حديقة مستوحاة من لوحة ليلة النجوم لفان غوخ في البوسنة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
قرر رجل أعمال بوسني، شغوف بأعمال فنسنت فان غوخ، تحويل منطقة جبلية في البوسنة إلى مشهد يجسّد واقعيا لوحة الرسّام الهولندي "ليلة النجوم" على مساحة لا تقل عن 10 هكتارات.
وقال حليم زوكيتش لوكالة الصحافة الفرنسية "فان غوخ ملك لنا أيضا، إنه إرثنا، وهي وسيلة لتكريمه".
وتشكّل متاهات مكونة من آلاف شجيرات الخزامى والأعشاب والنباتات نسخة طبق الأصل من المشهد السماوي، الذي رسمه عام 1889 الفنان الهولندي المنتمي إلى الحركة ما بعد الانطباعية.
وأوضح زوكيتش، البالغ 56 عاما، أن "الاكتفاء بإعادة إنتاج صورة مسطحة في فضاء ثلاثي الأبعاد لم يكن ممكنا". وأضاف "بوحي من العمل، حاولنا الالتزام بالأشكال والنسب لجعلها تبدو مطابقة للوحة قدر الإمكان. وأعتقد أننا نجحنا".
وروى رجل الأعمال أنه قبل 20 عاما لاحظ الموقع القريب من قرية لوزنيكا، في منطقة فيسوكو (وسط البوسنة)، لدى عودته من قطف الفطر في الغابة المحيطة.
واشترى قطعة أرض أولى هناك لبناء كوخ وإنشاء حديقة صغيرة ذات أشكال مستديرة، لم تربطها آنذاك أية صلة بلوحة فان غوخ الشهيرة "ليلة النجوم"، المحفوظة في متحف الفن الحديث بنيويورك.
لكنّ الفكرة خطرت له عام 2018، عندما نظر إلى العلامات التي تركها جرّار على العشب. وقال "بدت لي هذه الآثار وكأنها أشكال حلزونية كتلك التي في لوحة (ليلة النجوم) واتخذت القرار فورا".
وما كان من حليم زوكيتش إلا أن اشترى المزيد من الأراضي وبدأ العمل، يساعده يوميا ما بين 20 و30 عاملا.
وبعد 6 سنوات، اتخذت الحديقة شكلها النهائي، وأكد أنه زرع فيها "نحو 130 ألف شجيرة خزامى، وعشرات الآلاف من النباتات العطرية والطبية، وآلاف الأشجار"، مشيرا إلى "عدم وجود خط مستقيم واحد في الحديقة، تماما كما هو الحال في الطبيعة".
في الوقت نفسه، أصبح رجل الأعمال مهتما بأعمال فان غوخ التي لم يكن متعمقا فيها. أما اليوم، فيروي بحماسة تفاصيل عن حياة الفنان الذي أبهره "بحبه للطبيعة" و"الشغف الذي كان يؤدي به عمله".
وسافر زوكيتش إلى فرنسا عام 2023 لزيارة الأماكن التي شهدت الإنتاج الأكثر غزارة للفنان، كآرل وسان ريمي دو بروفانس، حيث رسم فان غوخ "ليلة النجوم" خلال وجوده في مصحة للأمراض النفسية، قبيل انتحاره في يوليو/تموز 1890 عن 37 عاما.
وفي الوقت الراهن، تنحصر زيارة الحديقة بعدد قليل من الزوار، ودعا زوكيتش المهتمين إلى التمتع بـ"القليل من الصبر"، في انتظار اكتمال نمو النباتات والأشجار، مشيرا إلى أنها ستُفتح للزوار "في غضون أشهر قليلة".
وأوضح زوكيتش الذي كان يملك شركة تأمين ويعمل حاليا في مجال السياحة "إن القدرة المالية لا تكفي لإقامة حديقة، بل ينبغي تخصيص وقت" أيضا.
وأضاف "أعتقد أننا أنشأنا قاعدة جيدة، وستصبح الحديقة أجمل كل سنة"، رافضا الإفصاح عن قيمة المبلغ الذي استثمره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لیلة النجوم فان غوخ
إقرأ أيضاً:
متلازمة غامضة تنتاب عشاق الجمال.. هل رأيت لوحة فأصبت بالإغماء؟
متلازمة نفسية يصاب بها بعض الأشخاص، تُصاحبها العديد من الأعراض والاضطرابات العاطفية والفكرية التي تسبب تسارع في ضربات القلب والإغماء، والعجيب في الأمر أنّ تلك المتلازمة تحدث عندما يشاهد الشخص صورة جمالية فنية خاصة إن كانت على قدرٍ عالٍ من الجمال والبراعة، فما تلك المتلازمة؟ وما أعراضها؟ وهل تُصنّف من ضمن الاضطرابات العقلية أم لا؟
ما متلازمة ستندال؟كشفت الدكتورة هدى عصمت، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، لـ«الوطن»، عن تلك الحالة المرضية الغريبة التي تدعى باسم متلازمة «ستندال» (Stendhal Syndrome)، فهي حالة نفسية نادرة تحدث عندما يتعرض الشخص لمستوى عالٍ من الجمال الفني أو الجمال الطبيعي، ما يؤدي إلى ردود فعل جسدية ونفسية قوية، وتظهر الأعراض عند رؤية أعمال فنية رائعة، كزيارة متحف يضم لوحات شهيرة، أو عند التواجد في أماكن ذات جمال استثنائي، مثل مدن تاريخية أو مناظر طبيعية ساحرة.
ووفقًا لما ذكرته الدكتورة هدى عصمت، فإنّ هناك العديد من الأعراض التي تصاحب تلك المتلازمة، التي تتراوح بين أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، الدوخة، التعرق وإغماء، وأعراض أخرى نفسية مثل مشاعر غامرة من النشوة أو الرهبة، والقلق، الارتباك وحتى الهلوسة.
أسباب متلازمة ستندالوترتبط المتلازمة بالاستجابة العاطفية الشديدة للجمال، خاصة عند الأشخاص الحساسين أو الذين لديهم خلفية ثقافية وفنية، إذ يعتقد بعض علماء النفس أنّ التأثير ناتج عن تحفيز الجهاز العصبي بسبب الانبهار المفاجئ بجمال يفوق التوقعات.
كيفية علاجها والتعامل معها1- في معظم الحالات، تكون الحالة مؤقتة ولا تتطلب تدخلا طبيًا، لكن في بعض الحالات الشديدة قد يستفيد الشخص من استشارة نفسية.
2- التدرج في التعرض للأعمال الفنية أو الأماكن المذهلة يمكن أن يقلل من التأثير.
3- في الحالات التي تتكرر فيها الأعراض وتؤثر على الحياة اليومية، قد يكون من الأفضل اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء أو العلاج المعرفي السلوكي، بحسب ما ذكرت استشاري الطب النفسي.