خانيونس - صفا

قصفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، صباح اليوم الثلاثاء، مدينة "تل أبيب" وسط الكيان الإسرائيلي برشقة صاروخية، في ذكرى عام على معركة "طوفان الأقصى".

وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري عممته اليوم، إنها "قصفت عمق الاحتلال مدينة "تل أبيب" برشقة صاروخية من نوع "مقادمة" "M90" ضمن معركة الاستنزاف المستمرة وردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا".

ودوت صافرات الإنذار في "تل أبيب" ومحيطها، ووردت أنباء عن إصابات في صفوف الاحتلال.

وكانت كتائب القسام أعلنت أنها قصفت موقع "صوفا" العسكري وتحشدات العدو في معبر رفح البري وقرب مغتصبة "حوليت" ومركز عمليات موقع "كرم أبو سالم" العسكري بعدد من صواريخ "رجوم" عيار 114 ملم، بذكرى مرور عام على السابع من أكتوبر.

وقالت: "في مثل هذا اليوم وهذه الدقائق، تمكن مجاهدو القسام من اختراق الخط الزائل والسيطرة على المواقع العسكرية ومغتصبات الغلاف حول قطاع غزة وأوقعوا جنود العدو وقطعان المغتصبين بين قتيل وجريح وأسير".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: كتائب القسام طوفان الاقصى قصف تل ابيب تل أبیب

إقرأ أيضاً:

ما بعد طوفان الأقصى

19 يناير 2025م.. دخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس مرحلة التطبيق، بعد مفاوضات عويصة تلازمت مع حرب الإبادة التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة؛ إثر العملية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر 2023م باسم «طوفان الأقصى»، حيث وضعت إسرائيل ثلاثة أهداف لحربها؛ هي: فك الأسرى من يد حماس، وتدميرها، وتهجير أهل غزة. اليوم.. إسرائيل ترضخ لحماس وفق شرطها بألّا تسلم الأسرى إلا بعد إيقافها الحرب وانسحابها من غزة.

حتى الآن.. لا توجد اتفاقية لوقف الحرب نهائياً، وإنما هي هدنة لفترة 42 يوماً يتبادل فيها الطرفان الأسرى، وهذه هي المرحلة الأولى، مع خطة لمواصلة المفاوضات في مرحلتين قادمتين. ومع ذلك؛ يمكننا الحديث عن «مرحلة ما بعد طوفان الأقصى»، لأن مسار مرحلة الطوفان قد تحددت، ولا يُتوقع مسار آخر يُحدِث فرقاً فيما لو استمرت الحرب؛ غير مزيد من الإبادة والتدمير، ومزيد من الخسائر الباهظة تتكبدها إسرائيل، كما أن أمريكا في ظل إدارة دونالد ترامب تجنح لإنهاء الحرب.

إسرائيل.. لم تحقق أهدافها من الحرب، وقامت بأسوأ إبادة في العصر الحديث، بغية كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وإجباره للتخلي عن الوقوف مع المقاومة، فخسرت إسرائيل أمام صلابته.. بل ثارت شعوب العالم ضدها. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكماً باعتبار القادة الإسرائيليين مجرمي حرب، ولم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقنع شعبه بأن الحرب هي السبيل لتحرير الأسرى، فخرج الإسرائيليون ملء شوارع تل أبيب مطالبين بتحريرهم، وأخيراً.. رضخ لضغوطهم وللضغوط الدولية، ولفشله في تحقيق أهداف الحرب.

استطاعت إسرائيل تفكيك محور المقاومة، بعد اغتيالها قيادات عليا في حزب الله وحماس وقيادات عسكرية إيرانية، وحيّدت حزب الله وإيران والمقاومة العراقية، مما جعل نتنياهو يدعو إلى تشكيل شرق أوسط جديد تكون إسرائيل محوره. وأعطت الحرب إسرائيل موثوقية أن الغرب لن يتخلى عنها، وأنه لا توجد قوة دولية قادرة على تغيير خارطة المنطقة لتهديد وجودها، غافلة عن تغيّر المواقف بتغيّر المصالح.

ليس أمام إسرائيل خطة حاسمة لما بعد الطوفان.. فمسار السلام فشل، واستعمالها العنف أضر بها، وستعاني كثيراً من الجيل الفلسطيني القادم؛ الذي يحمل عقيدة تحرير فلسطين والثأر من الكيان الذي أباد أهله ودمر مجتمعه. والتطبيع.. أصبح طريقه وعراً بين شعوب المنطقة، يشكل خطراً ليس على إسرائيل وحدها، وإنما كذلك على الدول المطبعة معها. ولعل الخيار الأخف لإسرائيل والتي عليها أن تفكر جدياً به هو «حل الدولتين»، والتي ستفرض المقاومة شروطها على رسم حدود الدولة الفلسطينية فيه.

المقاومة الفلسطينية.. أثبتت بأنها رقم صعب، تمكنت خلال العقود الماضية أن تنمو عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، وكشفت الحرب أن حماس لم تعد جماعة، وإنما أصبحت دولة بعناصرها الممكنة تحت الاحتلال، فقد استطاعت حشد الشعب الفلسطيني معها، الذي لم تنكسر عزيمته طيلة الحرب، فخرج مؤيداً لها في تبادل الأسرى. واستطاعت أن تدير المعركة منذ بدايتها حتى نهايتها. كان كل شيء محسوباً لديها حتى لحظة تسليم الأسرى؛ حيث خرج جيشها بكامل أبهته، ولم يتغير انطباع أسرى هذه الدفعة عن انطباع أسرى الدفعة السابقة عند بداية الحرب؛ من الإعجاب والتقدير لحماس بالحفاظ على نفوسهم ومعاملتهم بالحسنى.

حماس.. خسرت كثيراً في الحرب، فقد قتل الكثيرون من جندها، واغتيل بعض قادتها؛ في مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ونَقَصَ عتادها العسكري، وتأثرت نفسياً من الإبادة الجماعية لشعبها والتدمير شبه الكامل لغزة. لكن من أهم ما حققته حماس قدرتها على مواصلة الحرب، رغم تحييد جبهة الإسناد، وهذا يدل أنها قادرة على خوض حروب قادمة، فقد أصبحت تصنع السلاح من مواد متوفرة في قطاع غزة، مما يجعل حكومات المنطقة تنظر إليها باعتبارها كياناً باقياً، وأن إزالتها من الوجود لم يعد وارداً.. بل صمودها عزّز فكرة المقاومة نفسها، وقوّى من صمود بقية الفصائل. كما أنها أفشلت «خطة اليوم التالي للحرب» التي أعدتها إسرائيل لإدارة قطاع غزة من دون حماس.

المقاومة الفلسطينية.. أمامها طريق شاق من إعادة بناء غزة وترميم نفوس الشعب، وإعادة بناء استراتيجيتها لما بعد الطوفان. وما حصل من إبادة ودمار يجعلها تحسب ألف حساب قبل القيام بعملية أخرى؛ على الأقل خلال عشر سنوات قادمة. لكنها ستعمل على إعادة تأهيل قواتها، وسيتكون لديها جيل جديد؛ متسلح بخطط وأفكار أكثر ثوريةً، في فضاء رقمي مفتوح. الآن نرى فصائل، وغداً؛ جيشاً أكثر تنظيماً وثقةً بنفسه. أما السلطة الفلسطينية في رام الله.. ففي طريقها للتغيّر، وستنتهي حكومة محمود عباس، وتحل محلها سلطة وطنية توافقية بعقيدةٍ مقاوِمة، هذا ما سيفرضه الجيل الجديد في الضفة الغربية.

إيران.. خرجت مهيضة الجناح من الحرب، خسرت مجموعة من قيادات الإسناد، وفقدت موطئ قدمها بسوريا، وضعف نفوذها بلبنان بعدما فقدت حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حليفها الأهم بالمنطقة. تأتي خسارة إيران وهي تشهد جدلاً سياسياً وشعبياً في طبيعة نظام الحكم مع تقدم عمر المرشد الأعلى علي خامنئي. لكن علينا أن نفهم المسار العام لإيران، فنظامها السياسي ديناميكي، ولديه قدرة على المراجعة الفورية لإعادة تموضعها في المنطقة، وإعادة بناء استراتيجياتها بما يواكب المتغيرات وأمنها القومي وقدراتها العسكرية وتوجهاتها السياسية وخططها الاقتصادية. وقد أثبتت الحقبة الماضية أنها استطاعت أن تتخطى الأخطار المحدقة بها، وتستثمر «الفوضى الخلاقة» بالمنطقة، وبهذا؛ تمكنت من احتضان قوى وقيادات عراقية، وهي التي خاضت بالأمس القريب مع العراق حرباً استمرت قرابة العقد. كما تمكنت أن تمد ذراعها إلى اليمن؛ رغم الأوضاع المتشابكة والمعقدة هناك. واقتدرت على التعامل مع قوى العنف في أفغانستان والعراق وسوريا.إن إيران أمام مفترق طرق، تحدده التوجهات المستقبلية لسياستها، ولكن لا يبدو أنها ستتخلى عن مواجهة إسرائيل وأمريكا، فقد أبرمت مؤخراً استراتيجية شاملة مع روسيا وقعها الرئيسان مسعود بزشكيان وفلاديمير بوتين. ويبدو أن إيران في توجهها ما بعد الطوفان ستقلل من اعتمادها على الجماعات العسكرية، وتتجه إلى الأحلاف الدولية لمواجهة الغرب، فهي تعمل ضمن الأحلاف التي تجمعها بالصين وروسيا على صياغة نظام دولي متعدد الأقطاب السياسية.

أما سوريا.. فنظام الأسد منتهية صلاحيته منذ أمد، فهو بقايا البعث العربي؛ الذي أدبرت أيامه منذ نهاية السبعينيات بصعود الإسلام السياسي في المنطقة، لكن كأي نظام قائم يحتاج إلى وقت حتى يسقط، وعملياً.. سقط مع بدايات الربيع العربي، وإن تأخر حتى نهاية عام 2024م بإطلاق الرمية الأخيرة لإعلان سقوطه رسمياً. سوريا هي الأسبق في دخول مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، فقد عجّلت بها أحداثه.

ظاهراً.. ما حصل بسوريا يصب في صالح إسرائيل، فالإدارة الجديدة تعتنق العقيدة الأردوغانية، التي دشنت مرحلة ما بعد الإسلام السياسي «السياسة الإسلامية المدنية»؛ التي تتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة لها مشروعيتها، وهذا يطمئن إسرائيل وتسعى إليه. لكن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، والجماعات التي سيطرت عليها مؤدلجة بالعنف، ذات براجماتية تمكنها من تغيير مسارها بحسب الظروف، فمستقبل إسرائيل محفوف بالخطر من الجهة السورية.

العرب.. سيواصلون توجههم السابق، وهو الدفع بـ«حل الدولتين» إلى التنفيذ؛ لا سيما مع التوجه العالمي الذي قد يجبر إسرائيل عليه. وعليهم أن يدركوا بأن طوفان الأقصى غيّر من الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، وأصبحت تتشكل من جديد، من دون أن تكون إسرائيل هي اليد الضاربة فيه بعدما هزتها الحرب بقسوة. على العرب أن يتعاونوا لتحقيق ذلك مع الأتراك، مستفيدين من التغيرات في سوريا.

مقالات مشابهة

  • ما بعد طوفان الأقصى
  • اليمن ضمن محور المقاومة
  • افتتاح بطولة طوفان الأقصى في إب
  • مُسيرة للاحتلال تقصف فلسطينيين بنابلس ومناورة بالضفة لتجنب تكرار طوفان الأقصى
  • شاهد| اللحظات الأخيرة للمجندات الإسرائيليات في قطاع غزة قبيل الإفراج عنهن من قبل كتائب القسام
  • مسير وتطبيق عملي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جبن بالضالع
  • عضو المجلس العسكري للقسام يحيي قيادة المقاومة اليمنية لأدائهم البطولي في طوفان الأقصى
  • «ما خفي أعظم» يكشف أسرار طوفان الأقصى.. مشاهد حصرية للضيف والسنوار
  • كتائب القسام تسلم الصليب الأحمر 4 مجندات أسيرات إسرائيليات وسط غزة
  • عضو المجلس العسكري للقسام الحداد يحيي قيادة المقاومة اليمنية لأدائهم البطولي في طوفان الأقصى