منذ انتهاء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، بدأت إسرائيل في إعادة ترتيب استراتيجياتها وتقييم أخطائها، التي رأت فيها فشلًا في تحقيق الأهداف المعلنة.

واليوم، بعد مرور 18 عامًا، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة جديدة مع حزب الله، مستندة إلى ما أعدته خلال هذه السنوات الطويلة، والهجمات الأخيرة، التي استهدفت قيادات الحزب ومخابئ أسلحته، تُظهر أن إسرائيل قد دخلت هذه الحرب وهي أكثر استعدادًا من ذي قبل، ولكن مع توغل القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، تظل التساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على الخروج من هذا الصراع دون أن تستنزف مواردها في حرب طويلة الأمد.

حيث تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الحرب التي اندلعت مع حزب الله في عام 2006 لم تحقق أهدافها الأساسية، ومنها استعادة الجنود الأسرى وإزالة الحزب من منطقة الحدود.

وواجهت القوات الإسرائيلية حينها تحديات كبيرة على الأرض، خاصة في التضاريس الوعرة بجنوب لبنان، وكان للقوات الجوية أهداف محدودة، ما جعلها تواجه انتقادات عديدة داخل وخارج إسرائيل.

إلا أن إسرائيل، ومنذ تلك الحرب، استثمرت في تطوير خططها الحربية وتحسين قدراتها الاستخباراتية.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله نجحت في قتل العديد من قادته، بما في ذلك الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

كما استهدفت الهجمات شبكات الاتصالات ومخابئ الأسلحة، وهو ما اعتبره محللون إسرائيليون نجاحًا للاستخبارات الإسرائيلية التي نجحت في اختراق صفوف الحزب.

ووفقًا للواء المتقاعد ياكوف عميدرور، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي كان أكثر استعدادًا لمواجهة حزب الله مقارنة بحماس، مشيرًا إلى أن حزب الله يمثل تحديًا أكبر نظرًا لتسليحه المتطور، ولكن في المقابل، كان الحزب اللبناني قد استعد هو الآخر لهذه المواجهة عبر بناء ترسانة من أكثر من 100 ألف صاروخ وتدريب عشرات الآلاف من المقاتلين.

ورغم ذلك، فإن القصف الإسرائيلي المكثف في الأسابيع الأخيرة، والذي استهدف مقاتلي الحزب وقادته، أظهر أن التقديرات التي وضعها حزب الله قد كانت خاطئة.

وصعدت إسرائيل من هجماتها ضد الحزب في منتصف سبتمبر، مستهدفة قادة بارزين مثل إبراهيم عقيل، زعيم قوة الرضوان، وقتلت العديد من القادة العسكريين في الحزب.

إضافة إلى ذلك، يشير الخبراء إلى أن التفوق الاستخباراتي لإسرائيل لعب دورًا محوريًا في هذه الحرب.

فإسرائيل نجحت في اختراق اجتماعات سرية للحزب وجمعت معلومات دقيقة عن تحركات قادته، ومع أن حزب الله كان على علم بمراقبة إسرائيل له، إلا أن الضربات الأخيرة أظهرت حجم الاختراق الذي وصلت إليه إسرائيل.

ولكن رغم هذه النجاحات، فإن العديد من الخبراء الإسرائيليين يبدون قلقًا من التورط في حرب استنزاف طويلة، يشيرون إلى أن القوات البرية الإسرائيلية، التي توغلت مؤخرًا في لبنان، تواجه مخاطر أكبر من تلك التي واجهتها في غزة.

ويمتلك حزب الله أسلحة متطورة مضادة للدبابات وصواريخ دقيقة التوجيه، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للجنود الإسرائيليين.

وفي الوقت ذاته، فإن إسرائيل تواجه تحديًا آخر يتمثل في غياب استراتيجية واضحة للخروج من هذه الحرب، إذا لم تستطع الحكومة الإسرائيلية ترجمة الإنجازات العسكرية إلى نجاحات سياسية، فقد تجد نفسها متورطة في صراع طويل الأمد، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل المفاوضات الدبلوماسية.

والخبير الإسرائيلي إيال هولاتا أشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى بذل جهد أكبر لتحقيق تسوية سياسية تضمن الأمن لشمال إسرائيل وتعيد النازحين اللبنانيين إلى ديارهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اجتماعات استهدفت استخباراتية استراتيجيات اسرائيل وحزب الله الاتصالات الأهداف اسرائيلية الاستعدادات الهجمات الأخيرة الإسرائيلية التساؤلات القوات الإسرائيلية القوات الاسرائيلي المستشار السابق المفاوضات المقابل النجاحات تحقيق الاهداف تحديات كبيرة جنوب لبنان تقارير أمنية حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول بحزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاح الحزب بهذه الشروط

قال مسؤول كبير بجماعة حزب الله اللبنانية لوكالة "رويترز" إن الجماعة مستعدة لمناقشة مستقبل سلاحها مع الرئيس جوزاف عون إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وتوقفت عن ضرباتها.

ولم تكشف الوكالة اسم ذلك المسؤول.

وقالت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية إن عون ينوي بدء محادثات مع حزب الله بشأن سلاحه قريبا.

وكان عون، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة، قد تعهد عند تسلمه السلطة في يناير كانون الثاني بأن يظل السلاح حكرا على الدولة.



واكتسب الحديث عن نزع السلاح قوة دافعة في لبنان منذ انقلاب ميزان القوى بسبب حرب العام الماضي مع إسرائيل والإطاحة ببشار الأسد حليف جماعة حزب الله في سوريا.

وخرج حزب الله ضعيفا جدا من حرب العام الماضي بعد أن قتلت "إسرائيل" كبار قادته وآلافا من مقاتليه، ودمرت جانبا كبيرا من ترسانته الصاروخية.

وقال المسؤول الكبير في حزب الله إن الجماعة مستعدة لمناقشة مسألة سلاحها في سياق استراتيجية دفاع وطني، لكن هذا يتوقف على انسحاب "إسرائيل" من خمس قمم تلال في جنوب لبنان.

وأضاف: "حزب الله مستعد لمناقشة مسألة سلاحه في حال انسحبت إسرائيل من خمس نقاط وأوقفت عدوانها على اللبنانيين".

ولم تصدر تقارير من قبل عن موقف الجماعة اللبنانية من محادثات محتملة بشأن سلاحها. وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب الحساسية السياسية.

ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله بعد على طلب التعليق. ورفضت الرئاسة التعليق.

وكانت "إسرائيل" أرسلت قوات برية لها إلى جنوب لبنان خلال الحرب قبل أن تنسحب إلى حد بعيد، لكنها قررت في شباط/ فبراير عدم مغادرة المواقع الجبلية. وقالت إن الهدف النهائي هو تسليمها للجيش اللبناني بمجرد التأكد من أن الوضع الأمني يسمح بذلك.

ورغم وقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية أبقت الضغط على حزب الله، في حين طالبت واشنطن بنزع سلاح حزب الله، وتستعد لإجراء محادثات نووية مع داعمي حزب الله الإيرانيين.

ويعد حزب الله أقوى الجماعات شبه العسكرية التي تدعمها إيران في مختلف أنحاء المنطقة، ولكن خطوط إمداده إلى إيران عبر سوريا قد انقطعت بعد الإطاحة بالأسد.

لطالما رفض حزب الله دعوات منتقديه في لبنان لنزع سلاحه، واصفًا أسلحته بأنها أساسية للدفاع عن البلاد من "إسرائيل". وقد أدت الخلافات العميقة حول ترسانته إلى حرب أهلية قصيرة عام ٢٠٠٨.

وقال عون إن سلاح حزب الله يجب أن يعالج عبر الحوار لأن أي محاولة لنزع سلاح الجماعة بالقوة من شأنها أن تؤدي إلى الصراع، بحسب المصادر.

وقال البطريرك بشارة بطرس الراعي، رأس الكنيسة المارونية في لبنان، الأسبوع الماضي إن الوقت قد حان لكي تكون كل الأسلحة في أيدي الدولة، لكن هذا سيحتاج إلى الوقت والدبلوماسية لأن "لبنان لا يستطيع أن يتحمل حربا جديدة".

وقال مسؤول لبناني إن قنوات الاتصال مع الجهات المعنية مفتوحة "للبدء بدراسة نقل الأسلحة" إلى سيطرة الدولة، بعد أن بسط الجيش والأجهزة الأمنية سلطة الدولة في جميع أنحاء لبنان، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لسياسة عون.

وأضافت أن القضية كانت محل نقاش أيضا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو حليف مهم لحزب الله، ويلعب دورا رئيسيا في تضييق الخلافات.

وأكدت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ، التي زارت بيروت نهاية الأسبوع، موقف واشنطن القائل بضرورة نزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في أسرع وقت ممكن، ومن المتوقع أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة.



وقالت أورتاغوس في مقابلة مع قناة "LBCI" اللبنانية، الأحد: "من الواضح أن حزب الله يجب أن يُنزع سلاحه، ومن الواضح أن إسرائيل لن تقبل بإطلاق الإرهابيين النار عليها داخل أراضيها، وهذا موقف نفهمه".

وقال نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، في خطاب ألقاه في 29 آذار/ مارس، إن جماعته لم يعد لها وجود مسلح جنوب الليطاني، وإنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار بينما تنتهكه "إسرائيل يوميًا".

وحمّل حزب الله الدولة اللبنانية مسؤولية إجبار "إسرائيل" على الانسحاب ووقف هجماتها. وقال قاسم إنه لا يزال هناك وقت للحلول الدبلوماسية. لكنه حذّر من أن "المقاومة حاضرة ومستعدة"، وأشار إلى أنها قد تلجأ إلى "خيارات أخرى" إذا لم تلتزم "إسرائيل" بالاتفاق.

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • حزب الله مستعد لحوار حول إستراتيجية دفاع وطني
  • حزب الله: أولية الحكومة يجب أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية  
  • إسرائيل تصعد هجماتها على غزة.. وتستعد لتطويق رفح بالكامل
  • حزب الله في لبنان.. التأسيس والتوجهات والتوازن بين العقيدة والسلطة
  • سرقوا المنازل خلال الحرب وتاجروا بالأسلحة.. مطلوبون في قبضة أمن الدولة
  • عون وبري متفقان.. هذا جديد مسألة سلاح الحزب
  • بين ضغط أمريكي واعتداء إسرائيلي.. هل يستطيع لبنان نزع سلاح حزب الله؟
  • مسؤول بحزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاح الحزب بهذه الشروط
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها