يرى الكاتب نيكولاس كريستوف أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولكنه فشل في توظيف نفوذ الولايات المتحدة بفاعلية لإلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف التصعيد في المنطقة.

وقال كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز إن بايدن أصبح بذلك سببا في تأجيج الحرب، إذ إنه واصل تزويد إسرائيل بالأسلحة التي استخدمتها في الهجوم على غزة ولبنان، والتي قد تستخدمها في حرب مع إيران.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: أوكرانيا تتّبع حيلة "العلم الزائف" في صواريخهاlist 2 of 2ستراتفور يحذر من صراعات وحروب جديدة بسبب نقص المياهend of list

صحيح أن بايدن ما فتئ طوال العام الماضي من الحرب يحث على ضبط النفس لكن استمراره بتزويد إسرائيل بالأسلحة قوض مكانة وقوة الولايات المتحدة، وفق الكاتب.

ونسب كريستوف إلى السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين تعليقه على ذلك بالقول "نرى في الشرق الأوسط فشلا سياسيا واضحا، وأعتقد أن ذلك يعود إلى رفض إدارة بايدن توظيف نفوذها بفاعلية لتحقيق أهدافها".

وأضاف فان هولين "المشكلة التي نواجهها هنا هي نمط معين من التصرفات، إذ يتجاهل نتنياهو الولايات المتحدة ويكافأ على ذلك بالمزيد من الأسلحة".

كما نقل عن العالم السياسي إيان بريمر قوله تعليقا على الموقف الذي وضع فيه بايدن نفسه عندما هاجمت إسرائيل لبنان إن تأثير الرئيس على مجرى الأمور هو "صفر".

وبرأي الكاتب، كان بايدن يأمل أن ينتهي الصراع بحلول نهاية 2023، وظن الرئيس أن بناء علاقة وثيقة مع نتنياهو هو الطريقة المثلى لوقف الحرب، مهملا بذلك نهج من جاؤوا قبله، إذ منع جميع الرؤساء الأميركيين تقريبا ابتداء بالرئيس الـ36 ليندون جونسون الأسلحة عن إسرائيل أو هددوا بوقفها للضغط على حليفتهم بما يتناسب مع مصالحهم.

وعدّ كريستوف سياسات بايدن التي أدت لامتداد الحرب إلى لبنان "فشلا ذريعا على الصعيدين السياسي والأخلاقي"، فالإسرائيليون ليسوا أكثر أمانا مما كانوا عليه قبل عام، واللبنانيون والفلسطينيون يعانون آثار الحرب، والقوات الأميركية معرضة للخطر في قواعدها بالشرق الأوسط، والحوثيون يهددون حركة السفن، ولا سلام يلوح في الأفق، وقد تقوم حرب أخرى مع إيران، ومع كل ذلك يستمر بايدن في التمسك بموقفه.

تهديدات داخلية وخارجية

ولفت الكاتب إلى أن سياسات الإدارة الحالية قد تقلل حظوظ المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس في الفوز بالانتخابات القادمة، خصوصا إذا أدت حرب مع إيران إلى ارتفاع أسعار النفط.

وعلى الصعيد العالمي، يرى كريستوف أن غطرسة نتنياهو تضر بمصالح الولايات المتحدة، فمثلا كان أحد نجاحات بايدن الملحوظة هو بناء تحالفات مع دول شرق آسيا لتطويق الصين، ولكن سياسته في الشرق الأوسط قد تفشل كل جهوده، إذ أظهر استطلاع رأي لشعوب هذه الدول أن حرب غزة تتصدر قائمة أولويات هذه الشعوب، وأنه إذا ما اضطرت بلدانها إلى الاختيار بين الولايات المتحدة والصين فإنهم يفضلون اختيار الصين حليفة.

وأبرز الكاتب تعليق وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي بأن الانطباع السائد دوليا هو أن نتنياهو يضرب بطلبات الولايات المتحدة عرض الحائط، مما يضعف مكانتها وقد ينفر حلفاءها منها.

وفي هذا الصدد، أعرب يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة السابق عن أسفه قائلا "من المؤلم أن نشهد الإذلال المستمر للرئيس الأميركي والحكومة الأميركية على يد نتنياهو".

واختتم الكاتب مقاله بالتساؤل عما سيقوله الرئيس "الطيب الذي لم يرد هذه الحرب" إذا ما سألته طفلة لبنانية عمرها 7 سنوات فقدت 15 فردا من عائلتها في غارة إسرائيلية قبل أيام "لماذا وفرت القنابل التي قتلت عائلتي؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كيف تنعكس التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟

تترقب أسواق النفط العالمية ما قد ينتج عن الرد الإسرائيلي على إيران، إذ قد تصبح المنشآت النفطية في كلا البلدين هدفا لكل منهما، وسط تساؤلات بكيفية انعكاسات ذلك على الولايات المتحدة بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. 

ورغم أن إمدادات النفط الإيراني لا تشكل سوى 3 في المئة من النفط العالمي، إلا أن تأثير ضربها قد تتجاوز المنطقة، وتضع الاقتصاد العالمي تحت أعباء ارتفاعات في الأسعار تطال كل شيء.

هذه الأعباء قد يكون لها تأثيرات اقتصادية على الدول، ولكن على الداخل الأميركي قد تشكل عبئا ثقيلا خاصة وأنها تترافق مع عام الانتخابات الرئاسية، ويترافق ذلك مع حض الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية الإيرانية، في تصريحات أدلى بها يوم الجمعة.

"العالم كله سيعاني" الولايات المتحدة لديها احتياطيات استراتيجية من النفط. أرشيفية

رئيس معهد السياسة العالمية، باولو فون شيراك في واشنطن قال: "إذا استهدفت إسرائيل المنشآت الإيرانية للنفط، من الأفضل أن تكون ضربة كبيرة جدا، لحرمان طهران من الحصول على إيرادات من بيع الخام" واستدرك أن "العالم كله سيعاني" من تأثيرات الضربة.

وأضاف في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" أن "إيران ليست السوق النفطية الوحيدة للعالم، وهناك مخزونات نفطية أخرى خاصة في السعودية"، متسائلا "ماذا لو ردت إيران واستهدفت المنشآت النفطية السعودية؟ وفي هذه الحالة "لا ندري إلى أين ستتجه الأمور".

وقفزت أسعار النفط الجمعة وحققت أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من عام وسط مخاطر متزايدة من نشوب حرب بالشرق الأوسط.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا أو 0.6 في المئة إلى 78.05 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 67 سنتا، أو 0.9 في المئة إلى 74.38 دولار للبرميل.

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": إسرائيل تعرض قوات "يونيفيل" للخطر
  • كاتب فلسطيني لـ"نيويورك تايمز": المدارس في غزة أصبحت للموت وليس للتعليم
  • كيف ينعكس التوتر في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟
  • كيف تنعكس التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟
  • "نيويورك تايمز" ترصد تأثيرات صراع الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي
  • “نيويورك تايمز”: كيف يؤثر تصاعد الصراع في الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي؟
  • نيويورك تايمز: المجاعة بالسودان قد تصبح من أسوأ المجاعات في التاريخ
  • كيف رد بايدن على سؤال حول تأثير نتنياهو على الانتخابات الرئاسية؟
  • نيويورك تايمز: هل يؤدي إرسال قوات إلى الشرق الأوسط إلى احتواء القتال أم يشجع إسرائيل؟