بيت سيرا بلدة على مسار طريق القوافل التجارية..هوية فلسطينية راسخة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تتوسط بلدة بيت سيرا فلسطين، وهو ما وضعها على طريق القوافل وأطماع الفاتحين، وتحيط بها قرى صفا وبيت عور التحتا وخربثا المصباح وبيت لقيا وبيت نوبا وبير معين. وتقع على مثلث اللطرون على حدود فلسطين المحتلة عام 1948 وهي من قرى رام الله.
تقع قرية بيت سيرا على الخط الرئيسي الواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقع بيت سيرا على شارع 443 الذي يربط مطار اللد وتل أبيب بمدينه القدس التي تبعد عنها ما يقارب 20 كم. وقبل الانتفاضة كان شارع غزة رام الله يمر من بيت سيرا عبر اللطرون، لكن بعد الانتفاضة قامت قوت الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق وجرف الشارع وعمل جدار عسكري يمنع أهل القرية من دخول مدينه القدس ومدن اللد والرملة ويافا القريبة.
ويبلغ تعداد السكان في القرية نحو 3800 نسمة حسب آخر تعداد نفذه المركز الفلسطيني للإحصاء.
وتبلغ مساحة بيت سيرا الكلية 2250 دونما، ومساحة المنطقة المبنية فيها 560 دونما. وتشتهر بزرعه الزيتون والحبوب ويوجد فيها ما يقارب من 20 إلى 25 ألف شجرة زيتون.
وقد كان لموقع بيت سيرا أهمية كبيرة فهي تقع على الطريق التاريخي الذي كان يربط بلاد الشام مع مصر، وكانت القوافل التجارية تمر من الشام إلى نابلس، ومن ثم إلى رام الله، وتكمل طريقها عبر قرية بيت سيرا لتصل إلى اللطرون، ومن ثم إلى غزة حتى تعبر الأراضي المصرية.
وأشارت كتب التاريخ إلى قرية بيت سيرا في قصة النبي يوسف عليه السلام، حيث يعتقد المؤرخين أن البئر الذي وضع فيه النبي يوسف قد يكون في قرية بيت سيرا استنادا إلى أن النبي يعقوب كان يقيم في إيليا وهي تسمى حاليا قرية بيتين الفلسطينية.
كما أن قرية بيت سيرا كانت حاضرة في معركة تحرير فلسطين من الصليبيين، فيقول بعض المؤرخين إن تسميتها بيت سيرا كان من القائد صلاح الدين الأيوبي عندما أحضر جيش المسلمين لتحرير القدس، وتجمعت الجيوش في سهول قرى صفا وبيت سيرا وبيت نوبا وعمواس، وبدء بصف الجنود عند قرية صفا، ومن هنا جاء اسمها وكذلك بدء سير الجيش باتجاه القدس من قرية بيت سيرا، وأيضا من هنا جاء اسمها بعد أن أمر صلاح الدين الجيش بالسير باتجاه القدس فسميت بيت سيرا .
ويعتقد أن سبب التسمية لوقوعها على مسار القوافل والرحالة الذين كانوا يمرون منها، ويعتقد كذلك بأن سيرا هي من أصل آرامي والذي يعني حبل، أو صف أو سلسلة.
وتضم القرية العديد من المعالم الأثرية، حيث توجد فيها بقايا جدران وقبور ومغاور وبركة مستديرة الشكل، علاوة على الخرب الأثرية التي تحيط بالقرية، وهي خربة الدريش، وخربة مناع، وخربة ديرية.
وبكافة مراحل الاحتلال لفلسطين فقد تعرضت أراضي القرية للمصادرة، ففي عام 1948 سيطرت قوات الاحتلال على 55% من أراضي القرية واعتبرتها ضمن حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي عام 1967 تعرضت القرية للاحتلال كباقي الضفة الغربية ومنعت سلطات الاحتلال الأهالي من استغلال الأراضي غير المبني عليها وهي تشكل ثلثين الأراضي التي احتلت، وفي عام 2008 ولبناء جدار الفصل العنصري صادر الاحتلال جزءا كبيرا من أراضي القرية .
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر تعني بيت سيرا من اقتحامات الاحتلال ومن عمليات الاعتقال والهدم للمنازل والمحلات التجارية، كم يعمد جيش الاحتلال إلى غلق حاجز بيت سيرا العسكري أمام المواطنين، مما يحرم عشرات آلاف المواطنين في قرى غرب رام الله من السير على الشارع الاستيطاني (443) الذي يشق أرضي القرى الغربية للوصول إلى مدينة رام الله.
قرية بيت سيرا قضاء رام الله.
هذا الحاجز الذي يوصل أهالي القرية بالقرى المجاورة غربي رام الله والذي يعد طريقا حيويا يقله أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني، ويجبرهم على سلك طرق أطول وأكثر صعوبة للوصول إلى مدينة رام الله .
وسبق أن ظهرت بيت سيرا في الأخبار في حدث نادر جدا عندما انسحبت قوات الاحتلال من القرية ومحيط منزل لمهدد بالهدم، بعد أن تجمع المئات من أهالي القرية، واعتصموا بداخله، وبرهن هذا العمل على فعالية العمل الشعبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مسيرة النضال الفلسطيني فقد قدمت بيت عسيرة عشرات الشهداء والمعتقلين الذين لا يزالون قابعين في أقبية وظلمات سجون الاحتلال.
المصادر:
ـ مصطفى مراد الدباغ، موسوعة بلادنا فلسطين .
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.
ـ مؤسسة المعمار الشعبي الفلسطيني ( رواق)، رام الله.
ـ "مدخل بيت سيرا .. مغلق منذ شهرين بقرار من الاحتلال والأهالي يناشدون"، وكالة وطن للأنباء، 13/5/2023.
ـ "قوات الاحتلال تنسحب من قرية بيت سيرا بعد فشلها في هدم أحد المنازل"، موقع صحيفة الحدث الإلكتروني، 22/6/2020.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير بيت سيرا فلسطين التاريخي فلسطين تاريخ هوية بيت سيرا تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رام الله
إقرأ أيضاً:
إحداها لأمريكا.. رسائل فلسطينية في تسليم الدفعة الرابعة من عملية التبادل (صور)
حملت عملية تسليم حركة حماس للدفعة الرابعة من المحتجزين الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة، 5 رسائل للاحتلال الإسرائيلي وأمريكا، إذ أعلنت كتائب القسام أن «وحدة الظل» سلمت المحتجز مزدوج الجنسية كيث سيغال، الأمريكي الإسرائيلي، للصليب الأحمر الدولي في ميناء مدينة غزة، كما جرى تسليم المحتجزين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في خان يونس، فما الرسائل الجديدة التي حملتها عملية التسليم اليوم؟.
1- الرصيف العائمأول الرسائل مكان التسليم، فقد اعتادت كتائب القسام تغيير أماكن تسليم المحتجزين في كل مرة تقريبا إما لدواعٍ أمنية أو لرسائل سياسية تريد إيصالها، لكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تسليم محتجز أمام ميناء غزة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وإضافة إلى أنها سابقة هي الأولى من نوعها فقد جرى اختيار تسليم المحتجز الذي يحمل الجنسية الأمريكية، ويبدو أن الأمر لم يكن صدفة، فميناء غزة كان هدفا أمريكيا لعمل رصيف عائم بعد السيطرة على غزة بزعم إيصال المساعدات لأهالي القطاع.
وقد أعلن نائب القائد في القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، في يوليو الماضي، تفكيك الرصيف الذي أقامه الجيش الأمريكي لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وإعادته إلى الولايات المتحدة.
وقال في مؤتمر صحفي في البنتاجون إن الرصيف حقق التأثير المقصود فيما أسماه «عملية غير مسبوقة» بحسب زعمه، لكن نقادا وصفوا الرصيف الذي بلغت تكلفته 230 مليون دولار بأنه لا قيمة له، لأنه فشل في جلب مستوى المساعدة اللازمة لوقف المجاعة التي تلوح في الأفق، بدليل أن الرئيس الأمريكي الراحل جو بايدن الذي أعلن بناء الرصيف خلال خطابه عن حالة الاتحاد في مارس من العام الماضي، عبر عن خيبة أمله لأنه لم يكن على النحو المأمول.
2- ظهور قائد سلاح الشاطئالرسالة الثانية من مشاهد تسليم الدفعة الرابعة ظهور اسم قائد «كتيبة الشاطئ» هيثم الحواجري والذي زعمت إسرائيل في وقت سابق اغتياله، قبل أن تعترف في بيان اليوم أنها فشلت في اغتياله بعد إشرافه على تسليم المحتجز الأمريكي على شاطئ ميناء غزة.
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن المعلومات الاستخبارية عن نجاح اغتيال قائد كتيبة الشاطئ في حركة حماس هيثم الحواجري لم تكن صحيحة، مؤكدا أن الأدلة التي اعتمد عليها في إعلان اغتيال الحواجري «لم تكن دقيقة»، حيث كان قد أعلن الاحتلال في 3 ديسمبر 2023 اغتيال الحواجري في هجوم نفذته طائرة حربية، واتهمه بقيادة «جهود تأمين نشاطات حماس داخل مستشفى الشفاء» على حد زعم الاحتلال.
3- إقرار وتعهد بعدم العودة للخدمة العسكريةالرسالة الثالثة الفريدة من نوعها أيضا تتضمن توقيع المحتجزين المفرج عنهم على إقرار بعدم العودة للعمل في جيش الاحتلال، وهو ما كشفت عنه القناة 12 الإسرائيلية، والتي أعلنت أن المحتجزين الإسرائيليين الذين جرى إطلاق سراحهم اليوم من قطاع غزة، وقعوا على تعهد بعدم الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعدم القتال ضد الفصائل الفلسطينية في المستقبل.
4- عربة مصفحة وسلاح من غنائم 7 أكتوبرالرسالة الرابعة استمرار عرض غنائم المقاومة من طوفان 7 أكتوبر، حيث كانت عرضت حركة حماس الأسلحة التي حصلت عليها خلال انطلاق طوفان الأقصى في أكثر من مرة سلمت فيها محتجزين، لكن اليوم عرضت عربة مصفحة فريدة من نوعها حصلت عليها خلال طوفان الأقصى وهي في حالة جديدة.
5- الهتاف للضيف في مسقط رأسهأما الرسالة الخامسة فكانت في مكاني تسليم دفعة المحتجزين اليوم بميناء غزة وخان يونس، وتضمنت الهتاف لقادة حكرة حماس وخاصة محمد الضيف رئيس هيئة أركان كتائب القسام الذي أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام عن استشهاده مع 6 من قادة الحركة، ففي ميناء غزة جرى رفع صور القادة يتوسطهم الضيف، وفي خان يونس مسقط رأسه قررت كتائب القسام تسليم اثنين من المحتجزين وهما ياردين بيباس وعوفر كالديرون، مع وثيقة مطبوعة من حماس كتب عليها باللغة العبرية «قرار إطلاق سراح»، وتحمل صورتهما والعلم الفلسطيني.
وسلمت حماس 3 محتجزين إلى الصليب الأحمر، بينهم اثنان يحملان الجنسية الأمريكية والفرنسية بجانب الإسرائيلية، في مقابل إفراج إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيا في سجون الاحتلال، بموجب صفقة تبادل المحتجزين والمحتجزين التي دخلت حيز التنفيذ 19 يناير الماضي.