لقاء تشاوري حاشد لقبائل نوّح يعبر عن رفضها لتفريخ المكونات وتمسكها بمؤتمر حضرموت الجامع
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
حضرموت (عدن الغد) خاص :
التأمت قبائل نوّح، صباح امس السبت، في لقاء تشاوري حاشد، برعاية كريمة من اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي..
وكرس اللقاء الذي شارك فيه جمع غفير من مقادمة ومناصب وأعيان قبائل نوّح بفروعها وفخائذها، المتعددة والمنتشرة في مختلف مناطق حضرموت، لتدارس المستجدات والأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها حضرموت والوطن الجنوبي عامة.
وعبر المحمدي في كلمته في اللقاء، الذي استهل بتلاوة الفاتحة على روح الشهيد البطل عبداللطيف السيد وأرواح رفاقه الذين استشهدوا في العملية الإرهابية الجبانة، عن شكره وتقديره لمبادرة أبناء قبائل نوّح لعقد هذا اللقاء التشاوري المهم، ناقلا إليهم تحيات اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، وتمنياته لهم بالتوفيق في لقائهم..
معربا عن سعادته وتشرفه بالمشاركة في لقاء أبناء هذه القبائل العريقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ الحضرمي، للتدارس والتشاور في مستجدات الأوضاع في المحافظة والجنوب عامة..
مستعرضا المستجدات على الساحة السياسية،
مشيرا إلى أن قوى النهب والفساد لم تكتفِ بما سببته سياسة حكومتها غير الرشيدة من معاناة للمواطنين في حضرموت، بل ذهبت تتآمر عليهم، بهدف إخضاع المحافظة وجرها من جديد إلى التبعية والهيمنة، من خلال تفريخ المكونات، وإحياء رموز النظام البائد، الفسدة وإعادة تدويرهم في مفاصل السلطة المحلية، وجلب قوات يمنية، تحت مبرر حماية القصر الرئاسي..
ودعا المحمدي في كلمته قبائل ونخب حضرموت ومكوناتها الاجتماعية والسياسية، إلى التصدي لتلك المؤامرات ورفضها، ومقاومة أجندات تحويل حضرموت إلى وطن بديل للهاربين من مواجهة الحوثي، ومواصلة النضال دون كلل لتحرير الوادي من قوات المنطقة العسكرية الأولى، والتمسك بالمشروع الجنوبي الكبير، مشروع استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، كونه المشروع الحقيقي القادر على تحقيق تطلعات أبناء حضرموت في استعادة حقوقهم المنهوبة والسيطرة على ثرواتهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم.
كما تحدث في اللقاء المقدم عمر باشقار بارشيد النوحي، بكلمة باسم قبائل نوّح، معبرا عن سعادته في التئام قبائل نوّح، ومعربا عن شكره للمجلس الانتقالي على رعايته لهذا اللقاء المهم، الذي يناقش قضايا حضرموت وأبنائها المعيشية والمصيرية.
مؤكدا أن أبناء قبائل نوّح لن يكونوا إلّا مع الإجماع الحضرمي والجنوبي،
مشيرا إلى أن أبناء نوّح ناضلوا مع سائر أبناء حضرموت منذ العام ٩٤م من أجل استعادة الدولة الجنوبية، وضحوا من أجل هذا الهدف بالغالي والنفيس..
مؤكدا أن أبناء نوح لن يكونوا في عداء مع اي مكون حضرموت، وإن اختلفوا معهم في وجهات النظر والمواقف..
محذرا من الفتن بتشكيل مكونات لاتمثل أبناء المحافظة، في محاولة لاختطاف إرادتهم، التي يعرف الجميع إلى أين تتجه..
وأشاد باشقار بدور المجلس الانتقالي بصفته مكونا ثوريا يعمل على تحقيق طموحات أبناء الجنوب، مؤكدا أن أبناء نوح يقفون معه.
وعبر باشقار عن شكر قبائل نوّح للمجلس الانتقالي على تقديمه لمنحة دراسية لابنهم المتفوق والحائز على المركز الأول في الثانوية العامة رائد أحمد العكبري..
وأثري اللقاء، الذي تخلله عدد من القصائد الشعرية المعبرة عن معاناة المواطنين والممجدة لأدوار ومواقف قبائل نوّح، بمداخلات المشاركين فيه من وجاهات نوح ورموزها.. الذين جددوا تمسكهم بمؤتمر حضرموت الجامع، كونه يمثل السواد الأعظم من أبناء حضرموت..
مشددين على أهمية العمل على وحدة الصف الحضرمي، وتحقيق مطالب أبناء حضرموت في إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، وتسليح قوات النخبة وتمكينها من الانتشار على مختلف مناطق حضرموت.
وجددوا ثقتهم وتفويضهم للقائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدين أن قبائل نوّح والسواد الأعظم من أبناء حضرموت مستعدين لتقديم المزيد من التضحيات انتصارا للمشروع الجنوبي الكبير، مشروع بناء الدولة الفيدرالية.
كما شهد اللقاء تكريم الطالب الفائز بالمركز الأول في الثانوية العامة أحمد رائد أحمد العكبري النوحي من قبل العميد المحمدي ومقادمة ومناصب نوّح بدرع الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، وإعلان عن تقديم منحة دراسية خارجية مقدمة من اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس.
وصدر عن اللقاء بيان صحفي، أكدت فيه قبائل نوح تمسكها بمؤتمر حضرموت الجامع، الذي توافق عليه معظم أبناء حضرموت، ومطالبتها بهيكلته، وعبرت عن شجبها واستنكارها للمؤامرات التي تستهدف تفكيكه، معلنة رفضها بكل حزم لمحاولات تجاوزه، بتفريخ مكونات بديلة أو موازية له.
وعبر البيان عن فخر واعتزاز قبائل نوّح بهويتهم الجنوبية ودعمهم وتأييدهم للمجلس الانتقالي الممثل والحامل لقضية شعب الجنوب، معلنين تمسكهم بالمشروع الجنوبي، المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي، الذي سيتمتع فيه كل أبناء المحافظات بصلاحيات واسعة في إدارة شؤونهم، وفقا لما أقره الميثاق الوطني الصادر عن اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية، الذي احتضنته العاصمة عدن، وأشار البيان إلى أن قبائل نوح ترى أن هذا النظام الفيدرالي، يحقق تطلعات ومطالب أبناء حضرموت، المتوافق عليها في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع، والتي تبناها المجلس الانتقالي الجنوبي..
مؤكدا حق أبناء حضرموت في إقامة إقليمهم الذاتي ضمن الدولة الجنوبية الفيدرالية، الذي تدار جميع موارده من قبل أبنائه، وناشد ت قبائل نوّح دول التحالف العربي لمساعدة أبناء المحافظة، في تمكين قوات النخبة من السيطرة على كامل تراب حضرموت، ومواصلة دعم الخدمات ودعم العملة المحلية واستقرار حياة المواطنين المعيشيه.. مثمنين التضحيات الكبيرة التي قدمها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تحرير حضرموت من الإرهاب، وصد المليشيات الحوثية، وتأسيس قوات النخبة الحضرمية..
واستنكر البيان محاولات إدخال قوات من خارج المحافظة لحماية القصر الرئاسي بالمكلا، حاثين أبناء المحافظة على رفض هذه المحاولات والتصدي لها بكل الوسائل، لأنها تستهدف إضعاف قوات النخبة، التي ينبغي تقويتها وزيادة عددها وعتادها ونشرها على مختلف مناطق حضرموت.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی للمجلس الانتقالی الدولة الجنوبیة حضرموت الجامع أبناء حضرموت قوات النخبة
إقرأ أيضاً:
لقاء السفارة الإيرانية: محاولة لإحياء 8 آذار
كتب اسكندر خشاشو في" النهار":جمع كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، ممثلي عدد من الأحزاب اللبنانية في مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، خلال زيارته لبنان، في لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب الموسعة على لبنان.
يأتي هذا اللقاء بعد تعرّض "حزب الله" لضربات إسرائيلية قاسية كان أبرزها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، وما تبعها من ارتدادات على الشخصيات والأحزاب الحليفة التي تأثرت بهذا الحدث، حتى بدأت تخرج أصوات ممن كانوا "أهل البيت" لا تنسجم مع خطاب الحزب، فكان لا بد من ترميم هذه الشبكة، وإعادة الثقة إليها عبر التأكيد أن الراعي الإقليمي لا يزال حاضراً وداعماً، توازيا مع الصمود الميداني وإعادة تشكيل القيادة لدى الحزب وبدء عودته السياسية بعد غياب عن السمع لمدة طويلة.
شكلاً، بدا اللقاء صورة مستعادة عن فريق 8 آذار في بداياته، حين كان يقتصر على حلفاء سوريا فقط، ولكن مع تغيّر الراعي الرسمي وانتقاله من السوري إلى الإيراني.
وعلى الرغم من سلسلة الاتصالات الواسعة التي قامت بها شخصيات من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في بيروت، لم ينجح اللقاء في ضم أحزاب أو شخصيات من خارج الدائرة اللصيقة بالثناني الشيعي أو بـ"حزب الله"، مع أن الحزب كان قد بنى علاقات تحالفية واسعة خارج إطار ما يسمى الشخصيات أو الأحزاب الوطنية، واستطاع تسجيل خروق واسعة على مستوى الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية والمسيحية.
صورة الشخصيات المجتمعة، وجزء منها كان قد غدا طيّ النسيان، وآخرون كان "حزب الله" ابتعد عنهم بنفسه لإدراكه انتهاء دورهم في الحياة السياسية وعدم إمكان تعويمهم، أعادت إلى أذهان اللبنانيين مشهد مرحلة سوداء حملت الكثير من التفجيرات والقتل والتوترات السياسية، عمل معظم الأطراف على طيّها، فإذا بها تعود تحت راية جديدة.
غياب "التيار الوطني الحر" و"الجماعة الإسلامية" وعدد من الشخصيات التي كانت تعدّ حليفة أساسية للحزب، من نواب وعائلات سياسية كفريد هيكل الخازن وأسامة سعد وغيرهما من الشخصيات التي لا تزال تتمتع بحضور سياسي، أثر في شكل كبير على اللقاء وأفقده صفة التنوع، على الرغم من حضور "تيار المردة" والوزير السابق وئام وهاب الذي شنّ أخيرا أعنف هجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها، وبدا كأنه حاضر لمحاولة استعادة دور ضاع منه في السنوات الأخيرة.
كان واضحا عدم رضا "حزب الله" عن اللقاء من خلال عدم تظهيره إعلامياً، والاكتفاء بتوزيع خبر لا يتجاوز السطرين عن لقاء مع مستشار السيد خامنئي تبعه اجتماع في الأونيسكو من دون إعلان وثيقة تحدد الأهداف، كما كان مقرراً في أثناء الدعوات، إنما جرى الاكتفاء بتوزيع أجزاء من كلمات وخطابات مكررة عن المقاومة وفلسطين لا تحاكي المرحلة، ولا تقدم أي رؤية مستقبلية، وهذا ما يؤكد عدم تحقيق الغاية التي عقد من أجلها، وصرف النظر عن فكرة إنشاء لجان صادرة عنه للتنسيق في ما بينها.
وعلمت "النهار" أن من بين أهداف اللقاء ليس التشديد على استمرار الرعاية الإيرانية ودعمها المطلق فحسب، بل تظهير نموذج مختلف أو مقابل للقاءات معراب واستعادة المبادرة وتأكيد جهوزية القوى والشخصيات لحماية خياراتها السياسية، وهنا أيضاً لم يؤد غايته، نتيجة الضعف التمثيلي الوطني للحضور.