في ظل الحرب الدائرة في غزة، لا تزال معاناة الشعب الفلسطيني تتصاعد مع مرور الوقت، واحدة من تلك القصص التي تجسد الألم والمعاناة هي قصة "نورا"، وهي اسم مستعار لامرأة فلسطينية تعيش في منطقة جباليا شمال غزة.

 نورا كانت حاملًا في شهرها الثامن عندما بدأت الحرب، وواجهت هي وأسرتها كل أنواع المصاعب من قصف مستمر، حصار، نزوح، ونقص في مقومات الحياة الأساسية.

معاناة نورا أثناء الحمل

تروي نورا تجربتها خلال الشهر الأول من الحرب. تقول: "كنت في شهري الثامن من الحمل، وكنت أعاني من الألم والتوتر بسبب القصف الذي لم يتوقف في المنطقة التي نسكنها".

تضيف أن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يجبرون السكان على إخلاء منازلهم، مما اضطرهم للجوء إلى المدارس والمباني الخاوية التي تفتقر لأبسط الاحتياجات الأساسية.

الظروف الصعبة التي واجهتها نورا خلال فترة النزوح أدت إلى مشاكل صحية خطيرة، حيث عانت من نزيف متكرر واضطرابات في الحمل، مما جعلها تعيش حالة من القلق المستمر على حياتها وحياة طفلتها التي كانت على وشك الولادة.

ولادة تحت النار

في السابع من أكتوبر 2023، ومع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة بعد هجوم حماس، كانت نورا على موعد مع ولادة طفلتها. 

تروي تجربتها المؤلمة خلال تلك الفترة، حيث تعرضت المستشفيات والطواقم الطبية للقصف المباشر، مما أجبرها على ولادة طفلتها في السيارة وهي في طريقها للمستشفى.

وبعد وصولها، لم يكن هناك سرير شاغر بسبب اكتظاظ المستشفى بالمرضى والمصابين، مما اضطر الأطباء لإجراء عملية الولادة في غرفة غير مجهزة بالكامل.

وبعد أقل من خمس ساعات، تم إخراجها من المستشفى بسبب الضغط الكبير على الطواقم الطبية وضعف الإمكانيات المتاحة.

تحليل تصريحات بايدن

بينما كانت نورا تعاني في غزة، كان العالم يتابع التصريحات الدولية بشأن وقف إطلاق النار، وخلال الحرب، كانت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف إطلاق النار متغيرة. 

ونرصد تصريحات بايدن على مدار عام من الحرب، حيث قُسمت هذه التصريحات إلى خمس مراحل.

في المرحلة الأولى التي تمتد من 16 أكتوبر حتى 19 نوفمبر 2023، كان موقف بايدن واضحًا في رفضه وقف إطلاق النار ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أولًا.

هذا الموقف تزامن مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين في غزة، حيث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل يومي، مما زاد من معاناة العائلات الفلسطينية التي كانت تبحث عن أي أمل للبقاء على قيد الحياة.

التصعيد في المرحلة الثانية

مع دخول الحرب شهرها الثالث، تصاعدت الأحداث بشكل مأساوي بالنسبة لنورا وأسرتها.

 في هذه المرحلة، والتي امتدت من 16 ديسمبر 2023 حتى 10 مارس 2024، شددت قوات الاحتلال حصارها على غزة وأوقفت المساعدات القادمة من مصر والأردن. اضطر نورا وزوجها وأطفالهما للنزوح إلى الجنوب، حيث انقطع الاتصال بأسرتها لأربعة أشهر.

تروي نورا كيف أن المجاعة دفعت زوجها للمخاطرة بحياته للحصول على القليل من الطحين من شاحنات المساعدات، لكنه تعرض لإصابة خطيرة فيما عُرف بمجزرة الطحين. تم نقله إلى مستشفى الشفاء في حالة حرجة، وتكافح نورا لإيجاده بين الجرحى والشهداء.

التحديات الصحية والحياتية

التحديات الصحية لنورا لم تنتهِ عند هذا الحد. بعد إصابة زوجها وتفاقم أوضاع الحرب، وجدت نورا نفسها مجبرة على اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على حياتها وحياة أطفالها.

روت كيف أن زوجها خضع للعديد من العمليات الجراحية بعد إصابته، وكان من المقرر بتر ساقيه بسبب الدهس الذي تعرض له من إحدى دبابات الاحتلال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب على غزة الحصار الاسرائيلي معاناة الشعب الفلسطيني الولادة تحت القصف تصريحات جو بايدن وقف إطلاق النار في غزة نزوح العائلات الفلسطينية الأوضاع الصحية في غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إحصاء بالضحايا وحجم الأضرار التي خلفتها 15 شهرًا من الحرب في غزة

(CNN)-- عبرت مئات شاحنات المساعدات إلى غزة، الأحد، بعد دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، حيث أمضى السكان ليلتهم الأولى دون غارات جوية إسرائيلية منذ أكثر من عام.

وأدى القصف الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 15 شهرا إلى تدمير القطاع الفلسطيني، مما خلف كارثة إنسانية اتسمت بالجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية.

يسمح اتفاق وقف إطلاق النار بزيادة كبيرة في إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، لكن الأمم المتحدة حذرت من أن ذلك سيكون "مجرد بداية" في معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع، حيث وصفت جماعات حقوق الإنسان الظروف المعيشية بأنها "لا توصف".

ووصف أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة الاحتياجات الإنسانية في غزة بأنها "مذهلة".

وفيما يلي بعض الأزمات الحادة في غزة:

-الضحايا: قالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن ما لا يقل عن 46,913 فلسطينيًا قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى إصابة 110,750 آخرين. وقدرت دراسة حديثة وقوع 64,260 حالة وفاة بسبب الإصابات المؤلمة في غزة في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 ، و30 يونيو/حزيران 2024. ومن المرجح أن يكون إجمالي عدد القتلى المنسوب إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية أعلى، لأن تحليلها لا يأخذ في الاعتبار الوفيات الناجمة عن انقطاع الرعاية الصحية، وعدم كفاية الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي والأمراض.

وتُوفي خمسة أطفال على الأقل تقل أعمارهم عن عام واحد وطفل يبلغ من العمر عامين في الشهر الماضي بسبب الطقس المتجمد. وقال أحد الجراحين في غزة، الدكتور غسان أبو ستة، في منصة "إكس"، إن انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية والإصابة يمثل "ثالوث الموت". وكتب: "في غزة، هذا يعني أن الناس سيموتون بسبب انخفاض حرارة الجسم عند درجات حرارة أعلى، وسيموتون جوعا بشكل أسرع بكثير".

حالات النزوح: نحو 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، نزحوا من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي، منهم من نزح "نحو 10 مرات أو أكثر"، بحسب الأمم المتحدة. وقد أُجبر العديد منهم على العيش في خيام مؤقتة، معرضين لبرد الشتاء القاتل والأمطار الغزيرة التي غمرت الملاجئ. وقالت وكالات الإغاثة إن المأوى المناسب والفراش والملابس هي من بين الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المأوى الطارئ والمستلزمات المنزلية الأساسية.

-نقص الغذاء وانتشار المجاعة: أدى الحصار الإسرائيلي إلى استنزاف الإمدادات الغذائية في أجزاء من غزة، مما أدى إلى إغراق الفلسطينيين في أزمة جوع حادة، وفقا للوكالات الإنسانية. وقالت الأمم المتحدة العام الماضي إن وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية تشير إلى انتشار المجاعة في جميع أنحاء الجيب. وأفادت وكالات الإغاثة مراراً وتكراراً عن منعها من الدخول إلى شمال غزة، حيث تشتد الأزمة حدة. وقال جوناثان ويتال، القائم بأعمال رئيس مكتب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي: "يتم تدمير أساسيات البقاء البشري في غزة". وفي أواخر العام الماضي قال برنامج الغذاء العالمي إن المساعدات التي تدخل القطاع تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ أشهر.

البنية التحتية: أدى القصف الإسرائيلي إلى تحويل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، كما تم تدمير أو تضرر 92% من إجمالي المباني السكنية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). تُظهر أول لقطات طائرة بدون طيار لشبكة CNN لغزة منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حجم الدمار الهائل الذي سببته الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا. وتظهر اللقطات بقايا مئات المباني التي سُويت بالأرض في ثلاث مناطق شمال غزة: بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا. وقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في يوليو/تموز أن إزالة الأنقاض من غزة ستستغرق ثماني سنوات على الأقل. وقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إن ما يقرب من 90% من السكان في جميع أنحاء غزة قد نزحوا، والعديد منهم اضطروا إلى النزوح بشكل متكرر، "حوالي 10 مرات أو أكثر".

ووفقا للأمم المتحدة، فإن "جزءا كبيرا من غزة أصبح تحت الأنقاض، في حين أن الغارات الجوية والعمليات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضرارا أو دمرت حوالي 60% من المباني، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات".

- المياه والصرف الصحي: تم تدمير أو تضرر حوالي 70% من جميع مرافق المياه والصرف الصحي في غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي، وفقًا لمجموعة تقودها الأمم المتحدة. وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن نقص حاد في المياه، كما أن معظم أو كل المياه التي يحصل عليها الناس ليست صالحة للشرب. ووصف النازحون إلى مخيمات مؤقتة مشاهد تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وشرب الأطفال من البرك. ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة الظروف الصحية في غزة بأنها "غير إنسانية". في أغسطس/آب الماضي، أصبح طفل يبلغ من العمر 11 شهرا أول شخص في غزة منذ 25 عاما يتم تشخيص إصابته بشلل الأطفال، بعد أن دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية شبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى عودة المرض الفتاك.

- المدارس: منذ بداية الأعمال القتالية، تم تدمير أكثر من 95% من المدارس في غزة جزئيًا أو كليًا، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة. ولا يزال آلاف الأطفال محرومين من الحصول على التعليم. وقالت اليونيسف إن ما يقرب من نصف الهجمات المسجلة في أكتوبر وقعت في شمال غزة، "حيث يؤدي تجدد القصف المكثف والنزوح الجماعي ونقص المساعدات الكافية إلى دفع الأطفال إلى حافة الهاوية". ويزعم الجيش الإسرائيلي باستمرار أن حماس تستخدم المدارس وغيرها من المرافق المخصصة للمدنيين النازحين كغطاء لعملياتها.

- أزمة المرافق الصحية ونقص الإمدادات الطبية: أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير القطاع الصحي في غزة. وتكافح المستشفيات والمرافق الطبية التي لا تزال تعمل دون وقود أو طعام أو ماء أو إمدادات طبية كافية، بينما تتعامل مع التدفق الهائل للجرحى، بما في ذلك آلاف الأطفال. وفي العام الماضي، حذرت جماعات الإغاثة من إجراء العديد من عمليات بتر الأطراف دون تخدير، نظرا للنقص الحاد في الإمدادات الطبية. وتتعامل المستشفيات المكتظة أيضًا مع أمراض يمكن الوقاية منها وتنتشر بمعدل ينذر بالخطر، والعديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات خطيرة وأمراض مزمنة وسرطان لا يمكن علاجهم بشكل مناسب في غزة. وفي الوقت نفسه، شن الجيش الإسرائيلي هجمات مدمرة متكررة على مستشفيات غزة بطائرات بدون طيار ومداهمات برية، زاعمًا أن حماس تستخدم المرافق كمراكز "للقيادة والسيطرة".

مقالات مشابهة

  • 471 يوما من العدوان.. تامر أمين: الحرب على غزة كانت جحيما لا يطاق
  • غزة بعد وقف إطلاق النار.. بصيص أمل وسط معاناة مستمرة
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • محلل سياسي: عملية جنين العسكرية كانت متوقعة في ظل التحضيرات الإسرائيلية
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • محلل سياسي: العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين كانت متوقعة
  • إحصاء بالضحايا وحجم الأضرار التي خلفتها 15 شهرًا من الحرب في غزة
  • صدمة في إسرائيل بعد استعراض المقاومة بسيارات حديثة وجديدة، لا أحد يعلم أين كانت!
  • قرقاش: حان وقت دولة فلسطينية مستقلة بعد أشهر الموت في غزة
  • صنداي تايمز: فلسطينية خضعت لعملية قيصرية بدون تخدير في غزة