الشبيبة:
2025-02-07@10:14:46 GMT

علي المطاعني يكتب: لا مجال لمقاومة التغيير

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

علي المطاعني يكتب: لا مجال لمقاومة التغيير

في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تحولات كبيرة على كافة الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية تمثل في مجملها قاطرة للتحولات في مجتمعنا من كافة الجوانب التي تفضي لحياة أفضل ومستقبل مشرق بأذن الله تعالى ،إلا أن البعض يبدو إنه غير مقتنع بهذه التطورات وتأثيراتها الإيجابية ، ويقاوم التغيير بقوة إذ يرغب في أن تظل الدولة ساكنة ومياهها راكدة وبغير اي حركة او جهد يدفعنا قدما للامام ويبقى هو كما هو متلقي ابدا للخدمات والهبات والاعطيات والإعانات بدون أن يحرك ساكنا او يبذل جهدا يقودنا للامام ، كما إنه لايبذل جهدا يحدث به اختراقا في جدار الصمت والقعود والدعة وليتكيف على الاقل مع المستجدات والمتغيرات التي يشهدها العالم ونحن جزءًا اصيلا منه افتراضا وواقعا .

مايحدث هو إنه يمضي في مناطحة التغيير ، الأمر الذي يتطلب أن يتفهم الفرد والمجتمع حتمية ان يكون جزءا فاعلاً وإيجابيا في منظومة التغيرات التي تشهدها البلاد ويعمل على الإستفادة منها وليس العكس ، وبذلك فقط ينعتق من اوهام الماضي ويتحرر من القيود اللزجة التي مابرحت تمنعه من ان يحدث ذلك التغيير المأمول في قواعد الفهم والادراك في دواخله شديدة العتمة وإذ هو يسعى خلف سراب التبريرات الواهية المستندة بنحو كلي على الاتكالية المعتلة متوسلا للسماء لتمطر ذهبا وجواهر وإلى ما شاء الله .بلاشك أن التشريعات التي أصدرت كمنظومة الحماية الإجتماعية وقوانين التقاعد وضم صناديقها ‏والاطر الإقتصادية خلال الفترة الماضية وغيرها ، هيأت الأرضية الصلبة والقاعدة المتينة لتحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة في المجتمع العماني وفي إطار الاصطفاف المحمود للمرحلة القادمة بالمزيد من الجاهزية الإجتماعية لمتغيرات حياتية ايجابية قادمة .فهذه النظم تهدف إلى تحقيق استدامة حياة أفضل وارغد وتهيئ الفرص للمواطن والمجتمع ليسهم في هذا الحراك الكبير بالمزيد من الإيجابية والتفاعل مع المستجدات والمتغيرات بفاعلية تمكنه من الحفاظ على الرفاهية المنتظرة ويعظم الاستفادة منها.فاصدار منظومة الحماية الإجتماعية على سبيل المثال سوف يضخ أكثر من 400 مليون ريال سنويا في شرايين الإقتصاد ستسفيد منها شرائح واسعة من المجتمع في إطار كرم لم يكن متوقعا في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها الدولة ، وبغض النظر عن أحقية بعض الفئات من عدمها وهي النقطة التي يهمس بها البعض ‏. فهذا النظام يكفيه فخرا إنه يكفل الحياة الكريمة للمواطن أيا كان مستواه المالي والإجتماعي ، لكن في المقابل لا يجب أن يركن المواطن من الشرائح المستفيدة من نظام الحماية الإجتماعية وخاصة الفئات الشابة علي المنافع التي يوفرها النظام له و لأسرته ، بل يجب أن يكون ذلك منطلقا له لمضاعفة دخله اليومي والشهري والسنوي ومن ثم تحقيق طموحاته في حياة أفضل وغد اسعد .فالحكومة وفرت الحدود الدنيا لمتطلبات الحياة الكريمة ، لتبقى جدلية تحقيق الحدود القصوى تقع على عاتق الفرد من خلال البذل والعمل والإجتهاد والمبادرة والمثابرة .ويجب في اطار ذلك أن نعمد لنشر ثقافة الإعتماد على الذات بين شرائح المجتمع والاستفادة من الفرص المتوفرة التي ينعم بها الآخرين من خارج البلاد أكثر من ابناءها من خلال الثقافة الاتكالية المترسخة في أذهان البعض.وفي مطلق الاحوال فإننا نحمد الله على ما تفضل به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه - بإيجاد نظاما اجتماعيا شبيه لما هو قائم في الدول المتقدمة إزاء حماية شرائح اجتماعية مستحقة كذوي الإعاقة و كبار السن والأسر ذوي الدخل المحدود وغيرهم ممن شملتهم هذه المظلة و إحداث تغيرات في أنظمة التقاعد توفر المزيد من الاستدامة المالية بما يمكن هذه الصناديق من الوفاء بالاستحقاقات المستقبلية لمنضوين تحت مظلتها وتأسيسها بشكل يتواكب من المتطلبات الدولية لهذا النوع من الأنظمة التقاعدية ، فهي أنظمة عالجت العموميات باشكاليات التقاعد وبما يتفق مع المصلحة العامة ولا تعالج حالات فردية بعينها .بالطبع لكل أنظمة أو تشريعات تأثيرات إيجابية وسلبية مع الإقرار بوجود اخرين لا تتوافق مع رغباتهم ، لكن هذه هي سنه الحياة ، فالمشرع ينظر لما يحقق المصلحة الكلية للدولة وبما تضمها من شخص اعتبارية وفردية وعلى المدى البعيد .نأمل أن نتفهم التغيرات في هيكلة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية فهي اوجدت من أجل المواطن والمجتمع والدولة ، وتعمل على إستدامة الحياة الكريمة للجميع كهدف وغاية على ذلك يتعين علينا العمل بإخلاص على التفاعل والتناغم الايجابي معهالنغدو جزءا من منظومة التغيير للافضل ..

المصدر: الشبيبة

إقرأ أيضاً:

أخنوش يعبر عن فخره في البرلمان بـ"النتائج المحرزة" لحكومته

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين أن الحكومة حرصت منذ بداية ولايتها على إقرار جيل طموح من الميزانيات-البرامج، وفق مقاربات مندمجة ترتكز على منطق النتائج.

 

وأبرز أخنوش في عرض قدمه خلال جلسة الأسئلة الشهرية حول السياسة العامة، خصصت لموضوع « المؤشرات الاقتصادية والمالية وتعزيز المكانة الدولية للمغرب »، أن هذا الحرص نابع من وعي الحكومة بأهمية تكريس الحكامة المالية وبآثارها الاقتصادية والاجتماعية، وفق مقاربة تراعي تعزيز كفاءة التدبير الميزانياتي، وإضفاء المزيد من الشفافية على منظومة المالية العمومية.

 

وأشار إلى أن النتائج المحرزة « لمسها الجميع في تنفيذ المشاريع المهيكلة، وعلى رأسها ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي استفاد من المراجعة الحكومية العميقة لمختلف برامج الدعم الاجتماعي السابقة التي كان يعتريها التشتت وعدم التجانس، لاسيما من خلال تجميع الموارد المرصودة وإعادة توجيهها بشكل معقلن وتأهيل منظومة الاستهداف الاجتماعي للأسر المعنية وتأهيل منظومة الاستهداف الاجتماعي للأسر المعنية ».

 

وقال رئيس الحكومة إن هذا المسار الجديد من العمل الاجتماعي ستتضح ملامحه من خلال مأسسة آليات الحوار الاجتماعي « الذي أسفرت مختلف جولاته عن دعم الطبقة الشغيلة والحفاظ على قدرتها الشرائية، عبر مخصصات مالية تجاوزت 45 مليار درهم ».

 

وسجل أن الحكامة التي كرسها العمل الحكومي كان لها وقع بالغ في تأهيل قطاعات التربية والتكوين والصحة، سواء من خلال الرفع التدريجي لميزانياتها، أو عبر إعادة هيكلتها وفق مخططات تروم الرفع من جودة التكوين وتحسين الخدمات الاستشفائية، مع توزيعها بشكل يضمن العدالة المجالية.

 

واعتبر أخنوش أن نفس الرؤية الحكومية، أثبتت نجاعتها فيما يتعلق بالقطاعات الاستراتيجية، « التي أصبحت عنوانا رئيسيا لنجاح الاقتصاد الوطني ودعامة لمختلف تحولاته، مما سيمنحه مزيدا من المرونة والتنافسية والاستدامة، لاسيما في قطاعات الأمن المائي والغذائي والصناعة الوطنية ».

 

وثمن رئيس الحكومة في هذا السياق، الجهود المبذولة « التي تكللت بالنجاح، وأعطت الثمار المرجوة منها »، مبرزا أنها ساهمت « في تجاوب الحكومة مع انتظارات المرحلة والتحديد الدقيق لاختياراتها ».

 

من جهة أخرى، أكد أخنوش، أن موضوع هذه الجلسة، والمرتبط بتكريس الصورة الإيجابية للمملكة، يحتاج إلى تهيئة الظروف الملائمة لتحديث المنظومة التدبيرية وتقوية مداخلها المؤسساتية، لافتا إلى أن الدفع بالنموذج المغربي في مجال الحكامة المؤسساتية نحو مستوى متقدم « كان وسيظل القلب النابض لعمل الحكومة، بشكل مكن من تعزيز نجاعة التدخلات العمومية ومصاحبة الإصلاحات التي تم إطلاقها ».

 

ومضى قائلا إنه « لا يكفي اليوم التوفر على مشاريع وبرامج قطاعية واعدة فقط، بقدر الحاجة الماسة إلى ترسيخ توجه تنظيمي جديد، يقوم على آليات فعالة لقيادة الأوراش المفتوحة وتتبعها، مع ضمان إنجازها الميداني »، مضيفا أنه نظرا للطابع الأفقي لمختلف السياسات والبرامج القطاعية، عملت الحكومة على توطيد مبادئ العمل التشاركي وضمان التكامل لمجموع تدخلاتها.

 

وأبرز أخنوش في هذا الصدد، الحرص الشديد للحكومة على مأسسة آليات القيادة والتتبع، بشكل يروم تعبئة الذكاء الوطني وخلق جسور الالتقائية بين مختلف القطاعات، مشيرا إلى أنه تم إعطاء نفس جديد لمجموعة من اللجن البين-قطاعية وتنويع أساليب اشتغالها بما ينسجم مع الخصوصيات الترابية والقطاعية بالمملكة.

 

كلمات دلالية أخنوش المغرب برلمان حكومة

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري يوضح أنواع القلوب التي ذُكرت في القرآن الكريم «فيديو»
  • أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.. فيديو
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. فإنه الركن إن خانتك أركان
  • خروج صاروخ فضائي عن السيطرة ومخاوف من تهديد الحياة خلال الأيام المقبلة
  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • لقجع : المداخيل الضريبية سجلت نسب غير مسبوقة مكنت من تمويل ورش الحماية الإجتماعية وتقليص عجز الميزانية
  • د. محمد بشاري يكتب: الإمام أحمد الطيب .. خمس سنوات من ترسيخ الأخوة الإنسانية والتسامح
  • أخنوش يعبر عن فخره في البرلمان بـ"النتائج المحرزة" لحكومته