غزة- قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري إن ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليس كما بعده بالنسبة لآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد مورست ضدهم أبشع الجرائم من القتل والإعدام، إلى التعذيب الوحشي والتحرش الجنسي والاغتصاب، وحتى التجويع والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.

وأكد الزغاري -في حوار خاص مع الجزيرة نت- أن عدد الشهداء في أوساط الأسرى داخل السجون والمعتقلات بعد اندلاع طوفان الأقصى هو الأعلى تاريخياً منذ عام 1967، ومن بينهم مئات من أسرى قطاع غزة، كما سبق هذه المرحلة تحريض من الحكومة الإسرائيلية ضد الأسرى، وصلت إلى حد دعوة الوزير إيتمار بن غفير إلى إعدام الأسرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حزب الله يتحدث عن إسناده لغزة والآثار الإستراتيجية لطوفان الأقصىlist 2 of 2نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟end of list

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته الجزيرة نت مع الزغاري.

بداية هل لك أن تطلعنا على تجربة اعتقالك بسجون الاحتلال؟

خضت تجربة الاعتقال لأول مرة إبان الانتفاضة الأولى عام 1987، وكان عمري وقتها لا يتجاوز 16 عاماً، وتنقلت بين سجون الظاهرية وبيتونيا ومجدو والنقب، ولا شك أنها تجربة مهمة وساهمت على نحو كبير في صقل شخصيتي الوطنية والنضالية.

كما رفعت هذه التجربة كذلك من منسوب الوعي الوطني لدي، كونها جاءت في ظل سياسة قمعية إسرائيلية عرفت في ذلك الوقت بـ"تكسير العظام" من أجل إفشال الانتفاضة، وقد تعرضت للضرب المبرح منذ لحظة الاعتقال مرورا بمركز التوقيف، والتحقيق داخل المعتقلات.

ورغم هذه السياسة الوحشية فإن زيارات المحامين واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأهالي كانت دورية ولم تنقطع، وتجربتي بالاعتقال المتقطع على فترات منذ العام 1987 وحتى 1991 تبقى بسيطة ومتواضعة مقارنة مع ما تمارسه دولة الاحتلال حالياً بحق المعتقلين في السجون.

الزغاري: ليس أمام مئات أسرى المؤبدات سوى صفقات التبادل لمعانقة الحرية (الصحافة الفلسطينية) ما الذي اختلف في سجون الاحتلال مع مرور السنين؟

لكل معتقل تجربته الخاصة به، وهي تجارب متفاوتة وتختلف من فترة إلى أخرى، وسجون الاحتلال بالنسبة لنا كفلسطينيين تشكل نقلة نوعية في الوعي السياسي والنضالي والثقافي، فداخل السجون هناك آليات نضالية لتنظيم الحياة الخاصة للأسرى.

ولذلك كان الأسرى دوماً يشكلون عصب الحالة الوطنية، ويساهمون في عمليات البناء التنظيمي، وقد حولوا السجون إلى مدارس وجامعات خرجت عددا كبيراً من القيادات الوطنية البارزة، واستمرت هذه الحالة حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.

أما اليوم -وخاصة بعد تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- فالأوضاع تختلف كليا، وهناك تحولات جذرية لدى المنظومة الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى الذين تحولت حياتهم إلى جحيم، ويعيشون واقعاً كارثياً في ظل السلوك العدواني الإسرائيلي الذي يجردهم من كافة حقوقهم الإنسانية، ومن مقتنياتهم الخاصة وصورهم وذكرياتهم، ويمارس عمليات تنقل واسعة وقمعية داخل المعتقلات.

وقد تعرض الأسرى على مدى عام لهجمة إسرائيلية شرسة من حيث الحرمان من حقوقهم، وتعرضوا للتعذيب والضرب وسياسة التجويع ووقف زيارات المحامين والأهالي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنع إدخال الملابس، وقطع المياه والكهرباء عنهم.

والأسوأ من ذلك كله تعرض الأسرى لعمليات الاعتداء الوحشي والإهانة وامتهان كرامتهم الإنسانية، وارتفاع وتيرة الضرب والتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب. وبشهادات موثقة من أسرى عانوا جراء نزعة الانتقام التي تعرضوا لها من جنود الاحتلال، وهذا ما تسبب في ارتفاع كبير في أعداد الشهداء الذين ارتقوا داخل السجون والمعتقلات، جراء الضرب المبرح والجرائم الطبية والاعتداءات الوحشية.

هل كان تاريخ 7 أكتوبر مفصلياً بالنسبة للأسرى؟

لا شك أن الأسرى يمرون بمرحلة خطيرة هي الأسوأ بتاريخ الحركة الوطنية الأسيرة منذ عقود، ويواجهون تهديداً حقيقياً على حياتهم، وهناك تعليمات مستمرة من قبل الجهات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية بتقييد الحياة الاعتقالية.

ومنذ تولي بن غفير وزارة الأمن الداخلي حول السجون إلى مقابر، وعاش الأسرى على مدى العام الماضي حياة كارثية على كافة الصعد، وكل من تعرض للاعتقال بعد هذا التاريخ ناله شكل أو عدة أشكال من التعذيب الممنهج، فالتعذيب لدى الاحتلال هو نظام وسياسة مبرمجة، وحتى من هم معتقلون منذ سنوات وعقود طويلة نالهم التعذيب والحرمان من المنجزات والحقوق التي انتزعتها الحركة الأسيرة عبر سنوات من النضال داخل السجون.

 ما أثر سياسات الوزير بن غفير على حياة الأسرى؟

التعليمات الصادرة عن منظومة الاحتلال من خلال بن غفير شكلت تهديداً حقيقيا وخطيرا على حياة الأسرى، وشهدت السجون ارتفاعاً هائلاً في أعداد الأسرى وحالة اكتظاظ شديدة، وحرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم.

وقد مست هذه السياسة العنصرية المهينة والمذلة كل تفاصيل الحياة الاعتقالية للأسرى، بما فيها طعامهم وشرابهم، وأدت إلى انخفاض أوزان الأسرى من 30 إلى 40 كيلوغراما لكل معتقل، إضافة للانتشار الواسع للأمراض وخاصة الجلدية الخطرة.

وما يزيد من خطورة هذا الواقع أنه يترافق مع سياسة القتل الطبي وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة، وأدت إلى ارتفاع كبير في أعداد الأسرى المرضى، وهناك معتقلون بينهم أطفال وأسيرات مصابون بجروح وكسور نتيجة عمليات القمع والتعذيب.

ويريد بن غفير وحكومته من وراء هذه السياسة تحطيم الأسرى كعنوان للنضال الوطني، ولكن هذه السياسة العنصرية التي تمثل الوجه القبيح للاحتلال تتحطم على صخرة صمود الأسرى، ونرى ذلك بين الأسرى المحررين من السجون الذين رغم آلامهم وأوجاع أجسادهم فإنهم يظهرون معنويات عالية ويؤكدون إيمانهم بحتمية النصر والحرية.

كيف تشخص واقع الأطفال الأسرى والأسيرات؟

الأسرى جميعا معرضون لنفس السياسات القمعية والتنكيلية، ومنظومة الاحتلال لا تقيم وزناً لطفل أو مرأة أو مسن أو مريض، وقد وثقنا بنادي الأسير بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اعتقال أكثر من ألف طفل، وأكثر من 450 امرأة منهن فتيات وطالبات وصحفيات.

إن واقع الأسرى الأطفال والأسيرات مرير للغاية، وقد تعرضوا لأساليب متنوعة من التعذيب والتجريد من الحقوق الإنسانية، وتعرضت الأسيرات لجرائم تحرش جنسي والاعتداء والتعرية وامتهان الكرامة، حيث لا تزال قوات الاحتلال تعتقل في سجونها 93 امرأة فلسطينية في معتقلي الدامون وهشارون، وأكثر من 300 طفل في معتقلي عوفر ومجدو.

وتتعمد قوات الاحتلال التضييق على الأطفال والأسيرات في أدق تفاصيل الحياة، من حيث كميات الطعام القليلة والرديئة، وحتى فترة الاستحمام القصيرة لا تكفي، وانعدام أدوات ومواد النظافة الشخصية والعامة، إضافة إلى الاكتظاظ الشديد داخل الغرف والزنازين، مما يساهم في انتشار الأمراض.

كم عدد الأسرى الفلسطينيين الآن وخاصة الغزاويين؟

شن الاحتلال بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حملات اعتقال واسعة، واستناداً لتوثيقنا رصدنا 10 آلاف و800 حالة اعتقال من الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس والضفة الغربية، وشملت مختلف قطاعات شعبنا من الرجال والنساء والأطفال، وبينهم أسرى محررون أعيد اعتقالهم مجدداً، وترافق مع ذلك جرائم سرقة أموال ومصاغات ذهبية ومصادرة مركبات لذوي المعتقلين.

لكن هذه الأرقام لا تشمل آلاف المعتقلين من قطاع غزة بعد حرب الإبادة، حيث تعرضوا لأسوأ وأبشع جرائم التعذيب الممنهجة، وأدى ذلك إلى استشهاد المئات منهم، وإعدام آخرين، وقد تكشفت بعض هذه الجرائم داخل معتقل "سدي تيمان" وهناك شهادات تفيد بأن أسرى غزة تعرضوا للقتل والإعدام وبتر الأطراف والاغتصاب داخل هذا المعتقل.

ولا يزال هؤلاء الأسرى يواجهون الإخفاء القسري والمصير المجهول، ولا يفصح الاحتلال عن أي معلومات تتعلق بهم، بالرغم من كسر محامين جزءا يسيرا من القيود الإسرائيلية حول أسرى غزة، وتمكنوا من زيارة عدد قليل منهم في معتقلي النقب وعوفر، وكل الشهادات حولهم صادمة ومروعة، وتؤكد أن أوضاعهم صعبة وخطيرة، ويتركون لأيام وأسابيع طويلة مقيدي الأيدي والأرجل.

وقد لجأ الاحتلال إلى ما يسمى "المقاتل غير الشرعي" حيث يحتجز المئات من معتقلي غزة تحت هذا البند، ويحرمهم من كافة حقوقهم بما فيها التمثيل القانوني وزيارة المحامين، متنكراً بذلك لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة.

ورغم أن معتقل "سدي تيمان" أنشئ بعد حرب الإبادة على غزة، ويعتبر إحدى المحطات الكبرى لعمليات التعذيب الوحشية والجنسية والتجويع والجرائم الطبية، وهو نموذج صارخ لسياسات الاحتلال بحق الأسرى، إلا أن بقية السجون لا تقل خطورة عنه، وكلها تعمل بحسب تعليمات المنظومة العنصرية الإسرائيلية، وبتعليمات مباشرة من بن غفير.

يتفرد الاحتلال الإسرائيلي عالميا بسياسة احتجاز جثامين الأسرى الشهداء فما آخر التحديثات بهذا الملف؟

يمارس الاحتلال هذه السياسة العنصرية منذ زمن بعيد، والأسير الشهيد أنيس دولة هو أقدم الأسرى المحتجزة جثامينهم منذ العام 1980، وهناك ارتفاع في أعداد الأسرى الشهداء الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم، ولدينا قائمة بـ33 أسيراً من الحركة الوطنية الأسيرة استشهدوا داخل المعتقلات، منهم 26 قتلوا بعد تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسماؤهم معلومة لدينا، ولكننا نعتقد جازمين أن هناك المئات من أسرى غزة تعرضوا للقتل والإعدام أيضا، ولم يفصح الاحتلال عن أسمائهم ومصيرهم.

هناك أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو وآخرون صدرت بحقهم أحكام بالمؤبدات فشلت اتفاقات سياسية وصفقات تبادل في تحريرهم فما مصيرهم؟

الاحتلال وقف أمام مساعي إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، وكان هناك قبل سنوات اتفاقية برعاية أميركية لإطلاق سراحهم على 4 دفعات، لكن الاحتلال تنكر لإطلاق الدفعة الرابعة والتي كانت تضم حوالي 30 معتقلا.

وقد ارتفعت حالياً أعداد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد لأكثر من 600 معتقل، جزء كبير منهم أمضى أكثر من 20 عاماً، وفي ظل وقف دولة الاحتلال كل أشكال المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، وفي ظل غياب أي أفق سياسي مع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، ليس أمام هؤلاء الأسرى وخاصة أسرى المؤبدات سوى صفقات التبادل من أجل معانقة الحرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أکتوبر تشرین الأول 2023 أعداد الأسرى داخل السجون هذه السیاسة المئات من فی أعداد أسرى غزة من أسرى بن غفیر

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يؤكد استشهاد 15 أسيرا من قطاع غزة (أسماء)

كشف نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، عن أسماء 15 شهيدا من أسرى قطاع غزة، ممن لم يعلن عن أسمائهم سابقا، وأكد جيش الاحتلال استشهادهم في سجونه معسكراته بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.

وقال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري خلال مؤتمر صحفي عقده في بلدة البيرة، بعد مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، إن حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب وصلت إلى 40 شهيدا، منهم 14 من الضفة الغربية والقدس و2 من أراضي الداخل المحتل، و24 من قطاع غزة.

وأشار الزغاري إلى أن إجمالي الشهداء الأسرى والمعتقلين المعلومة هوياتهم وصل إلى 277 منذ عام 1967، مشددا على أن المعطى المعلن عنه بشأن عدد شهداء معتقلي غزة ليس نهائيا.

وتابع قائلا: "يقدر عددهم بالعشرات استنادا إلى تقارير نشرتها وسائل إعلام ومؤسسات حقوقية إسرائيلية"، موضحا أن رد جيش الاحتلال بشأن استشهاد معتقلين من القطاع يبقى قائما على قاعدة الشك، حيث لا يتوفر أي دليل لدى المؤسسات المعنية في ضوء استمرار الاحتلال باحتجاز جثامينهم.

وأكد رئيس نادي الأسير أن المؤسسات ذات الصلة ستواصل متابعة حق عائلات الشهداء المعلومة هوياتهم بالمشاركة بالتحقيق في ظروف استشهادهم، مشددا على أن هذا المسار ليس من باب انتظار العدالة من الاحتلال، ولكن تأكيدا على حق الأهالي بالملاحقة القانونية، خاصة فيما يتعلق بتسلم الجثامين.



من جانبه، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أن المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تعرضوا خلال العام المنصرم لأعتى هجمة عبر تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدت لاستشهاد 40 أسيرا على الأقل.

وقال فارس إن العدد المعلن للشهداء في معتقلات الاحتلال جراء الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل بحق الأسرى والأسيرات، يشمل فقط من تمكنت مؤسسات الأسرى من معرفة أسمائهم والتحقق من ارتقائهم.

وتوقع أن يكون هناك عشرات آخرون قد قتلوا بدم بارد في السجون لم يكشف عن مصيرهم، نتيجة سياسة الإخفاء القسري التي تمارسها إسرائيل دون تدخل العالم، الأمر الذي أسس لجرائم أخرى شهدتها المعتقلات مثل فقء الأعين وبتر الأطراف والاغتصاب، عدا عن سياسات الإهمال الطبي والتجويع والاكتظاظ والتعذيب التي تهدد حياة العشرات من الأسرى لا سيما المرضى وكبار السن.

وأردف قائلا: إننا في منعطف تاريخي يستدعي تسخير كل الطاقات لوقف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل، وتوفير الحماية لأبناء شعبنا في كل مكان، وتحديدا في قطاع غزة، وعوضا عن الموقف المتلكئ وغير الحازم تجاه ما يقترف من جرائم بحق الشعب والأسرى، يتوجب على المجتمع الدولي أن يتخذ جملة من الإجراءات العملية بحق إسرائيل".

وطالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين محكمة الجنايات الدولية أن تصدر وفقا لنظامها الداخلي، مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال وضباطه الفاشيين الذين يعتقدون أنهم في مأمن، خاصة أن إسرائيل لم تعد تهدد الأمن الجماعي والفردي للفلسطينيين بل تهدد السلم الإقليمي والدولي.

وعلى مقربة من ذلك، نوهت مسؤولة الضغط والمناصرة المحلية في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان المحامية تالا ناصر، إلى أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية حول قانونية الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أهميته إلا أنه لم يتطرق لعدم قانونية اعتقال الفلسطينيين من قبل دولة الاحتلال وعرضهم أمام محاكم غير شرعية.



وشددت على أن الأوامر العسكرية التي يحاكم الأسرى بموجبها تشكل تقييدا للحقوق الأساسية الجمعية والفردية، وأن المحاكمات أمام القضاء العسكري يعتريه الكثير من الخروقات لضمانات المحاكمة العادلة المكفولة بموجب القانون الدولي.

وأكدت ناصر أن دولة الاحتلال ملزمة بوقف عمليات الاعتقال بحق الفلسطينيين وتفكيك النظام القضائي العسكري والتوقف عن محاكمة الفلسطينيين أمام المحاكم العسكرية.

وتطرق رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان إلى أهمية تفعيل دائرة الفعل الشعبي والجماهيري محليا ودوليا لإسناد الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي شهدت على مدار العام المنصرم سلسلة انتهاكات وجرائم وظروف اعتقال كارثية طالت الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، في المأكل والمشرب والتعليم والعلاج والزيارات، ووصلت حد الاغتصاب والإعدام فضلا عن الإخفاء القسري.

وقال إن الحراك الشعبي والقانوني والدبلوماسي يجب أن يرتقي إلى مستوى ما يتعرض له المعتقلون في سجون الاحتلال، وكلما اتسعت دائرة العمل الجماهيري لإسناد الأسرى وفضح ما يقترف بحقهم من جرائم على كل المستويات؛ كلما قصر ذلك من أمد تلك الانتهاكات.

من ناحيته، اعتبر مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج، أنه يتوجب التحرك برؤية وطنية على الصعيد الدولي سياسيا وقانونيا لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية أن تتحرك بشكل عاجل وأن تخرج عن تلكئها وتصدر مذكرات الاعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير حربه.

وأضاف أن الصمت الدولي يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية بحق شعوب المنطقة، لا سيما الفلسطينيين وأبناء الحركة الأسيرة.



وبلغت حصيلة حملات الاعتقال التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 11 ألفا و100 حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس.

وبلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء أكثر من 420، بما يشمل اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948 وعددا من الأسيرات من قطاع غزة.

وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة والقدس، ما لا يقل عن 740.

ويضاف إلى ذلك اعتقال 108 من العاملين في حقل الصحافة، تبقى منهم رهن الاعتقال 58 من بينهم 6 صحفيات، منهن الصحفية في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" رشا حرز الله.

وبلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من 9000، ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.

ويبلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية الشهر الجاري، أكثر من عشرة آلاف و100، بينهم 95 أسيرة و270 طفلاً، فيما وصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 3398.

كما يبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"المقاتلين غير الشرعيين" الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1618، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

والشهداء الـ15 من قطاع غزة الذين أكد جيش الاحتلال استشهادهم، هم:

1. المعتقل عطا يوسف حسن فياض استشهد في 15/10/2023.

2. المعتقل إياد أحمد محمد الرنتيسي، لم نتلق رد من الجيش، أعلنت صحيفة هآرتس أنه استشهد بعد اعتقاله بأسبوع في شهر نوفمبر 2023، وكان الإعلان 18 حزيران/ يونيو 2024.

3. حمدان حسن عنابة، استشهد في 2/12/2023.

4. فرج حسين حسن علي، استشهد في 19/12/2023

5. حسين صابر ابو عبيدة، استشهد في 29/1/2024.

6. علي عبد الله سليمان الحولي، استشهد في 5/2/2024

7. عرفات يوسف عرفات الخواجا، استشهد في 15/2/2024

8. ماجد حمدي إبراهيم سوافيري، استشهد في 8/3/2024

9. أحمد عبد مرجان العقاد، استشهد في 9/3/2024

10. الطبيب زياد محمد صالح الدلو، استشهد في 21/3/2024

11. وفا أمين محمد عبد الهادي، استشهد في 25/3/2024

12. كمال حسين احمد راضي، استشهد في 25/3/2024

13. (و.د) رفضت عائلته الإعلان عن استشهاده لأسباب خاصة

14. فتحي محمد محمود جاد الله، استشهد في 9/4/2024

15. (أ.ش) رفضت عائلته الإعلان عن استشهاده لأسباب خاصة.

مقالات مشابهة

  • كيف تناقصت أعداد أسرى الاحتلال في غزة من نحو 250 إلى 101؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بعد انتصارات الجيش الأخيرة.. المئات من السودانيون يحملون حقائبهم وأمتعتهم ويتزاحمون داخل إحدى محطات مصر تأهباً للعودة لأرض الوطن
  • جيش الاحتلال يؤكد استشهاد 15 أسيرا من قطاع غزة (أسماء)
  • نادي الأسير يكشف أسماء 15 شهيدًا من أسرى غزة داخل سجون الاحتلال
  • "كان سكران".. ضبط المتهم بمعاكسة طالبة داخل نادي الصيد في الدقي
  • 40 أسيرا استشهدوا بسجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر
  • المغرب.. سجين ينهي حياته شنقا داخل زنزانته بأحد السجون
  • نادي الأسير: الاحتلال اعتقل 25 فلسطينيا خلال اقتحام بلدات بالضفة الغربية
  • معلومات عن الأسير المحرر عبد العزيز صالحة.. استهدفته إسرائيل بطائرات حربية