هل تصبح الحرب أداة الرئيس الأمريكي الجديد لتحقيق السلام؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في ذورة المخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، يرى المراقبون الذين يبحثون عن بصيص أمل أن تحقيق إسرائيل انتصاراً حاسماً على خصومها قد يخلق الظروف الملائمة للرئيس الأمريكي المقبل للدفع باتجاه محادثات سلام جديدة في المنطقة.
هذا الرئيس سيظل يواجه بعض العقبات والتحديات نفسها
وقالت مجلة "نيوزويك" إن إحدى الحجج تفترض أن إسرائيل قد تستمع إلى الدعوات الدولية لوضع خطة لما بعد الحرب قد تتضمن إنشاء دولة فلسطينية إذا أنهت الحرب في موقع حاسم، بعد أن أضعفت حماس وحزب الله وإيران.
وعندما تنتهي المعارك، فإن التفكير يذهب إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم الاستفادة من إعادة تشكيل الشرق الأوسط للضغط على إسرائيل لحل أحد أكثر الصراعات صعوبة في العالم.
Could a clear Israeli victory help next U.S. president make peace? https://t.co/XpWm6G74xh via @Newsweek
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 6, 2024وقال جون ماكلولين، القائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش إن "الفرضية مثيرة للاهتمام، ولكنها تفترض أن كل هذا من شأنه أن يمنح إسرائيل قوة أكبر. وهذا أمر معقول، لكننا لا نعرف بعد إلى أين يتجه الأمر".
بعد مرور عام على الحرب، قضت إسرائيل على حماس في حملة عسكرية لا هوادة فيها في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات هناك. ولم يذكروا عدد المقاتلين بينهم. وأشعلت حماس الحرب بهجوم داخل إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص.
Could a clear Israeli victory help next U.S. president make peace? https://t.co/o6BaFABGvx
— Steven Stahl (@Synsidar) October 6, 2024ولا تزال حماس تقاتل إسرائيل بنشاط في غزة ولا تزال تحتجز حوالي 100 رهينة. لكن قدرتها العسكرية تقلصت بشكل كبير ولا تشكل نفس التهديد لإسرائيل كما كانت قبل الحرب.
كما كبدت إسرائيل حزب الله خسائر فادحة في لبنان. ووفقاً لخبراء عسكريين، تم تدمير ما يقرب من نصف ترسانة الأسلحة الضخمة للجماعة من خلال الغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن تؤدي العملية البرية التي شنتها إسرائيل في جنوب لبنان إلى تقليل قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.
وأثار تصاعد التوترات في أعقاب الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على إسرائيل مخاوف من اندلاع حرب إقليمية. ولكن حتى مع عدم وضوح نتيجة الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله والمواجهة مع إيران، قال محللون في شؤون الشرق الأوسط وخبراء عسكريون إن إسرائيل نجحت بالفعل في إعادة تأسيس ردعها العسكري بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وقال محمد حافظ، الخبير في سياسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا البحرية: "لقد استعادوا بالتأكيد ردعهم"، ولكنه استدرك: "لقد رأينا هذا يحدث من قبل، حيث تفوز إسرائيل تكتيكياً بالحرب أو المعركة، وبعد بضع سنوات تنهض نفس المجموعات من الرماد، وأحياناً تصبح أقوى...في النهاية، يتطلب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حلاً سياسياً".
ورأى حافظ ومراقبون آخرون للشرق الأوسط ومسؤولون سابقون في الأمن القومي ودبلوماسيون أمريكيون إن إسرائيل أقوى لن تفتح بالضرورة الباب أمام تحقيق اختراق دبلوماسي في المستقبل، وخاصة في ظل احتمال وقوف السياسة الداخلية الإسرائيلية والأمريكية في الطريق.
وقالت مارا رودمان، التي عملت مبعوثة للسلام في الشرق الأوسط في إدارة أوباما: "لدينا بعض الديناميكيات الإقليمية المختلفة بشكل كبير وأصحاب المصلحة الذين ربما تغيرت مصالحهم بعض الشيء على مدار العام الماضي. وهذا يمثل فرصة إعادة ترتيب الطاولة للرئيس الأمريكي القادم"، ولكن "هذا الرئيس سيظل يواجه بعض العقبات والتحديات نفسها" كما كان من قبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة إيران وإسرائيل الشرق الأوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"