظاهرات تضامنا مع غزة ولبنان في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مع مطالبات واسعة بقطع العلاقات مع إسرائيل، وإنهاء اتفاقيات التطبيع، وزيادة الدعم للقضية الفلسطينية.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب أميركيون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، قوبلت بالقمع.
واتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وقد شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.