إسرائيل استفادت من دروس 2006 للاستعداد لقتال حزب الله
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
اعتبرت حرب إسرائيل على حزب الله عام 2006، إخفاقاً من قبل معظم العاملين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وكان سلاح الجوي الإسرائيلي يملك لائحة ضعيفة من الأهداف، وعانت القوات البرية خلال القتال في التضاريس الوعرة في جنوب لبنان، وأخفقت الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة بإعادة جنديين مختطفين وإبعاد حزب الله عن الحدود.
الحكومة الإسرائيلية في حاجة إلى ترجمة الانجازات العسكرية التكتيكية
ونقل آدم راسغون في صحيفة "نيويوك تايمز" عن كارميت فالنسي الخبير الإسرائيلي في شؤون حزب الله، الذي خدم في الاستخبارات العسكرية: "كان هناك درجة من الصدمة من نتائج الحرب".
ويقول خبراء أمنيون إسرائيليون، إنه بعد نحو 20 عاماً، شنت إسرائيل هجوماً آخر ضد حزب الله في لبنان. وهذه المرة، نجحت سلسلة من الهجمات في قتل قادة حزب الله، وشل شبكة اتصالاته واستهدفت مستودعات أسلحته- كنتيجة مباشرة لاستثمار إسرائيل في التحضير لمعركة مستقبلية مع حزب الله عقب الأداء الفاشل في 2006.
لكن بينما تحاول القوات الإسرائيلية التوغل عميقاً في البر اللبناني، فإنها ستكون عرضة لمخاطر أكبر، بما في ذلك أسلحة متطورة يستخدمها حزب الله. وإذا ما أخفقت الحكومة الإسرائيلية في وضع استراتيجية خروج واضحة، على غرار ما فعلت في غزة، فيمكن أن ينتهي الجيش الإسرائيلي إلى حرب طويلة تستنزف مصادره حتى أقصى الحدود.
Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder. https://t.co/JPAbRrirlz
— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) October 6, 2024وساعد توجيه ضربة تلو الضربة لحزب الله، في استعادة سمعة إسرائيل كقوة كبيرة في الشرق الأوسط، لكنه أوضح في الوقت عينه كيف كانت إسرائيل أكثر استعداداً للحرب مع حزب الله على حدودها الشمالية، مما كانت في مواجهة اختراق من قبل حماس، التي قادت هجمات 7 أكتوبر في الجنوب.
وقال ياكوف أميدرور الجنرال المتقاعد الذي تولى منصب رئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2011 و2013 إن "حزب الله كان أقوى بعشر مرات من حماس...لكن الجيش الإسرائيلي كان مستعداً 20 مرة لحزب الله، أكثر مما كان مستعداً لحماس".
وكان حزب الله أيضاً أكثر استعداداً للحرب مع إسرائيل من المرة السابقة، حيث بنى ترسانة تقدر بأكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة، ودرب عشرات الآلاف من المقاتلين. ودرس قادته إسرائيل بعناية، حيث تصوروا أن حزب الله قادر على تبادل الهجمات مع إسرائيل دعماً لحماس من دون إشعال فتيل حرب شاملة.
وأظهر الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله أن ذلك كان خطأً كبيراً في التقدير. وصعدت إسرائيل هجماتها في منتصف سبتمبر (أيلول)، وبدأت أسابيع من القصف ضد حزب الله واستهدفت مقاتليه من خلال تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة البيجرز العائدة لهم. وأدت الأجهزة المتفجرة إلى مقتل أو إصابة مسلحين ومدنيين.
Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder. https://t.co/akfHDQkr9r
— giorgio zanchini (@giorgiozanchini) October 7, 2024في 27 سبتمبر (أيلول)، قصفت إسرائيل مجمعاً تحت الأرض، مما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي حول الحزب إلى قوة سياسية وعسكرية مرهوبة الجانب. والخميس، قال مسؤولون إسرائيليون، إنهم حاولوا قتل خليفته المحتمل هاشم صفي الدين، لكن حتى الأحد، لم يكن من الواضح ما إذا كانوا قد نجحوا.
وفي الوقت نفسه، طاولت حملة قصف واسعة النطاق شنها الجيش الإسرائيلي البنى التحتية للأسلحة التابعة لحزب الله وأودت بمقاتليه، مما قوض قدرة الحزب على الرد بقوة. وقُتل مئات الأشخاص في الغارات الجوية الإسرائيلية، بينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية.
وقال الجنرال أميدرور، إن أحد العناصر الرئيسية للتفوق الاستخباراتي الإسرائيلي على حزب الله، هو زيادة نشر المسيّرات التي تحلق في سماء لبنان.
وكشف التحقيق الذي أجري حول أداء الاستخبارات العسكرية قبل وأثناء حرب عام 2006، أن المسيّرات الإسرائيلية تم تحويلها إلى غزة، مما ترك المنطقة بعدد ضئيل من المسيّرات. وقال إن التحقيق تم بناء على طلب من رئيس الأركان الإسرائيلي.
"Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder." by Adam Rasgon via NYT https://t.co/PQGgefoxhV
— Articlophile (@articlophile) October 6, 2024ولاحظ أميدرور أنه بعد 18 سنة من تلك الحرب، زاد تحليق المسيّرات فوق لبنان بشكل كبير.
وبحسب إيال حالوتا الذي تولى منصب رئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2021 و2023، فإن القوات الإسرائيلية ركزت على جمع المعلومات الاستخباراتية عن قادة حزب الله وتحركاتهم وكذلك حول وسائل الاتصالات والمنشآت السرية التابعة لهم.
وفي الوقت الذي كان حزب الله متنبهاً إلى أن إسرائيل تقوم بالتجسس على أعضائه، فإن الجيش الإسرائيلي كرر ضرباته لقادة الحزب مما يفترض حجم الاختراق العميق لصفوفه.
وقال حالوتا :"إننا نرى اليوم كيف استفدنا من هذه المعلومات".
وكانت عمليات التجسس الإسرائيلية ضد حزب الله قادرة مراراً على جمع معلومات عن الاجتماعات السرية من دون علم الحزب، بحسب ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
ومع ذلك، فإن الاحتفالات في إسرائيل بنجاحاتها الأخيرة قد تكون سابقة لأوانها. إن الغزو البري الذي تنفذه القوات الإسرائيلية في لبنان، قبل بضعة أيام فقط، كان ثمنه باهظاً، إذ قتل حزب الله الأربعاء تسعة جنود إسرائيليين خلال بعض المعارك الأولية بين الجانبين منذ بدء الغزو. وقال الجيش إن جنديين آخرين قتلا الجمعة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.
ويقول خبراء إن الحكومة الإسرائيلية في حاجة إلى ترجمة الانجازات العسكرية التكتيكية التي حققتها إلى نجاح سياسي، من طريق التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي يعيد الأمن إلى شمال إسرائيل. ومن دون مثل هذا الاتفاق، من غير الواضح، متى سيعود نحو 60 ألف نازح إلى منازلهم في الشمال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله غزة هجمات 7 أكتوبر حماس حسن نصر الله هاشم صفي الدين عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل لبنان حزب الله حماس حسن نصرالله هاشم صفي الدين الجیش الإسرائیلی الإسرائیلیة فی ضد حزب الله لحزب الله المسی رات
إقرأ أيضاً:
القناة 14 الإسرائيلية تكشف عن إنشاء مهبط للطائرات العمودية للجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ بسوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت القناة 14 الإسرائيلية، في تقرير لها، بأن الجيش الإسرائيلي قد قام بإنشاء مهبط للطائرات العمودية على جبل الشيخ الواقع في الأراضي السورية المحتلة.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء، أن جيش الاحتلال سيبقى في جبل الشيخ عند الحدود اللبنانية السورية لفترة غير محددة لضمان أمن الجولان والبلدات الإسرائيلية.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأربعاء، بإصابة 5 أشخاص بجروح نتيجة اعتداء إسرائيلي بطائرة مسيّرة اليوم على الأهالي في بلدة مجدل سلم جنوبي لبنان.
كما أعلنت الوزارة، أمس الثلاثاء، إصابة 24 شخصًا بجروح جراء غارتين إسرائيليتين استهدفتا منطقة النبطية في جنوب لبنان.
وفي وقت سابق، تحدث الجيش اللبناني عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في المناطق الحدودية الجنوبية، مؤكدًا أن قواته تواصل الانتشار في بلدات جنوبية بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال منها.
ويأتي ذلك بعدما انقضت مهلة الـ60 يومًا التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب استمرت لأكثر من عام بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، لكن تم تمديدها حتى 18 فبراير المقبل.