قرر رجل أعمال بوسني، شغوف بأعمال فنسنت فان غوخ، تحويل منطقة جبلية في البوسنة إلى مشهد يجسّد واقعيا لوحة الرسّام الهولندي "ليلة النجوم" على مساحة لا تقل عن 10 هكتارات.

وقال حليم زوكيتش لوكالة الصحافة الفرنسية "فان غوخ ملك لنا أيضا، إنه إرثنا، وهي وسيلة لتكريمه".

الآلاف من شجيرات اللافندر والأعشاب والنباتات تشكل دوامات تشبه لوحة "ليلة النجوم" لفان غوخ (الفرنسية)

وتشكّل متاهات مكونة من آلاف شجيرات الخزامى والأعشاب والنباتات نسخة طبق الأصل من المشهد السماوي، الذي رسمه عام 1889 الفنان الهولندي المنتمي إلى الحركة ما بعد الانطباعية.

وأوضح زوكيتش، البالغ 56 عاما، أن "الاكتفاء بإعادة إنتاج صورة مسطحة في فضاء ثلاثي الأبعاد لم يكن ممكنا". وأضاف "بوحي من العمل، حاولنا الالتزام بالأشكال والنسب لجعلها تبدو مطابقة للوحة قدر الإمكان. وأعتقد أننا نجحنا".

وروى رجل الأعمال أنه قبل 20 عاما لاحظ الموقع القريب من قرية لوزنيكا، في منطقة فيسوكو (وسط البوسنة)، لدى عودته من قطف الفطر في الغابة المحيطة.

حليم زوكيتش شغوف بأعمال فان جوخ وأنشأ حديقة فان غوخ  على مساحة لا تقل عن عشرة هكتارات (الفرنسية)

واشترى قطعة أرض أولى هناك لبناء كوخ وإنشاء حديقة صغيرة ذات أشكال مستديرة، لم تربطها آنذاك أية صلة بلوحة فان غوخ الشهيرة "ليلة النجوم"، المحفوظة في متحف الفن الحديث بنيويورك.

بجعة سوداء وبط تسبح على بحيرة اصطناعية في حديقة "ليلة النجوم"، بالقرب من مدينة فيسوكو بوسط البوسنة (الفرنسية)

لكنّ الفكرة خطرت له عام 2018، عندما نظر إلى العلامات التي تركها جرّار على العشب. وقال "بدت لي هذه الآثار وكأنها أشكال حلزونية كتلك التي في لوحة (ليلة النجوم) واتخذت القرار فورا".

شجيرات الخزامى المزروعة في حديقة "ليلة النجوم" المستوحاة من عمل فان غوح (الفرنسية)

وما كان من حليم زوكيتش إلا أن اشترى المزيد من الأراضي وبدأ العمل، يساعده يوميا ما بين 20 و30 عاملا.

وبعد 6 سنوات، اتخذت الحديقة شكلها النهائي، وأكد أنه زرع فيها "نحو 130 ألف شجيرة خزامى، وعشرات الآلاف من النباتات العطرية والطبية، وآلاف الأشجار"، مشيرا إلى "عدم وجود خط مستقيم واحد في الحديقة، تماما كما هو الحال في الطبيعة".

عشرات الآلاف من شجيرات اللافندر والأعشاب والنباتات تشكل دوامات تشبه لوحة "ليلة النجوم" لفان غوخ (الفرنسية)

في الوقت نفسه، أصبح رجل الأعمال مهتما بأعمال فان غوخ التي لم يكن متعمقا فيها. أما اليوم، فيروي بحماسة تفاصيل عن حياة الفنان الذي أبهره "بحبه للطبيعة" و"الشغف الذي كان يؤدي به عمله".

منظرًا عامًا لحديقة "ليلة النجوم"، المستوحاة من عمل فان جوخ، بالقرب من مدينة فيسوكو بوسط البوسنة (الفرنسية)

وسافر زوكيتش إلى فرنسا عام 2023 لزيارة الأماكن التي شهدت الإنتاج الأكثر غزارة للفنان، كآرل وسان ريمي دو بروفانس، حيث رسم فان غوخ "ليلة النجوم" خلال وجوده في مصحة للأمراض النفسية، قبيل انتحاره في يوليو/تموز 1890 عن 37 عاما.

وفي الوقت الراهن، تنحصر زيارة الحديقة بعدد قليل من الزوار، ودعا زوكيتش المهتمين إلى التمتع بـ"القليل من الصبر"، في انتظار اكتمال نمو النباتات والأشجار، مشيرا إلى أنها ستُفتح للزوار "في غضون أشهر قليلة".

شجيرات الورد في منظر طبيعي لحديقة "ليلة النجوم"، مستوحاة من عمل فان جوخ (الفرنسية)

وأوضح زوكيتش الذي كان يملك شركة تأمين ويعمل حاليا في مجال السياحة "إن القدرة المالية لا تكفي لإقامة حديقة، بل ينبغي تخصيص وقت" أيضا.

وأضاف "أعتقد أننا أنشأنا قاعدة جيدة، وستصبح الحديقة أجمل كل سنة"، رافضا الإفصاح عن قيمة المبلغ الذي استثمره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لیلة النجوم فان غوخ

إقرأ أيضاً:

تقرير يرصد عزوف الشباب المغربي عن الفرنسية وتفضيله تعلم الإنجليزية

زنقة 20 | الرباط

نشرت إذاعة فرنسا الدولية RFI ، تقريرا حول عزوف الشباب المغربي عن اللغة الفرنسية وتفضيلهم تعلم اللغة الإنجليزية.

تقرير RFI ذكر أن اللغة الفرنسية لم تعد تحظى بشعبية لدى الشباب المغربي الذي يفضل اللغة الإنجليزية.

و بحسب التقرير، فإنه تزامنا مع انعقاد القمة الفرانكوفونية، فإن اللغة الفرنسية تشهد تراجعا في المغرب ، مشيرا الى أنه رغم ذلك مازالت الفرنسية تعتبر اللغة الاجنبية الاولى و احدى اللغتين الاداريتين بالمغرب.

ووفقا للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن 36% من المغاربة يتحدثون الفرنسية ورغم أن الأرقام الرسمية لا تؤكد ذلك وفق تقرير RFI ، إلا أن الاهتمام بلغة موليير في تراجع كبير بالمغرب.

وبحسب التقرير ، فإنه في شوارع الدار البيضاء، كما هو الحال في طنجة أو الرباط، أصبح من الشائع الآن أن تجد شبابًا مغاربة يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل مثالي، و ليس الفرنسية.

هذه هي حالة محيي الدين، خبير التجميل البالغ من العمر 26 عاماً الذي قال لـRFI : “درست اللغة الفرنسية طوال فترة شبابي، وأعتقد أنني اكتسبت كل أساسيات هذه اللغة. لكن شيئًا فشيئًا، أصبحت أكثر اهتمامًا بالثقافة الأمريكية وهكذا تحولت إلى اللغة الإنجليزية”.

و لا تزال اللغة الفرنسية تظهر على اللوحات الإعلانية واللافتات التجارية لكن في الدار البيضاء، يبدو أن العديد من الشباب يفضلون اللغة الإنجليزية.

عبد الله بيساني، طالب في المدرسة الثانوية، ذهب إلى مركز اللغات الأمريكي لتحسين لغته الإنجليزية، وتعلمها من خلال المسلسلات ، قال بدوره : “لم تعد الفرنسية هي اللغة المهمة هنا، لذلك يرغب معظم الناس في تعلم اللغة الإنجليزية والبدء في حضور هذا النوع من الدورات في مراكز اللغات”.

مقالات مشابهة

  • في حديقة مارون الراس.. عملية جديدة لـالحزب
  • فان غوخ جمع بريشته بين العاطفة والفيزياء في لوحة ليلة النجوم
  • عمرها 140 عاماً..علماء فلك يكشفون عن موقع إحدى لوحات فان جوخ
  • هندي يضــرب حارس حديقة منعه من التبول
  • تقرير يرصد عزوف الشباب المغربي عن الفرنسية وتفضيله تعلم الإنجليزية
  • وزير الخارجية يستقبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية
  • اكتشفها تاجر خردة.. لوحة لبيكاسو ستباع بملايين الدولارات
  • شاهد| لوحة "ص ق ر 2024" بجناح الداخلية تجذب جمهور معرض الصقور
  • العثور على لوحة قد تكون من أعمال بيكاسو