قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، إن "روح أكتوبر ليست مجرد شعارات، بل هي جزء أصيل من جوهر ومعدن الشعب المصري، وتظهر بوضوح في أوقات الشدائد".

وأوضح أن "التاريخ يسجل بفخر أن مصر قوية بشعبها، ومؤسساتها، وقواتها المسلحة، التي قدمت تضحيات عظيمة لأجل الوطن".

وحلت أمس الأحد، الذكرى الـ51 لانتصار تشرين الأول/أكتوبر 1973، حيث نجح الجيش المصري في عبور قناة السويس وتحقيق انتصار تاريخي على جيش الاحتلال الإسرائيلي.



وتكتسب الذكرى هذا العام أهمية خاصة، إذ تتزامن مع الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي امتد أيضا إلى لبنان.

وأشار السيسي، إلى أن ذكرى النصر منذ 51 عاما "ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن، كدليل على قدرة مصر بتلاحم شعبها وجيشها على تحقيق المستحيل". ووجه تحية تقدير "للبطل الشهيد الرئيس محمد أنور السادات"، مؤكدا أن "تضحياته بالحرب والسلام شكلت الأساس الذي تُبنى عليه مصر اليوم".

وأضاف السيسي، أن "سلامة الوطن وتحقيقه للنجاح في مواجهة التحديات كان بفضل صمود الشعب ووحدته"، مشددا على أن "مصر ستظل قوية بوحدة شعبها، وستواصل تقدمها بثبات بفضل إرادة وعزيمة أبنائها وتوفيق الله".

المعارضة تحيي الطوفان
وفي الوقت الذي تجاهل السيسي، في كلمته ذكر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، ركزت فعاليات المعارضة على الربط بين انتصار العبور و"طوفان الأقصى".

وأعلنت "الحركة المدنية الديمقراطية"، التي تضم 11 حزباً معارضاً، عن تنظيم مؤتمر تحت عنوان "من العبور إلى الطوفان" لبحث تحديات المواجهة مع العدو الإسرائيلي، بدءا من نصر أكتوبر 1973 وحتى عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول /أكتوبر 2023.

وأصدر حزب الدستور، بيانا أكد فيه استذكار انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر، حيث تمكن الجيش وجنوده الأبطال من دحر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحطيم دفاعاته القوية وخط بارليف الذي كان يُزعم أنه لا يُقهر.

وأشار الحزب إلى أن الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون واللبنانيون من قبل العدو الإسرائيلي، بما في ذلك المذابح الجماعية وعمليات التطهير العرقي، تجاوزت كافة جرائم الاحتلال عبر تاريخه.


وأكد الحزب، أن هذه الجرائم تشمل استهداف الصحفيين بشكل متعمد لطمس الحقائق، والعمليات السيبرانية الإرهابية ضد المدنيين اللبنانيين عقابًا على دعمهم للمقاومة. كما أشار الحزب إلى الاغتيالات السياسية التي طالت قيادات المقاومة في غزة وجنوب لبنان، مضيفًا إلى سلسلة من المجازر التي تهدف إلى القضاء على قادة المقاومة.

وقال في بيانه، إن دولة الاحتلال لم تتعلم بعد أن المقاومة مستمرة، وستستمر في إنجاب القادة ما دام الشعب موجودًا وما دام الاحتلال قائمًا. وأشار إلى أن الهدف الحقيقي من هذه المجازر هو تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أن هذه الجرائم كشفت زيف ادعاءات التطبيع وأسقطت الأكذوبة القائلة بأن الفلسطينيين في عام 1948 باعوا أراضيهم. كما أظهرت هشاشة معاهدات السلام التي لم تمنع الاحتلال الإسرائيلي من إعادة احتلال محور صلاح الدين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المصري السيسي غزة مصر السيسي غزة 6أكتوبر طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية

في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته فصلاً جديداً في تاريخ الحرية. خمسة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والعدوان الوحشي لم تكسر عزيمة غزة، بل صنعت نصراً لم يكن مجرد تفوق عسكري، بل منعطفاً استراتيجياً غيّر موازين الصراع، وأعاد رسم معادلة الشرق الأوسط بدماء الشهداء وإرادة المقاومين الأحرار.

منذ اللحظة الأولى للعدوان، راهن الاحتلال على أن غزة ستنهار في أيام، وأن المقاومة ستستسلم خلال أسابيع، لكنه لم يدرك أن هذه الأرض الصغيرة تختزن قلوباً بحجم السماء، وأن من يسكنها ليسوا مجرد أرقام في قائمة الضحايا، بل رجال ونساء يكتبون التاريخ بصلابتهم وثباتهم.

لكن مع مرور الأيام، بدأت حسابات العدو تتهاوى أمام صمود غير مسبوق، فبدلاً من أن ينكسر الفلسطينيون تحت القصف والحصار، ازدادوا تصميماً على المواجهة، وتحولت الأزقة المدمرة إلى معاقل للمقاومة، مما أجبر الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيته الفاشلة.

لم يكن هذا الصمود محصوراً بين غزة والاحتلال فقط، بل امتد تأثيره إلى ميادين المواجهة الأوسع. وبينما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها بشجاعة نادرة داخل القطاع، كانت جبهات الإسناد تبعث برسائل حاسمة من خارج الحدود.

من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، توالت المواقف العملية، لتتحول المواجهة من حرب محصورة جغرافيًا إلى صراع إقليمي شامل، مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة لم يكن مستعداً لها.

على مدار خمسة عشر شهراً، استُخدمت كل وسائل القمع والإبادة الجماعية، حيث استهدف الاحتلال المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وحتى الملاجئ، محاولاً إبادة الحياة قبل المقاومة. ومع ذلك، لم يجد العدو أمامه سوى شعب يقاتل الجوع والقصف والتخاذل الدولي، دون أن يتراجع خطوة واحدة عن حقوقه المشروعة.

لكن في لحظة فارقة، وجد الاحتلال نفسه أمام حقيقة صادمة: المقاومة لم تنتهِ، غزة لم تسقط، و”اليوم التالي للحرب” لم يكن يوم انتصار إسرائيلي، بل يوماً فلسطينياً بامتياز.

اليوم، بينما تعم الاحتفالات في غزة، يدرك الجميع أن هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة أكثر حساسية في الصراع. فبرغم الهزيمة المدوية التي لحقت بالاحتلال، لن يستسلم بسهولة، وسيسعى لإعادة ترتيب أوراقه، لكن المقاومة أثبتت أنها لم تعد مجرد كيان داخل غزة، بل باتت جزءاً من منظومة إقليمية أقوى من أي وقت مضى.

لم يعد بإمكان الاحتلال أن يختبر صبر المقاومة أو يتجاهل امتدادها الإقليمي، فالمعادلة تغيّرت جذريًا، وأصبح أي عدوان جديد على فلسطين يعني اشتعال جبهات متعددة.

من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، إلى الضربات البحرية التي شلّت الملاحة في البحر الأحمر، ومن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إلى الغضب الشعبي في الشوارع العربية والإسلامية، كان الرد واضحًا: كل محاولة إسرائيلية لكسر غزة ستؤدي إلى زلزال يضرب الاحتلال من كل الاتجاهات.

لم يكن هذا النصر مجرد إنجاز ميداني، بل إعادة إحياء للأمل بأن فلسطين لن تبقى محتلة إلى الأبد، وأن المقاومة ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه في معركة استعادة الحقوق.

لقد أثبت الفلسطينيون، مرةً أخرى، أن الشعوب لا تُهزم بالقنابل، وأن الاحتلال مهما طال، مصيره إلى زوال. فعلى الرغم من الركام، ودموع الأمهات، وصراخ الأطفال، خرجت غزة أقوى وأصلب، وأكثر إيماناً بأن النصر الحقيقي ليس في عدد القتلى أو حجم الدمار، بل في بقاء الإرادة التي لا تنكسر.

اليوم، يحتفل العالم الحر بانتصار غزة، لكن في قلوب المقاومين، هذه ليست النهاية، بل بداية نحو فجرٍ جديد، فجرٌ لا مكان فيه لمحتل، ولا مستقبل فيه لمن اعتقد أن القوة وحدها تصنع التاريخ.

غزة أثبتت أن الدماء تصنع النصر، وأن التضحيات تفتح أبواب الحرية، وأن شعبًا لم ينكسر تحت الحصار، لن ينكسر أبدًا حتى يرى وطنه محررًا من الاحتلال.

هذا ليس مجرد انتصار عسكري، بل إعلان بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رحلته نحو النهاية المحتومة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل الشهداء واقتحامات واشتباكات ضارية مع المقاومة.. ماذا يحدث بالضفة؟.. عاجل
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • 47552 شهيدًا و111629 مصابًا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • باحث: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن نزعها
  • شاهد | التطبيع السعودي الإسرائيلي على طاولة نتنياهو ترامب
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي
  • نجوى إبراهيم تنتقد دور المرأة في الدراما المصرية
  • ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
  • ناشطون عرب: الهزيمة تلاحق العدو الإسرائيلي في غزة والضفة
  • وزير الزراعة الإسرائيلي: السعودية أكثر وعيا وستضطر لإعادة صياغة شروط التطبيع