رسميا.. انطلاق التشغيل التجريبي لقطارات السكك الحديدية بخط «الفردان - بئر العبد»
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
انطلق رسمياً التشغيل التجريبي لقطارات السكك الحديدية بخط سكة حديد «الفردان - بئر العبد» بطول 100كم، ضمن تنفيذ ممر «العريش - طابا» اللوجيستي المتكامل والذى يبدأ من ميناء العريش البحري حتى منفذ طابا البري ويربط بينهما خط سكك حديد «العريش - طابا»، وهو امتداد لخط «الفردان - بئر العبد - العريش» مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء.
ضمن الأعمال التي نُفذت وتطورت خط سكة الحديد من بالوظة حتى ميناء شرق بورسعيد بطول 44 كيلومترًا، إذ تمّ إحلال وتجديد الجزء الموجود بهذا القطاع بطول حوالي 24 كم من غربلة بازلت ودك السكة، بالإضافة إلى إنشاء جسور جديدة وتركيب سكة جديد بطول 20 كيلومترًا، وصولًا إلى ميناء شرق بورسعيد بهدف ربط ميناء شرق بورسعيد بخطوط شبكة السكة الحديد لتعظيم نقل البضائع عن طريق النقل السككي.
المشروع جملته، وفق تقرير لوزارة النقل، يأتي ضمن مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط «الفردان - شرق بورسعيد - بئر العبد - العريش - طابا» البالغ اجمالي أطواله حوالي 500 كيلومتر، منه إنشاء خط «بئر العبد - العريش» بطول 81 كيلومترًا وكذلك إنشاء خط «العريش - النخل - التمد - طابا» بطول 275 كيلومترًا.
انتهت الشركة القابضة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، من أعمال تجديد محطة بئر العبد خلال 45 يومًا، وتمّ استعادة كفاءة وتجديد المحطات الأخرى مثل القنطرة شرق وجلبانة ورمانة وبالوظة، بجانب العمل على إنشاء محطة جديدة في العريش.
لم تقتصر الأعمال بالمشروع على ذلك فقط، بل تضمنت إنشاء كوبري معدني جديد بمنطقة الفردان وإعادة تأهيل الكوبري القائم كوبري الفردان هو كوبري معدني بطول 640 مترًا يتكون من جزأين يمر أعلى قناة السويس، وهو يربط خطوط السكك الحديد غرب قناة السويس بسيناء لتعظيم التنمية بشبه جزيرة سيناء وزيادة معدل نقل الركاب والبضائع بين الوادي وسيناء.
كما تضمنت الأعمال إنشاء كوبري معدني جديد مزدوج على قناة السويس الجديدة مكون من جزأين كل جزء بطول 320 مترًا، وإعادة تأهيل وازدواج خط السكة الحديد أعلى الكوبري القائم وأعمال إنشاء خطوط سكك حديدية لربط الكوبريين فى الجزيرة الفاصلة بين القناتين وربط الكوبري غرب القناة بخط بنها بورسعيد وشرق القناة بخط «الفردان - رفح»، فضلاً عن إنشاء برج إشارات شرق قناة السويس وإنشاء سحارات أسفل قناة السويس لمد خطوط الشبكات «مياه - كهرباء - إشارات» وإنشاء منطقة إدارية شرق قناة السويس الجديدة.
وفق وزارة النقل، يخدم الخط نقل الركاب والبضائع، والتجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء عن طريق ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا إلى الخارج حيث يرتبط هذا الخط مع شبكة السكك الحديدية بأنحاء الجمهورية.
ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، تم رفع كفاءة وتوسعة المسافة من القنطرة شرق حتى بالوظة بطول 19 كيلومترًا بتكلفة 153.6 مليون جنيه، بإضافة حارة ثالثة باتجاه القنطرة شرق، كما تمّ رفع الكفاءة بتقنية إعادة تدوير طبقات الرصف «FDR» في المسافة من كمين بئر العبد حتى كمين بالوظة بطول حوالي 52 كيلومترًا في اتجاه القنطرة شرق بتكلفة 300 مليون جنيه.
ونجحت وزارة النقل خلال الفترة القليلة الماضية، تزامنا مع الاحتفال بمرور 9 سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة، في عبور أول قطار لنقل حاويات الترانزيت مكون من 25 حاوية 40 قدمًا من ساحة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة إلى ميناء شرق بورسعيد عبر المحطة التبادلية بالكم 8 محطات لتبادل البضائع بين قطارات السكة الحديد والشاحنات بوصلة «بالوظة - شرق» بورسعيد والمتفرعة من خط «الفردان - بئر العبد»
اقرأ أيضاًوزير التعليم العالي: مصر في عهد الرئيس السيسي تبذل جهودا كبيرة لتنمية سيناء ومحافظات القناة
المنطقة الشمالية العسكرية تطلق المرحلة الثالثة من حملة «بلدك معاك» لدعم الأسر الأولى بالرعاية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قناة السويس وزارة النقل ميناء شرق بورسعيد میناء شرق بورسعید وإعادة تأهیل السکک الحدید قناة السویس القنطرة شرق بئر العبد کیلومتر ا إنشاء خط
إقرأ أيضاً:
سيدة ألمانيا الحديدية تطارد المستشارية في برلين
تحوي شخصيتها عديد من التناقضات، فهي سياسية قومية معادية للمهاجرين وتروج للقيم الأسرية التقليدية، لكنها تعيش في سويسرا مع رفيقتها السريلانكية الأصل وطفلين بالتبني.
تفاخر بأسلوبها الاستفزازي الذي تواجه به خصومها السياسيين مستغلة حضورها القوي في المشهد السياسي الألماني.
من الشخصيات المؤثرة في حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يهيمن عليه الرجال، ورغم ذلك فقد قدمها الحزب كمرشحة لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025.
أليس فايدل المولودة في عام 1979 في مدينة غوترسلوه، التي تقع في ولاية شمال الراين وستفاليا في غرب ألمانيا، نشأت في بيئة متواضعة، إذ كان والدها عامل بناء ووالدتها عاملة في مجال التمريض.
درست فايدل الاقتصاد وإدارة الأعمال، في جامعة "بايروت" الألمانية، ثم واصلت مسيرتها الأكاديمية حيث حصلت على درجة الماجستير في جامعة "كونستانس"، والدكتوراه في العلاقات الاقتصادية الدولية، وبشكل خاص العلاقات التجارية بين الصين والغرب.
عملت بعد إنهاء دراستها الجامعية في عدة مؤسسات مالية من بينها بنك "غولدمان ساكس" في فرانكفورت، مما أكسبها خبرة واسعة في مجال التمويل والاستثمار. كما عملت لبعض الوقت في الولايات بشركة الاستشارات الأمريكية "ماكنزي"، حيث أدارت صندوق استثمار خاص يركز على الأسواق الآسيوية. وعاشت في الصين لمدة ست سنوات حيث تعلمت التحدث باللغة الصينية، وكتبت لاحقا أطروحتها للدكتوراه حول مستقبل نظام التقاعد الصيني.
بدأت فايدل حياتها السياسية كعضو في الحزب "الليبرالي الديمقراطي" ثم في عام 2013، انضمت إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي كان قد تأسس حديثا في ذلك الوقت كمشروع معارض لسياسات إنقاذ الدول المتعثرة في منطقة اليورو، التي وصفتها آنذاك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "لا بديل" عنها، وهي عبارة تبناها الحزب لاحقا لتأكيد موقفه من السياسة الاقتصادية.
ومنذ البدايات كان الحزب ينتقد الأحزاب التقليدية الألمانية ويعارض الاتحاد الأوروبي وسياسات الهجرة التي تتبعها دول الاتحاد.
ولم يغيب الحزب عن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فقد انتقد رئيس كتلة الحزب في "البوندستاغ"، تينو كروبالا، بشدة الدعم الذي يقدمه المستشار الألماني أولاف شولتس، لـ"إسرائيل" بالأسلحة والذخائر.
وقال "إن شحنات الأسلحة التي تقدمها برلين لإسرائيل تعني قبولها بجميع الخسائر المدنية من الجانبين". وأضاف "إنكم تصبون الزيت على النار بدلا من المساهمة في خفض التوتر".
واتهم " إسرائيل" بقبول "نزع الصفة الإنسانية عن كل القتلى المدنيين على الجانبين"، مطالبا بعدم تزويد أي من الأطراف المتصارعة بالأسلحة الألمانية. وأدت تصريحاته إلى عاصفة داخل الحزب الذي قدم نفسه منذ البداية كحليف قوي لدولة الاحتلال، وفي عام 2019، طالب بحظر كامل وقابل للتنفيذ لجميع أنشطة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في ألمانيا.
لكن التطورات الجيوسياسية تسببت في انقطاع عن هذا التضامن المعلن، فالحزب مؤيد قوي لموسكو.
وسرعان ما برزت فايدل كواحدة من وجوه الحزب، بعد أن أدت دورا محوريا في صياغة سياساته الاقتصادية والاجتماعية.
انتخبت للمرة الأولى في 2017 كعضو في البرلمان الفيدرالي الألماني (البوندستاغ) وأصبحت في وقت قصير من أبرز الشخصيات في الحزب، ما جعلها تتقاسم رئاسة الكتلة النيابية للحزب مع متطرف آخر يدعى ألكسندر غولاند.
عارضت بشدة سياسة الهجرة التي اتبعتها ميركل، داعية إلى "حماية الهوية الألمانية" من "تهديدات" محتملة بسبب الهجرة الواسعة، مبدية عداء حادا تجاه سياسات اليسار والأحزاب التقليدية.
تتخذ من مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة قدوة لها، وقالت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "تعجبني سيرتها الذاتية، السباحة عكس التيار حتى عندما يصبح ذلك متعبا"، وتعرف تاتشر بأنها "السيدة الحديدية"، لذلك يطلق على فايدل، كمقاربة مع تاتشر لقب " سيدة ألمانيا الحديدية ".
كما تبدي إعجابها بشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي تعتبره "نموذجا يحتذى به" لألمانيا.
وهي لم تكتف ببناء شراكات استراتيجية قوية مع أحزاب يمينية متطرفة أخرى في الاتحاد الأوروبي، في فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا، بل أصبحت "شخصية مفضلة" لدى الإدارة الأميركية الجديدة، بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك الذي يقود وزارة كفاءة الحكومة في إدارة ترامب، الذي أيد زعيمة الحزب أثناء إحدى حملاتها الانتخابية، وقلل من أهمية ماضي ألمانيا النازي.
وحث مساك، الألمان على دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا " وهو ما اعتبر تدخلا في الانتخابات في ألمانيا.
كما التقت بنائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وفي وقت سابق، حث فانس الأحزاب السياسية الرئيسية في ألمانيا على التخلي عن رفضها التعاون مع اليمين المتطرف.
لكن فايدل تصر على أن حزبها "محافظ" و"ليبرالي" لكن وسائل الإعلام السائدة "صورته بشكل سلبي" على أنه "متطرف"، إذ تم تصنيف أقسام من الحزب رسميا على أنها "متطرفة يمينية" من قبل السلطات الألمانية.
رغم أن فايدل عرفت فيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، بخطاباتها الحادة والمثيرة للجدل، وقد وصفها بعض النقاد بأنها "شعبوية" تستغل مخاوف الناس لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن أنصارها يرون بأنها تمثل صوتا صادقا للألمان الذين يشعرون بأنهم مهمشون في ظل السياسات الحالية.
وتعترف فايدل بأنها تحب الاستفزاز، فقد وصفت في عام 2018 في كلمة لها في "البوندستاغ"، اللاجئين وطالبي اللجوء بأنهم "رجال يحملون سكاكين ويحصلون على دعم"، والأطفال المسلمين بأنهم "بنات محجبات"، ولذلك قام رئيس البرلمان آنذاك، بتوبيخها.
ودافعت عن نفسها بأنها أرادت بعبارة "بنات محجبات" لفت الانتباه إلى أن ألمانيا لديها مشكلة مع "الإسلام المحافظ"، الذي يتعارض من وجهة نظرها مع الدستور الألماني.
وتبدو حياة أليس فايدل الشخصية متناقضة ومتصادمة مع توجهت ناخبيها، فهي تعيش مع شريكتها المثلية، سارة بوسارد، وهي من أصول سريلانكية، تعمل في مجال صناعة الأفلام، ولديهما طفلان متبنيان، وتعيش في منزل على الحدود مع سويسرا.
وهذا بعيد كل البعد عن الصورة المثالية التي يتبناها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ يلتزم الحزب في برنامجه بالأسرة التقليدية كمثل أعلى "في الأسرة يتحمل دائما كل من الأب والأم مسؤولية مشتركة عن أطفالهما".
وقد أثار وضعها العائلي جدلا طويلا داخل حزبها اليميني، لكنها تستخدمه أحيانا في خطابها السياسي لتعزيز موقفها المعادي للإسلام، مشيرة إلى أن "الإسلام المعادي للمثلية" ليس له مكان في ألمانيا.
وتروج للقومية ولكنها تقيم خارج ألمانيا، وتدعي أنها تمثل دائرتها الانتخابية، ولكنها اعترفت في إحدى المقابلات أنها لا تعرف عدد السكان الذين تمثلهم، ولا تقضي وقتا طويلا في منطقتها، وعند الضغط عليها بشأن هذه التناقضات، فإنها غالبا ما تتجنب الإجابات المباشرة أو تنسحب من المقابلات.
لكن أليس لا ترى أي تناقض فهي تصر على فصل حياتها الشخصية عن عملها السياسي.
الحزب تحت قيادة فايدل أصبح أكثر تطرفا، ولكنه حافظ على صورة عامة مدروسة بعناية، تهدف إلى جعل المجتمع الألماني أكثر تقبلا له رغم ارتباط بعض أعضائه بالنازيين ومؤامرات تهدف للإطاحة بالدولة.
وغالبا ما تستخدم في خطابها السياسي مصطلح "العودة"، وهو مصطلح استخدمه النازيون في الماضي. وكان جدها قاضيا نازيا، وهو موضوع تتجنب التطرق إليه أو الإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليها بشأنه.
ونتيجة لهذه القيادة التي تعرف كيف تثير مخاوف الناخبين فقد تمكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" من تحقيق سابقة تاريخية بحصوله على نحو 21 بالمئة من الأصوات، ما وصفته زعيمة الحزب أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية"، خلف حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي حصل على حوالي 28 بالمئة من المقاعد.
ورغم هذا الفوز الصادم لكن لم يوافق أي حزب رئيسي على تشكيل ائتلاف مع "البديل من أجل ألمانيا" ولا يبدو أن ثمة أمل بذلك. لكن تبقى أليس فايدل، القوة المحركة لهذا الحزب والشخصية المسيطرة.