بعد يومين من مقتل جنديين إسرائيليين بانفجار مسيرة في هجوم نُفذ من العراق، دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني في بيان، الأحد، المجتمع الدولي إلى "إنقاذ المنطقة من شرور حرب، لا تُبقي ولا تذر".

وخاطب السوداني، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي "كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، وقال: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".

وعن دلالات هذه الدعوة، يقول أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري، لموقع "الحرة": "نحن في التوقيت الحرج جدا، والسبب في ذلك، أن إسرائيل تهيئ لضرب إيران، خاصة وأن طهران تهدد بأذرعها أيضاً، وهذا يضع العراق ضمن نطاق الاستهداف الجغرافي الإسرائيلي".

وأوضح الشمري أن خيارات بغداد لتجنب الانخراط في الصراع "يتمثل في حراك دبلوماسي سريع جدا خلال هذه الأيام عبر ثلاث مسارات. الأول:باتجاه واشنطن لممارسة ضغوط على إسرائيل، والثاني: شرقا باتجاه إيران لتمارس مزيدا من التأثير على الفصائل في العراق، بألا يُتخذ ساحة لانطلاق الهجمات. والمسار الثالث: باتجاه المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية"، وفقا للشمري.

وأطلقت السعودية في أواخر سبتمبر الماضي مبادرة "التحالف الدولي لتنفيذ لحل الدولتين" في مسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويرى النائب عن "الإطار التنسيقي" الشيعي، مرتضى الساعدي، في تصريح لموقع "الحرة" أن الحكومة العراقية تسعى بوضوح "للتنسيق مع الدول الكبرى ودول المنطقة لمنع توسع الصراع".

وعبر النائب العراقي عن ثقة مجلس النواب بحكومة السوداني، "ودعمه لخطواتها في تجنب الحرب". ودعا في ذات الوقت، الولايات المتحدة الأميركية إلى "التوقف عن دعم إسرائيل".

وبينما يسعى العراق إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر الماضي، تدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها.

والجمعة، قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وأعلنت جماعة مدعومة من إيران تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان أن مقاتليها هاجموا "فجر الجمعة ثلاثة أهداف بثلاث عمليات منفصلة في الجولان وطبريا (...) بواسطة الطائرات المسيّرة".

وحول إمكانية العراقية لتجنب الحرب، يعتقد إحسان الشمري، أنها "محدودة جدا، خاصة وأن الفصائل المسلحة اتخذت قرار الحرب الذي تمتلكه الدولة العراقية".

لم يكن العراق ببعيد عن الحرب الدائرة في غزة ولبنان، ورجح مراقبون احتمال تعرض مقار تابعة لميليشيات موالية لإيران في العراق إلى الاستهداف، جراء شنها هجمات على إسرائيل.

ويقول مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

ومنذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ركزت بغداد على أن تكون جزءا من الحراك الإنساني في غزة ولبنان، ولم ترد الخوض في الصراع العسكري.

وفي الخامس من أكتوبر الحالي، أشار المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، إلى أن "بغداد بذلت جهوداً استثنائية محلية وإقليمية ودولية، لإبقاء العراق بعيداً عن ميدان الحرب".

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، إن "الحكومة تواصلت مع كل الأطراف المعنية داخلياً وخارجياً، وأرسلت الرسائل الواضحة بأن تعريض استقرار العراق للخطر، ستنتج عنه أجواء سلبية تضر بالمصالح العليا للبلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً".

ومع ذلك، تواجه الحكومة العراقية تحديات داخلية كبيرة تتمثل بوجود فصائل مسلحة تتحرك وفق قرارات ولي الفقيه في إيران، وطالما استخدمت هذه الفصائل الأراضي العراقية كقاعدة لإطلاق صواريخ ضد قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية، وضد إسرائيل منذ تفجر الصراع عقب هجوم حماس على إسرائي في السابق من أكتوبر الماضي.

وينصح أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري، الحكومة العراقية، بالحديث "صراحة" عن عدم تأييدها الضربات التي تنفذها الفصائل المسلحة من داخل الأراضي العراقية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة من أکتوبر فی العراق

إقرأ أيضاً:

استهداف اسرائيل لمواقع عراقية أمر وارد.. العراق أمام خطأ استراتيجي متراكم منذ 2003 - عاجل

بغداد اليوم- بغداد

أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر اسكندر، اليوم السبت (5 تشرين الأول 2024)، أن قصف الطائرات الاسرائيلية لمواقع داخل العراق، أمر وارد جدا.

وقال اسكندر لـ"بغداد اليوم"، إنه "نمر بمرحلة تتكسر فيها كل الخطوط الحمراء في منطقة الشرق الأوسط في ظل وجود كيان محتل مدعوم من قبل الدول الغربية بشكل غير مسبوق"، لافتا الى أن "المجازر الدامية في فلسطين ولبنان لم تدفع الدول التي ترفع مبدأ حقوق الانسان لرفع الاصوات رغم ان قائمة الشهداء بلغت عشرات الالاف واضعافه من الجرحى والمفقودين".

وأضاف أن "قصف الكيان اهدافا في العمق العراقي في خضم تهديداته الاخيرة وارد جدا"، مؤكدا، أن "ما يحصل يثير خطا استراتيجيا بدأ بعد العام 2003 في عدم بناء منظومة دفاع جوي حقيقية قادرة على حماية الاجواء ودرء مخاطر عمليات الاستهداف المباشرة".

وأشار الى أن "الحرب الشاملة مجرد نقطة سيتم تجاوزها لكن الاخطر هي في انخراط المزيد من الدول في الحرب، ما يعني فتح الابواب على مصراعيها أمام فوضى في منطقة تغذي العالم بثلث مصادر الطاقة على اقل تقدير".

وتابع، أن "لكل فعل رد فعل وأي عملية استهداف ستؤدي الى متغيرات وأبعاد"، مردفا: "واشنطن لا تتحرك بشكل جدي في انهاء الحرب بالشرق الاوسط في ظل دعمها اللامحدود للكيان بالسلاح والمال".

لكن عضو مجلس النواب مختار الموسوي، يكشف عن خطوط حمراء امريكية داخل العراق قد تمنع اسرائيل من استهداف منشآت عراقية.

وقال الموسوي لـ"بغداد اليوم"، الثلاثاء (1 تشرين الأول 2024)، إن "ما يحدث في لبنان ليس ببعيد عن العراق وقد تنفذ اسرائيل غارات لكنها لن تشمل حقول النفط والموانئ وباقي المصالح الاقتصادية لأنها تشكل خطوط حمراء بالنسبة لواشنطن، لكن اذا ما حصل اعتداء سترد فصائل المقاومة".

وكان مصدر مسؤول في هيئة تنسيقية المقاومة العراقية، كشف حقيقية مغادرة اغلب قادة الفصائل المسلحة العراق، خشية من استهدافهم من قبل إسرائيل او الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "الانباء والمعلومات التي تتحدث عن مغادرة اغلب قادة الفصائل المسلحة العراق، خشية من استهدافهم خلال المرحلة المقبلة من قبل إسرائيل او أمريكا، غير صحيحة، فجميع قادة الفصائل من الخط الأول وكذلك القيادات الميدانية تتواجد داخل العراق".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "هناك إجراءات امنية واحترازية اتخذها قادة الفصائل المسلحة، منها قلة التحركات وقلت استخدام الهواتف والابتعاد عن بعض الهواتف الذكية وكذلك العمل على تغيير طواقم الحماية والعجلات بشكل مستمر، مع تغيير أماكن سكناهم، فاستهدافهم امر وارد جداً، خاصة في ظل استمرار الفصائل في عملياتها ضد الكيان الصهيوني".

مقالات مشابهة

  • هل حانت ساعة الحرب؟ .. طائرات اسرائيل اخترقت أجواء العراق وجمعت المعلومات
  • الحكومة العراقية: بذلنا جهودا لإبعاد البلاد عن ميدان الحرب
  • استهداف اسرائيل لمواقع عراقية أمر وارد.. العراق أمام خطأ استراتيجي متراكم منذ 2003
  • استهداف اسرائيل لمواقع عراقية أمر وارد.. العراق أمام خطأ استراتيجي متراكم منذ 2003 - عاجل
  • إسرائيل تعترف: فشلنا برصد المسيّرة العراقية التي قتلت جنديين
  • الحكومة العراقية: إسرائيل تهدف لتوسعة الحرب في المنطقة
  • الحكومة العراقية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف توسعة الحرب في المنطقة
  • العراق يجدد الدعوة الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي
  • المقاومة العراقية تقصف 3 أهداف شمال إسرائيل بالطائرات المسيّرة