إنجازات بيئية محليا ودوليا لتحقيق الحياد الصفري.. ونقل التقنيات المتقدمة لجذب الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
تولي سلطنة عمان اهتماما واسعا بالحفاظ على البيئة من خلال العديد من المسارات المتعلقة بالتوعية المجتمعية وتنفيذ المشروعات صديقة البيئة، بالإضافة إلى ما تقوم به هيئة البيئة من دور للحفاظ على الحياة الفطرية، سعيا نحو تحقيق هدف الحياد الصفري.
وتحرص الحكومة الرشيدة على نقل أحدث وأفضل التقنيات والتجارب العالمية المتقدمة لتطويرها وتطبيقها محليا، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات ورواد الأعمال العالميين وكبرى الشركات الدولية المهتمة بمجال الطاقة البديلة وحل المشاكل البيئية ومعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة والعضوية.
ويمثّل اعتماد حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عام 2050 موعدًا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني، وإعداد خطة وطنية له وإنشاء مركز عُمان للاستدامة بناءً على مخرجات مختبر إدارة الكربون، خطوة مهمة ستنعكس إيجابًا على سلطنة عُمان وستجني من خلالها فوائد عدة.
وسيسهم تحقيق الحياد الصفري الكربوني في تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام مع تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحدّ من تداعيات تغير المناخ، وبناء اقتصاد المعرفة والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة وإيجاد مزيج متنوع من مصادر الطاقة.
كما أسهمت القوانين والتشريعات البيئية في تعزيز جهود الحفاظ على البيئة بالإضافة إلى رفع كفاءة المشاريع التنموية في كافة المجالات والتقليل من الممارسات التي تتسبب في الاحتباس الحراري واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها.
ويؤكد سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة أنّ سلطنة عُمان حققت الكثير من الإنجازات البيئية نتيجة البرامج والمبادرات التي عملت عليها هيئة البيئة، معتمدة على التخطيط والتطوير المستمر بمنهجيات تُعزز جودة العمل البيئي وضمان استدامته حيث أُطلقت خلال العام الماضي العديد من المبادرات والحملات في هذا الجانب.
وأضاف سعادته أنّ الهيئة عملت على مشروعات مختلفة تتجسد في حماية البيئة وصون الطبيعة وجودة الهواء، وفي مجال إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، وكذلك في الطاقة الخضراء النظيفة، بجانب مشروعات إدارة الكربون وتقليل مخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وصولًا للحياد الصفري الكربوني 2050 بحسب الخطة الوطنية التي اعتمدها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
وذكر سعادته أنّ الحوكمة والتشريعات والتحول الرقمي بجانب تطوير البحث والابتكار وتعزيز الثقافة البيئية أسهم بشكل مباشر في تعزيز موقف سلطنة عُمان عالميًّا، واستطاعت أن ترفع مؤشر الأداء البيئي، والذي يصل الطموح فيه إلى مستوى أعلى من الوضع الحالي.
ولفت سعادته إلى أنّ هذا الطموح لن يتحقق إلا من خلال الشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني في مختلف المجالات، حيث أولت هيئة البيئة جل اهتمامها لتحسين قطاعات مؤشر الأداء البيئي تحقيقًا لمتطلبات رؤية عُمان 2040.
وبيّن العمري أنّ سلطنة عُمان سجلت أرقامًا مطمئنة تعكس الجهود المبذولة على المستوى الوطني، حيث حصلت على المرتبة الأولى خليجيًّا والرابعة عربيًّا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أنها لم تصنف بتقييم منخفض في أيّ من أهداف التنمية المستدامة وإنما حافظت على أدائها في أهدافها، وتسير في المسار الصحيح في أهداف أخرى.
ولقد حرصت سلطنة عُمان على تعزيز حضورها الدولي في جميع المحافل الإقليمية والدولية، من خلال المشاركة في المؤتمرات العالمية، وقد توج هذا الاهتمام بإطلاقها عام 1989 جائزة اليونسكو ـ السلطان قابوس لصون البيئة، وهي أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي؛ إسهامًا منها في رفع الوعي العالمي تجاه البيئة.
وتأتي هذه الجائزة في خضم التوسع التنموي والتحولات الكبيرة التي يشهدها العالم بوتيرة متصاعدة جراء استخدام معطيات التقدم العلمي والثورة الصناعية التي كان لها تأثیرات مباشرة على البيئة، لتواصل السلطنة مد جسور التعاون والسلام والعمل المشترك مع جميع دول العالم والهيئات والمنظمات البيئية؛ لتحقيق الشراكة الدولية في الاهتمام بالأنظمة البيئية وصون مواردها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الساعية لضمان رفاهية شعوب العالم وتقدمها .
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: التنمیة المستدامة هیئة البیئة من خلال تحقیق ا
إقرأ أيضاً:
الصناعة تطرح وحدات صناعية جديدة بالصعيد لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. خبراء: خطوة جيدة لجذب المستثمرين.. الصعيد بيئة واعدة للاستثمار ودعم التنمية المتوازنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار جهود الدولة المستمرة لدعم التنمية الصناعية في صعيد مصر، أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن طرح وحدات صناعية جديدة كاملة التجهيز في عدد من المحافظات بالصعيد، على رأسها قنا، الأقصر، وأسوان يهدف هذا الطرح إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير بيئة مثالية للنمو الصناعي خارج نطاق العاصمة.
خطة الدولة لتحقيق تنمية صناعية متوازنةوأوضحت الوزارة في بيانها أن الطرح الجديد يعد جزءًا من خطة الدولة لتحقيق تنمية صناعية متوازنة على مستوى الجمهورية، من خلال تهيئة بيئة صناعية متكاملة تدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتسهم في خلق فرص عمل حقيقية لأبناء الصعيد ويمثل هذا الطرح خطوة مهمة نحو تعزيز التوزيع العادل للمشروعات الاستثمارية، بما يحقق التنمية المستدامة في المناطق الأكثر احتياجًا.
اهتمام الدولة بدعم قطاع الصناعة ورفع قدرته التنافسيةوأكد البيان أن المجمعات الصناعية المطروحة تتمتع ببنية تحتية متكاملة، وموقع استراتيجي بالقرب من الموانئ البحرية والنهرية وشبكات الطرق الرئيسية، مما يساهم في تسهيل عمليات التصدير وخفض تكاليف النقل، كما أشار إلى أن الطرح يتزامن مع احتفالات عيد العمال في الأول من مايو، ما يعكس اهتمام الدولة بدعم قطاع الصناعة ورفع قدرته التنافسية.
ويتميز الطرح الجديد بتقديم مجموعة من التسهيلات غير المسبوقة، منها أسعار تنافسية للوحدات، وتيسير إجراءات استخراج التراخيص، وإلغاء التكاليف المعيارية، بالإضافة إلى تخفيض كبير في سعر كراسة الشروط كما سيستفيد المستثمرون من أنظمة سداد مرنة تشمل فترات سماح، وخدمات فنية وتسويقية وتدريبية لدعم نجاح مشروعاتهم.
ولفتت الوزارة إلى أن المجمعات الصناعية في الصعيد تتمتع بمقومات تنافسية قوية، مثل وفرة العمالة والمواد الخام، إلى جانب موقعها القريب من موانئ التصدير، مشيرة إلى أن الاستثمار في هذه المناطق يمثل فرصة ذهبية للمستثمرين، في ظل الحوافز المقدمة لتشجيع الاستثمار في محافظات الصعيد.
واختتم البيان بالإشارة إلى الجهود الحكومية الجارية لتطوير البنية التحتية بالمناطق الصناعية في الصعيد، من خلال مبادرات دولية، أبرزها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر الممول من البنك الدولي، والذي أسهم في رفع كفاءة المجمعات الصناعية بمحافظتي قنا وسوهاج، باستثمارات تجاوزت 8 مليارات جنيه.
تفاصيل الطرح الجديد
وفي هذا السياق يقول الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن الطرح يشمل وحدات صناعية جاهزة للتشغيل الفوري، ومزودة بجميع المرافق الأساسية مثل الكهرباء، المياه، الصرف الصحي، أنظمة الإطفاء، والطرق الداخلية كما تم تحديث البنية التحتية بشكل متكامل، بما في ذلك شبكات الغاز الطبيعى، وشبكات الاتصال الحديثة، إلى جانب تجهيز المباني الإدارية والخدمية داخل المجمعات.
وأضاف الإدريسي، أن الدولة المصرية حرصت على تقديم حزمة من التسهيلات لجذب المستثمرين الجادين، أبرزها تخفيض أسعار كراسات الشروط، وإلغاء التكاليف المعيارية لدراسة الطلبات، وتوفير أنظمة تقسيط مرنة لسداد قيمة الوحدات كما تم تبسيط إجراءات التراخيص والتسجيل، وتوفير خدمات دعم فني وتسويقي وتدريب لأصحاب المشروعات.
مزايا الاستثمار في الصعيد
وفي نفس السياق يقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن الصعيد يمثل بيئة واعدة للاستثمار الصناعي، بفضل موقعه الاستراتيجي القريب من الموانئ البحرية والنهرية، وتوافر شبكة مواصلات حديثة والطرق السريعة كما تتوافر فيه المواد الخام بأسعار مناسبة، إلى جانب العمالة المدربة القادرة على تلبية احتياجات المصانع.
وأضاف الشافعي، أن هذا الطرح يأتي ضمن استراتيجية أشمل تهدف إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين المحافظات، وخلق فرص عمل مستدامة، وتحفيز الاقتصاد المحلي كما يعزز من دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة كعنصر أساسي في دعم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلي يمكن للمستثمرين التقديم على الوحدات الجديدة من خلال المنصة الرقمية الخاصة بوزارة الصناعة، والتي تتيح جميع المعلومات والشروط المطلوبة، مع إمكانية الحجز الإلكتروني، مما يوفر الشفافية والسرعة في الإجراءات.