موقع 24:
2025-04-22@21:08:55 GMT

الصراع على النيجر لا من أجلها

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

الصراع على النيجر لا من أجلها

النيجر دولة أفريقية من بين 54 دولة تقع في القارة السمراء، وموقعها جنوب ليبيا على الخريطة، ولم يكن اسمها يتردد من قبل، إلا إذا كان الحديث عن مجموعة دول الساحل والصحراء التي تضمها مع أربع دول أخرى، ولكن الاسم بعد الانقلاب العسكري الذي وقع فيها مؤخراً صار يتردد في كل وسائل الإعلام.

دول الساحل والصحراء تمتد في شكل شريط طولي من شرق القارة إلى غربها، وتبدأ من تشاد، إلى النيجر، إلى مالي، إلى بوركينا فاسو، إلى موريتانيا.


ولا تزال هذه الدول الخمس تمثل أهمية كبيرة في معركة العالم، وليس القارة السمراء وحدها، ضد التطرف والإرهاب والتشدد. هذا الثلاثي لا ينشط في مكان بقدر ما ينشط على أرض الدول الخمس، ولا يجد مرتعاً له إلا على مساحات منها وبدرجات متفاوتة طبعاً، وربما كانت مساحاتها الكبيرة مغرية في هذا الاتجاه، لأن مساحة النيجر وحدها على سبيل المثال تماثل مساحة بريطانيا خمس مرات.
وحين استيقظ العالم على الانقلاب في 26 يوليو، فإنه وضع يده على قلبه، ثم راحت دول عديدة من بعد ذلك تتصرف بعصبية، وتنذر قادة الانقلاب بما يمكن أن تتخذه ضدهم من إجراءات، وأخذت تطالبهم بالإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم، الذي تحددت إقامته بقرار من الذين انقلبوا عليه.
ومن قبل كانت دول أفريقية كثيرة تتعرض لانقلابات من نوع ما وقع في النيجر، ولم يكن الغرب يهتم بالأمر كما اهتم في هذه الحالة النيجرية، وكان السبب أن الذين كانوا يقودون أي انقلاب لم يكونوا يعادون الغرب منذ اللحظة الأولى.
وقوع الانقلاب في نيامي عاصمة النيجر، أعقبه خروج تظاهرات في العاصمة، وكان المتظاهرون يرفعون رايات روسية، ولم يكن هذا مما يريح الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد، ولا أوروبا، ولا كان يريح حلفاءهما في الحرب الروسية الأوكرانية.
ولم يتوقف المتظاهرون عند هذا الحد، لكنهم ذهبوا إلى مقر السفارة الفرنسية في نيامي، ونزعوا اللافتة التي تحمل اسمها ثم داسوها، وكان هذا مما أثار الفرنسيين جداً، إلى حد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تكلم بغضب، وألمح وهو يتكلم إلى أن بلاده يمكن أن تتدخل لتعيد الرئيس بازوم بالقوة إلى منصبه.
وفي البداية، كان يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة، قد رحب بما جرى وعرض خدمات مجموعته لحفظ النظام والأمن في البلاد، وكان المعنى أن الحكام الجدد في النيجر أقرب إلى موسكو منهم إلى واشنطن.
وتواصلت ردود الفعل على الانقلاب، وقالت مجموعة إيكواس التي تضم دول غرب القارة إن على قادة الانقلاب أن يراجعوا أنفسهم، وأن يعيدوا البلاد إلى المسار الديمقراطي السابق على انقلابهم، وأصدرت «إيكواس» ما يشبه الإنذار إلى المجموعة الحاكمة الجديدة، ومنحتها أسبوعين للعودة عما قامت به ضد الرئيس المنتخب.
ورغم أن واشنطن كانت متشددة في البداية، ورغم أن موقفها كان قريباً في تشدده من موقف «إيكواس»، إلا أنها بدأت تتحلى بالمرونة، وبدأت تتحدث عن حل دبلوماسي، باعتباره تقريباً «الحل الوحيد».
وعندما قامت فيكتوربا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، بزيارة إلى العاصمة نيامي، التقت عدداً من قادة المجلس العسكري الحاكم، ولما طلبت لقاءً مع الجنرال عبد الرحمن تشياني، قائد المجلس، لم يلق طلبها قبولاً، وكذلك حين طلبت لقاءً مع الرئيس بازوم، وكان هذا مما يحمل إشارة سياسية في مجمله.
وسوف تشعر وأنت تتابع هذا كله، أن الغرب لا يقف ضد الانقلاب لأنه ضد فكرة الانقلاب نفسها كفكرة، ولكن لأن التوجه السياسي للذين انقلبوا ليس مما يوافق الهوى الغربي، ولا يختلف الحال على الجانب الروسي الذي ينظر إلى الأمر باعتباره حلقة من حلقات صراعه مع الغرب، أما مصالح النيجر المجردة فلا أظن أن لها مساحة معتبرة وسط هذا كله من أوله إلى آخره، لأن هذه المصالح هي آخر ما يخطر ببال هؤلاء الذين يتصارعون على النيجر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة النيجر انقلاب النيجر

إقرأ أيضاً:

الخصم الغامض واللغز المحيّر

يمانيون../
“لم تعد ترسانة صواريخ ومسيّرات الجيش اليمني، تشكل تهديداً مباشراً لمصالح أمريكا في المنطقة فحسب، بل أصبحت لغزاً استخباراتياً معقّداً فشلت استخبارات الغرب في اختراقه”، وفقاً لقول المحلل السياسي والصحفي الروسي فيتالي أورلوف.

وأضاف: “عجزت استخبارات الـ’سي آي أي’ الأمريكية، و’الموساد الإسرائيلي’، و’إم آي 6′ البريطاني، عن تحديد حجم القدرات التسليحية للجيش اليمني ومصادر إمداده، على الرغم من استمرار عدوان واشنطن ويافا المحتلة ولندن على اليمن مُنذ عامين”.

وتابع المحلل السياسي لصحيفة “سبفودنيا بريسا” الروسية: “وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قلقة من تعاظم القدرات العسكرية للقوات اليمنية، على الرغم من تنفيذها ألف غارة في عدوان جوي بدأ منتصف مارس الفائت ، لكنه لم نجح في تدمير البنية العسكرية للجيش اليمني”.

وزاد: “على العكس، تصاعدت قدرات قوات صنعاء مُنذ دخولها ساحة الصراع البحري بعد العدوان على غزة في أكتوبر 2023، وقد تمكنت من فرض معادلة ردع أجبرت سفن دول أمريكا وبريطانيا و’إسرائيل’ على مغادرة مياه البحر الأحمر وخليج عدن”.

واستأنفت أمريكا عدوانها الجوي على اليمن، في 15 مارس الفائت، ونفذت في أكثر من شهر أكثر من ألف غارة جوية على المحافظات الحُرة التابعة لحكومة صنعاء، أدت إلى استشهاد 210 مدنياُ، وإصابة أكثر من 400.

قوة غيَّرت قواعد الاشتباك

من وجهة نظر السياسي أورلوف، فإن ما يُقلق البنتاغون ليس فقط امتلاك اليمن صواريخ ‘قاهر-1’ و’بركان-1’، بل تطوير صواريخ مجنَّحة متوسطة وبعيدة المدى، وأنظمة ساحلية متطورة، وصواريخ محلية الصّنع.

تقول صحيفة “سبفودنيا بريسا”: “ما يثير الإعجاب هو قدرة اليمنيين على إخفاء مواقع التصنيع والنقل، هذا الغموض المعلوماتي المحيط في برنامجهم التسليحي يعطّل فعالية البنتاغون، ويقوّض جهوده الاستخباراتية”.

تضيف في التحليل العسكري: “إن ما يزيد قلق واشنطن هو التحوّل الإستراتيجي، وليس التسليحي والمنهجي فقط لقوات صنعاء، بعد أن أصبحت جيشا يمتلك وحدات متخصصة، وقوات صاروخية، وبرية، ووحدات استطلاع إلكترونية، وطائرات مسيَّرة متقدمة تفرض تغييرات مستقبلية في قواعد الاشتباك الإقليمي”.

.. وتكنولوجيا قلبت الموازين

وتؤكد: “إن اليمنيين لا يُرعبون واشنطن بالترسانة العسكرية التي يمتلكونها، بل بما لا يُعرف عنهم، حيث يمثل الفراغ المعلوماتي فشلاً استخباراتياً وعسكرياً خطيراً، يجعل من قوة اليمن خصماً لا يمكن الاستهانة به، أو توقع رده بدقة، في ظل فرض قواته معادلة عسكرية في البحر الأحمر لم تتمكن واشنطن من تغييرها حتى الآن”.

يقول المحلل العسكري الروسي، يوري سيليفانوف: “التكنولوجيا العسكرية اليمنية البسيطة قلبت موازين الردع في المنطقة – الأداء العسكري للقوات اليمنية، وأثبت فعالية استثنائية في ميدان المواجهات التكنولوجية ضد قوى كبرى تمتلك ترسانة تسليحية ضخمة”.

يضيف في مقال نشرته وكالة أنباء “نيوز فرونت” الروسية: “بات الغرب يعترف أن ما يحدث في اليمن يتطلب الدراسة والتحليل العسكري الجاد، بعد نجاح قوات صنعاء في فرض نموذج غير تقليدي في المواجهة بتكنولوجيا منخفضة التكلفة وفعّالة في الوقت نفسه، مثل المسيّرات والصواريخ الدقيقة”.

.. وأربكت حسابات الغرب

وأوضح:”الخبراء العسكريون في الغرب بدأوا الاعتراف علناً بتفوق التكنولوجيا العسكرية اليمنية في الميدان، مؤكدين أن معلومة قدوم الأسلحة من بلد أخر لم تعد مقبولة، بل إن تجربة اليمن باتت تُدرّس داخل المؤسسات العسكرية الغربية”.

برأي الخبير سيليفانوف، فالنموذج اليمني قلب موازين الردع، وأربك الحسابات الغربية، وتمكّن بكل بساطة وكفاءة وإنتاج ضخم وتكلفة أقل من التفوق في الحروب المعاصرة بتلك العوامل الحاسمة، وليس بالتسليح الباهظ الذي تتقيّد فعاليته في الميدان بسبب ارتفاع التكاليف والقيود التقنية.

.. وأحرجت منظوماتها

والمؤكد في عقيدته العسكرية أن ما حققه جيش صنعاء من قدرات تصنيعية إستراتيجية هجومية فعّالة صنعت محلياً أحرجت منظومات العسكرية الغربية باهظة الثمن التي أثبتت ضعفها في المواجهة غير المتكافئة.

وأعلنت القوات اليمنية، في نوفمبر 2023، إسناد مقاومة غزة ضد العدوان الصهيوني بعمليات عسكرية في البحر الأحمر، واستهدفت أكثر من 230 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية لدول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1200 صاروخا ومسيّرة على أهداف حساسة في عُمق الكيان.

وأسقطت 24 طائرة أمريكية نوع “إم كيو 9” فوق أجواء المحافظات اليمنية؛ 20 منها في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، وأربع خلال عدوان التحالف الأمريكي – السعودي، الذي بدأ في مارس 2015، واستمر 8 سنوات.

الخلاصة برأي المراقبين، وفق وكالة “نيوز فرونت”، أن نجاح اليمن في تطوير الأسلحة وتوظيفها يعكس تحولاً في موازين القوة بالمنطقة، وفرض تحدِّيات جديدة على الجيوش التقليدية التي باتت عاجزة عن التصدِّي لمثل هذه الأنماط الجديدة من الحرب الذكية.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: زعلنا الكبير من محمد السباعي وزوجته وكان هناك سب وقذف غير لائق
  • ???? اهالي النيجر.. يبحثون عن ابناءهم (المرتزقة) الذين انقطعت اخبارهم فى السودان
  • صحيفة بريطانية: البابا فرنسيس أشاع السلام فى العالم وكان نصير المهمشين
  • "الجارديان": البابا فرنسيس أشاع السلام وكان نصيرًا للمهمشين حول العالم
  • «الجارديان»: البابا فرنسيس أشاع السلام في العالم وكان نصير المهمشين
  • اعتقالات وإقالات بجيش بوركينافاسو بعد محاولة انقلاب جديدة
  • توكل كرمان تعلن رفضها القاطع لأي تدخل عسكري خارجي في اليمن وتؤكد ان مهمة إسقاط الانقلاب هي مسؤولية اليمنيين وحدهم
  • السيسي: فقدان البابا فرنسيس خسارة جسيمة للعالم وكان صوتا للسلام والمحبة والرحمة
  • الخصم الغامض واللغز المحيّر
  • منخفض صحراوي غدا في الغرب يتجه بعد غد إلى الشرق