سيناريوهات وتداعيات رد إسرائيل على هجوم إيران الصاروخي!
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تبدو المنطقة عشية الذكرى الأولى لطوفان الأقصى والرد الإسرائيلي بعملية «السيوف الحديدية» الانتقامية الوحشية على غزة وسكانها النازفين والنازحين، على شفا انفجار حرب إقليمية مع توسع رقعة الحرب وفتح جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان-وتعمّد تصعيد نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفا بالاغتيالات بهدف إطالة أمد الحرب وتوسعها لأهدافه الشخصية ونجاته من محاكمات لفشله العسكري والاستخباراتي والأمني وقضايا الفساد التي تلاحقه، ووصل الأمر به لاغتيال حسن نصرالله أمين عام حزب الله، وقيادات الحزب السياسية وفرقة النخبة الرضوان والقيادات العسكرية في بيروت، واستفزاز إيران باغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران وتحويل غزة المدمرة لقطاع غير قابل للحياة بعد التدمير الممنهج للقطاع بمبانيه ومؤسساته والمستشفيات والمدارس والمساجد والطرق لإجبار سكان القطاع على ما يصفه الوزراء المتطرفون في حكومة نتنياهو بالنزوح الطوعي.
وبدلاً من ممارسة الضغط الذي تملكه الولايات المتحدة على إسرائيل الممول والداعم والمساند الرئيسي وتوفير غطاء سياسي، وبدلاً من فرملة والضغط لمنع توسع الحرب، يتبنى بايدن وإدارته موقف إسرائيل والتنسيق على رد انتقامي من إيران، دون تأكيد المشاركة، بل التنسيق وتبادل المعلومات الاستخبارية على أمل أن يكون محدوداً ولا يشعل حرباً إقليمية. وهكذا يبقى موقف بايدن متذبذبا ومتناغماً مع الموقف الإسرائيلي.
يؤكد الرئيس بايدن أن إسرائيل لم تتخذ قرار الرد على إيران على الفور. وبعدما أحدث تصريحه بلبلة عن استهداف منشآت إيران النفطية، انتقاما لهجوم إيران الصاروخي بعملية الرعد الصادق 2-ما رفع أسعار النفط 5 في المئة…ليتراجع بايدن ويطمئن معلناً في اليوم التالي:
«لو كنت مكان الإسرائيليين لفكرت ببديل آخر عن استهداف منشآت إيران النفطية»!!
من السيناريوهات المرجحة، استهداف مصانع الصواريخ البالستية، والمنشآت النفطية والسيناريو الأسوأ المنشآت النووية. تحقيقاً لحلم نتنياهو الدائم الذي يحرض عليه منذ عشرين عاما، بتوريط الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع إيران تدمر وتؤخر امتلاك إيران السلاح النووي.(عارضه بوش الابن وأوباما وبايدن).
وقد سرّب مسؤول أمريكي أن إسرائيل لم تُقدّم أي ضمانات بعدم استهداف المنشآت النووية. يزايد دونالد ترامب، الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري، بتهور ومزايدة رخيصة وتكسب انتخابي، ويحرّض نتنياهو على استهداف منشآت إيران النووية أولا والتفكير ثانيا بعد معارضة الرئيس بايدن ضرب منشآت إيران النووية!!
هدف نتنياهو الدائم تدمير قدرات إيران النووية، لضمان احتكار إسرائيل للترسانة النووية في المنطقة. لكن الواقع لا قدرة لإسرائيل دون مشاركة الولايات المتحدة على ضرب وتدمير منشآت إيران النووية الموزعة وفي أعماق سحيقة.
ووافق مجلس الحرب الإسرائيلي على قرار الرد على هجوم إيران الصاروخي. وعلّق مسؤول في الخارجية الأمريكية «نأمل أن نرى بعض الحكمة لكن لا ضمانات أو تأكيد إسرائيلي بعدم استهداف منشآت إيران النووية… بينما تسرب إسرائيل لطمأنة الولايات المتحدة بأنها تسعى لرد انتقامي مدروس على إيران رداً على أكبر هجوم صاروخي باليستي بحوالي 200 صاروخ باليستي من إيران تقول إن الهجوم الذي شنته مساء الثلاثاء 1 أكتوبر الجاري كان عملاً دفاعيا مشروعا. فيما تؤكد صور الأقمار الصناعية إلحاق إصابات بقواعد عسكرية ما يؤكد قدرة الصواريخ الإيرانية على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية برغم تصدي الولايات المتحدة وحلفائها وإسقاط نسبة كبيرة من الصواريخ.
مطلوب من بايدن وإدارته وضع خطوط حمراء بالإصرار على محدودية رد إسرائيل، حتى لا تشعل حربا إقليمية ـ نتيجة لتهديد إيران برد مزلزل في حال ارتكبت إسرائيل حماقة بتدمير البنى التحتية الإسرائيلية… حسب تهديدات المرشد الأعلى والقيادات العسكرية الإيرانية برد يدمر البنى التحتية الإسرائيلية. وحتى قد يطال الرد المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة، في حال شاركت القوات الأمريكية بالرد العسكري. فيما تؤكد دول مجلس التعاون الخليجي أنها لن تسمح باستخدام أراضيها لاستهداف إيران في حال الرد الإسرائيلي.
لكن حتى اليوم الرابع بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل ومع الاحتفال بعيد السنة العبرية، يتعزز تزامن فرصة الرد الإسرائيلي على إيران مع الذكرى الأولى للحرب في 7 أكتوبر أو بعده بمعادلة تحقيق أهداف الرد واستعادة قدرات الردع، لكن دون أن تشعل حربا إقليمية. بعدما طوى نتنياهو خطاب النصر بعد تحول نشوة الاغتيالات الناجحة في لبنان بالضربة الصاروخية الإيرانية الأكبر التي اخترقت وكشفت نقاط ضعف دفاعات إسرائيل ما يفرض ويرمم الردع الإيراني.! خاصة وأن المرشد الأعلى في خطبة جمعة نادرة أكد أن النصر سيكون حليف المقاومة في غزة ولبنان ووصف إسرائيل بالعدو السفاح والدموي.
وفيما يتكثف التنسيق الدائم مع الولايات المتحدة لخروج توسع الحرب-خاصة وأن إسرائيل لطالما فاجأت الولايات المتحدة بتصعيدها منذ بداية حربها على غزة عدة مرات وتحدت وأحرجت علنا الرئيس بايدن مراراً-بمخالفة مطالب ونصائح بايدن وإدارته. بالتصعيد ورفض التعاون لوقف إطلاق النار وبشن حرب برية على غزة ورفح، والتصعيد باغتيال إسماعيل هنية في طهران وحسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت وتوسيع قوس الحرب إلى لبنان وشن حرب برية على لبنان يؤكد المبعوث الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تؤيد حربا برية على لبنان! ومع ذلك تخضع إدارة بايدن لحقيقة تصعيد نتنياهو وزمرته المتطرفة.
الخشية بتفجير تهور نتنياهو بردود انتقامية بين إسرائيل وإيران، وعجز ردع إدارة بايدن لانزلاق المنطقة بنفق حرب شاملة، عقب قصف منشآت إيران النفطية أو النووية، وإقحام الولايات المتحدة بالمشاركة دفاعا عن إسرائيل! ما يهدد الأمن الخليجي وأمن الطاقة، وبنتائج كارثية على الاقتصاد العالمي، قبل شهر من انتخابات أمريكية رئاسية حاسمة!
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران النفطية إيران نفط الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استهداف منشآت إیران منشآت إیران النوویة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سأناقش مع ترامب ملف مفاوضات غزة ومواجهة محور إيران
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إنه سيناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائمها في البيت الأبيض بعد غد الثلاثاء ما وصفها بقضايا حرجة، منها ملف المفاوضات في غزة وحماس، وإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين من غزة، ومواجهة ما وصفه بمحور إيران.
ونقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية عن نتنياهو قوله في تصريحات أدلى بها قبيل سفره إلى واشنطن إنه ذاهب إلى "لقاء مهم للغاية" مع ترامب.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن قرارات حكومته خلال الحرب غيّرت الشرق الأوسط، وتابع أنه بالعمل المشترك مع ترامب يمكن تعزيز أمن إسرائيل وتوسيع دائرة السلام، وفق تعبيره.
وقالت وكالة رويترز إن زيارة نتنياهو تأتي في وقت يسعى فيه إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن بعد توتر شابها في عهد الإدارة السابقة على خلفية حرب غزة.
وكان البيت الأبيض أعلن أول أمس الجمعة أن نتنياهو سيزور واشنطن ويعقد اجتماع عمل مع ترامب، قائلا إن الاجتماع المرتقب يؤكد دعمه المستمر لإسرائيل.
من جهته، ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أنه من المتوقع اجتماع الرئيس بنتنياهو مرتين في واشنطن بعد غد الثلاثاء، مرة من أجل اجتماع عمل، والأخرى من أجل عشاء غير رسمي.
إعلانوبدأ ترامب فترة رئاسته بإجراءات داعمة لإسرائيل، بينها إنهاء التعليق الذي فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إمدادات القنابل التي تزن ألفي رطل (نحو طن)، بحسب موقع أكسيوس.
نتنياهو يدرس تغيير إدارة مفاوضات المرحلة الثانية وأنباء عن امتناعه إرسال وفد للتفاوض #فيديو pic.twitter.com/1Txe4lpdMC
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 2, 2025
ملف المفاوضاتوفي سياق متصل، ذكر مراسل موقع أكسيوس الأميركي أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى كان من المفترض استئنافها غدا الاثنين، لكن نتنياهو قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر قبل اجتماعه مع ترامب، وسط تحذيرات من قيادة المفاوضات.
ونقل أكسيوس عن مسؤول رفيع أن نتنياهو قرر إلغاء اجتماع مع فريق التفاوض، وأنه يفضل تأجيل كل شيء حتى اجتماعه بترامب بعد غد الثلاثاء.
وذكر بيان لمكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء تحدث مع مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، واتفق معه على أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بعد لقائهما في واشنطن غدا الاثنين، حيث سيناقشان المواقف الإسرائيلية.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ويتكوف سيتحدث الأسبوع الجاري مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس وزراء وزير الخارجية القطري ومسؤولين كبار في مصر، ثم سيجري مناقشات مع نتنياهو بشأن الخطوات اللازمة لتقدم المفاوضات، بما في ذلك تحديد مواعيد لإرسال الوفود لإجراء المحادثات.