شبكة انباء العراق:
2025-02-04@00:34:04 GMT

إنسان ماقبل الكنتاكي والكوكا كولا

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

إنسان ليس ماقبل التاريخ، وليس ماقبل الحضارة، وليس ماقبل الديانات، وليس ماقبل الإكتشافات. إنسان ماقبل مائة عام، أو مائتي عام، أو أكثر، أو أقل.
هذا الإنسان كان بسيطا لايفكر لمسافة بعيدة، ومشكلته عادة في نطاق جغرافي ضيق بحجم قريته الصغيرة وحقول الريف المتباعدة، وربما الجبال، وربما الخيام في البادية وعلاقاته طيبة مع مجايليه،مع القوم القلة الذين يعيش معهم، ويتبادل الحوارات، ويضع المعايير البدائية لعلاقاته مع الآخرين.


هو إنسان ماقبل الكنتاكي، والأطعمة المبسترة والمعالجة، إنسان الطعام البسيط المعد بطريقة ساذجة، إنسان ماقبل البيبسي كولا والكوكا كولا والمشروبات الباردة والحارة المتنوعة التي تقدم على طاولات المطاعم، إنسان ماقبل الفنادق الفارهة والشقق المفروشة والمصاعد الكهربائية، إنسان ماقبل السيارات السريعة والقطارات السريعة والسفن الفاخرة التي تتنقل في البحار السبعة وفيها أجنحة معدة بطريقة عصرية وأثاث فاخر، ومسابح على السطح تقابل النجوم في ليالي المحيط وتطالع الموج العالي، والى جانبها المسارح حيث الرقص والموسيقى والشراب والرغبة في عيش الحياة بسعادة دون التفكير في اليوم التالي.
إنسان ماقبل البذلات الانيقة والطلة الرشيقة واربطة العنق الدقيقة، إنسان ماقبل صالونات التجميل والعطور الرائقة التي تجذب أنفاس المارين، إنسان ماقبل الحروب النووية والصواريخ العابرة والقاصفات المجهزة بآلات الدمار، إنسان كان يعيش الفطرة السليمة ولايبتعد خياله كثيرا عن حدود قريته الى مدينة مجاورة، وحتى الى قرية مجاورة، إنسان يجذبه الحب العذري وحياء النساء قبل إندلاع موجة اللاحياء والمثلية الجنسية والتفكك الأسري والإنزياح الى العلاقات المفتوحة، إنسان لم يكن يتعرض لموجات الإنفتاح الصادمة، إنسان ماقبل إستطلاعات الرأي، والإستبيانات القبيحة عن المساكنة والمواعدة على الأنترنت والجنس المبذول، والفساد المهول، إنسان ماقبل السؤال عن مؤسسة الزواج، وهل ماتزال مجدية وضرورية كما تفعل بعض المنظمات التي تروج للمخالطة الفاضحة.
الإنسان المثالي لم يعد له من وجود، هو اليوم إنسان التطاول على كل شيء، والطمع بكل شيء، والرغبة بكل شيء، لايرضيه ثراء، ويريد مابعد الثراء، ولايريد منصبا، بل مابعد المنصب والمنصب، ولا الوجاهة، بل مابعد الوجاهة، إنسان فقد إنسانيته، وإستسلم لحيوانيته الكاملة.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب عصر مابعد الحداثة والتغير الجزري للوعي العالمي

محمد عبد المنعم صالح

إن المتأمل في سرعة التحولات التي تصيب عالمنا الحالي ليقف متعجبا مما تغير و يتغير خاصة في العقد الأخير، بدءا من أواخر التسعينات إلي يومنا هذا. فالتغيير يمس كل مناحي الحياة و يلمسه الصغير قبل الكبير، بما له من بالغ التأثير في الفكر و الطبائع و التوجهات، قبل أن يكون في التقنيات أو السياسات أو التشريعات. إنه حقا عالم متسارع لم يشهد له مثيل من قبل، بل و تزداد وتيرة تسارعه بنسب مطردة كلما تقدم بنا الزمان. و لا داعي هنا لسرد أشكال ما تم من تغيير فالكل يعيشه بالفعل، بإجابياته و سلبياته. و كذلك لا داعي لطرح تصور لعالم ما بعد الحداثة و العولمة, و نا بعد التواصل الإجتماعي و بدء عالم الذكاء الإصطناعي الذي سيقوم بإسراع وتيرة التغيير بشكل فوق الحدي, الذي لا يمكن توقعه أو وضع إطارا له. و لكن ما يهمنا في هذا الكتاب هو الإنسان، ذلك المخلوق المُكرم من قبل الخالق و لكنه أصبح هدفا للعبث بمكوناته الإنسانية المحضة من نفس و روح و عقل و قلب. فكل تغيير يتم من حوله يمس بشدة هذه المكونات التي تمثل أصل فطرته، فإما تسمو به إلي إصلاحه و خلاصه، أو تهوي به إلي ضلاله و هلاكه.

هذا الكتاب لا يُعد كتابًا تقليديًا يناقش جوانب محددة من العلوم الإنسانية أو الإقتصاد السياسي أو العقائد أو حتي علوم الإدارة و القيادة, بل هو محاولة متعددة الجوانب و متسعة الرؤى تشمل كل هذه الأبعاد, و تهدف للتنقيب بعمق في عالم الإنسانية ككل، سعياً لإستكشاف القوى الخفية أو الروح المُشَكلة للفلسفة القائمة و الوعي الإدراكي الحالي الذي يحرك البشرية، لا سيما في العصر الأخير. إنه بحث نموذجي شامل لتحليل ما يشكل مصيرنا و النظام الفكري الذي يحكمنا و يساهم بشكل كبير في تطوير ثقافاتنا، و تشكيل وجهات نظرنا، و دوافعنا، و مواقفنا، و سلوكياتنا. ثم يقدم نموذجاً فكرياُ جديداُ، يجمع بين الأبعاد الفلسفية و الروحية و الإجتماعية و النفسية و الإدارية, بل و الأخلاقية و الثقافية. هذا النموذج الإنساني الأصيل هو جديد في طريقة الطرح, و لكنه قديم أو أصيل في الجوهر و المضمون. و غايته هي نقض النظام العالمي الحالي و قيادته و قيمه السائدة، و تقديم مقدمات لحلول جذرية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في النظام العالمي بأكمله, بل و تغير القواعد نحو واقع مختلف, يتسم بالوفرة و الفضيلة و الرحمة و السلام.

و بالرغم إدراكنا أن هذا قد الطرح قد يبدو للبعض تقديراً خياليًا أو حلماً يوطوبياًوياً، إلا أننا نؤمن بأن البحث عن الجوهر الإنساني الأصيل هو سر صلاحه. و هذا السر هو روحه, التي هي مكون الإنساني الأول وجوداً و الأكثر نقاءً, فهي تحمل كل الخير في خلقية نشأتها، لأن الله قد نفخها في الإنسان الأول من روحه القدوس المطهرة, فلا تحمل إلا الخير و الطهر و الصفاء, لأنه تحمل جميع معاني أسماء الجلال و الجمال و الكمال. فبدون العودة إلى هذا الأصل الإنساني الأصيل الذي هو الروح, و بعث نورها في الإنسانية, ففرص البقاء و الإستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الأنانية و البراغماتية المفرطة سيكون ضئيلاً جداً. فنحن نتجه بسرعة كبيرة نحو واقع من التدمير الذاتي، و إن لم نترك القيادة للروح و قواعدها الأصيلة، فإننا حتماً سوف نفقد الخلاص و حتماً سنصل إلى الفناء الكارثي.

قراءة في كتاب عصر ما بعد الحداثة و التغيير الجذري للوعي العالمي

إن المتأمل في سرعة التحولات التي تصيب عالمنا الحالي ليقف متعجبا مما تغير و يتغير خاصة في الأعوام الأخيرة، بدءا من أواخر التسعينات إلي يومنا هذا. فالتغيير يمس كل مناحي الحياة و يلمسه الصغير قبل الكبير، بما له من بالغ التأثير في الفكر و الطبائع و التوجهات، قبل أن يكون في التقنيات أو السياسات أو أو أو ... إنه حقا عالم متسارع لم يشهد له مثيل من قبل، بل و تزداد وتيرة تسارعه بنسب مطردة كلما تقدم بنا الزمان. و لا داعي هنا لسرد أشكال ما تم من تغيير فالكل يعيشه بالفعل، بإجابياته و سلبياته. و كذلك لا داعي لطرح تصور لعالم ما بعد الحداثة و العولمة, و ما بعد التواصل الإجتماعي و بدء عالم الذكاء الإصطناعي الذي سيقوم بإسراع وتيرة التغيير بشكل فوق المتخيل , الذي لا يمكن توقعه أو وضع إطارا له. و لكن ما يهمنا في قراءة هذا الكتاب هو الإنسان، ذلك التناول للمخلوق المُكرم من قبل الخالق و لكنه أصبح هدفا للعبث بمكوناته الإنسانية المحضة من نفس و روح و عقل و قلب. فكل تغيير يتم من حوله يمس بشدة هذه المكونات التي تمثل أصل فطرته، فإما تسمو به إلي إصلاحه و خلاصه، أو تهوي به إلي ضلاله و هلاكه.

هذا الكتاب في تقديري لا يُعد كتابًا تقليديًا يناقش جوانب محددة من العلوم الإنسانية أو الإقتصاد السياسي أو العقائد أو حتي علوم الإدارة و القيادة, بل هو محاولة متعددة الجوانب و متسعة الرؤى تشمل كل هذه الأبعاد, و تهدف للتنقيب بعمق في عالم الإنسانية ككل، سعياً لإستكشاف القوى الخفية أو الروح المُشَكلة للفلسفة القائمة و الوعي الإدراكي الحالي الذي يحرك البشرية، لا سيما في العصر الأخير. إنه بحث نموذجي شامل لتحليل ما يشكل مصيرنا و النظام الفكري الذي يحكمنا و يساهم بشكل كبير في تطوير ثقافاتنا، و تشكيل وجهات نظرنا، و دوافعنا، و مواقفنا، و سلوكياتنا. ثم يقدم نموذجاً فكرياُ جديداُ، يجمع بين الأبعاد الفلسفية و الروحية و الإجتماعية و النفسية و الإدارية, بل و الأخلاقية و الثقافية. هذا النموذج الإنساني الأصيل هو جديد في طريقة الطرح, و لكنه قديم أو أصيل في الجوهر و المضمون. و غايته هي نقض النظام العالمي الحالي و قيادته و قيمه السائدة، و تقديم مقدمات لحلول جذرية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في النظام العالمي بأكمله, بل و تغير القواعد نحو واقع مختلف, يتسم بالوفرة و الفضيلة و الرحمة و السلام.

و بالرغم إدراكنا أن هذا قد الطرح قد يبدو للبعض تقديراً خياليًا أو حلماً طوبياًوياً، إلا أننا نؤمن بأن البحث عن الجوهر الإنساني الأصيل هو سر صلاحه. و هذا السر هو روحه, التي هي مكون الإنساني الأول وجوداً و الأكثر نقاءً, فهي تحمل كل الخير في خلقية نشأتها، لأن الله قد نفخها في الإنسان الأول من روحه القدوس المطهرة, فلا تحمل إلا الخير و الطهر و الصفاء, لأنه تحمل جميع معاني أسماء الجلال و الجمال و الكمال. فبدون العودة إلى هذا الأصل الإنساني الأصيل الذي هو الروح, و بعث نورها في الإنسانية, ففرص البقاء و الإستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الأنانية و البراغماتية المفرطة سيكون ضئيلاً جداً. فنحن نتجه بسرعة كبيرة نحو واقع من التدمير الذاتي، و إن لم نترك القيادة للروح و قواعدها الأصيلة، فإننا حتماً سوف نفقد الخلاص و حتماً سنصل إلى الفناء الكارثي..

mohamed79salih@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • ندوة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب تناقش التراث اللغوي للإمام أبي هادي الجوهري الصغير
  • ماذا تفعل بجسمك علبة كولا واحدة؟.. أضرار صادمة تهدد صحتك
  • قيادي إصلاحي يدعو إلى عودة الرئيس هادي وانتاج حامل وطني جديد يتجاوز فشل المجلس الرئاسي
  • السجال السياسي والفكري مابعد حرب غزة -3-
  • الإعلامي الحكومي في غزة يعلن القطاع منطقة منكوبة إنسانياً
  • ماذا تفعل علبة كولا واحدة بجسمك؟
  • أسماء المتوفين والمصابين فى حادث انقلاب سيارة بالفيوم
  • ننشر أسماء المتوفين والمصابين في حادث سيارة أجرة بالفيوم
  • قراءة في كتاب عصر مابعد الحداثة والتغير الجزري للوعي العالمي
  • تفسير حلم قراءة القرآن على جان في المنام.. وعلاقته بالحاجة للقرب من الله