لم تكن عملية 7 أكتوبر، المحطة الكفاحية الأولى في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، بل سبقتها محطات حيوية، تركت أثاراً مهدت كل منها لما بعدها.
لم تكن 7 أكتوبر المحطة الأولى التي سجلت حضوراً ومكسباً وإنجازاً تراكمياً لصالح الشعبالفلسطيني وحركته الوطنية، على الطريق المتدرج الموصل نحو العودة والحرية والاستقلال.
محطة 7 اكتوبر 2023 الحيوية، سجلت على أنها المحطة الرابعة المميزة التي أعطت قوة للنضال الفلسطيني، وزخماً انتشرت تبعاته على امتداد الوطن العربي، وشملت تبعاتها الصعيد العالمي بأسره.
لم تكن المحطات الأربعة، كل منها شبيه بما قبلها، وما بعدها، بل لكل محطة ميزاتها وإنجازاتها التي حققت التراكم على الطريق الطويل التدريجي متعدد المراحل، الذي لم يصل بعد إلى محطة: 1- هزيمة المستعمرة، و2- انتصار فلسطين.
لكل محطة إنجازاتها التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما وصل إليه، وكل محطة قطعت شوطاً على ما سبقها، لولا هذه الإنجازات التراكمية لما تمكنت المحطة التي تلي ما قبلها، أن تحقق ما حققته لاحقاً، وبالتالي لم تحقق المحطة الرابعة أي إنجاز يمكن ذكره بدون الاعتماد على ما سبقه من إنجازات المحطات الثلاثة التراكمية.
المحطة الأولى كانت الأهم والأصعب، وأكثرهم تعقيداً، لأنها قامت على مأساة الشعب الفلسطيني ونكبته عام 1948، حيث تشرد نصفه إلى خارج وطنه، وفقد هويته الموحدة، وجغرافيته المتماسكة وتبعثرت مكوناته بين ثلاثة كيانات سياسية:
الأولى احتلال 78% من خارطة فلسطين لصالح مشروع المستعمرة التي قامت على انقاض فلسطين واحتلالها.
والثانية الضفة الفلسطينية اندمجت مع الأردن بمساحة 7 آلاف كيلو متر مربع.
والثالثة قطاع غزة لم تتجاوز مساحته 370 كيلو متراً مربعاً وتبع الإدارة العسكرية المصرية.
في ظل الفقر والانحسار واحتلال ما تبقى من فلسطين، وغياب مؤسسة تمثيلية موحدة، ولدت منظمة التحرير عام 1964، وانفجرت الثورة الفلسطينية و شهدت انطلاقتها، التي شكلت الأرضية الأولى لمسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية، وإدارة الكفاح الفلسطيني المسلح من قبل الفصائل المختلفة خارج الوطن.
أما المحطة الثانية، فكانت الانتفاضة الأولى عام 1987، التي فرضت الاعتراف الإسرائيلي بالعناوين الثلاثة: بالشعب الفلسطيني، بمنظمة التحرير، بالحقوق السياسية للفلسطينيين، وأبرز أثر كان عودة أكثر من 400 ألف فلسطيني إلى وطنهم وولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة، وانتقال العنوان والقيادة الفلسطينية من المنفى إلى وطنهم، وإن كان شارون قد أعاد احتلال كل المدن في آذار 2002 ، التي سبق وانحسر عنها الاحتلال.
والمحطة الثالثة، انفجار الانتفاضة الثانية عام 2000، التي فرضت الانسحاب على الاحتلال من قطاع غزة، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.
وكانت المحطة الرابعة هي عملية طوفان الأقصى التي شكلت صدمة قاسية، ومفاجأة مذهلة لكافة مؤسسات المستعمرة العسكرية والأمنية والمدنية يوم 7 تشرين أول أكتوبر 2023.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الضفة غزة الاحتلال حماس غزة الاحتلال الضفة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
دعم واسع للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال.. ترحيب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
البلاد – واس
رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدمته مملكة النرويج بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، وعدد من الدول، يطلب رأيًا استشاريًا من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار معاليه إلى أن تبني هذا القرار، يعكس بوضوح الإجماع الدولي على دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يمر بها، مؤكدًا أنه يأتي داعمًا للحق المشروع للشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، وبما يلبي جميع الحقوق المشروعة له.
وأكد الأمين العام ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى في دورته الـ45 (ديسمبر2024م)، فيما يتعلق بمركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعلى دعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة جميع الدول إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين، واتخاذ إجراء جماعي عاجل لتحقيق حل دائم يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
ورَحّبتْ رابطةُ العالم الإسلامي بتبنِّي الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدَّمتْه المملكة العربية السعودية ومملكة النرويج وعددٌ من الدول، يطلب رأيًا استشاريًّا من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي بيانٍ للأمانة العامّة، نوَّه أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بهذا القرار المهمّ الذي يعزِّز من جهود مساندة الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه في ظلِّ ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة، الذي يوكّد مجددًا الإجماع الدوليّ على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة.
كما رفع خالصَ الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على هذه المبادرة المهمة التي تأتي في إطار مساعي المملكة الحثيثة والمحوريّة لدعم الحق الفلسطيني ورفْع مُعانَاته.
وفي السياق ذاته، رحب البرلمان العربي باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارًا بأغلبية ساحقة بتصويت 172 دولة، يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، عاداً ذلك تأكيدًا دوليًا على حق الشعب الفلسطيني، ويعكس دعمًا واسعًا للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، وانتصارًا لعدالة القضية.
ونوّه رئيس البرلمان محمد أحمد اليماحي في بيان، بالقرارين اللذين تم اعتمادهما من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهما قرار “طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”، مثمنًا جهود جميع الدول التي شاركت في رعاية ودعم هذا القرار، وقرار حول “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية”.
ودعا رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية جادة وفاعلة لدعم وتنفيذ هذه القرارات والقرارات السابقة التي تبنتها الجمعية العامة انتصارًا للقانون الدولي، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، مؤكدًا استمرار البرلمان في دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.