الرؤية- ريم الحامدية

تولي سلطنة عمان اهتماما واسعا بالحفاظ على البيئة من خلال العديد من المسارات المتعلقة بالتوعية المجتمعية وتنفيذ المشروعات صديقة البيئة، بالإضافة إلى ما تقوم به هيئة البيئة من دور للحفاظ على الحياة الفطرية، سعيا نحو تحقيق هدف الحياد الصفري.

وتحرص الحكومة الرشيدة على نقل أحدث وأفضل التقنيات والتجارب العالمية المتقدمة لتطويرها وتطبيقها محليا، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات ورواد الأعمال العالميين وكبرى الشركات الدولية المهتمة بمجال الطاقة البديلة وحل المشاكل البيئية ومعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة والعضوية.

ويمثّل اعتماد حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عام 2050 موعدًا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني، وإعداد خطة وطنية له وإنشاء مركز عُمان للاستدامة بناءً على مخرجات مختبر إدارة الكربون، خطوة مهمة ستنعكس إيجابًا على سلطنة عُمان وستجني من خلالها فوائد عدة.

وسيسهم تحقيق الحياد الصفري الكربوني في تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام مع تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحدّ من تداعيات تغير المناخ، وبناء اقتصاد المعرفة والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة وإيجاد مزيج متنوع من مصادر الطاقة.

كما أسهمت القوانين والتشريعات البيئية في تعزيز جهود الحفاظ على البيئة بالإضافة إلى رفع كفاءة المشاريع التنموية في كافة المجالات والتقليل من الممارسات التي تتسبب في الاحتباس الحراري واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها.

ويؤكد سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة أنّ سلطنة عُمان حققت الكثير من الإنجازات البيئية نتيجة البرامج والمبادرات التي عملت عليها هيئة البيئة، معتمدة على التخطيط والتطوير المستمر بمنهجيات تُعزز جودة العمل البيئي وضمان استدامته حيث أُطلقت خلال العام الماضي العديد من المبادرات والحملات في هذا الجانب.

وأضاف سعادته أنّ الهيئة عملت على مشروعات مختلفة تتجسد في حماية البيئة وصون الطبيعة وجودة الهواء، وفي مجال إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، وكذلك في الطاقة الخضراء النظيفة، بجانب مشروعات إدارة الكربون وتقليل مخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وصولًا للحياد الصفري الكربوني 2050 بحسب الخطة الوطنية التي اعتمدها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

وذكر سعادته أنّ الحوكمة والتشريعات والتحول الرقمي بجانب تطوير البحث والابتكار وتعزيز الثقافة البيئية أسهم بشكل مباشر في تعزيز موقف سلطنة عُمان عالميًّا، واستطاعت أن ترفع مؤشر الأداء البيئي، والذي يصل الطموح فيه إلى مستوى أعلى من الوضع الحالي.

ولفت سعادته إلى أنّ هذا الطموح لن يتحقق إلا من خلال الشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني في مختلف المجالات، حيث أولت هيئة البيئة جل اهتمامها لتحسين قطاعات مؤشر الأداء البيئي تحقيقًا لمتطلبات رؤية عُمان 2040.

وبيّن العمري أنّ سلطنة عُمان سجلت أرقامًا مطمئنة تعكس الجهود المبذولة على المستوى الوطني، حيث حصلت على المرتبة الأولى خليجيًّا والرابعة عربيًّا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أنها لم تصنف بتقييم منخفض في أيّ من أهداف التنمية المستدامة وإنما حافظت على أدائها في أهدافها، وتسير في المسار الصحيح في أهداف أخرى.

ولقد حرصت سلطنة عُمان على تعزيز حضورها الدولي في جميع المحافل الإقليمية والدولية، من خلال المشاركة في المؤتمرات العالمية، وقد توج هذا الاهتمام بإطلاقها عام 1989 جائزة اليونسكو ـ السلطان قابوس لصون البيئة، وهي أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي؛ إسهامًا منها في رفع الوعي العالمي تجاه البيئة.

وتأتي هذه الجائزة في خضم التوسع التنموي والتحولات الكبيرة التي يشهدها العالم بوتيرة متصاعدة جراء استخدام معطيات التقدم العلمي والثورة الصناعية التي كان لها تأثیرات مباشرة على البيئة، لتواصل السلطنة مد جسور التعاون والسلام والعمل المشترك مع جميع دول العالم والهيئات والمنظمات البيئية؛ لتحقيق الشراكة الدولية في الاهتمام بالأنظمة البيئية وصون مواردها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الساعية لضمان رفاهية شعوب العالم وتقدمها .

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة هیئة البیئة من خلال تحقیق ا

إقرأ أيضاً:

جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة على طاولة «cop29»

جاء ملف التنمية المستدامة ضمن المحاور التي ستناقشها الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، خلال مشاركتها في مؤتمر المناخ cop29، الذي انطلقت فعالياته بمدينة باكو عاصمة أذربيجان، 11 نوفمبر الجاري؛ بمشاركة عدد كبير من الدول على مستوى العالم؛ لبحث عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالتغيرات المناخية. 

3 أبعاد لتحقيق التنمية المستدامة 

ووفقًا للمعلن رسميا من قبل وزارة البيئة، بذلت الدولة جهودا عديدة لتحقيق التنمية المستدامة؛ نظرا لمدى ارتباطها بالتغيرات المناخية؛ إذ توجهت الدولة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال 3 أبعاد «الاجتماعي، الاقتصادي، البيئي». 

وأوضحت وزارة البيئية، في تقرير لها، أن البعد الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة، يتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير وضمان الحياة الكريمة لجميع المواطنين، وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة لجميع المواطنين، ومجانية التعليم بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية، بالإضافة إلى حرية البحث العلمي وتشجيع مؤسساته. 

رفع مستوى المعيشة ضمن البعد الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة 

أما البعد الاقتصادي يتمثل في تحقيق الرخاء بالبلاد من خلال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية؛ بما يكفل رفع معدل النمو الحقيقي للاقتصاد القومي، ورفع مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل وتقليل معدلات البطالة، ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار، والنمو المتوازن جغرافيًا وقطاعيًا وبيئيًا وضمان تكافؤ الفرص والتوزيع العادل لعوائد التنمية.

وأخيرا البعد البيئي لـ التنمية المستدامة، الذي يتمثل في حماية نهر النيل وعدم إهدار مياه أو تلويثها وحق كل مواطن في التمتع به، وحماية البحار والبحيرات والشواطئ والممرات المائية للدولة من التعدي أو التلوث، وحماية الثروة النباتية والحيوانية والسمكية وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة. 

مقالات مشابهة

  • وزير البترول يبحث مع انرجيان اليونانية فرص التعاون الجديدة في مجال الطاقة
  • “زين” تتبنى حلول تطوير شبكات تراعي خطط “الهدف الأخضر” لتحقيق التنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ
  • وزير البترول يلتقي رئيس شركة يونانية لبحث التعاون في مجال الطاقة
  • المملكة عازمة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة قادة الـ 20
  • وزير الاقتصاد يؤكّد عزم المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة G20
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يؤكّد عزم المملكة بالتعاون مع شركائها الدوليين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة قادة مجموعة العشرين
  • نيابةً عن سمو ولي العهد.. وزير الخارجية يترأس وفد المملكة المشارك بجلسة “التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة” في G20
  • نيابةً عن ولي العهد.. وزير الخارجية يترأس وفد المملكة المشارك بجلسة “التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة” في قمة مجموعة العشرين
  • جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة على طاولة «cop29»
  • وزيرة التنمية تعرض آليات وجهود تحقيق التنمية العمرانية والزراعية المستدامة