كيف تتمكن إيران من تهريب الذهب الأسود إلى الصين عبر أسطول الظل؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
كشفت حادثة تسرب نفط نتجت عن عملية نقل غير قانونية بين سفينتين، جانبا من عمليات تهريب النفط التي تقوم بها إيران عبر ما يعرف بـ"أسطول الظل"، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.
والسفينة "فورتشن غالاكسي"، التي تخضع لعقوبات دولية وتشتهر بتهريب النفط الإيراني، قامت بنقل نفط إلى السفينة "سيرانو 2" في الخليج، حسب الصحيفة، التي قالت إن عملية النقل الخطيرة انتهت بتسرب نفطي امتد على مساحة 5 كيلومترات.
وهذا التسرب يُعد جزءًا من سلسلة حوادث مرتبطة بـ"أسطول الظل"، وهو "مجموعة من السفن القديمة التي تعمل خارج نطاق القانون البحري لنقل النفط من إيران وروسيا، متجنبة العقوبات الدولية من خلال إيقاف أجهزة التتبع وتغيير هويتها بشكل مستمر".
واكتشفت شركة "تانكر تراكرز"، المتخصصة في تتبع ومراقبة حركة ناقلات النفط حول العالم، ذلك التسرب، الذي جاء في وقت حساس، حيث تسارع ناقلات النفط الإيرانية بمغادرة موانئها، وسط مخاوف من ضربات إسرائيلية على المنشآت النفطية الإيرانية، وهي مخاوف ساهمت في ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وعلى الرغم من العقوبات الدولية التي تمنع إيران من التجارة مع العديد من الدول، فإن الصين تعد من أكبر مشتري النفط الإيراني، الذي يشكل 15بالمئة من إجمالي وارداتها.
وتقدر أرباح إيران من تلك الصادرات بأكثر من ملياري دولار شهريًا، بيد أن إيصال تلك الشحنات من النفط إلى الصين، يتطلب التحايل على العقوبات الغربية، وهنا يأتي دور "أسطول الظل".
وفي هذا الصدد، يقول مدير الأبحاث في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، دانييل روث، أن طهران "تعتمد بشكل شبه كامل على أسطول مكون من 400 ناقلة، تعمل بطرق غير قانونية لتهريب النفط".
وأشار إلى إلى أن ذلك الأسطول "ساعد إيران على تفادي خسائر تقدر بأكثر من 100 مليار دولار في الأعوام الأخيرة"، حسب "التايمز".
ويستخدم هذا الأسطول تقنيات متعددة للتهرب من العقوبات، منها تغيير أعلام السفن، وتزوير وثائق الشحن، ونقل النفط بين السفن في البحر.
وفي هذا السياق، أوضح مؤسس شركة "تانكر تراكرز"، سمير مدني، أن تسربات النفط من هذه السفن باتت أكثر شيوعًا، خاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، حيث "تغض بعض السلطات هناك الطرف عن هذه الحوادث أو تكتفي بتسجيلها دون اتخاذ إجراءات صارمة".
يشار إلى أن وزارة الخزانة الأميركية كانت قد أعلنت في أواخر الشهر الماضي، عن فرض عقوبات على أكثر من 12 كيانا وسفينة بسبب ضلوعها في شحن النفط الخام وغاز النفط المسال الإيراني إلى سوريا وشرق آسيا، نيابة عن الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقالت الوزارة في بيان، إن 4 سفن مرتبطة بأسطول تابع لعبد الجليل الملاح، وهو سوري من أقطاب صناعة الشحن فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في 2021، وشقيقه لؤي الملاح، كانت من بين السفن التي شملتها العقوبات، حسب وكالة رويترز.
وأوضح برادلي سميث، القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في البيان: "تواصل إيران الاعتماد بصورة كبيرة على البيع غير المشروع للنفط وغاز النفط المسال من قبل (الحرس الثوري) وحزب الله اللبناني، لتمويل وكلائها الإرهابيين وأنشطتها المزعزعة للاستقرار".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النفط الإیرانی أسطول الظل
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط تشديد العقوبات الأمريكية وتعهدات أوبك بخفض الإنتاج
العُمانية و"وكالات": بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يونيو القادم 68 دولارًا أمريكيًّا و14 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و42 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء والبالغ 66 دولارًا أمريكيًّا و72 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أبريل الجاري بلغ 77 دولارًا أمريكيًّا و63 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارين أمريكيين و63 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر مارس الماضي.
على الصعيد العالمي واصلت أسعار النفط مكاسبها اليوم وسط توقعات بتقلص الإمدادات بعد أن فرضت واشنطن مزيدا من العقوبات لوضع قيود على تجارة النفط الإيرانية وفي ظل تعهد بعض أعضاء دول منظمة أوبك بخفض الإنتاج بصورة أكبر للتعويض عن تجاوزها في وقت سابق للحصص المتفق عليها. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتا أو 0.85 بالمائة إلى66.41 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 65 سنتا أو 1.04 بالمائة إلى 63.12 دولار للبرميل.
وسجل الخامان ارتفاعا باثنين في المائة عند التسوية الأربعاء ووصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ الثالث من أبريل، ويتجهان لتحقيق أول ارتفاع أسبوعي في ثلاثة أسابيع.
وقال توني سيكامور محلل السوق في آي.جي "أعتقد أن هذا الارتفاع يرجع إلى عدة عوامل: تغطية المراكز القصيرة، وضعف الدولار الأمريكي، مما يجعل شراء النفط الخام أرخص، والضغط الأمريكي على إيران". وأضاف أن خام غرب تكساس الوسيط قد يرتفع مجددا إلى ما بين 65 و67 دولارا للبرميل، لكنه ربما يواجه صعوبات في تحقيق المزيد من المكاسب.
وتابع سيكامور "إذا افترضنا أن النمو الأمريكي سيستقر في أحسن الأحوال خلال الربعين المقبلين، وأن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سيتباطأ إلى نطاق يتراوح من ثلاثة بالمائة إلى أربعة بالمائة، فهذا ليس جيدا للنفط الخام".
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية الأربعاء، بما في ذلك ضد مصفاة نفط صغيرة مستقلة تتخذ من الصين مقرا، مما يزيد من الضغط على طهران وسط محادثات بشأن برنامجها النووي. وتزايدت المخاوف المتعلقة بالإمدادات بعدما قالت أوبك الأربعاء إنها تلقت خططا محدثة تتعلق بالعراق وكازاخستان ودول أخرى لإجراء المزيد من تخفيضات الإنتاج للتعويض عن ضخها سابقا فوق الحصص. ومع ذلك، خفضت أوبك ووكالة الطاقة الدولية والعديد من البنوك بما في ذلك جولدمان ساكس وجيه.بي مورجان هذا الأسبوع توقعاتها بشأن أسعار النفط ونمو الطلب إثر الاضطرابات التي تسببت فيها الرسوم الجمركية الأمريكية وردود دول أخرى عليها. وقالت منظمة التجارة العالمية إنها تتوقع أن تنخفض تجارة السلع 0.2 بالمائة هذا العام، بعدما كانت قد توقعت في أكتوبر توسعها 3.0 بالمائة.