لبن الإبل.. كنز غذائي في حلايب وشلاتين
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تشتهر مناطق حلايب وشلاتين جنوب شرق مصر بالعديد من المهن التقليدية التي ارتبطت بأهالي المنطقة، ومن بين أبرز هذه المهن هي تجارة لبن الإبل الذي يعد من أكثر المنتجات طلبًا في المنطقة.
هذا اللبن الذي يُشرب طازجًا دون الحاجة إلى تسخينه، يُعتبر معجزة غذائية لما يحتويه من فوائد صحية عديدة.
ويتميز بأنه لا يفسد مع مرور الوقت، بل يتحول إلى لبن رايب يمكن استخدامه في تحضير وجبات محلية مثل "العصيدة".
الحسن عثمان، أحد أبناء حلايب وشلاتين، يشير إلى أن أسعار لبن الإبل تختلف بحسب مواسم الأمطار والجفاف. في مواسم المطر، تتغذى الإبل على نباتات وثمار غنية بالمغذيات في الوديان، مما يضفي على اللبن فوائد إضافية تزيد من قيمته الغذائية.
وتباع زجاجات لبن الإبل بحجم لتر ونصف مقابل 30 جنيهًا حاليًا، مع إمكانية شربه مباشرة في مركز التوزيع.
الشيخ شاذلي بشير عمر، شيخ مشايخ العبابدة، يؤكد أن لبن الإبل يتمتع بسمعة ممتازة بين الأطباء الذين يزورون المنطقة، حيث يعتبرونه مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن، وأهمها الفوسفور الذي يعزز المناعة. كما يُنصح به لمرضى السكري، حيث يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يُقال أن لبن الإبل يلعب دورًا كبيرًا في حماية القلب والأوعية الدموية، ويعتبر فعالًا في مكافحة الفيروسات مثل فيروس سي.
"الطبلية": مشروع صغير يحقق نجاحًافي أسواق حلايب وشلاتين، تنتشر أكشاك خشبية تسمى "الطبلية"، حيث يتم بيع منتجات محلية متنوعة مثل لبن الإبل، عسل النحل الجبلي، وسمن الماعز. هذه المشاريع الصغيرة تقدم فرصًا للشباب لبدء حياتهم المهنية، وتحقيق دخل يساعدهم على التوسع في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حلايب وشلاتين فوائد صحية منتجات محلية الطبلية حلایب وشلاتین
إقرأ أيضاً:
محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة الفنان محمد رضا، الذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، والذي استطاع أن يضفي على الشاشة روحًا فريدة تجمع بين الدعابة والإنسانية، تاركًا بصمة خالدة في قلوب الجماهير بأدواره المميزة وشخصيته المحبوبة.
بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماسفي الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1921 ولد محمد رضا في بيئة بسيطة بمدينة أسيوط، حيث نما في أجواء تنضح بالثقافة الشعبية والتراث المصري، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها في طفولته، حملته شغفه بالفن إلى السعي وراء تحقيق أحلامه، فكانت بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماس والتصميم على الوصول إلى القمة.
درس محمد رضا الهندسة في البداية قبل أن يتحول إلى عالم التمثيل، فلم يكن الطريق إلى الشهرة مفروشًا بالورود، فقد بدأ مسيرته بتجارب فنية متعددة قبل أن يتجه رسميًا إلى عالم المسرح والسينما، التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية كان خطوة فاصلة، حيث تدرب وتعلم أصول الأداء المسرحي الذي مهد له الفرصة لتطوير أسلوبه الفريد، فقد استغل كل فرصة صغيرة ليثبت موهبته، ما أكسبه ثقة مخرجي الأفلام والمسارح في تلك الحقبة الذهبية للفن المصري.
فيلم 30 يوم في السجنانتقل محمد رضا إلى الشاشة الكبيرة في فترة ازدهار السينما المصرية، وسرعان ما أصبح رمزًا للكوميديا الراقية، فقد شارك في أكثر من 300 عمل فني، منها أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما مثل: «30 يوم في السجن»، الذي جمعه مع كبار نجوم عصره أمثال فريد شوقي، أبو بكر عزت، نوال أبو الفتوح، مديحة كامل، ميمي شكيب، وثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، والعمل من إخراج نيازي مصطفى، «حكاية بنت اسمها محمود»، «سفاح النساء»، «البحث عن فضيحة»، «رضا بوند» و«السكرية»، حيث برع في تقديم الأدوار التي جمعت بين الفكاهة والدراما، كما أبدع على خشبة المسرح في أعمال مثل «زقاق المدق» التي خلدت صورة الممثل الماهر والمرح.
اشتهر محمد رضا بأداء شخصية «المعلم» في العديد من الأفلام والمسرحيات، حتى أصبحت أيقونة راسخة في ذاكرة الجمهور، فلم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل امتلك قدرة على تقديم الكوميديا الراقية الممزوجة بالعمق الإنساني، ما جعله واحدًا من أكثر الممثلين شعبية في السينما المصرية.
لم يكن محمد رضا فقط فنانًا على الشاشة، بل كان شخصية ذات حضور كاريزمي استثنائي، فقد امتلك حسًا فكاهيًا يعتمد على السخرية الراقية والذكاء في المواقف، مما جعله محبوبًا من قبل جماهير واسعة، إضافة إلى قدرته على التفاعل مع المواقف الاجتماعية والسياسية في عصره، دون المساس بجوهر الكوميديا، أكسبته احترام وإعجاب مختلف فئات المجتمع، فكان يتميز بإيماءاته المميزة، وتوقيته الكوميدي الذي خلق له مكانة خاصة بين زملائه وفي قلوب محبيه.
فيلم البحث عن فضيحةتجاوز تقدير محمد رضا كونه مجرد ممثل، فقد أصبح رمزًا ثقافيًا يمثل روح الدعابة المصرية وقدرتها على تخطي صعوبات الحياة بابتسامة، وقد عبر الكثير من الفنانين والمثقفين عن امتنانهم لمساهماته التي فتحت آفاقًا جديدة في تقديم الفن الكوميدي بطريقة راقية وإنسانية، فكانت لمساته الفنية تعكس حالة اجتماعية واجتماعية مر عليها المجتمع المصري، مما جعل أعماله وثائق ثقافية تعبر عن روح عصرها.
على الرغم من رحيل الفنان محمد رضا في 21 فبراير عام 1995، إلا أن إرثه الفني لا يزال حيًا، فقد ترك خلفه مجموعة ضخمة من الأعمال التي تدرس في معاهد الفنون ويستشهد بها في حلقات النقاش السينمائي، لذا يعد دوره في تشكيل الوجدان الجماهيري وابتكار صيغة الكوميديا المصرية من العوامل التي أسهمت في استمرار تأثيره على الأجيال الجديدة، وتعاد عرض أعماله القديمة في قنوات التلفزيون السينمائي والمهرجانات الفنية، ما يؤكد مكانته كواحد من أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربي.