اعتبرت حرب إسرائيل على حزب الله عام 2006، إخفاقاً من قبل معظم العاملين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وكان سلاح الجوي الإسرائيلي يملك لائحة ضعيفة من الأهداف، وعانت القوات البرية خلال القتال في التضاريس الوعرة في جنوب لبنان، وأخفقت الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة بإعادة جنديين مختطفين وإبعاد حزب الله عن الحدود.

الحكومة الإسرائيلية في حاجة إلى ترجمة الانجازات العسكرية التكتيكية

ونقل آدم راسغون في صحيفة "نيويوك تايمز" عن كارميت فالنسي الخبير الإسرائيلي في شؤون حزب الله، الذي خدم في الاستخبارات العسكرية: "كان هناك درجة من الصدمة من نتائج الحرب".  
ويقول خبراء أمنيون إسرائيليون، إنه بعد نحو 20 عاماً، شنت إسرائيل هجوماً آخر ضد حزب الله في لبنان. وهذه المرة، نجحت سلسلة من الهجمات في قتل قادة حزب الله، وشل شبكة اتصالاته واستهدفت مستودعات أسلحته- كنتيجة مباشرة لاستثمار إسرائيل في التحضير لمعركة مستقبلية مع حزب الله عقب الأداء الفاشل في 2006.         

ذكرى 7 أكتوبر تحل بينما تصعّد إسرائيل حدة الحرب - موقع 24تحل، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل، وهو ما استتبع حرباً أثارت احتجاجات عالمية وتهدد باتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

لكن بينما تحاول القوات الإسرائيلية التوغل عميقاً في البر اللبناني، فإنها ستكون عرضة لمخاطر أكبر، بما في ذلك أسلحة متطورة يستخدمها حزب الله. وإذا ما أخفقت الحكومة الإسرائيلية في وضع استراتيجية خروج واضحة، على غرار ما فعلت في غزة، فيمكن أن ينتهي الجيش الإسرائيلي إلى حرب طويلة تستنزف مصادره حتى أقصى الحدود.      

Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder. https://t.co/JPAbRrirlz

— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) October 6, 2024

وساعد توجيه ضربة تلو الضربة لحزب الله، في استعادة سمعة إسرائيل كقوة كبيرة في الشرق الأوسط، لكنه أوضح في الوقت عينه كيف كانت إسرائيل أكثر استعداداً للحرب مع حزب الله على حدودها الشمالية، مما كانت في مواجهة اختراق من قبل حماس، التي قادت هجمات 7 أكتوبر في الجنوب.   
وقال ياكوف أميدرور الجنرال المتقاعد الذي تولى منصب رئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2011 و2013 إن "حزب الله كان أقوى بعشر مرات من حماس...لكن الجيش الإسرائيلي كان مستعداً 20 مرة لحزب الله، أكثر مما كان مستعداً لحماس".      
 وكان حزب الله أيضاً أكثر استعداداً للحرب مع إسرائيل من المرة السابقة، حيث بنى ترسانة تقدر بأكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة، ودرب عشرات الآلاف من المقاتلين. ودرس قادته إسرائيل بعناية، حيث تصوروا أن حزب الله قادر على تبادل الهجمات مع إسرائيل دعماً لحماس من دون إشعال فتيل حرب شاملة.

خطأ كبير

وأظهر الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله أن ذلك كان خطأً كبيراً في التقدير. وصعدت إسرائيل هجماتها في منتصف سبتمبر (أيلول)، وبدأت أسابيع من القصف ضد حزب الله واستهدفت مقاتليه من خلال تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة البيجرز العائدة لهم. وأدت الأجهزة المتفجرة إلى مقتل أو إصابة مسلحين ومدنيين.

Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder. https://t.co/akfHDQkr9r

— giorgio zanchini (@giorgiozanchini) October 7, 2024

في 27 سبتمبر (أيلول)، قصفت إسرائيل مجمعاً تحت الأرض، مما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي حول الحزب إلى قوة سياسية وعسكرية مرهوبة الجانب. والخميس، قال مسؤولون إسرائيليون، إنهم حاولوا قتل خليفته المحتمل هاشم صفي الدين، لكن حتى الأحد، لم يكن من الواضح ما إذا كانوا قد نجحوا.
وفي الوقت نفسه، طاولت حملة قصف واسعة النطاق شنها الجيش الإسرائيلي البنى التحتية للأسلحة التابعة لحزب الله وأودت بمقاتليه، مما قوض قدرة الحزب على الرد بقوة. وقُتل مئات الأشخاص في الغارات الجوية الإسرائيلية، بينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية.  
وقال الجنرال أميدرور، إن أحد العناصر الرئيسية للتفوق الاستخباراتي الإسرائيلي على حزب الله، هو زيادة نشر المسيّرات التي تحلق في سماء لبنان.
وكشف التحقيق الذي أجري حول أداء الاستخبارات العسكرية قبل وأثناء حرب عام 2006، أن المسيّرات الإسرائيلية تم تحويلها إلى غزة، مما ترك المنطقة بعدد ضئيل من المسيّرات. وقال إن التحقيق تم بناء على طلب من رئيس الأركان الإسرائيلي.

"Israel Was Prepared for a Fight With Hezbollah. Ending It Will Be Harder." by Adam Rasgon via NYT https://t.co/PQGgefoxhV

— Articlophile (@articlophile) October 6, 2024

ولاحظ أميدرور أنه بعد 18 سنة من تلك الحرب، زاد تحليق المسيّرات فوق لبنان بشكل كبير.   
وبحسب إيال حالوتا الذي تولى منصب رئيس مجلس الأمن القومي بين عامي 2021 و2023، فإن القوات الإسرائيلية ركزت على جمع المعلومات الاستخباراتية عن قادة حزب الله وتحركاتهم وكذلك حول وسائل الاتصالات والمنشآت السرية التابعة لهم.     
وفي الوقت الذي كان حزب الله متنبهاً إلى أن إسرائيل تقوم بالتجسس على أعضائه، فإن الجيش الإسرائيلي كرر ضرباته لقادة الحزب مما يفترض حجم الاختراق العميق لصفوفه.  
وقال حالوتا :"إننا نرى اليوم كيف استفدنا من هذه المعلومات".   
وكانت عمليات التجسس الإسرائيلية ضد حزب الله قادرة مراراً على جمع معلومات عن الاجتماعات السرية من دون علم الحزب، بحسب ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.  
ومع ذلك، فإن الاحتفالات في إسرائيل بنجاحاتها الأخيرة قد تكون سابقة لأوانها. إن الغزو البري الذي تنفذه القوات الإسرائيلية في لبنان، قبل بضعة أيام فقط، كان ثمنه باهظاً، إذ قتل حزب الله الأربعاء تسعة جنود إسرائيليين خلال بعض المعارك الأولية بين الجانبين منذ بدء الغزو. وقال الجيش إن جنديين آخرين قتلا الجمعة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.
ويقول خبراء إن الحكومة الإسرائيلية في حاجة إلى ترجمة الانجازات العسكرية التكتيكية التي حققتها إلى نجاح سياسي، من طريق التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي يعيد الأمن إلى شمال إسرائيل. ومن دون مثل هذا الاتفاق، من غير الواضح، متى سيعود نحو 60 ألف نازح إلى منازلهم في الشمال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله غزة هجمات 7 أكتوبر حماس حسن نصر الله هاشم صفي الدين عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل لبنان حزب الله حماس حسن نصرالله هاشم صفي الدين الجیش الإسرائیلی الإسرائیلیة فی ضد حزب الله لحزب الله المسی رات

إقرأ أيضاً:

مسارات جوية تجلب الأموال.. كيف استفادت طالبان من التوترات في الشرق الأوسط؟

تشهد الأجواء الأفغانية نشاطًا غير مسبوق في حركة الطيران الدولي، حيث أصبحت المسار الذي اضطرت الكثير من شركات الطيران العالمية للتوجه إليه، بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل وتوعد الأخيرة بالرد، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندنبدنت" البريطانية.

وتفادت العديد من شركات الطيران المرور عبر الأجواء الإيرانية، متجهة بدلاً من ذلك إلى الأجواء الأفغانية، مما أسهم في تحقيق "أرباح كبيرة" لحكومة حركة طالبان الأصولية، التي تسيطر على البلاد منذ 15أغسطس 2021.

ومنذ عودة قبضة طالبان على السلطة، فإنها تفرض قوانين متشددة، وحرمت النساء من الكثير من حقوقهن الأساسية، مما جعلها محور انتقادات دولية.

لكن اضطرت العديد من شركات الطيران، مثل الخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية البريطانية، والألمانية "لوفتهانزا"، وغيرها، لاستخدام الأجواء الأفغانية في ظل التطورات الأخيرة. 

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم موقع "FlightRadar24" المتخصص بتتبع حركة الطيران، إيان بيتشينيك، إن الشركات "تختار المسار الأفغاني لكونه أكثر أمانًا، مقارنة بالمسارات الأخرى في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن هذا القرار هو "موازنة بين المخاطر" التي تفرضها النزاعات القائمة.

وسجلت الأجواء الأفغانية أعلى نسبة مرور للطائرات الدولية منذ سيطرة طالبان على البلاد قبل أكثر من 3 أعوام.

والخميس، عبرت 191 رحلة دولية الأجواء الأفغانية، حيث دفعت شركات الطيران مبلغ 700 دولار عن كل رحلة لصالح وزارة الطيران المدني التابعة لطالبان.

في "تحدٍ لطالبان".. مذيعات يواصلن الظهور على محطة أفغانية بارزة فيما يبدو أنه تحد لسلطة حركة طالبان، تواصل محطة تلفزيونية أفغانية بارزة بالسماح للنساء بالظهور على شاشتها وتقديم نشرات وبرامج إخبارية، وفقا لتقرير خاص نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.

وتعتبر هذه الرسوم مصدرًا مهمًا لدخل النظام الأفغاني، الذي يعاني من ضائقة مالية.

وكانت شركات الطيران تتجنب استخدام الأجواء الأفغانية بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، نتيجة مخاوف أمنية، بالإضافة أن المجتمع الدولي سعى للضغط على الجماعة الأصولية من خلال تقليص إيراداتها من رسوم عبور الطائرات. 

لكن هذا التوجه تراجع، مع تزايد المخاطر في المنطقة، واضطرار الشركات للبحث عن مسارات أكثر أمانًا.

وبالرغم من أن إيرادات عبور الطائرات ليست ضخمة بالمقارنة مع احتياجات طالبان، فإنها تشكل مصدرًا مهمًا للنظام، حيث قد تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويًا، إذا استمرت حركة الطيران بالمعدلات الحالية، حسب الصحيفة البريطانية.

"أنا لست ضعيفة".. أفغانيات يتحدين وثيقة طالبان بالغناء نشرت نساء أفغانيات مقاطع فيديو، لهن وهن يرددن أغنيات وأهازيج، في مواقع التواصل الاجتماعي، في تحدٍ لسلطات طالبان التي نشرت ضوابط جديدة تحظر أصوات النساء في الأماكن العامة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

ورغم تزايد استخدام الأجواء الأفغانية، تظل هناك أخطار محدقة بالطيران المدني في مناطق النزاعات. 

ويشير خبراء مثل كبير تانيجا، من "مؤسسة الأبحاث" في دلهي، إلى أن الطيران فوق مناطق النزاع يظل محفوفًا بالمخاطر، مستشهدًا بحوادث سابقة مثل إسقاط الطائرة الماليزية MH17 فوق أوكرانيا. 

ومع ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن الأجواء الأفغانية "أكثر أمانًا مقارنة بالأجواء الإيرانية" في الوقت الحالي، خاصة مع الارتفاع الكبير للطائرات العابرة الذي يجعلها بعيدة عن مدى الصواريخ والمخاطر الأرضية، حسب الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي: مصر وضعت حدا لعبارة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر»
  • مسارات جوية تجلب الأموال.. كيف استفادت طالبان من التوترات في الشرق الأوسط؟
  • معلومات عن استخبارات إسرائيل ضدّ حزب الله.. حقائق مثيرة!
  • ‏مصدر أمني لبناني: هاشم صفي الدين كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل بالضاحية الجنوبية
  • ما هي عقيدة الضاحية التي تستخدمها إسرائيل في الحروب منذ 2006؟
  • واصفا اغتيال نصرالله بالزلزال.. فيلتمان: حرب لبنان اليوم تختلف عن 2006
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • 1.2 مليار دولار يخصصها البنتاغون لقتال الحوثيين
  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يعيد خطة 2006 لدخول لبنان في 2024