اعتاد الشيخ محمد متولي الشعراوي على تبسيط المعارف الدينية وتقديمها بطريقة جذابة وعصرية، حتى يستطيع الجميع فهمها وتقبلها، وبفضل هذه الموهبة، أصبح مرجعًا للكثيرين، وخاصة الشباب المُتشككين في دينهم، الذين كانوا يبحثون عن إجابات شافية لأسئلتهم وتساؤلاتهم، وأطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.

. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية.

كيف رد الشيخ الشعراوي على شكوك الملحدين في وجود الله؟

وفي لقاء تليفزيوني نادر، رد الشيخ الشعراوي على شكوك الملحدين في وجود الله، الذين دائمًا ما كانوا يبحثون عن الأدلة العقلية، إذ يقول «الشعراوي» إنّ التشكيك عندما يكون في حُكم يكون من السهل أن نقنع الإنسان بحِكمة الحُكم، لكن التشكيك يعظم خطره إذا اتصل بأصل العقيدة، والعقيدة مأخوذة من العقد، والعقد رباط لا يسهل حله، وموضوعها لابد أن يكون أمرًا غيبيًا، لذا لا تتصل العقيدة بالمحسوسات، فلا نقول أنا أعتقد أنّ المصباح مضيء، لأنّ ذلك أمرًا حسيًا لا دخل للعقيدة فيه، وإنما تكون العقيدة في أمر غيبي حجته من الآثار المشهدية، لذلك سميت عقيدة، وهي اليقين بقضية من القضايا بحيث لا تطفو إلى الذهن لتناقش من جديد، فإن طفت لتناقش تسمى فكرة لا تزال محل الدرس، فإن اقتنع بها الإنسان سُميت عقيدة.

إذا أردنا أن ننظر إلى العقيدة بمعناها العام والخاص، فإننا نقول العقيدة بوجود إله واحد، وإلا فكثير من المبادئ الوضعية والمذاهب الحديثة يمكن أن تأخذ في نفوس معتنقيها مأخذ العقيدة، إذا فلابد أن تكون العقيدة دائرة حول وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته، إذ يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله، إنّ بحث العقيدة يكون على لونين، أولها؛ لتأصيلها في المؤمنين بها أولًا، وطرأت عليهم شبهات يمكن تحليلها فترجع العقيدة صافية من جديد.

أما ثانيها فهي محاولة غرس العقيدة فيمن لم توجد عنده، وحينها يجب أن تكون مواجهته من واقع المَحسّ المشاهد الذي لا نكران له ولا جحود، لأنّه طالما لا يعتقد بوجود إله واحد على مقتضى ما تقتضيه الديانات السماوية فهو لا يؤمن بغيبيات ما وراء المادة، ولا يؤمن إلا بالمادة المُحسّة، لذا يتم نقله من المادة المُحسة لنصل به إلى غيب يجب أن يعتقده.

إجابات الشيخ شعراوي تزيل الحيرة

ويرد «الشعراوي» على هذه الحالة بأن يقول له أنت أيها الإنسان الذي ألحد فأنكر وجود إله كما تدعيه الأديان، لا تشك في وجود نفسك ولا في كونٍ أنت تتصل به اتصال انتفاع، فإذا ما استعرضت نفسك والكون الذي تنتفع به، وجدت نفسك سيد هذا الكون، لأن الكون المُحس لك لا يخرج عن أجناس تقترب منك مرة وتبتعد أخرى، وأقرب هذه الأجناس إليك الحيوان إلا أنّك تتميز عنه بالفكر، ويأتي جنس آخر يقرب من الحيوان إلا أنّ الحيوان يمتاز عنه بالحس والحركة وهو النبات، ويأتي جنس آخر يتميز عنه النبات بالنمو وهو الجماد، لذا فأنت بالاستقراء الوجودي جنس بين أجناس، هذه الأجناس حيوان يقرب منك، ونبات يبعد عنك مرحلتين، وجماد يبعد عنك ثلاثة مراحل.

وإذا نظرالإنسان إلى سيادته على هذه الأجناس، يجد أنّ كل جنس أدنى يكون في خدمة الجنس الأعلى، فالجماد في خدمة النبات يمدّه بعناصر غذائه لينمو مثل الماء، ثم يأتي ليخدم الحيوان والإنسان أيضًا لذا فالماء في خدمة الأجناس الثلاثة الذين يعلوه، فإذا انتقلت إلى جنس النبات فهو في خدمة الحيوان والنبات، وإذا ارتقيت إلى جنس الحيوان فهو في خدمة ذلك الإنسان، لذا فالإنسان سيد هذه الأجناس كلها، وهذه الأدلة كلها استقرائية وجودية لا يحتاج فيها الإنسان إلى قال الله أو قال رسول الله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية الشیخ الشعراوی الشعراوی على وجود الله فی وجود فی خدمة

إقرأ أيضاً:

  الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور

قال الله تعالى: «الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» [إبراهيم: 1].

وكلمة (إليك) فى قوله سبحانه وتعالى: «أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ» تدل على أن الوحى انتهى إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إلى غيره، فهو لا يُؤخذ إلا منه صلى الله عليه وسلم، ولا يُدرك إلا بواسطتِهِ صلى الله عليه وسلم.

وقد انبنى على هذا قوله سبحانه وتعالى: «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، حيث أُسند إخراج الناس من الظلمات إلى النورِ إلى سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالهداية لا تكون إلا باتباعِه هو صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسُنته والتمسك بهَديه.

وكان من الممكن -من حيث الصياغة اللغوية- أن تكون الآية: لِيَخرج الناسُ، بحيث تفيد أنه بوُسعِ كلِّ واحد من الناس أن يهتدىَ بالكتاب، ويخرج نفسه بنفسه من الظلمات إلى النور بمجرد قراءته وفهمه الخاص للقرآن الكريم دون الرجوع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تأتِ كذلك؛ لأن هذا المعنى غير صحيح، وغير مراد.

فهذه الكلمة الربانية «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» تبين دون أدنى شكٍّ أنه ليس دورُ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هو مجرد تلاوة آيات القرآن الكريم على مسامع الناس فقط.

وقد جاءت آيات أخرى توضح هذا فى جلاء لا خفاء فيه، قال الله تعالى: «وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» [النساء: 113]، وهذه الآية صريحة فى أن الله تعالى أنزل عليه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأنزل عليه الحكمة أيضاً، وعطف الحكمة على الكتاب يقتضى المغايرة بينهما، والذى يغايرُ الكتابَ هو ما يُبلغُه صلى الله عليه وسلم من تشريع بقوله، أو بفعله، أو بتقريره -أى: عدم اعتراضِه على فعل بحضرته- فالسُّنّة وحى كالقرآن تماماً، وتفسير بعض العلماء للحكمة بأنها النبوة لا يناقض هذا المعنى، بل يؤيده ويقويه، فالحكمة نبوة ووحى زكى قسيم لكتاب الله تعالى، جاءت مبينة له، وموضحة لأحكامه، بل استقلت ببيان بعض الأحكام الشرعية.

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لم يكن مجرد مبلغ لآيات القرآن الكريم، بل كان يعلم الناس القرآن والحكمة، وقد جاء هذا صريحاً فى غير موضع من كتاب الله تعالى، من هذا قوله سبحانه: «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» [البقرة: 151]، وقوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [آل عمران: 164]، وقوله عز وجل: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [الجمعة: 2]، فهذه الآيات جميعاً نصَّت على أنه صلى الله عليه وسلم يعلِّم الكتاب والحكمة؛ أى: ما أوحاه الله تعالى إليه من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة.

وجَلىٌّ فى هذه الآيات المباركات أن تعليم الكتاب والحكمة جاء معطوفاً على تلاوته صلى الله عليه وسلم آيات الله تعالى؛ وسبقت الإشارة إلى أن العطف يقتضى المغايرة، فتعليم الكتاب شىء غير تلاوة آياته وتبليغها للناس، ومن صور هذا التعليم ما كان يراه الصحابة الكرام من سلوكه وأخلاقه التى هى صورة عملية لكتاب الله تعالى، فلما قال أحدُهم للسيدة عائشة رضى الله عنها: يا أمَّ المؤمنين أنبئينى عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: «ألستَ تقرأُ القرآن؟» قال: بلى، قالت: «فإن خُلقَ نبى الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن» [رواه مسلم].

وهذا معناه أنه لا بد من أن نأخذ بالسنة المطهرة، فبها يكون الانتقال من الظلمات إلى النور، وهى الحكمة التى بدونها يتخبط الناس فى دنياهم، والتى لا يصح أخذ القرآن الكريم بعيداً عنها، فالقرآن الكريم يدل على أنه لا يُؤخذ إلا من خلال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذى يعلمه، وتعليمه صلى الله عليه وسلم هو سنته المطهرة.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: نقطف ثمار حكم الشيخ راشد اليوم
  • تأجيل إغلاق محطة الكهرباء العاملة بالفحم في فرجينيا يثير شكوك الأميركيين
  • حمدان بن محمد: رحم الله الشيخ راشد.. باني دبي ووالد شعبها ومؤسس أمجادنا
  • السعودية تزيل أكثر من 35 مليون محتوى متطرف في 3 أشهر
  • الشيخ أحمد اليوسف وحسين عاشور يترشحان لانتخابات اتحاد كرة القدم
  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • كيف أبلغ النبي الصحابة بصيغة الصلاة عليه؟.. الشعراوي يوضح «فيديو»
  • الشرق الأوسط يقترب من الانفجار الكبير.. دعوات داخل إيران لتغيير العقيدة النووية
  • الحلف الجنجويدي حاليا مرفعين جريح وهذه أخطر حالات الحيوان