موجة الموت التي أسقطت الملالي في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ظلت إيران تركب موجات المنطقة وتستفيد منها منذ ربع قرن، ثم تستعرض قوتها ونفوذها على أنها دولة عظمى، تشكل الميلشيات وتجتاح المدن وتسقط الأنظمة وتعدم الشعوب وتجرف الحضارات، وتهدد جيرانها بالإحتلال مالم يخضعوا لها .
لكن آخر موجة كما تعتقد أنها صممتها لجائزة كبيرة لها في المنطقة، تحولت إلى هدية موت انفجرت في وجهها ووجه حلفائها في المنطقة.
مع غزو الأمريكان للعراق وأفغانستان بين 1990 و 2003، كان الفراغ في تلك الدولتين يذهب لصالح ميلشيات إيران.
استغلت إيران الانتفاضات الفلسطينية، وحرب إسرائيل في لبنان 2006، بعد أن ازالت عقبة كؤود باغتيال رفيق الحريري في 2005، وتوجهت لبناء حزب الله كحركة عسكرية مقاومة لإسرائيل في الظاهر، وحركة أمنية لمشروعها في الشرق الأوسط بالخفاء، وتمكنت من السيطرة على لبنان وحكمها كدولة داخل الدولة حتى 2024.
مع الحرب على الإرهاب في المنطقة، ودخول التحالف الدولي للحرب ضد داعش في عملية طويلة استمرت سنوات كانت كل مدينة عراقية تسقط في يد الإرهاب، تركب ميلشيات إيران فوق ظهر التحالف للسيطرة عليها وإبادة أهلها وتهجيرهم، حتى العام 2015.
في 2011 شهدت المنطقة ثورات الربيع العربي، فركبت إيران فوق ظهر ثورات الشباب المطالبة بتغيير الأنظمة، والتي أحدثت فراغا كبيرا في المنطقة، وتمكنت إيران من السيطرة على دولتين إضافيتين هما سوريا واليمن إلى جانب لبنان والعراق.
أما موجة طوفان الأقصى التي انطلقت في مثل هذا اليوم السابع من اكتوبر 2023 بعد اجتياح حركة حماس للمستوطنات الإسرائيلية، نتيجة فشل استخباراتي إسرائيلي كبير، فقد بدا لإيران أن الحدث مصمم على ذوقها، وأن الركوب فوقه سيعطيها كل أهداف خططها بلا ثمن ولا حرب على حدودها.
كانت تسعى إيران لتقاسم النفوذ في المنطقة مع إسرائيل، لكن طوفان الأقصى أظهرها أنها على وشك تحقيق نصر يعطيها نفوذ في العالم العربي والإسلامي، أكبر حتى من الحلم الذي تسعى إليه، فالقضية الفلسطينية التي استثمرتها لسنوات وبالتحديد منذ حرب لبنان 2006، حان لها أن تحقق مكاسب استراتيجية.
لكن بعد عام بالضبط من هذا الحدث المزلزل، تلقت إيران وحلفائها في المنطقة ضربات فككت كيانها، وأضعفت ميليشياتها، وتكاد تسقط نظامها في حال استمرت الضربات بذات النوعية، فنظام الملالي في إيران منذ مجيئة في العام 1979, كان يضع نفسه عدوا للعرب، وحليفا للغرب، حتى أن في حربه مع العراق في ثمانينات القرن المنصرم، شهدت العلاقات مع إسرائيل ازدهارا في الجانبين الاقتصادي والعسكري، لكن نهاية القصة محيط منتقم وعالم متشفي وحليف يتلاعب بأعصاب وعمائم إيران وحلفائها في قم وكربلاء والسيدة زينب والضاحية وصعدة.
**عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
ترامب يخول القادة العسكريين في الشرق الأوسط بتوجيه الضربات بلا إذن منه
بغداد اليوم - متابعة
أفادت وسائل إعلام، اليوم الأحد (16 آذار 2025)، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب فوض القادة العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط بتوجيه ضربات عسكرية بلا إذن من البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية بأن ترامب أعلن يوم أمس السبت أن الطائرات الحربية الأمريكية شنت جولة جديدة من الضربات الجوية ضد أهداف متعددة في اليمن التي تسيطر عليها "جماعة الحوثيين"، مضيفة أنه "سمح لقادته بتنفيذ الضربات "بلا رادع"، ودون الرجوع للبيت الأبيض".
وكتب ترامب على موقعه الاجتماعي "Truth Social" أن الضربات تهدف إلى تدمير ما سماه "قواعد متطرفين" وقادتهم ودفاعاتهم الصاروخية"، كما تهدف إلى "حماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة".
ووفقا للصحيفة، تأتي هذه الضربات بعد أن قام البيت الأبيض بتخفيف القيود التي كانت مفروضة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على القادة العسكريين فيما يتعلق بتنفيذ الضربات الجوية على أهداف المتشددين.
ونقلت عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الزيادة في الضربات التي شهدتها الصومال في الأسابيع الأخيرة والتي استهدفت مقاتلي حركة "الشباب"، بالإضافة إلى الضربات في سوريا ضد قادة تنظيم "داعش"، هي نتيجة لهذه السياسة الجديدة.
وأضاف المسؤول أنه "ستكون هناك المزيد من الضربات في المنطقة مع ظهور فرص جديدة للجيش لاستهداف قادة المتشددين".