عربي21:
2024-10-07@08:20:12 GMT

السودان وحوار الأمن والسلام في أفريقيا

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

في العام 2010، أسس رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي، مؤسسة تحمل اسمه كمنظمة غير حكومية، وحدد أهدافها في دعم تحقيق النهضة الأفريقية، عَبْرَ تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان والتكامل الإقليمي، والسعي إلى تعزيز ثقافة التفكير النقدي والمشاركة الفكرية بين القادة والعلماء والمواطنين الأفارقة بشأن القضايا ذات الأهمية القارية والعالمية.



وكما هو معروف، فإن الرئيس مبيكي اضطلع بدور رائد في تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، وفي صياغة وتنفيذ الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، كما توسط في العديد من الصراعات والأزمات في القارة، كما هو الحال في السودان وزيمبابوي وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي هذا الصدد، نظمت المؤسسة في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري النسخة الأولى من ملتقى الحوار الأفريقي السنوي للسلام والأمن؛ بهدف توفير منصة للقادة السياسيين والاقتصاديين الأفارقة والعلماء، وواضعي السياسات لمناقشة تحديات السلام والأمن الحالية التي تواجه القارة، وتطوير الحلول العملية حيالها.

شارك في الملتقى عدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع الأفارقة، في الخدمة والسابقين، إضافة إلى قيادات العمل العام والمجتمع المدني والأكاديميين ومراكز البحوث والدراسات.

شاركت في هذا الملتقى، ورأيت من المفيد أن ألخص للقارئ، في مقال اليوم والمقالات التالية، بعضا من نتائجه وبعضا مما تولد عندي من انطباعات حول ما دار من نقاش، خاصة أن العديد من المداخلات تطرقت إلى مسألة الحرب في السودان.

وكمدخل للنقاش، تناولت الورقة المفاهيمية للملتقى، بعضا من التحديات التي تواجه قضايا السلام والأمن في أفريقيا، ومن بينها:

*الصراعات الداخلية في القارة التي تغذيها المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التدخلات الخارجية، حيث العديد من الحروب الأهلية والنزاعات العرقية والانقلابات العسكرية والحركات الانفصالية، مما تسبب في استدامة العنف الدموي والأزمات الإنسانية والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، ووصول أعداد النازحين واللاجئين إلى أرقام مهولة، كما في السودان وجنوب السودان وليبيا والصومال ومالي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والكاميرون وموزامبيق.

*أصبحت أفريقيا مركزا عالميا وأرضا خصبة لمختلف الجماعات الإرهابية، التي بعضها له صلات بالشبكات الدولية. وتنشط هذه الجماعات في مناطق مختلفة من أفريقيا، مستغلة ضعف الحكم والفقر والتهميش وعدم الاستقرار.

*الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، مثل الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر والاتجار بالأسلحة والاتجار بالحياة البرية والجريمة السيبرانية وغسيل الأموال، وكلها جرائم تقوض الحكم وسيادة القانون، وتدمر التنمية في القارة، فضلا عن تسهيل أنشطة الجماعات المسلحة والإرهابية، كما أنها تشكل تحديا للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي.

*تواجه أفريقيا أيضا عدوانا خارجيا وتدخلا من القوى الأجنبية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يهدد سيادتها وأمنها وسلامتها الإقليمية وأمنها، وكثيرا ما كانت لهذه التدخلات عواقب سلبية على السلام والاستقرار في البلدان والمناطق المتضررة، فضلا عن شرعية ومصداقية الاتحاد الأفريقي وآلياته الإقليمية.


كل تحديات السلام والأمن هذه، ظلت تقوض الجهود التي تبذلها البلدان الأفريقية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها الإنمائية، بما في ذلك الرؤية القارية لجدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063، وجدول الأعمال العالمي لأهداف التنمية المستدامة.

كما أدت إلى تآكل ثقة الشعوب الأفريقية في قادته ومؤسساته، وكذلك في شركائه وحلفائه. لذلك، فإن الدافع والأساس المنطقي لملتقى حوار السلام والأمن في أفريقيا، الذي تقرر عقده سنويا، يكمن في الحاجة إلى تعزيز قدرة القادة الأفارقة وواضعي السياسات والعلماء على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، بما في ذلك دراسة مختلف العوامل والديناميات التي تسهم في الصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، مثل الفقر وعدم المساواة والإقصاء والتهميش والعجز في الحكم وانتهاكات حقوق الإنسان، والتدهور البيئي وتغير المناخ والتدخل الخارجي.

وكذلك وضع استراتيجيات وآليات فعالة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وحلها وإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع، والسعى إلى معالجة الآثار غير المباشرة لهذه الصراعات على البلدان المجاورة.

كما أن الملتقى سيوفر فرصة لاستكشاف الأدوات الحالية والمحتملة لمعالجة هذه العوامل والديناميات، مثل هيكل السلام والأمن الأفريقي، وهيكل الحكم الأفريقي، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة…إلخ.

والمؤمل من الملتقى، أن يعزز ثقافة الحوار والتعاون والتضامن بين أصحاب المصلحة الأفارقة بشأن قضايا السلام والأمن، وتعزيز التنسيق والتآزر بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة. أيضا سيعزز الملتقى مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، الذي يعترف بالمسؤولية والملكية الأساسية للجهات الفاعلة الأفريقية في مواجهة تحديات السلام والأمن التي تواجه القارة.

أيضا، سيسهل الملتقى تبادل الخبرات والدروس المستفادة، وسيعزز الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والمؤسسات الأخرى، مثل الأمم المتحدة، ومصرف التنمية الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والقطاع الخاص الأفريقي، والمجتمع المدني الأفريقي، والشتات الأفريقي، في دعم مبادرات السلام والأمن في أفريقيا.

ويعمل الملتقى على زيادة الوعي وتعبئة الدعم من المجتمع الدولي والشركاء لتنفيذ هيكل السلام والأمن الأفريقي وهيكل الحكم الأفريقي، فضلا عن تشغيل القوة الاحتياطية الأفريقية والقدرة الأفريقية على الاستجابة الفورية للأزمات، وتسليط الضوء على دروس الدعاية للسلام والتنمية المستدامة، والعمل على تسخير إمكانات البحث الأكاديمي وتحليل السياسات والابتكار لإعلام وإثراء سياسة وممارسة السلام والأمن في أفريقيا، وسد الفجوة بين النظرية والواقع، والاعتراف بقيمة ومساهمة مراكز الفكر الأفريقية والمؤسسات البحثية والمراكز الأكاديمية في توليد ونشر المعرفة والأدلة بشأن قضايا السلام والأمن في أفريقيا، وفي تقديم المشورة والتوصيات المتعلقة بالسياسات إلى الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى.

وسيؤكد الملتقى الاعتراف بدور ومساهمة المبتكرين ورجال الأعمال والتكنولوجيين الأفارقة في تطوير وتطبيق حلول مبتكرة وإبداعية لمواجهة تحديات السلام والأمن في القارة، مثل استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا السودان السودان أفريقيا ملتقى التنمية سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلام والأمن فی أفریقیا الاتحاد الأفریقی فی القارة فضلا عن

إقرأ أيضاً:

أكاديمية الشرطة تستقبل وفد من أعضاء الهيئات الدبلوماسية

استقبلت أكاديمية الشرطة عددٍ من السادة السفراء أعضاء الهيئات الدبلوماسية بمجلس السلم والأمن بمفوضية الإتحاد الأفريقى للتباحث حول سبل تعزيز أوجه التعاون المُشترك فى إطار دعم مجهودات مفوضية الإتحاد الأفريقى فى مجالات حفظ السلم والأمن الدوليين وبناء قدرات الكوادر المصرية والأفريقية المشاركين فى مأموريات حفظ السلام على المستويين (الإقليمى – الدولى)، وكان على رأس الوفد كل من السادة (السفير انكولى أدوى "مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الإتحاد الأفريقى"  - السفير الدكتور/ محمد جاد " مندوب مصر الدائم لدى الإتحاد الأفريقى ورئيس مجلس السلم والأمن لشهر أكتوبر2024" - السفير/ أشرف سويلم "مساعد وزير الخارجية المصرى – مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية")، وقد كان فى إستقبال أعضاء الوفد الزائر السيد اللواء/ مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، وعدد من قيادات وضباط الأكاديمية.. حيث تم الترحيب بالوفد الزائر ونقل تحيات محمود توفيق وزير الداخلية، مؤكدًا حرص سيادته على مد جسور التواصل مع الإتحاد الأفريقى إيمانًا من وزارة الداخلية بأهمية التعاون الدولى الأمنى فى مجال التدريب وبناء قدرات الكوادر المصرية والإفريقية، المشاركين فى مأموريات حفظ السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولى. 
 

كما استعرض خلال كلمته مساهمات وزارة الداخلية المصرية فى عمليات حفظ السلام تحت رايتى منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقى، والجهود التى تضطلع بها أكاديمية الشرطة نحو تقديم كافة أوجه الدعم لتدريب الكوادر الأمنية الإفريقية فى مختلف مجالات العمل الأمني، ودور المركز المصرى للتدريب على عمليات حفظ السلام فى تدريب وبناء قدرات كوادر حفظ ودعم السلام على المستويات الوطنية والقارية والدولية.
 

ومن جانبه أعرب السيد السفير "مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الإتحاد الأفريقى" عن شكره وتقديره لوزارة الداخلية موضحا أن تلك الزيارة تأتى فى إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر والإتحاد الأفريقى.. مؤكدًا على تقديره للدولة المصرية كونها إحدى كبرى الدول المُساهمة ببعثات الأمم المُتحدة لحفظ السلام، مشيدًا بإسهامات كوادر الشرطة المصرية ودورهم المحورى والفاعل فى دعم الإستقرار وصون وبناء السلام بمناطق النزاعات فى مهام حفظ السلام الأممية.
  
كما شهد اللقاء إستعراض دور الأكاديمية والمركز  المصرى للتدريب على عمليات حفظ السلام كأحد كيانات أكاديمية الشرطة والمنشأ وفقًا لأحدث المعايير الدولية من كافة الجوانب التدريبية والتعليمية واللوجيستية وكذا المعهدين القوميين لتدريب القوات الخاصة والحراسات والتأمين، فى تنمية وصقل المهارات العلمية والبدنية والمهارية للكوادر الشرطية المصرية والأجنبية من خلال عقد الدورات التدريبية والندوات وورش العمل المتخصصة لتنمية قدراتهم.

أعقب ذلك توقيع مذكرة التفاهم بين مفوضية الإتحاد الإفريقى والمركز المصرى للتدريب على عمليات حفظ السلام، وذلك للتعاون فى مجالات تدريب العناصر الشرطية وبناء قدراتهم للمشاركة فى عمليات دعم السلام التابعة للإتحاد الأفريقى، وتبادُل الدروع وإلتقاط الصور التذكارية الجماعية لأعضاء الوفد الأمنى وقيادات وضباط الأكاديمية.
  
فى ختام الزيارة أعرب أعضاء الوفد الزائر عن خالص شكرهم وتقديرهم لوزارة الداخلية المصرية على حفاوة الإستقبال وإتاحة الفرصة لإنفاذ الزيارة، مُشيدين بدور الأكاديمية في إعداد وتأهيل ضباط الشرطة وتنمية قدرات الكوادر الأمنية الأفريقية.

مقالات مشابهة

  • السودان وحوار الأمن والسلام في افريقيا
  • الصومال تؤكد انتهاء المرحلة الثالثة من انسحاب قوات حفظ السلام الأفريقية من البلاد
  • نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يغادر جلسات منتدى السلم والأمن الأفريقي ..لهذا السبب
  • أكاديمية الشرطة تستقبل وفد من أعضاء الهيئات الدبلوماسية
  • الإتحاد الأفريقي: دواعي التجميد وتدابير إصلاح البيت
  • عقار يشهد إفتتاح المنتدى السنوي للسلم والأمن الأفريقي
  • التوم هجو يستنكر صمت الأفارقة على التآمر الدولي والإقليمي الذي حدث للسودان
  • إبراهيم جابر يبدي تحفظا على المواقف السالبة لبعض الدول الأفريقية وصمتها عما يدور في المشهد السوداني
  • أفريقيا في القمة الأممية.. حضور بحجم هموم وتطلعات القارة