يعاني النازحون من لبنان إلى سوريا من الارتفاع غير المسبوق في تكلفة النقل الخاص، مما يجعل الانتظار لساعات أو لأيام في تلك المناطق غير المؤهلة خيارا اضطراريا لكثير من العائلات النازحة.

ويقول بشار، سائق سيارة الأجرة الخمسيني في حديث للجزيرة نت أنّه "كنا نعاني أصلا من أزمة بنزين حتى قبل بدء الحرب على لبنان، أما بعدها فاشتدت الأزمة، وذلك لأن معظم البنزين المتوفر في السوق السوداء كان يأتينا عبر لبنان، قبل أن يتوقف التهريب مع بداية الحرب".



ويشير بشار إلى أن سعر لتر مادة البنزين قد ارتفع بمقدار الضعف مقارنة بسعره قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وهو ما دفع سائقي سيارات الأجرة إلى مضاعفة أجورهم داخل المدن، في حين استغل آخرون موجة النزوح وحاجة العائلات النازحة إلى وسائل نقل لتقلها إلى وجهاتها في سوريا، ليرفعوا تسعيرة الرحلة إلى "حدود غير معقولة" تحول دون استطاعة معظم العائلات النازحة على تحملها.

ويقول جابر (34 عاما)، وهو نازح سوري من لبنان إلى طرطوس مؤخرا، إنه أمضى وعائلته (4 أفراد) يومين كاملين في العراء على الحدود بانتظار دورهم في الحافلات التي خصصتها محافظة دمشق وبعض المنظمات غير الحكومية لنقل النازحين إلى وجهاتهم التالية.

ويضيف "نزحنا وليس في جيبي سوى مليوني ليرة اللبنانية (نحو 23 دولارا)، ولم يكفِ المبلغ سوى لإطعامنا في مرتين، في وقت طلب فيه سائقو سيارات الأجرة السوريون بين مليون و200 ألف ليرة سورية (80 دولارا) ومليون و600 ألف (110 دولارات) أجرة نقلنا إلى طرطوس".

وتراوحت تكلفة نقل الراكب الواحد، من المناطق الحدودية السورية إلى محطته التالية، بين 350 ألفا و600 ألف ليرة سورية (23-40 دولارا) بحسب وجهته، وقربها أو بعدها عن المنطقة الحدودية.

هذا الواقع اضطر عائلة جابر، مع كثير من العائلات النازحة، إلى انتظار دورهم في الرحلات التي تسيرها المحافظة والمنظمات مجانا، الذي قد يستغرق حلوله أياما، نظرا لتفاقم أزمة شح المحروقات التي تعاني منها مناطق سيطرة النظام، وتزايد أعداد النازحين تصاعديا خلال الأسبوع الماضي.

من جهته، أشار رئيس لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه محمد العقاد، لصحيفة "الوطن" في أيلول الماضي، إلى أن أزمة المحروقات أدت إلى رفع أجور نقل الخضار والفواكه من المحافظات المنتجة إلى سوق الهال بدمشق بنسبة تقارب 100%.

وهو ما أدى إلى زيادة أسعار مختلف الخضار والفواكه. كما انعكست هذه الأزمة بنسب متفاوتة على أسعار ما تبقى من السلع الرئيسية في دمشق وريفها، التي غالبا ما يتم استجلابها من المحافظات الأخرى. (الجزيرة)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العائلات النازحة

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تفوق الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض السل بالموجات فوق الصوتية

كشفت دراسة حديثة أن تقنية الذكاء الاصطناعي المعتمدة على فحص الرئة بالموجات فوق الصوتية "الألتراساوند" (Ultrasound) تتفوق على الخبراء البشريين بنسبة 9% في تشخيص مرض السل الرئوي (Tuberculosis). ويوفر هذا الابتكار بديلا سريعا وسهلا ودقيقا للكشف عن مرض السل دون الحاجة لإجراء اختبارات البلغم المعقدة، مما سيسهم في محاربة هذا المرض عالميا.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة لوزان في سويسرا، وجامعة ييل في الولايات المتحدة، وعُرضت نتائجها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID Global 2025) الذي عُقد في أبريل/ نيسان الجاري في فيينا عاصمة النمسا، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

طوّر الباحثون تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُعرف بـ "ألترا-إيه آي" (ULTR-AI)، لتحليل الصور التي تلتقطها أجهزة الموجات فوق الصوتية المحمولة المتصلة بالهواتف الذكية.

وتعمل هذه التقنية من خلال 3 نماذج ذكاء اصطناعي، الأول يتنبأ بمرض السل من صور الرئة مباشرة، والثاني يحدد الأنماط والعلامات التي يمكن أن يلاحظها الخبراء البشر عادة في صور الرئة، والثالث يدمج النتائج من النموذجين الأولين ويستخدم أعلى نسبة خطر لتحديد وجود المرض بدقة أكبر.

إعلان

نتائج واعدة

شملت الدراسة 504 مرضى من مركز طبي في جمهورية بنين، غرب أفريقيا، 192 منهم كانوا مصابين بالسل الرئوي. وأظهرت نتائج هذه التقنية تفوقا كبيرا في تشخيص المرض، وكانت قادرة على اكتشاف 93% من حالات السل بشكل صحيح، وهي نسبة تتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية التي تحدد 90%.

وتمثل هذه النتائج خطوة كبيرة نحو تسريع الكشف المبكر عن المرض وتشخيص الحالات بدقة أكبر، مما يسهم في تقديم رعاية صحية أكثر فعالية وبتكلفة أقل.

وقالت الدكتورة فيرونيك سوتيلز من قسم الأمراض المعدية في جامعة لوزان، والباحثة المشاركة في الدراسة: "نموذجنا قادر على اكتشاف العلامات المعتادة المعروفة للخبراء في فحص الموجات فوق الصوتية للرئتين مثل التكتلات الكبيرة والتغيرات في الأنسجة، ولكن ما يميّزه أنه يلتقط التفاصيل الدقيقة التي لا تتمكن العين البشرية من ملاحظتها".

وأضافت د. سوتيلز: "من أبرز مزايا هذه التقنية أنها توفر نتائج فورية عند استخدامها في تطبيقات الهواتف المحمولة. هذا يجعل جهاز الموجات فوق الصوتية أداة فعالة في مكان الرعاية الصحية، مما يسمح للأطباء بالحصول على نتائج سريعة أثناء وجود المريض في العيادة".

مقالات مشابهة

  • لبنان يقترض من البنك الدولي 250 مليون دولار.. لمعالجة أزمة الكهرباء
  • ما مخاطر النهج الإسرائيلي الجديد في سوريا.. وهل يتكرر خطأ لبنان؟
  • محللة اقتصادية : سوق الخضار مربح وهامش الربح فيه ثابت .. فيديو
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • مبادرات لتخفيف أعباء الزواج في العراق
  • فوضى “الجيلي الأصفر” تصل إلى هضاب الورود البنفسجية بمولاي يعقوب (صور)
  • الجمعية التعاونية للمانجو والفواكه الاستوائية بجازان تُجهّز منافذ بيع لدعم المزارعين وتسويق منتجاتهم
  • الهجرة العكسية تضرب مستوطنات الاحتلال
  • دراسة تكشف تفوق الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض السل بالموجات فوق الصوتية