موقع 24:
2025-02-16@23:51:29 GMT

الصراع على النيجر لا من أجلها

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

الصراع على النيجر لا من أجلها

النيجر دولة أفريقية من بين 54 دولة تقع في القارة السمراء، وموقعها جنوب ليبيا على الخريطة، ولم يكن اسمها يتردد من قبل، إلا إذا كان الحديث عن مجموعة دول الساحل والصحراء التي تضمها مع أربع دول أخرى، ولكن الاسم بعد الانقلاب العسكري الذي وقع فيها مؤخراً صار يتردد في كل وسائل الإعلام.

دول الساحل والصحراء تمتد في شكل شريط طولي من شرق القارة إلى غربها، وتبدأ من تشاد، إلى النيجر، إلى مالي، إلى بوركينا فاسو، إلى موريتانيا.


ولا تزال هذه الدول الخمس تمثل أهمية كبيرة في معركة العالم، وليس القارة السمراء وحدها، ضد التطرف والإرهاب والتشدد. هذا الثلاثي لا ينشط في مكان بقدر ما ينشط على أرض الدول الخمس، ولا يجد مرتعاً له إلا على مساحات منها وبدرجات متفاوتة طبعاً، وربما كانت مساحاتها الكبيرة مغرية في هذا الاتجاه، لأن مساحة النيجر وحدها على سبيل المثال تماثل مساحة بريطانيا خمس مرات.
وحين استيقظ العالم على الانقلاب في 26 يوليو، فإنه وضع يده على قلبه، ثم راحت دول عديدة من بعد ذلك تتصرف بعصبية، وتنذر قادة الانقلاب بما يمكن أن تتخذه ضدهم من إجراءات، وأخذت تطالبهم بالإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم، الذي تحددت إقامته بقرار من الذين انقلبوا عليه.
ومن قبل كانت دول أفريقية كثيرة تتعرض لانقلابات من نوع ما وقع في النيجر، ولم يكن الغرب يهتم بالأمر كما اهتم في هذه الحالة النيجرية، وكان السبب أن الذين كانوا يقودون أي انقلاب لم يكونوا يعادون الغرب منذ اللحظة الأولى.
وقوع الانقلاب في نيامي عاصمة النيجر، أعقبه خروج تظاهرات في العاصمة، وكان المتظاهرون يرفعون رايات روسية، ولم يكن هذا مما يريح الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد، ولا أوروبا، ولا كان يريح حلفاءهما في الحرب الروسية الأوكرانية.
ولم يتوقف المتظاهرون عند هذا الحد، لكنهم ذهبوا إلى مقر السفارة الفرنسية في نيامي، ونزعوا اللافتة التي تحمل اسمها ثم داسوها، وكان هذا مما أثار الفرنسيين جداً، إلى حد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تكلم بغضب، وألمح وهو يتكلم إلى أن بلاده يمكن أن تتدخل لتعيد الرئيس بازوم بالقوة إلى منصبه.
وفي البداية، كان يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة، قد رحب بما جرى وعرض خدمات مجموعته لحفظ النظام والأمن في البلاد، وكان المعنى أن الحكام الجدد في النيجر أقرب إلى موسكو منهم إلى واشنطن.
وتواصلت ردود الفعل على الانقلاب، وقالت مجموعة إيكواس التي تضم دول غرب القارة إن على قادة الانقلاب أن يراجعوا أنفسهم، وأن يعيدوا البلاد إلى المسار الديمقراطي السابق على انقلابهم، وأصدرت «إيكواس» ما يشبه الإنذار إلى المجموعة الحاكمة الجديدة، ومنحتها أسبوعين للعودة عما قامت به ضد الرئيس المنتخب.
ورغم أن واشنطن كانت متشددة في البداية، ورغم أن موقفها كان قريباً في تشدده من موقف «إيكواس»، إلا أنها بدأت تتحلى بالمرونة، وبدأت تتحدث عن حل دبلوماسي، باعتباره تقريباً «الحل الوحيد».
وعندما قامت فيكتوربا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، بزيارة إلى العاصمة نيامي، التقت عدداً من قادة المجلس العسكري الحاكم، ولما طلبت لقاءً مع الجنرال عبد الرحمن تشياني، قائد المجلس، لم يلق طلبها قبولاً، وكذلك حين طلبت لقاءً مع الرئيس بازوم، وكان هذا مما يحمل إشارة سياسية في مجمله.
وسوف تشعر وأنت تتابع هذا كله، أن الغرب لا يقف ضد الانقلاب لأنه ضد فكرة الانقلاب نفسها كفكرة، ولكن لأن التوجه السياسي للذين انقلبوا ليس مما يوافق الهوى الغربي، ولا يختلف الحال على الجانب الروسي الذي ينظر إلى الأمر باعتباره حلقة من حلقات صراعه مع الغرب، أما مصالح النيجر المجردة فلا أظن أن لها مساحة معتبرة وسط هذا كله من أوله إلى آخره، لأن هذه المصالح هي آخر ما يخطر ببال هؤلاء الذين يتصارعون على النيجر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة النيجر انقلاب النيجر

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يطالب الغرب بنشر 100 ألف جندي أجنبي في أوكرانيا

أوكرانيا – طالب فلاديمير زيلينسكي الدول الغربية بإرسال قوة عسكرية قوامها 100 ألف جندي إلى أوكرانيا في إطار ما يسميه بـ”الضمانات الأمنية”.

ونقلت قناة “نحن-أوكرانيا” عن زيلينسكي قوله: “ما معنى الضمانات الأمنية؟ تعني الانضمام إلى الناتو، أسلحة، صواريخ، سلاح نووي… أو أننا سننشئ “ناتو” في أوكرانيا كما قلت.. إذا ليكن ذلك ولننشئ “ناتو” هنا”.

وأضاف: “في هذه الحالة، الأسلحة منكم (من الناتو)، والقوات من الأوروبيين والأمريكيين، لكن ليس مجرد 5 أو 7 آلاف جندي.. نحن بحاجة إلى 100 ألف جندي.. ليس 5 آلاف فقط”، لافتا إلى أنه “كلف العسكريين بمهمة حساب ذلك وتحديد نقاط انتشار محتمل للقوات الأجنبية وإعداد خريطة له، يتبين من خلالها ضرورة نشر 100 ألف جندي”.

وأشار إلى أنه مستعد لطرح هذه المسألة خلال مؤتمر ميونيخ، مضيفا “كل شيء جاهز، وإذا لزم الأمر، وأنا مستعد لطرح ذلك”.

وفي مقابلة مع مجلة “إيكونوميست” البريطانية، قال زيلينسكي إن “وقف إطلاق النار مستحيل دون ضمانات أمنية من الشركاء” وأمريكا بالتحديد.

وحذر زيلينسكي في وقت سابق، من أنه في حال سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه لأوكرانيا، فإن أوروبا وحدها لن تكون قادرة على سد الفجوة.

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيت أن قوات حفظ السلام الدولية في أوكرانيا يجب أن تنتشر ليس تحت مظلة حلف “الناتو”، فلا تخضع تاليا للمادة الخامسة من معاهدة الدفاع الجماعي للحلف.

وأكد أن على أوروبا تحمل الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية وغير العسكرية المستقبلية لأوكرانيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن ترسل قواتها إلى هناك.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أوروبي لم يُكشف عن اسمه، تأكيده غياب التوافق في الاتحاد الأوروبي حول إرسال قوات أجنبية إلى أوكرانيا بعد انتهاء الصراع، ولذلك يجري بحث إمكانية تشكيل تحالف من خمس إلى ثماني دول لمناقشة هذا الطرح.

ووفقا للوكالة، قد تشكل الدول الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا النواة الأساسية لهذه القوات، التي قد تتطلب حوالي 100 ألف جندي لتحقيق أهدافها.

وسبق أن ذكرت صحيفة “لو موند” نقلا عن مصادر، أن فرنسا وبريطانيا استأنفتا المناقشات بشأن النشر المحتمل لقوات غربية في أوكرانيا. وبحسب تقارير إعلامية، فإن باريس ولندن لا تستبعدان إمكانية قيادة تحالف بشأن أوكرانيا.

وكانت هيئة الصحافة التابعة لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي قد ذكرت في وقت سابق أن الغرب يعتزم نشر ما يسمى بقوة حفظ السلام التي تضم نحو 100 ألف شخص في البلاد لاستعادة جاهزية أوكرانيا القتالية.

وتعتقد الاستخبارات الخارجية الروسية أن هذا سيشكل احتلالا فعليا لأوكرانيا، وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن نشر قوات حفظ السلام لن يكون ممكنا إلا بموافقة أطراف الصراع.

المصدر: نوفوستي +RT

مقالات مشابهة

  • الشروع في تكسية دونور الدارالبيضاء بالعشب لإستقبال مبارتي المغرب ضد النيجر وتنزانيا
  • وحدة تجسس جديدة تقود حرب روسيا الخفية ضد الغرب
  • مؤتمر وطني في النيجر يناقش مستقبل البلاد
  • عميد جامع الجزائر يستقبل وفدا وزاريا من النيجر
  • قبائل غرب صنعاء تؤكد جاهزية رجالها لخوض معركة التحرير الفاصلة واسناد القوات المسلحة (صور)
  • سوريا.. هل سيتعلّم الغرب من الدروس المستفادة هذه المرّة؟
  • تصاعد الغضب ضد "ترامب وماسك".. متظاهرون في بوسطن: أوقفوا الانقلاب
  • الركراكي في جولة بأروبا قبل إغلاق قائمة مباراة منتخب المغرب مع النيجر وتنزانيا
  • دروس الثورة السورية
  • زيلينسكي يطالب الغرب بنشر 100 ألف جندي أجنبي في أوكرانيا