من يدير حزب الله؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
سرايا - منذ الخميس الماضي فقد الاتصال برئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله هشام صفي الدين، إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت موقعا للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعتقد أن صفي الدين كان متواجدا فيه.
وفيما أكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي أن (إسرائيل) لا تسمح بالمضي في البحث عن صفي الدين، لافتاً إلى أن مصيره لا يزال مجهولاً، ارتسمت العديد من التساؤلات حول مصير الحزب ومستقبله بعد ترجيح مقتل من كان من المتوقع أن يخلف أمينه العام حسن نصرالله، الذي اغتيل يوم 27 سبتمبر الماضي بغارات إسرائيلية طالت مقر قيادة حزب الله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
فقد أكد العديد من المحللين أن مقتل نصر الله وجه ضربة قوية للحزب المدعوم من إيران، بعد أن قاده منذ 32 عاما
كما رأوا أن استبداله سيشكل تحديا أكبر الآن مقارنة بأي وقت مضى منذ سنوات، بعد سلسلة الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل كبار قادة حزب الله وأثارت تساؤلات حول أمنه الداخلي.
المشهد تغير
وفي السياق، قال مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في معهد كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت إن "المشهد بأكمله سيتغير بشكل كبير". كما أضاف أن نصرالله "كان مثل الغراء الذي حافظ على تماسك منظمة متوسعة"، وفق ما نقلت رويترز
في المقابل، اعتبر دبلوماسي أوروبي أن حزب الله يضع بديلا جديدا كلما اغتيل أحد قادته.
لكن سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قيادات الحزب، وآخرها صفي الدين كما هو مرجح، وضعت الجماعة في وضع صعب للغاية، ووجهت ضربة قوية لمعنويات مقاتليها.
كما أكدت تفوق إسرائيل الأمني والعسكري وقدرتها على الاختراق.
فيما رأى فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد أن (إسرائيل) تحاول كسر قوة حزب الله، وليس بالضرورة عبر قتل كل عضو فيه، إنما بتدمير بنيته القتالية واجبار على الاستسلام، وبالتالي افقاده مصداقيته".
خلفاء
من جهته، قال فيليب سميث، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الشيعية، إن أي زعيم جديد للحزب يتعين أن يكون مقبولا داخل الجماعة في لبنان وكذلك لدى داعميها في إيران.
كما أضاف أن نصر الله "بدأ في تخصيص المناصب داخل مجموعة متنوعة من المجالس المختلفة داخل حزب الله. وكانت بعضها أكثر غموضا من غيرها". وأوضح أن "الصلة العائلية بين صفي الدين ونصر الله وكذلك التشابه بينهما، فضلا عن مكانته الدينية كلها عوامل تصب في مصلحته".
لكن كافة المعطيات ستنقلب رأساً على عقب في حال تأكد اغتيال صفي الدين، ابن خالة نصرالله.
فقد أشارت بعض المصادر إلى احتمال أن يرأس إبراهيم أمين السيد زعامة الحزب. ويشغل السيد المنحدر من منطقة البقاع، منصب رئيس المجلس السياسي لحزب الله
فيما انضم إلى الحزب منذ تأسيسه، أوائل الثمانينيات وساهم في تطوير الحركة السياسية والعسكرية للحزب.
أما صفي الدين، الذي كان يشرف على الشؤون السياسية لحزب الله، فهو عضو في مجلس الجهاد، وصنفته وزارة الخارجية الأميركية إرهابيا في عام 2017.
وكان قماطي كشف أمس أن حزب الله يدار حاليا وفق "قيادة مشتركة" دون إعطاء مزيدا من التفاصيل.
بينما أفاد مطلعون بأن نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، يتولى مع غيره من القياديين مؤقتاً، تسيير شؤون الحزب.إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للبنانيين: لا تعودوا لمنازلكمإقرأ أيضاً : أوستن وغالانت يؤكدان التزامهما بردع إيران وحلفائهاإقرأ أيضاً : خامنئي: عملية طوفان الأقصى أرجعت "إسرائيل" 70 سنة إلى الوراء
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الله رئيس محمود قيادة الله الله الله الله لبنان الله الله رئيس مجلس الله قيادة إيران لبنان مجلس الله الاحتلال علي محمود رئيس سميث لحزب الله صفی الدین حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله و الترميم المستحيل
كتب جان فغالي في" نداء الوطن": "الخطاب السياسي"، و "أدبيات حزب اللّه"، منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم، يغلب عليها طابع التأكيد أن الحزب أعاد "ترميم" هيكليّته على كل المستويات. هذا ما "بشّر" به الأمين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم، وما يردّده "الناطقون الجدد" باسم الحزب، وفي مقدّمهم النائبان حسن فضل الله وابراهيم الموسوي.في هذا الخطاب، ليس هناك فقط تضليل، بل خرق للقرار 1701 ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه "حزب اللّه" عبر وزيريه في الحكومة، كما وافقت عليه حركة "أمل". الاتفاق يتحدث عن نزع سلاح "حزب اللّه"، فكيف يكون أن "حزب اللّه" أعاد "ترميم" نفسه؟ فالترميم يعني أنه أعاد "تذخير" أسلحته، وأعاد ملء مستودعات الذخيرة والصواريخ، وأصلح البنى التحتية العسكرية، فكيف يكون حقق ذلك، وهو خرق للاتفاق؟ وهل فعلاً حقق ذلك؟
بالتأكيد لا يعدو الأمر كونه عملية تضليل، الهدف منها رفع معنويات محازبيه وجمهوره وبيئته، فـ "الحزب" واقع في مأزق مثلّث الأضلاع: الضلع الأول أنه لم يعد بإمكانه "إدخال شفرة"، فالحدود البرية مقفلة أمامه، والمطار والمرفأ مقفلان عليه، فكيف يكون"رمَّم" نفسه تسليحياً؟
وعلى مستوى التمويل، يواجه "حزب اللّه" مأزقاً في ترميم "خزينته"، فباستثناء ما يرده من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإنّ موارده شحّت إلى درجة أنها جفَّت
وهذا الشحّ في الأموال بدأ ينعكس تململاً لدى المحازبين والمناصرين والبيئة الحاضنة، هؤلاء جميعاً وُعدوا بأن "الحزب" سيتكفل بإعادة الإعمار والتعويض، لكن ما بدأ توزيعه، يؤكد المؤكَّد، وهو أن "الحزب" يحاول أن يمتصّ النقمة، لا أن يدفع المستحقات.
وما ضاعف هذه النقمة أنه أكثر فأكثر بدأت تتكشّف أحجام الدمار، سواء في الجنوب أم في الضاحية الجنوبية أم في البقاع، وهذه الخسائر أكبر من قدرة "حزب اللّه" على تعويضها.
بهذا المعنى، تبدو عملية "ترميم" "الحزب" نفسه شبه مستحيلة: لأنها تعرّض لبنان للمساءلة الدبلوماسية أولاً، ولنسف أي فرصة لإعادة بناء دولة القانون.
أما آن الأوان لأن يفهم "حزب اللّه" أن ما كان قائماً يستحيل ترميمه؟