السلطنة تسير بخطى حثيثة للاستثمار في مجال الفضاء.. وجهود متواصلة لتنفيذ المشاريع المتقدمة وإطلاق القمر الصناعي العماني
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
تبذل سلطنة عُمان جهودا حثيثة لحجز مقعدها في عالم الفضاء من خلال الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وإنشاء المشاريع وجذب الاستثمارات المرتبطة بعلوم الفضاء والعمل على إطلاق القمر الصناعي العماني، وذلك في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم والشركات العملاقة للاستثمار في هذا المجال الاستراتيجي.
ويشير تقرير صادر عن The Space Foundation لعام 2022 إلى أن اقتصاد الفضاء بلغت قيمته 469 مليار دولار في عام 2021 بارتفاع نسبته9% عن العام السابق، كما أنه مع نهاية عام 2022 تم تسجيل 178 مهمة فضائية، منها 90 مهمة كانت من نصيب القطاع الخاص، حيث سيطرت شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك على الحصة الأكبر من مهمات القطاع الخاص عبر قيامها بـ61 مهمة فضائية، الأمر الذي يؤكد أهمية مجال الفضاء واتجاه الكثير من الدول والشركات للاستثمار فيه.
ولقد أكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، في تصريحات صحفية، أن العمل متواصل لإطلاق القمر الصناعي العماني، إذ تشير التقديرات الأخيرة إلى أنه سيتم الإطلاق في عام 2025.
وتتضمن المنطقةZONE 88 في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، العديد من المشاريع المرتبطة بعلوم وصناعات الفضاء والتقنيات المتقدمة، مثل مركز مستوطنة الفضاء ومنطقة إطلاق المركبات الفضائية للأغراض التجارية ومركز تكنولوجيا المسّيرات ومنطقة تجارب الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة ومحطة إرسال واستقبال أرضية؛ إذ تم تصميم هذه المشاريع لتعزيز صناعة الفضاء والتكنولوجيا واستقطاب الاستثمارات العالمية والأبحاث العلمية لبناء اقتصاد معرفي مستدام في هذا المجال بالمنطقة.
ومن خلال مشروع مركز مستوطنة الفضاء في سلطنة عمان والذي يقام على مساحة 18 كيلومترًا مربعًا وبارتفاع 80 مترًا عن مستوى البحر، فإنه سيتم دراسة سلوك رواد الفضاء قبل الانضمام إلى الرحلات الفعلية، وخدمة العلماء والباحثين والمهتمين الراغبين بإجراء تجاربهم في قطاع الفضاء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وفيما يخص الاتفاقيات والمعاهدات، فقد وقعت السلطنة عددا من الاتفاقيات والمعاهدات، أبرزها الانضمام إلى معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، والانضمام إلى اتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، وإلى اتفاقية إنقاذ الملاحين الفضائيين وإعادتهم ورد الأجسام المطلقة إلى الفضاء الخارجي.
ووقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (LNG) على اتفاقية إنشاء ركن خاص لعلوم وتقنيات الفضاء في متحف الطفل، والذي يحاكي الواقع الافتراضي لمركبة فضائية ويتكون من قمرتين لمحاكاة رحلة فضائية علمية وتثقيفية باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي متعدد الحواس ويستهدف الركن فئة الأطفال والشباب من طلبة المدارس في سلطنة عمان.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الشراكة المجتمعية الفاعلة وتحقيق المصلحة العامة للمجتمع ونشر ثقافة علوم وتقنيات الفضاء لدى الأجيال وإيجاد بيئة خصبة لبرامج ومبادرات سياحية علمية في مجال علوم الفضاء وبالإضافة إلى تعزيز استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في قطاع الفضاء.
كما وقعت الوزارة مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني والشركة الوطنية للخدمات الفضائية (NASCOM) على عقد حق انتفاع مشروع منصة إطلاق الصواريخ العلمية الفضائية والذي يهدف إلى بناء منصة إطلاق صواريخ فضائية علمية للهواة والباحثين (أحجام صغيرة) وتطوير بيئة علمية للعلماء والباحثين والمختصين لتجربة ودراسة إطلاق الصواريخ وتشجيع السياحة القطاعية المتخصصة وجذب الهواة لهذا النوع من الأنشطة الفضائية.
ويساهم اكتشاف الفضاء من خلال المهمات والرحلات الفضائية أو إطلاق الأقمار الصناعية في إجراء الدراسات العلمية بما يضمن للبشرية التعامل السليم في الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ، إذ نجحت العديد من الزيارات إلى الفضاء في صناعة تطبيقات تخدم حياة الإنسان في مجال التعلم والصحة والترفيه والأرصاد الجوية والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والتأمين والنقل والبحرية والطيران والتنمية الحضرية وغيرها من المجالات الحياتية، وهذا ما يجعل من الفضاء كنزا تتنافس عليه دول العالم لحياة صحية وأكثر سهولة.
وتشير الإحصائيات إلى أنه منذ قرر البشر استكشاف الفضاء، فإنه تم إطلاق أكثر من 11 ألف جسم إلى العالم الخارجي، وتتصدر الولايات المتحدة الأميركية قائمة استثمارات الفضاء بامتلاكها لأكثر من 50% من هذه الأجسام، أي ما يزيد على 5500 جسم، لتحل بعدها روسيا بـ3600 جسم، ثم الصين بـ731 وتليها بريطانيا بـ515 واليابان بـ300 جسم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إيران تطلق قمرين صناعيين إلى الفضاء
أطلقت إيران القمرين الصناعيين “كوثر” و”هدهد” بنجاح إلى مدارهما فجر اليوم الثلاثاء كأول أقمار صناعية للقطاع الخاص من قاعدة الإطلاق فوستوتشني الروسية بمركبة الإطلاق سويوز.
وأطلقت حاملة الأقمار الصناعية الروسية سويوز، في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء ، القمر الصناعي للاستشعار “كوثر” والقمر الاصطناعي “هدهد” من قاعدة “فوستوتشني” وتم وضعهما في المدار بنجاح.
وشاهد رئيس منظمة الفضاء الإيرانية وبعض أعضاء فريق تصنيع الأقمار الصناعية والمراسلين في معهد أبحاث الفضاء الإيراني البث المباشر لهذا الإطلاق الناجح إلى المدار المطلوب.
ويعتبر القمر الصناعي “كوثر” المنتج الفضائي الأول لشركة “أميد فضا”، والتي بدأ تصميمها في صيف عام 2019. ويتبع هذا القمر الصناعي معيار الأقمار الصناعية المكعبة، مما يقلل من وقت وتكلفة عملية البناء.
والقمر الصناعي “كوثر” الذي يبلغ وزنه 30 كيلوغراما ويقدر عمره المداري بأكثر من 3 سنوات، مزود بكاميرات في طيف NIR وRGB وهو أول قمر صناعي إيراني يبلغ متوسط دقة عرضه 3.45 متر GSD (مسافة أخذ العينات الأرضية) وهو ما يعني القمر الصناعي الأكثر تقدمًا حتى عام 2021 في إيران.
ويعتبر القمر الصناعي “كوثر” مناسبا للتطبيقات الزراعية ورسم الخرائط والمسح، ويصل مدى صوره الملونة إلى 15 كيلومترا، ومعدل التصوير 6 إطارات في الثانية، ويبلغ معدل اعمار اعضاء فريق بناء هذا القمر 26 عاما.
أما “الهدهد” هو قمر صناعي بمعيار الأقمار الصناعية المكعبة ومهمته إنشاء منصة مخصصة لتقديم خدمات إنترنت الأشياء الدولية ضيقة النطاق، الخدمات الأكثر استخدامًا لهذا القمر هي في مجالات الزراعة والنقل والخدمات اللوجستية والبيئة.
ويبلغ وزن هذا القمر الصناعي أربعة كيلوغرامات وارتفاعه المداري 500 كيلومتر، ويبلغ عمره المداري أربع سنوات، ويستخدم للأغراض الزراعية ورسم الخرائط.