◄ "حماس": مستمرون في الجهاد والمقاومة حتى طرد الاحتلال من أرضنا

◄ الحيّة: ما لم تأخذه إسرائيل بالقوة لن تأخذه في المفاوضات

◄ "حماس": عبور 7 أكتوبر المجيد حطّم الأوهام التي رسمها العدو لنفسه

◄ هاليفي: فشلنا في السابع من أكتوبر في تأدية مهمتنا بالدفاع عن مواطنينا

◄  73% من الإسرائيليين يرون أن إسرائيل فشلت في حربها ضد حماس

◄ 86% من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش في غلاف غزة بعد انتهاء الحرب

◄ جنرال إسرائيلي: لا أمل للإسرائيلين في ظل استمرار نتنياهو في منصبه

◄ قائد سابق بجيش الاحتلال: إسرائيل عالقة وتنزف في مستنقع غزة

◄ "إسرائيل هيوم": إسرائيل تعرضت لفشل زريع في السابع من أكتوبر وما بعده

الرؤية- غرفة الأخبار

يعترف قادة الاحتلال الإسرائيلي بفشلهم الكبير في يوم السابع من أكتوبر 2023 بعدما تعرض لضربة قاصمة حين استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية دخول الأراضي المحتلة وقتل عدد من الجنود وأسر العشرات منهم والرجوع بهم إلى قطاع غزة.

وعلى مدار عام كامل ومع حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة، لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية بتحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة أو إيجاد حكم بديل لحركة حماس في القطاع المحاصر.

وقال القيادي في حركة "حماس" خليل الحية، إن عملية طوفان الأقصى حطمت الأوهام التي رسمتها إسرائيل لنفسها عن التفوق على جميع المستويات، لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية استطاعت أن تسطر البطولات في هذه المعركة.

وأضاف في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى": "أقول لشعبنا لقد أثبتم وأنتم تنزحون تحت القصف والتدمير ثباتكم على المقاومة والصبر، إذ إن طوفان الأقصى جاء والعدو يعيث فسادا ويعمل جاهدا لتصفية قضيتنا عبر تهويد القدس والاستيلاء على الأقصى، وبعد طوفان الأقصى أصبحت القضية الفلسطينية القضية الإنسانية الأولى في العالم".

وأكد الحيّة: "أقول للجميع لا أمن ولا سلام في المنطقة ما لم يأخذ شعبنا حقوقه كاملة، وشعبنا مستمر في جهاده ومقاومته حتى طرد الاحتلال من أرضنا وتحريرها بشكل كامل، إذ إن معركة طوفان الأقصى أحيت روح الجهاد في الأمة وأعادت بوصلتها تجاه العدو الحقيقي".

وتابع قائلا: "ما رفضناه بالأمس لن نقبله اليوم وما عجز الاحتلال عن أخذه بالقوة لن يأخذه بالتفاوض".

وفي المقابل، اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بالفشل في يوم السابع من أكتوبر.

وقال: "بعد مرور عام كامل نستذكر فشلنا في هذا اليوم في تأدية مهمتنا بالدفاع عن مواطنينا".

وكشف استطلاع رأي لهيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن 73% من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل فشلت أمام حماس في الحرب الدائرة منذ عام.

وأضاف الاستطلاع أن 48% من المشاركين في الاستطلاع لديهم قريب قُتل خلال الحرب التي اندلعت منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، كما أن 86% من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش في غلاف غزة بعد انتهاء الحرب.

من جهته، أكد الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف، أن إسرائيل عالقة في مستنقع غزة وتنزف وعليها الخروج منه في أقرب وقت ممكن، مبينا أن حجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا لا معنى لها في ظل عدم عثور الجيش على أنفاق نشطة هناك.

وأوضح- في مقال نشره على موقع القناة 12 الإسرائيلية- أن  الحرب على القطاع أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو وحكومته.

وتابع زيف قائلا: "في الشهر الثاني عشر من أطول حرب وأكثرها إنهاكا في تاريخنا، تجد إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، حيث تتوالى الأحداث وتتبعها ردود الفعل بلا نهاية في جميع الساحات المحيطة بنا".

بدوره، يحمّل الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك مسؤولية الفشل الذي مُني به جيش الاحتلال لرئيس مجلس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالنت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، قائلا: "طالما استمر هرتسي هاليفي ويوآف غالانت ونتنياهو في أدوارهم، فلا أمل للشعب الإسرائيلي، فقط استبدالهم الفوري يمكن أن ينقذ البلاد من مأزقها، الذي يزداد قوة يوما بعد يوم".

وأشار بريك إلى أن سبب الفشل الاستخباراتي والأمني لجيش الاحتلال يكمن في عدم تجهيز جيش الاحتلال بالتسليح والخطط والتكنولوجيا المتناسبة مع الحروب المستقبلية التي باتت تعتمد على الطائرات المسيرة والصواريخ خلافا للحروب التقليدية.

وقال: "إن رؤساء الأركان لم يحدّثوا المفهوم الأمني لإسرائيل ليناسب الحرب الحالية والمستقبلية، فيما لم تجر مناقشات حول رؤية أمنية إستراتيجية للسنوات المقبلة، وتجاهلوا تماما التهديد الوجودي الذي تطور أمام أعينهم على مدى السنوات العشرين الماضية، ولم يهتموا بإعداد الجبهة الداخلية للحرب، وأهملوا تماما إعداد الجيش والجبهة الداخلية للتعامل مع القذائف والصواريخ والطائرات بدون طيار".

وفي مقال للكاتبة سارة كوهين بصحيفة إسرائيل هيوم، أشارت إلى أنه على الرغم من الضربات العسكرية التي وجهها جيش الاحتلال لحزب الله في الأيام الماضية، إلا أن ذلك يفقد زخمه عند مقارنته "بالفشل الذريع" الذي مُنيت به إسرائيل ضد حركة حماس ليس في يوم السابع من أكتوبر فحسب، وإنما أيضا بعد ذلك التاريخ.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر من الإسرائیلیین جیش الاحتلال طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

التداعيات الجيوسياسية ‏ لعملية طوفان الأقصى

دخل اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الأحد (19 كانون الثاني/ يناير 2025)، بعد حرب طويلة دامت قرابة 466 يوما، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي عصفت بأمن المستعمرة الصهيونية واستدعت تنفيذ حرب إبادة استعمارية إسرائيلية وحشية بمساندة الإمبريالية الأمريكية، بهدف تحقيق نصر استراتيجي بالقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية واستعادة الرهائن، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط. لكن الوقائع كشفت عن وهم وحدود القوة والغطرسة، وأسفرت حرب الإبادة الصهيونية عن تحقيق نجاحات تكتيكية بأكلاف سياسية باهظة وفشل استراتيجي له تداعيات جيوسياسية عميقة، وبرهنت أن السياسة الإسرائيلية الشاملة المتمثلة بتجاهل الفلسطينيين وإدارة الصراع، من خلال قوة الردع وعملية بناء المستوطنات والتقارب مع الدول العربية مجرد وهم خطير، فعملية "طوفان الأقصى" تشكل جزءا من عملية تحول جيوسياسي عالمي.

ثمة خرافات حول أسباب موافقة المستعمرة على الاتفاق مع حركة حماس، وفي مقدمتها ضغوطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن الحقيقة أن ترامب سبب ثانوي، فالسبب الحقيقي هو فشل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في تحقيق نصر استراتيجي نظامي بالقضاء على حركة حماس والمقاومة واستعادة الرهائن، ودخول الكيان الاستعماري في حرب استنزاف دون أفق. فهذه الصفقة لا تختلف كثيرا عن تلك التي كانت مطروحة على الطاولة في أيار/ مايو 2024، بل وقبل ذلك، فقد أعادت حماس بناء قوتها، وازدادت عزلة إسرائيل وعدد من الرهائن لقوا حتفهم، وبات الشرق الأوسط أبعد من تصورات الولايات المتحدة والمستعمرة الصهيونية، وتعد سوريا مثالا لصورة الشرق الأوسط الجديد.

في سياق الهزيمة والفضيحة خاضت إسرائيل الحرب على غزة دون وجود خطة استراتيجية واضحة بأهداف محددة، ولم تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للحرب باستعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس وتدمير حزب الله وأنصار الله وجبهات المساندة، وهو ما أفضى بإسرائيل إلى التورط في فخ حرب استنزاف والوقوع في مصيدة متعددة الجبهات، ذلك أن الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع تحولت إلى هدف بحد ذاتها وليس وسيلة لتحقيق أهداف سياسية
لم تكن عملية "طوفان الأقصى" المباغتة سوى استجابة طبيعية لما أفضت إليه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والعنف الاستعماري الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة الذي حولته إلى معتقل وسجن كبير بدعم من الإمبريالية الأمريكية والغربية وخنوع الأنظمة العربية، التي تجاهلت الخلفية التاريخية والسياقية للمشروع الاستعماري الاستيطاني لإسرائيل، الأمر الذي جعل من تكرار إسرائيل لجرائمها في غزة روتينا عاديا، حيث أصبح الوهم القائل بأن الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية يمكن محوها أو نسيانها حقيقة مقبولة لدى المستوطنين الإسرائيليين وحلفائهم الدوليين والإقليميين، وتنامى الاعتقاد بأن المسألة الفلسطينية باتت قضية منسية ومهجورة، وأن إسرائيل قادرة على الحفاظ على وجودها غير القانوني إلى أجل غير مسمى من خلال القوة العنيفة، وقد عززت مسارات تطبيع الكيان الاستعماري مع الدول الاستبدادية العربية برعاية إمبريالية أمريكية في جعل الاحتلال حقيقة دائمة وحالة طبيعية.

حطمت العملية العسكرية التي قادتها حماس جملة الأساطير التي زعمت أن إسرائيل قوة لا تقهر، وأطاحت بتخرصات وتوقعات مواطنيها بالهدوء إلى الأبد في الوقت الذي تهدر فيه حياة الفلسطينيين. فقبل أسابيع فقط من عملية "طوفان الأقصى"، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتباهى بأن إسرائيل نجحت في "إدارة" الصراع، إلى درجة أن فلسطين لم تعد تظهر على خريطته "للشرق الأوسط الجديد". ومع "اتفاقيات إبراهام" العلنية الوقحة، والتحالفات السرية المشينة الأخرى، كان معظم لقادة العرب يحتضنون إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة تروج لخطة "صفقة القرن"، حيث ركز الرئيسان دونالد ترامب وجو بايدن على "التطبيع" مع الأنظمة العربية التي كانت على استعداد لترك الفلسطينيين عرضة للاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وبدا أن الطريق بات ممهدا لتصفية القضية الفلسطينية ومحو اسم فلسطين من الوجود.

شنت المستعمرة الصهيونية حرب إبادة على غزة وصعدت من الهجمات على جنوب لبنان في لحظة شك وجودي، في محاولة يائسة لاستعادة المكانة المفقودة وقوة الردع المهدورة، فالهزيمة الأكبر في تاريخ إسرائيل هي حرب غزّة، والتي ستسجّل للأبد باعتبارها الهزيمة الأكثر خزيا في تاريخ المستعمرة، وهذا من دون أن نأخذ في الحسبان فضيحة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 العسكرية والفشل الاستخباري الأمني والعملياتي العسكري.

ففي سياق الهزيمة والفضيحة خاضت إسرائيل الحرب على غزة دون وجود خطة استراتيجية واضحة بأهداف محددة، ولم تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للحرب باستعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس وتدمير حزب الله وأنصار الله وجبهات المساندة، وهو ما أفضى بإسرائيل إلى التورط في فخ حرب استنزاف والوقوع في مصيدة متعددة الجبهات، ذلك أن الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع تحولت إلى هدف بحد ذاتها وليس وسيلة لتحقيق أهداف سياسية كما هو شأن الحروب السابقة.

إن محاولة تسويق صورة للنصر في غزة يتناقض مع مقومات مفهوم النصر الإسرائيلي، بينما يتطابق مع مفهوم النصر عند المقاومة الفلسطينية وحركة حماس. فمفهوم النصر يشكل أحد الأسس الأربعة التي تقوم عليها عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب الردع، والإنذار المبكر، والدفاع، حيث تميز العقيدة الإسرائيلية بين أربعة أنواع من النصر وهي: النصر التكتيكي بإبطال قدرات العدو القتالية، والنصر العملياتي بتفكيك نظام القتال للعدو من خلال سلسلة من الاشتباكات أو المعارك، والنصر العسكري الاستراتيجي بإزالة التهديد العسكري لسنوات قادمة، والنصر النظامي بتغيير الوضع الاستراتيجي بشكل أساسي سياسيا وعسكريا واقتصاديا. وثمة إجماع على أن إسرائيل عجزت عن تحقيق نصر نظامي، بإحداث تغيير جوهري في وضعها الاستراتيجي، من خلال إزالة التهديد الذي تفرضه حماس.

فالنصر النظامي لا يتحقق من خلال الوسائل العسكرية فحسب؛ بل يتطلب إجراءات سياسية ومدنية واقتصادية تؤدي تدريجيا إلى تغيير في المنطق الكامن خلف سلوك حماس، والذي يتطلب إضعاف الحاضنة الشعبية الداعمة لحماس والمقاومة، وهو ما فشلت فيه الآلة العسكرية والمؤسسة السياسية الإسرائيلية. أما مفهوم النصر لحركة المقاومة والتحرير فيقوم على أسس مختلفة، تستند إلى الصمود ودعم الحاضنة الشعبية، فحركة حماس، باعتبارها حركة مقاومة، تركز على عنصر بسيط وهو الصمود والبقاء، وقدرة الحركة على إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية والمدنية، وإدارة المقاومة والرأي العام، وممارسة النفوذ على حكم غزة ما بعد الحرب، ولذلك تخوض حماس باقتدار مفاوضات صعبة مع إسرائيل بشأن الرهائن، بما في ذلك المطالبة بضمانات أمريكية لوقف إطلاق نار دائم والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

إن التداعيات الجيوسياسية للحرب الإسرائيلية على غزة لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط، بل تمتد إلى مختلف أنحاء العالم. فقد أعاد الصراع بين المستعمرة الصهيونية والمقاومة الفلسطينية مرة أخرى إلى الواجهة السعي الفلسطيني إلى إقامة دولة قابلة للحياة، وقد أدى الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والرد الإسرائيلي على ذلك الهجوم إلى تدمير خرافة السلام في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية الذي تصاعد عقب توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية في أيلول/ سبتمبر 2020، بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بتسهيل من الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب آنذاك، وكانت السعودية على وشك التوقيع، وقد اعترفت الاتفاقيات بسيادة إسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية كاملة بين الموقعين عليها، وفي الوقت نفسه، تم تهميش القضية الفلسطينية. وتبع الاتفاقيات الإبراهيمية اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والمغرب والسودان، واصل الرئيس الأمريكي جو بايدن سياسة ترامب في الشرق الأوسط، ورفعها إلى مستوى آخر من خلال محاولة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

لقد فشل الافتراض الأساسي الذي استندت إليه الاتفاقيات الإبراهيمية، بإمكانية تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون معالجة القضية الفلسطينية، وأصبحت عملية التطبيع العربي الإسرائيلي في حالة يرثى لها، وحتى الدول العربية التي سعت إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل اضطرت إلى التراجع وانتقاد تل أبيب، بل شكلت السعودية تحالفا دوليا للوصول لحل الدولتين، وذلك بعد أن انتفضت الشعوب العربية وأكدت على مركزية ومكانة فلسطين، واتساع الهوة بين الشعوب العربية والأنظمة الاستبدادية، التي وقعت في حرج بعد أن وقفت بلدان الجنوب العالمي إلى جانب الفلسطينيين، شجعت عملية "طوفان الأقصى" قوى عديدة على إمكانية تحمل مخاطر أكبر في مختلف أنحاء العالم لإحداث تغيير، ودفعت روسيا إلى الذهاب بعيدا في الحرب على أوكرانيا، وتشعر الصين بالجرأة للضغط على تايوان باجراء مناورات جريئة متزايدة، وفي الوقت الذي خسرت فيه إيران بعض نفوذها في المنطقة، شهدت سوريا تغيرات دراماتيكية بسيطرة حركة جهادية سنية على الحكم، وثمة خشية من عودة الانتقاضات العربية وحدوث تحولات بنيوية للسلطة بطرق متنوعةحيث صوتت أغلب هذه البلدان لصالح "هدنة إنسانية" في القتال في غزة في قرار أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث صوتت 121 دولة لصالح القرار و14 دولة ضده، وامتنعت 44 دولة عن التصويت، وبعد أن سحبت عدة دول، بما في ذلك جنوب أفريقيا، سفراءها أو جميع دبلوماسييها من إسرائيل، احتجاجا على العنف في قطاع غزة.

خلاصة القول أن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن دخلت في حرب استنزاف وتلبست بهزيمة استراتيجية، ولن تفلح غطرسة القوة والخطابات الاستعلائية المنمقة للتفوقية العرقية اليهودية الاستيطانية في محو وتصفية القضية الفلسطينية. فقد دشنت عملية "طوفان الأقصى" ديناميكية تحول جيوسياسية عالمية، بدأت من الشرق الأوسط الذي حلم نتنياهو بإعادة تشكيله، وهو فعلا دخل في مسارات إعادة التشكل من البوابة السورية ببروز قوة إسلامية سنية جديدة.

وأعطت عملية "طوفان الأقصى" زخما لعملية روسيا الخاصة على أوكرانيا، وتعزز الحديث عن بروز "عالم متعدد الأقطاب" أكثر عدالة ومساواة، حيث لا توجد هيمنة غربية مطلقة، ولا "شرطي عالمي" أمريكي متفرد يتحكم في مصائر الكوكب. وفي ظل هذا النظام العالمي الجديد، تشعر العديد من القوى بالتشجيع على تأكيد مصالحها بطريقة كانت متاحة في السابق للقوى الكبرى فقط، وتأمل العديد من البلدان في ما يعرف بالجنوب العالمي أن تؤدي هذه التعددية القطبية إلى توزيع عالمي أكثر عدالة للقوة، فقد شجعت عملية "طوفان الأقصى" قوى عديدة على إمكانية تحمل مخاطر أكبر في مختلف أنحاء العالم لإحداث تغيير، ودفعت روسيا إلى الذهاب بعيدا في الحرب على أوكرانيا، وتشعر الصين بالجرأة للضغط على تايوان باجراء مناورات جريئة متزايدة، وفي الوقت الذي خسرت فيه إيران بعض نفوذها في المنطقة، شهدت سوريا تغيرات دراماتيكية بسيطرة حركة جهادية سنية على الحكم، وثمة خشية من عودة الانتقاضات العربية وحدوث تحولات بنيوية للسلطة بطرق متنوعة.

x.com/hasanabuhanya

مقالات مشابهة

  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
  • طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • في أول ظهور منذ شهور.. أبو عبيدة: التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى / فيديو
  • «حماس هزمتنا».. قادة إسرائيل يبكون حزنًا على إبرام صفقة في غزة 
  • التداعيات الجيوسياسية ‏ لعملية طوفان الأقصى
  • خبراء إيرانيون يقيّمون طوفان الأقصى بعد اتفاق غزة
  • حماس: طوفان الأقصى حطّمت غطرسة العدو الاسرائيلي
  • “حماس”: “طوفان الأقصى” جسدت تلاحم شعبنا مع مقاومته وحطّمت غطرسة العدو
  • حماس تصدر بياناً عقب مصادقة إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار