عام على 7 أكتوبر... الجميع خاسرون
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
رأى أستاذ الأمن والدبلوماسية في كلية باترسون الدكتور روبرت فارلي أن جميع الأطراف المنخرطة في الصراع الحالي الذي اندلع بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت أسوأ حالاً مما كانت عليه عندما بدأت الحرب.
افترض آخرون أن حماس شنت الهجوم من أجل إعادة ترسيخ أهميتها
واستعرض فارلي في "ناشونال سكيوريتي جورنال" كيفية تدهور الأوضاع بالنسبة إلى اللاعبين الأساسيين، محاولاً في الوقت نفسه استشراف المستقبل القريب للمنطقة.حماس والأسئلة العالقة
ولا تزال هناك أسئلة حول النية الحقيقية لحماس في هجوم 7 أكتوبر، وقال بعض المحللين إن القصد من الهجوم كان شن غارة محدودة، لكن العملية نجحت إلى حد يتجاوز توقعات حماس مما أدى إلى انتقام إسرائيل المدمر.
وافترض آخرون أن حماس شنت الهجوم من أجل إعادة ترسيخ أهميتها، وبخاصة من أجل إفشال مفاوضات سلام محتملة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
ومهما تكن النية، كان الهجوم مدمراً إلى حد هائل وقد أثار رد فعل إسرائيلياً شاملاً ومتواصلاً دمر غزة بالكامل، وأخضع المزيد من أراضي الضفة الغربية للسيطرة الإسرائيلية، كما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
حزب الله في أدنى مستوياتهعانى حزب الله من أجل تقليص مساهمته في الصراع، بينما حاول في الوقت ذاته بذل جهد كافٍ لطمأنة الشركاء الإقليميين بالتزامه بتحدي إسرائيل.
لكن هذا النهج فشل، فقصفه لشمال إسرائيل أسفر عن إخلاء العديد من المستوطنات، لكنه لم ينجح في تخفيف الضغط عن حماس.
وفي النهاية، استغلت إسرائيل الثغرات في اتصالات حزب الله لشن هجوم متعدد الموجات أودى بحياة العديد من كبار قادة الحزب، وأدخل البقية في حالة من الفوضى. وأمام الغزو الإسرائيلي، يبدو أن حزب الله يمرّ بمرحلة ضعف، ما أثر على نفوذه في الأحداث الإقليمية.
الحوثيون... حرب بلا قيمةتدخل الحوثيون في الصراع بعد فترة وجيزة من أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) بحملة قصف وحظر ضد الشحن في البحر الأحمر.
وبالرغم من أن الهجمات لم تلحق أضراراً كبيرة، لكنها أخافت العديد من شركات الشحن الكبرى مبعدة إياها عن قناة السويس، مما أدى إلى صعوبات في سلسلة التوريد وارتفاع أسعار الشحن البحري.
كما شن الحوثيون بعض الهجمات بشكل مباشر على إسرائيل.
The Middle East is once again on the brink of a deep and damaging war between two protagonists that have been facing off against each other for much of the past 45 years. This is now one of the most dangerous moments for the entire region. @FrankRGardner https://t.co/vocJ5kwzjv
— Ashis Basu ???????? (@BasuAshis) October 2, 2024وأثارت الحملة ردوداً عسكرية من الولايات المتحدة وإسرائيل، بالرغم من أن تأثير هذا الرد يبدو محدوداً.
ومع ذلك، وبصرف النظر عن إعادة تأسيس صدقيتهم كمنظمة معادية لإسرائيل ومعادية للإمبريالية، لم يحقق الحوثيون سوى القليل من القيمة الحقيقية.
وتحولت طرق الشحن العالمية بعيداً من البحر الأحمر مما تسبب بأضرار لدول أخرى تفوق الأضرار التي لحقت بإسرائيل ولم تلحق الهجمات أضراراً كبيرة بالأهداف العسكرية.
إيران عاجزةساهمت إيران بمقدار مشابه لمساهمات الأطراف الأخرى في خلق الظروف التي جعلت أحداث السابع من أكتوبر ممكنة، إذ عملت على رعاية الميليشيات غير الحكومية في مختلف أنحاء المنطقة، وكانت لفترة طويلة داعمة لحماس وحزب الله.
وازدادت تورطها المباشر في الصراع بعد أن أصبحت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت والأفراد الإيرانيين في سوريا تشكل إحراجاً لها على المستوى الإقليمي، مما جعل استمرار التقاعس غير مقبول.
The Middle East has already entered a regional war.
If you remember a few months ago, the war and the massacre of civilians and children took place only in Gaza.
At the time, officials from all sides declared that they did not want the conflict to escalate into a regional… pic.twitter.com/JgH53PVrrs
وشنت إيران هجوماً هائلاً بطائرات من دون طيار وصواريخ باليستية على إسرائيل بدون تأثير ملحوظ.
وأظهرت إسرائيل أن هذه الهجمات لم تردعها حين اغتالت مفاوضاً لحماس في طهران واستمرت في شن هجمات ضد أصول إيرانية في سوريا.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت إيران أخيراً وابلاً ثانياً من الصواريخ ضد إسرائيل، والذي كان له مرة أخرى تأثير عسكري ضئيل.
وبالرغم من عجز إيران الواضح عن إيذاء إسرائيل، قد يؤدي هذا الهجوم إلى انتقام إسرائيلي من شأنه سيوسع الصراع.
إسرائيل... اتهامات بالإبادةفي 7 أكتوبر 2023، عانت إسرائيل من واحدة من أكثر الهجمات تدميراً في تاريخها. قُتل نحو 1300 إسرائيلي وتم أسر مئات من الرهائن.
ولم ترد إسرائيل على هذا الهجوم بالموافقة على تبادل الرهائن، بل بشن حملة مدمرة للغاية ضد حماس في قطاع غزة.
وقد أسفرت هذه الحملة عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وأثارت اتهامات بالإبادة الجماعية.
والواقع أن النظام السياسي في إسرائيل على وشك الانهيار، حيث ما زال نتانياهو الذي يفتقر بشدة إلى الشعبية ممسكاً بالسلطة، مدفوعاً جزئياً بتجنب الخطر القانوني الناجم عن مزاعم فساد.
وألحقت حملة إسرائيل أضراراً بالغة بحماس، لكنها أدت في الوقت نفسه إلى توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وشركائها التجاريين في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا.
وفي حين من المرجح أن يشتري إلحاق أضرار جسيمة بحماس وحزب الله والأصول الإيرانية في سوريا الأمن لها لبعض الوقت، دفعت الحملة بأكملها التسوية السلمية لموقف إسرائيل في الشرق الأوسط إلى مستقبل بعيد على نحو متزايد.
ماذا يحدث الآن؟وقال فارلي: "لا أحد يربح هذا الصراع، إذ تكبّدت إسرائيل خسارة مدمرة في الأرواح وشعورها بالأمن، إلى جانب تراجع التسامح الدولي معها، وشهدت إيران انهيار سمعتها الإقليمية، إذ تبدو غير قادرة على فعل الكثير لهزيمة إسرائيل أو ردعها أو حتى إزعاجها، أما حزب الله فقد شاهد إسرائيل تدمر قياداته واتصالاته بشكل منهجي، وتتوغل في أراضيه، وعانت سوريا من الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، بينما نجت حماس لكنها فقدت كل قدرة على التحرك باستثناء الاختباء، ولم يتم تحقيق سلام أفضل، وهو الهدف المفيد الوحيد للحرب.
وختم بقوله "قد لا يوجد مثال أوضح من القول المأثور بأن الحرب تؤذي الجميع، ولسوء الحظ، لا يوجد الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن السلام قريب مع حلول الذكرى السنوية الأولى لهجمات السابع من أكتوبر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هجوم 7 أكتوبر حزب الله إيران عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل فی الصراع حزب الله من أجل
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: قيادة المنطقة الجنوبية لم تكن تعلم بخطط حماس قبل 7 أكتوبر
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية نتائج التحقيق العسكري في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كاشفة عن إخفاقات استخباراتية كبيرة في المنطقة الجنوبية، وسط انتقادات من عائلات القتلى لطريقة إجراء التحقيق.
وكشفت نتائج التحقيق في أحداث الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول عن فشل ذريع في تدفق المعلومات الاستخباراتية بين هيئة الأركان وقيادة المنطقة الجنوبية، ووجهت انتقادات حادة إلى اللواء يارون فينكلمان قائد المنطقة الجنوبية وضباط الاستخبارات فيها.
وبحسب مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية، أور هيلر، فإن جوهر التحقيق يركز على فشل قيادة المنطقة الجنوبية في الحصول على معلومات استخباراتية ذات صلة من هيئة الأركان.
وأضاف أنه "حتى ساعات الصباح الأولى من يوم السابع من أكتوبر، لم يكن المسؤولون في قيادة المنطقة الجنوبية على علم بأي معلومات حول خطط حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي سياق متصل، أثارت طريقة إجراء التحقيق انتقادات حادة من عائلات القتلى، إذ قال يال يشيل، والد مجندة مراقبة قُتلت في السابع من أكتوبر، إن ثقته في القيادة العسكرية معدومة، ليس فقط لأن الضباط أنفسهم قاموا بتعيين المحققين، ولكن لأن هؤلاء الضباط كانوا شركاء في كل ما حدث في ذلك اليوم.
إعلانوشدد يشيل على أنه من غير المقبول أن يعين قائد فرقة عسكرية الضباط الذين سيحققون معه، أو أن يتم اختيار محققين من داخل الفرقة ومن داخل قيادة الجبهة الجنوبية للتحقيق في أحداث منطقة غزة، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
فشل استخباري
وتزامن نشر نتائج التحقيق مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة وسقوط مزيد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، فقد أعلن الجيش عن مقتل 3 جنود في عملية بمنطقة بيت حانون شمال القطاع، بعد تفجير عبوتين ناسفتين استهدفتا قوة راجلة.
وأوضح هيلر أن الجنود الثلاثة كانوا يشاركون في عملية هجومية في بيت حانون عندما دخلوا في حقل ألغام في أحد الأزقة.
فيما أكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، منير دفوري، أن القوة تعرضت لانفجار عبوتين ناسفتين، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود بجروح حرجة نُقلوا على إثرها إلى إسرائيل حيث أُعلن عن وفاتهم.
وعلقت مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، ليلاخ شوفال، على الحادث قائلة إنه "حدث في غاية الصعوبة"، مشيرة إلى أن عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر بلغ 821 جنديا، "وللأسف هذا العدد يواصل الصعود، ولا يبدو أن له نهاية".
وفي تطور منفصل، كشفت مراسلة شؤون الكنيست في القناة الـ13 ليئور كينان عن وجود إجماع داخل الحكومة، باستثناء وزير الخارجية جدعون ساعر، على البدء بإجراءات عزل المستشارة القضائية للحكومة.
وأضافت أن وزير العدل ياريف ليفين يعد وثيقة تتضمن المزاعم الموجهة ضد غالي بهراف ميارا، بما في ذلك أمثلة على صعوبات العمل التي تواجه الوزراء والوزارات معها، مشيرة إلى أن العملية معقدة وستصل في النهاية إلى محكمة العدل العليا، دون ضمان أن تنتهي بإقالتها.