كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة أنفقت مبلغا قياسيا لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة والتي أدت إلى تصعيد الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير صادر عن مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون، والذي صدر في الذكرى السنوية لهجمات 7 أكتوبر الماضي.

وقال باحثون، في التقرير، الذي حصلت عليه وكالة «أسوشيتد برس»، إن 4.86 مليار دولار إضافية ذهبت إلى تكثيف العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة منذ هجمات 7 أكتوبر، ويشمل ذلك تكاليف حملة تقودها البحرية لقمع الضربات على الشحن التجاري من قبل الحوثيين في اليمن، الذين ينفذونها تضامناً مع جماعة حماس.

وذكرت الوكالة، أن التقرير الذي اكتمل قبل أن تفتح إسرائيل جبهة ثانية ضد جماعة حزب الله في لبنان في أواخر الشهر الماضي، يعد أحد أول إحصاءات التكاليف المقدرة للولايات المتحدة، حيث تدعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في حروبها في غزة ولبنان وتسعى إلى احتواء الهجمات من قبل الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في المنطقة.

وأضافت أن الخسائر المالية تضاف إلى التكلفة في الأرواح البشرية، حيث أسفر الرد الإسرائيلي على هجمات 7 أكتوبر عن مقتل ما يقرب من 42 ألف شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة، والتي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين في إحصائها كما قُتل ما لا يقل عن 1400 شخص في لبنان، بمن فيهم مقاتلو حزب الله والمدنيون، منذ وسعت إسرائيل بشكل كبير ضرباتها في ذلك البلد في أواخر سبتمبر.

وأشار التقرير، إلى أن إسرائيل التي تحميها الولايات المتحدة منذ عام 1948- هي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في التاريخ، حيث حصلت على 251.2 مليار دولار بالدولار المعدل حسب التضخم منذ عام 1959.

ومع ذلك، فإن مبلغ 17.9 مليار دولار الذي تم إنفاقه منذ 7 أكتوبر 2023، بالدولار المعدل حسب التضخم، هو أكبر مساعدات عسكرية يتم إرسالها إلى إسرائيل في عام واحد.

وتشمل المساعدات الأمريكية منذ بدء حرب غزة التمويل العسكري، ومبيعات الأسلحة، وما لا يقل عن 4.4 مليار دولار من السحب من المخزونات الأمريكية والمعدات المستعملة.

وكانت معظم الأسلحة الأمريكية التي تم تسليمها في العام عبارة عن ذخائر، من قذائف المدفعية إلى القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن ألفي رطل والقنابل الموجهة بدقة.

وتتراوح النفقات من 4 مليارات دولار، لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" إلى الأموال اللازمة لشراء البنادق ووقود الطائرات.

وعلى النقيض من المساعدات العسكرية الأمريكية الموثقة علنًا لأوكرانيا، كان من المستحيل الحصول على التفاصيل الكاملة لما أرسلته الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، لذا فإن مبلغ 17.9 مليار دولار لهذا العام هو رقم جزئي، كما قال الباحثون.

وأشاروا إلى جهود إدارة بايدن لإخفاء المبالغ الكاملة للمساعدات وأنواع الأنظمة من خلال المناورات البيروقراطية.

ورأت الوكالة الأمريكية، أن تمويل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خلال الحرب التي ألحقت خسائر فادحة بالمدنيين أدى إلى انقسام الأمريكيين خلال الحملة الرئاسية، لكن الدعم لإسرائيل كان له ثقله في السياسة الأمريكية لفترة طويلة، وقال بايدن يوم الجمعة الماضي إن أي إدارة لم تساعد إسرائيل أكثر منه.

وتابعت أن إدارة بايدن عززت قوتها العسكرية في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة، بهدف ردع أي هجمات على القوات الإسرائيلية والأمريكية والرد عليها، بينما قال التقرير إن هذه العمليات الإضافية تكلفت 4.86 مليار دولار على الأقل، دون تضمين المساعدات العسكرية الأمريكية المعززة لشركاء آخرين في المنطقة.

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة كان لديها 34 ألف جندي في الشرق الأوسط في اليوم الذي اخترقت فيه حماس الحواجز الإسرائيلية حول غزة لمهاجمة إسرائيل. وارتفع هذا العدد إلى حوالي 50 ألف جندي في أغسطس الماضي عندما كانت حاملتا طائرات في المنطقة، بهدف تثبيط الانتقام بعد أن قتلت ضربة نسبت إلى إسرائيل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في إيران، فيما يبلغ العدد الإجمالي الآن حوالي 43 ألف جندي.

وتباينت عدد السفن والطائرات الأميركية المنتشرة في البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليج عدن خلال العام، بين مجموعات حاملات الطائرات الضاربة، ومجموعة جاهزة للإنزال البرمائي، وأسراب المقاتلات، وبطاريات الدفاع الجوي.

وتابعت أن الجيش الأمريكي نشر منذ بداية الحرب قواته في محاولة لمواجهة الضربات المتصاعدة التي يشنها الحوثيون، الفصيل المسلح الذي يسيطر على العاصمة اليمنية والمناطق الشمالية، كما أطلق النار على السفن التجارية في البحر تضامنا مع غزة. ووصف الباحثون التكلفة التي تكبدتها الولايات المتحدة والتي بلغت 4.86 مليار دولار بأنها تحد معقد بشكل غير متوقع ومكلف بشكل غير متماثل.

وواصل الحوثيون شن هجمات على السفن التي تعبر طريق التجارة، مما أدى إلى توجيه ضربات أمريكية لمواقع الإطلاق وأهداف أخرى، حيث أصبحت الحملة أشد معركة بحرية جارية تواجهها البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الباحثون: «نشرت الولايات المتحدة حاملات طائرات متعددة ومدمرات وطرادات وصواريخ باهظة الثمن بملايين الدولارات ضد طائرات بدون طيار رخيصة الثمن من صنع إيراني، والتي تبلغ تكلفة الواحدة منها ألفي دولار».

اقرأ أيضاًالحرب على غزة.. بين محاولات خبيثة للتهجير ومواقف مصرية صلبة لإحباطها

وزير الدفاع الأمريكي يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والتوصل لحل دبلوماسي مع لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: 7 أكتوبر اسرائيل الاحتلال القضية الفلسطينية المساعدات الأمريكية لاسرائيل امريكا جيش الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصى غزة فلسطين المساعدات العسکریة العسکریة الأمریکیة الولایات المتحدة ملیار دولار فی المنطقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تؤجل تسليم شحنات أسلحة لإسرائيل.. وتستخدم حق الفيتو لدعم الاحتلال

للمرة الثانية خلال شهر واحد فقط، أجلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال شحنة أسلحة جديدة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلية، والتي تشمل 20 ألف قنبلة ثقيلة من طراز مارك 84، وهو قرار قد يؤثر على القدرات العسكرية الإسرائيلية في كل من قطاع غزة ولبنان، على الرغم من أنه في نفس اليوم استخدمت حق الفيتو لوقف قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

أمريكا تؤجل ارسال أسلحة لإسرائيل

وبحسب تقرير قناة الـ12 العبرية، فإن قرار الولايات المتحدة بتأجيل إرسال الأسلحة يتضمن قنابل مارك 84، التي تعد الأكبر وزنًا ضمن سلسلة قنابل مارك 80 (MK-80) الأمريكية، حيث تزن القنبلة الواحدة حوالي طن.

ويأتي هذا التأخير في توقيت اعتبرته القناة العبرية حساسًا جدًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مما يثير مخاوف من تأثيره على عملياته العسكرية في المنطقة.

رغم الدعم القوي وغير المشروط الذي تقدمه إدارة بايدن للاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة، بما في ذلك دعم عسكري وسياسي واسع، فقد أبدت الإدارة الأمريكية مخاوف بشأن تداعيات الحرب على المدنيين الفلسطينيين.

وتشير تقارير إلى أن مسؤولين أمريكيين رصدوا نحو 500 حادثة يشتبه في أنها ألحقت أضرارًا بالمدنيين الفلسطينيين.

ومع ذلك، لم تُتخذ خطوات عملية بموجب آلية وزارة الخارجية الأمريكية المخصصة لتقييم مثل هذه الحوادث ولتقديم توصيات تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية.

الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام أمريكا حق الفيتو

يأتي هذا في الوقت الذي استخدمت خلاله الولايات المتحدة حق الفيتو لوقف قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار فوري في قطاع غزة، وهو ما أدانته الفصائل الفلسطينية.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، الذي حال دون تبني قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما جاء في وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

جاء ذلك في بيان صدر مساء الأربعاء، أكدت فيه الرئاسة أن هذا الموقف الأمريكي، الذي يُعد الرابع من نوعه، يشجّع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، في تحدٍّ صريح للقرارات الدولية والقانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • ُأمريكا تُخصص حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار
  • اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار
  • أمريكا تؤجل تسليم شحنات أسلحة لإسرائيل.. وتستخدم حق الفيتو لدعم الاحتلال
  • طارق فهمي: أمريكا تعطى شيكا على بياض لإسرائيل فى الحرب على غزة
  • الاتحاد للطيران: 1.4 مليار درهم أرباح الأشهر التسعة الأولى من 2024
  • زيلينسكي يُحذر: أوكرانيا ستُهزم إذا قطعت عنها أمريكا المساعدات العسكرية وما ننتجه ليس كافيًا
  • قائد في البنتاجون:المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا وإسرائيل تلتهم مخزونات الأسلحة الأمريكية المتقدمة
  • الخارجية الأمريكية تحمل إسرائيل مسؤولية سرقة المساعدات بغزة
  • الإحصاء: 9.2 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي خلال 2023
  • ارتفاع استثمارات أنظمة توزيع الكهرباء بـ أمريكا