لبنان ٢٤:
2024-10-07@07:23:54 GMT

بري : مَن يظن أنّ التوازنات تغيّرت واهم

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

بري : مَن يظن أنّ التوازنات تغيّرت واهم

يقول الرئيس نبيه بري في سياق ردّه على سؤال عمّا آلت إليه المساعي لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية: «نحن ملتزمون بالنداء المشترك الأميركي الفرنسي الأوروبي العربي، الذي صدر في 25 أيلول ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، يتمّ خلالها استكمال المفاوضات بغية التوصّل إلى اتفاق نهائي لتطبيق القرار 1701 ، وهذا البيان الدولي يُشكّل الأساس الصالح لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان .

»
ويلفت بري إلى أنّ باريس ولندن تتمسّكان بهذا البيان - النداء، «أمّا واشنطن فهي معه شكلياً، لكنّها في الجوهر لا تفعل شيئاً لتنفيذه ولا تضغط جدّياً على الكيان الإسرائيلي للتقيّد به ووقف عدوانه .»
ويلاحظ بري في حديث ل »الجمهورية »، أنّ نتنياهو «فالت »، ويبدو أنّه هو الذي يضغط على الولايات المتحدة وليس العكس، مستغلاً فرصة الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الديموقراطيّون والجمهوريّون على إرضاء «إسرائيل »، ومُمسكاً الإدارة الأميركية من «خوانيقها .» ويؤكّد بري «أن ليس أمامنا من خيار سوى العمل على مسارَين معاً: مواصلة المقاومة لمنع العدو من احتلال أرضنا، ومتابعة المسعى الدبلوماسي لوضع الخطة الدولية التي وافقنا عليها موضع التنفيذ .» ويشير بري إلى أنّ قضية النازحين تشكّل همّه الأكبر في هذه المرحلة، مؤكّداً «أنّ حركة «أمل » تفعل أقصى الممكن للتخفيف من وطأة النزوح على أهلنا الذين اضطرّتهم الاعتداءات الإسرائيلية إلى مغادرة منازلهم .» ويلفت بري إلى أنّ لديه ثقة تامة بأنّ النازحين سيعودون خلال 24 ساعة إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء الحرب، ولو اضطرّوا إلى نصب الخيام فوق أنقاض بيوتهم، تماماً كما فعلوا بعد حرب العام 2006 . ويشيد بري بالاحتضان الوطني للنازحين في كل المناطق التي استضافتهم، حيث فتحت لهم المنازل والمساجد والكنائس وحتى بعض الملاهي، وتلاحقت المبادرات الأهلية والفردية من
كل الاتجاهات لتأمين متطلّباتهم وللتعويض عن قصور الدولة وتقصيرها.
ويعتبر بري «أنّ هذا التعاضد العابر للطوائف والمناطق في مواجهة تحدّيات النزوح يعزّز الوحدة الوطنية والقدرة على الصمود »، لافتاً إلى أنّ تماسك الجبهة الداخلية في مثل الظروف الحالية لا يقلّ شأناً ووزناً عن الصمود على الجبهة العسكرية.
ويؤكّد بري «أنّ السلوك المشرّف للشعب اللبناني خالف توقعات العدو الإسرائيلي الذي كان يفترض أنّ الداخل لن يحتضن بيئة المقاومة بل سينقلب عليها وسيتبرّأ منها وعندها تبدأ الفتنة .»
وحين يُسأل عن حجم الفراغ الذي تركه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله باستشهاده، يجيب بتأثر وغصّة: «لا قدرة لديّ بَعد على الكلام في هذا الموضوع. فأنا والسيّد رفقة درب على امتداد 33 عاماً ». ثم يضيف بعدما يستجمع قواه: «لقد قصم ظهري .»
وبالنسبة إلى مصير الملف الرئاسي، يشدّد بري على «أنّ هناك حاجة ملحّة في هذه المرحلة المفصلية إلى رئيس توافقي للجمهوربة لا يُشكّل تحدّياً لأحد »، مبدِياً استعداده التام للدعوة الفورية إلى جلسة انتخابية «عندما يتبيّن أنّ في الإمكان تأمين أكثرية 86 صوتاً لأي اسم .»
وهل معنى ذلك أنّ سليمان فرنجية بات خارج السباق إلى قصر بعبدا؟ يستغرب بري هذا الاستنتاج، مشيراً إلى أنّ لعلّه يجري التوافق على انتخاب فرنجية.
ويوضح، أنّه وإزاء خطورة الموقف الحالي، لم يَعد مصِرّاً على حصول حوار قبل الانتخاب، «إذ إنّ الحوار هو مجرّد وسيلة للوصول إلى الغاية الأهم وهي انتخاب رئيس يحظى بأكبر دعم ممكن، وبالتالي إذا استطعنا أن نحقق الهدف بهذه الطريقة أو تلك، لا مشكلة، فنحن نريد أكل العنب لا قتل الناطور .»
وماذا لو كان البعض يفترض أنّ موازين القوى تبدّلت، وبات في إمكانه أن يأتي بالرئيس الذي يريد بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان واستشهاد السيد نصرالله؟ يسارع بري إلى الجزم بأنّ «كل مَن يظنّ ذلك هو واهم ». ويتابع: «ليس على علمي أنّ توازنات المجلس تغيّرت، أو أنّ أحجام الكتل النيابية تبدّلت، بالتالي لا يملك أي طرف غالبية تسمح له لوحده بأن يقرّر هوية الرئيس، ولذلك ندعو إلى التوافق ...»
وماذا تقول لِمَن يفترض أنّ «الثنائي الشيعي » أصبح ضعيفاً الآن؟ يردّ بري: «في ما يخصّني صحتي من نعم الله جيدة، أمّا بالنسبة إلى السيّد حسن فهو نال الشهادة التي كان يتوق إليها وهذا أكبر فوز له ...» وعن دوافع عدم دعوة أي شخصية مسيحية إلى لقاء عين التينة الذي ضمّه والرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، ما تسبّب بنقزة لدى الأوساط المسيحية ، يوضّح رئيس المجلس أنّ الأمر لا يتعلّق بإقصاء أو استبعاد المكوّن المسيحي، «لكن كنّا نخشى من أن تؤدّي دعوة شخصية من دون الأخرى إلى حساسيات وتفسيرات نحن في غنى عنها ». ويضيف: «على كلٍ، هذا النقص في الشكل حرصنا على تعويضه في المضمون عبر إصدار بيان وطني بامتياز، أردنا من خلاله توجيه رسائل ايجابية، ونأمل من الآخرين ملاقاتنا بالإيجاببةنفسها .»
ويلفت بري إلى أنّ ميقاتي كان حريصاً على زيارة البطريرك الماروني لوضع الأمور في سياقها الحقيقي بعيداً من أي تأويلات غير حقيقية. وعن تعليقه على الانطباع السائد لدى جهات معيّنة بأنّ هناك نوعاً من «ترويكا إسلامية » باتت تتفّرد بالحكم وسط غياب رئيس الجمهورية، يعتبر بري «أن لا مبرّر لمثل هذا الانطباع المغلوط، فأنا رئيس للسلطة التشريعية التي تضمّ جميع المكوّنات، ونجيب ميقاتي رئيس لحكومة تصريف أعمال ووليد جنبلاط يمثل ما يمثل بوطنيّته، ولذا لا يجوز تحميل الأمر أكثر ممّا يتحمل .
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بری إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟

تُعدّ فلسطين واحدة من الدول ذات أدنى معدلات الأمية عربيا وعالمياً، حيث سجل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نسبة 2.1% بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر في عام 2023.

وفي الأراضي المحتلة عام 1948، بلغ معدل الأمية 3.6% بين الأفراد من الفئة العمرية ذاتها في عام 2017، وفقاً لبيانات جمعية الجليل (ركاز).

وسجلت الضفة الغربية انخفاضًا ملحوظًا في معدل الأمية، حيث تراجع من 14.1% في عام 1997 إلى 3.2% في عام 2023، بينما شهد قطاع غزة انخفاضًا من 13.7% إلى 1.9% خلال نفس الفترة، وفقًا لبيانات الإحصاء الفلسطيني.

ولكن يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يريد تغيير هذه النسبة باستهدافه المؤسسات التعليمية وأبناء المجتمع الفلسطيني٬ مع دخول حرب الإبادة الجماعية على غزة عامها الأول بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وهربًا من نيران الاحتلال وسعيًا للأمان، لجأت العديد من الأسر في غزة إلى مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة إلى مدارس حكومية وخاصة التي كانت أهدافا لمجازر إسرائيل.
#غزة: في اليومين الماضيين فقط، تعرضت ثلاث مدارس تابعة للأونروا للقصف في غزة. أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا. كانت هذه المدارس مأوى لأكثر من 20,000 نازح. بعض المدارس تعرضت للقصف أكثر من مرة منذ بداية الحرب.

أكثر من 140 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للهجوم منذ 7 أكتوبر،… https://t.co/SdEglTm6NH pic.twitter.com/T0z56ZYTXg — الأونروا (@UNRWAarabic) October 3, 2024
الأرقام تتحدث
خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعرضت جميع المدارس والجامعات في القطاع لاستهداف مباشر، حيث تم تدمير 123 مدرسة وجامعة بالكامل، وتضررت 335 جزئيًا، بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 11 ألف طالب و750 معلماً ومعلمة، و100 أستاذ جامعي. وفقًا لآخر بيانات مكتب الإعلام الحكومي.

أما في الضفة وحسب تقرير صادر في آب/أغسطس الماضي عن مجموعة التعليم الدولية، وهي آلية تنسيقية تضم منظمات ووكالات تسعى لتلبية احتياجات التعليم أثناء الأزمات الإنسانية، فإن التحديات في الضفة الغربية المحتلة تشمل "استهداف المعلمين والطلاب بالعنف، والعمليات العسكرية الإسرائيلية والغارات على المدارس والمناطق المحيطة بها، وعنف المستوطنين، وتدمير المرافق التعليمية، والقيود على الحركة، والعوائق البيروقراطية".

وفي قطاع غزة، حرمت الحرب 625 ألف طفل في سن الدراسة من عام دراسي كامل بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف.

وقد تعرض حوالي 93% من مدارس القطاع البالغ عددها 564 لأضرار جسيمة، حيث يتطلب 84.6% منها إعادة بناء كاملة، وفقًا للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن تأثير الحرب المستمرة كان كارثيًا، حيث لم يتمكن 39 ألف طالب على الأقل من أداء امتحانات التوجيهي، وهي امتحانات الثانوية العامة التي تُعتبر حاسمة للانتقال إلى التعليم الجامعي. كما واجه أكثر من 21 ألف معلم صعوبة في العمل بسبب انعدام الأمن ونقص الأماكن التعليمية الآمنة.

ويُبرز التقرير أيضًا أن جميع أطفال غزة، الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون طفل، يحتاجون إلى دعم عاجل في مجالات الصحة النفسية، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي، نظرًا للأثر العميق الذي تركته الحرب على حياتهم.

المدارس.. أهداف مشروعة!
بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني٬ ففي العام الدراسي 2022/2023، كان هناك 796 مدرسة في قطاع غزة، تتوزع بين 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و70 مدرسة خاصة.

كما بلغ عدد الأبنية المدرسية في القطاع خلال نفس العام 550 مبنى، تشمل 303 مبانٍ حكومية و182 مبنى تابعاً لوكالة الغوث و65 مبنى خاصاً. وتعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى تعزيز التعليم في غزة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تؤثر سلباً على النظام التعليمي.
#غزة| مجزرة جديدة ضد نازحين فلسطينيين يرتكبها الجيش الإسرائيلي في إحدى مدارس الإيواء وسط مدينة غزة، مخلفًا ما لا يقل عن 100 قتيل.

لا شيء يبرر استهداف المدارس وقتل المدنيين! pic.twitter.com/rV4tqJOlxL — المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) August 10, 2024
وقبل الحرب، واجهت مدارس قطاع غزة تحديات كبيرة في استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة، خاصة في المناطق الشرقية، مما أدى إلى اعتماد نظام الفترتين الصباحية والمسائية في بعض المدارس لتلبية هذا الطلب.

ووفقا لوكالة "الأونروا"٬ فإن أكثر من 600 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من صدمات نفسية حادة ويحرمون من التعليم، حيث تحولت مدارسهم إلى مراكز إيواء مزدحمة بالنازحين وغير صالحة للتدريس.

وفي تصريحه عبر منصة "إكس"، قال فيليب لازاريني، مفوض الأونروا في 2 أيلول/ سبتمبر الماضي: "إن أكثر من 70% من مدارسنا في غزة تعرضت للتدمير أو الضرر، والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات الآلاف من الأسر النازحة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام التعليمي".

كما تم استخدام 70 مبنى مدرسي حكومي و145 مبنى مدرسي تابع لوكالة الغوث كأماكن إيواء للنازحين في قطاع غزة، مما يعكس التأثير الكبير للأزمة على النظام التعليمي. وهذا التحول أدى إلى تعطيل العملية التعليمية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون.

ووفقاً لتوثيقات "المكتب الإعلامي الحكومي" و"الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني"، استهدفت قوات الاحتلال 172 مركز إيواء منذ بداية الحرب، بما في ذلك 152 مدرسة تابعة للأونروا ومدارس حكومية وخاصة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 1040 نازحاً كانوا داخل هذه المراكز.

تشير التقديرات المحلية والدولية إلى أن الحرب أدت إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني، ما يمثل 90% من سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة. وقد لجأ مئات الآلاف من النازحين إلى المدارس، التي تحولت إلى مراكز إيواء مكتظة، تفتقر إلى الخدمات الأساسية وتنتشر فيها الأمراض.

ومع استمرار القصف الذي تسبب في تدمير عدد كبير من المدارس، تبرز تساؤلات هامة حول قدرة المدارس على استيعاب الطلاب بعد انتهاء الحرب. وكيف سيتمكن النظام التعليمي من التعافي بعد هذا الدمار؟ وما هي الخطط لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب والمعلمين؟ هذه التساؤلات توضح الحاجة الملحة لاستراتيجيات فعالة لدعم التعليم في غزة وسط هذه التحديات الصعبة.

أين إعلان المدارس الآمنة؟
يذكر أنه في عام 2015، صادقت فلسطين على إعلان المدارس الآمنة في العاصمة النرويجية أوسلو، بالتعاون مع 110 دول أخرى. يمثل هذا الإعلان التزامًا سياسيًا يهدف إلى توفير حماية أفضل للطلاب والمعلمين والمدارس والجامعات أثناء النزاعات المسلحة. كما يسعى إلى دعم استمرارية التعليم خلال الحروب، ووضع إجراءات ملموسة لمنع الاستخدام العسكري للمؤسسات التعليمية.

وتتعهد الدول الموقعة على هذا الإعلان باتخاذ خطوات فعّالة، تشمل تقديم المساعدة لضحايا الهجمات، والتحقيق في مزاعم انتهاكات القوانين الوطنية والدولية وملاحقة مرتكبيها عند الاقتضاء. كما تلتزم هذه الدول ببذل جهود لضمان التعليم بأمان خلال النزاعات المسلحة وتعزيز تلك الجهود.

الجامعات.. أول ما تم استهدافه
كما حُرم طلبة الجامعات في غزة من حقهم في التعليم على مدار السنة الماضية ، مما أثر بشكل كبير على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
تخرج منها ثُلة من العلماء والأطباء والمهندسين .. الاحتلال يحول الجامعة الإسلامية في غزة إلى كومة من الركام pic.twitter.com/fFKWuoj0Vz — Tufan_Alaqsa طوفان الأقصى (@Tufan_ALaqssa) October 4, 2024 رداً على موقف الأزهر من مجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي غزة، قوات الاحتلال تدمر جامعة الأزهر في القطاع.
جامعات، معاهد، مدارس، مؤسسات تربوية، كلها تحت القصف.
الجميع مستهدف، مع قرابة عشرة آلاف قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
وما يزال الغرب يمتنع عن الدعوة لوقف إطلاق النار pic.twitter.com/WboBBusOlK — د. محمد جميح (@MJumeh) November 4, 2023
يذكر أن فلسطين تضم 51 جامعة وكلية مجتمع، بإجمالي عدد طلبة بلغ حوالي 226 ألف في عام 2023. من بينها، تقع 18 جامعة وكلية في قطاع غزة، تخدم نحو 87 ألف طالب.

ولعبت هذه المؤسسات دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة والقيم الوطنية الفلسطينية، وأسهمت بفعالية في رفع مستوى الوعي الوطني. يُعد التعليم العالي في فلسطين ركيزة أساسية للبقاء والنضال من أجل الحرية.

الجامعة الإسلامية.. عقل غزة
في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، استهدفت الطائرات الحربية الجامعة الإسلامية بعدة غارات، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من مبانيها. وفي غضون شهر، قامت القوات البرية الإسرائيلية، مدعومة بالدبابات والجرافات، باجتياح المناطق الغربية من مدينة غزة، مما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية وأصاب العديد من المنشآت التعليمية في المنطقة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم وأربع جامعات أخرى.
تغطية صحفية: "سلاح الجو التابع لجيش الاحـ ـتلال يستهدف مبنى في الجامعة الإسلامية في غزة" pic.twitter.com/9KE7cXJvbY — القسطل الإخباري (@AlQastalps) January 18, 2024
كما تعرضت بعض المباني الجامعية للحرق، في حين دُمّرت أخرى بالكامل، مما أدى إلى تعميق الأزمة التعليمية في القطاع.

وتتمتع الجامعة الإسلامية في غزة بسمعة أكاديمية مرموقة على المستويين المحلي والدولي، حيث أسست على مدار أكثر من أربعة عقود علاقات أكاديمية مع العديد من الجامعات والمنظمات العالمية بهدف التعاون في الأبحاث المشتركة، تنظيم المؤتمرات، وتبادل الأساتذة والطلاب.

وقد تخرج من الجامعة آلاف الطلاب الذين يشغلون الآن مناصب هامة في مؤسسات محلية ودولية متنوعة.

وتضم الجامعة الإسلامية إحدى عشرة كلية، وبلغ عدد طلابها قبل الإبادة الجماعية حوالي 17 ألف طالب، منهم 63% طالبات. ووفرت الجامعة بيئة تعليمية متقدمة تشمل تقنيات حديثة مثل مختبرات الحاسوب، التعليم الإلكتروني عبر برنامج "مودل"، ومؤتمرات الفيديو، بالإضافة إلى مرافق متطورة مثل المكتبات، الحدائق، الصالات الرياضية، والملاعب.

كما قدمت الجامعة دعماً شاملاً للطلاب من ذوي الإعاقة الجسدية والبصرية والسمعية عبر منح دراسية ومساعدات خاصة من مكتب مختص بتلبية احتياجاتهم.

لن نفقد الأمل.. إلى الخيمة من جديد
وفي ظل هذه الأجواء برزت مبادرات أهلية تطوعية لتعويض الأطفال عن خسائرهم التعليمية. من أبرز هذه المبادرات إنشاء مدرسة داخل مخيم نازحين في خان يونس جنوب القطاع، حيث تضم مئات الأطفال.
في غزة هنالك إدراك لطول أمد الحرب ومن أجل انقاذ الأجيال القادمة هنالك إصرار على تعليمهم رغم انعدام الإمكانيات.

مدرسة التحدي في مواصي خانيونس تجربة تستحق الدعم والمساندة.

مثل هذه التجارب هي جزء لا يتجزأ من المعركة،... pic.twitter.com/L8cf1aHlXc — yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) September 30, 2024
تحولت خيمة كبيرة داخل مركز إيواء في منطقة "المواصي" بغرب خان يونس إلى مدرسة تطوعية، تهدف إلى تعليم الأطفال المنهج الفلسطيني وتخفيف الضغط النفسي الناجم عن الحرب من خلال الأنشطة الترفيهية. ومع تزايد الدمار والنزوح، أصبحت مدارس غزة مراكز إيواء، مما أدى إلى تعقيد الوضع التعليمي بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • حكم رمي الطعام الذي سار عليه النمل
  • توضيح رسمي يكشف أسباب الحريق الهائل الذي تسبب في سقوط ضحايا بسيئون
  • ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟
  • مرصد بيئي: الحكومة العراقية أهملت الطائر الذي يعد رمزها الوطني
  • كاريكاتير.. الـ 7 من أكتوبر الموت الأحمر الذي زلزل كيان العدو الصهيوني
  • الجيش فرض طوقاً أمنيّاً في مُخيّم البداوي... ما الذي يجري هناك؟
  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)
  • من هو هاشم صفي الدين الذي قُتل بغارة اسرائيلية بضاحية بيروت ؟
  • مجزرة الحلفايا