قدم الدكتور سعيد عبد العزيز، الأمين العام للمفوضية الاوروبية العربية لتقديم المساعدات و الأعمال الإنسانية ببروكسل، ورئيس مجلس التعاون الأوروبي المصري ببلجيكا، التهاني للجيش والشعب المصري العظيم والقائد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بمناسبة حلول ذكرى انتصار ال ٦ من اكتوبر، يوم العزة والكرامه واسترداد الأرض.

ووجه عبد العزيز، رسالة بمناسبة هذا اليوم، قائلا: "نحتاج الي أكتوبر جديد، فالكثير من شباب الجيل لم يحضروا هذه الحرب ويجب أن يعلموا جيدا تاريخهم العظيم" مضيفا: " أتذكر جيدا هذا اليوم وجو المشاعر الفياضة من الشعب لقائدنا في ذلك الوقت انور السادات و لقواتنا المسلحة الباسلة فكانت تلك الحرب بمثابة عبور نفق مظلم الي نور أضاء العالم كله".

ولفت الأمين العام للمفوضية الاوروبية العربية، الى أن  دول العالم وقتها كانت لا تصدق أن هذا الشعب و بما يعانيه من فقر و أمية تقوم بهذا التخطيط و هذا العمل المعجزة بكل المقاييس، منوها لقد كانت حرب أكتوبر ليست عسكرية فقط بل كانت عودة للروح التي كاد يصيبها اليأس و الإحباط.

وتابع: " لن أنسي دموع اليهود و هم يغادرون شرم الشيخ و قبر حلوان و الطاسة و كانت عيونهم علي أرض الفيروز، رغم كل ذلك الا اننا نحن نحتاج الي نصر جديد مختلف نحتاج الي توعية و نحتاج الي النماء و التنمية نحتاج الي إعادة تطوير ذكريات حرب غيرت نظريات و حسابات".

وأشار الى أننا في الوقت الحالي والظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، نحتاج الي أفلام وثائقية و نحن نمتلك الآليات التي تبرز هذا العمل الجبار و نحتاج الي مثقفي مصر و كتابها و فنانينا للقيام بعمل فني كبير يحصد لنا ما كنا عليه قبل و بعد تلك الحرب التي كانت بمثابة حرب عالمية كنا نحارب أمريكا و حلفاؤها مع إسرائيل.

واختتم رئيس مجلس التعاون الأوروبي المصري ببلجيكا، حديثه قائلا: "لقد كانت حرب  أكتوبر معركة وجود و كانت حرب عقيدة و إيمان، عاشت مصر و عاش شعبها و عاش جيشها و عاش قائدها".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي حرب اكتوبر إسرائيل

إقرأ أيضاً:

اكتوبر ... معارك ما قبل تحرير الأقصى !

لقد ارتسمت معركة حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , كما ارتسمت اليوم معركة طوفان الأقصى ومن قبلها معركة العبور في وضع نهاية للمحتل الصهيوني وتحرير المسجد الأقصى . -السكين والزبدة على مدى قرن كامل قبل قدوم الصليبيين , كانت المنطقة الإسلامية والعربية مقسمة إلى كيانات سياسية صغيرة متصارعة , ولذلك عندما قدم الصليبيون لم يكن لدي حكام العرب والمسلمين سوى ميراث طويل من الشك والمرارة والصراع تجاه كل منهم للآخر . ولهذه مضت قوات الصليبيين في الأراضي الإسلامية والعربية وصولا إلى بيت المقدس واحتلاله كما تمضى السكين في الزبدة بكل سهولة ويُسر بسبب الفرقة السياسية والتشرذم . -التاريخ يتحدث ! بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي / أواخر القرن الخامس الهجري , واستمرت حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي / أواخر القرن السابع الهجري, وقد جاءت البداية الأولى للتفكير في الحروب الصليبية من جانب أوروبا وتحديدا من كنيسة روما متواكبة مع بداية لسقوط دولة المسلمين في الأندلس , مع استعادة النورمان جزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط من أيدي المسلمين .وفي وقت كانت فيه الدولة العربية الإسلامية الممثلة سواء في الخلافة العباسية في بغداد أو الخلافة الفاطمية في القاهرة أو سلاجقة الشام وآسيا الصغرى تشهد ضعفا لم تشهده من قبل .كما تواكبت تلك البداية مع زيادة سكان الغرب الأوروبي خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين زيادة وصلت إلى الضعف مما جعل هناك احتياجا إلى أراضي جديدة ذات موارد اقتصادية جديدة يتوسعون فيها .وكانت تلك الظروف مناسبة لينتهز بابا الفاتيكان آنذاك " أوربان الثاني " ورجال الدين المسيحي ويدعوا إلى القيام بحرب صليبية أو مسيحية شاملة على بلاد المشرق العربي الإسلامي وخصوصا الشام وفلسطين للسيطرة عليها بذريعة حماية المقدسات المسيحية من المسلمين والدفاع عن الأرض التي عاش ودعا فيها المسيح ابن مريم . – والحقيقة أن روما الوثنية والتي اعتنقت المسيحية بعد ثلاثة قرون جعلت من المسيحية رداء لها لتحقيق اهدافها السياسية رغم أن روما لا علاقة لها بالمسيح والكنائس المسيحية ولا حتي بالوصية على مسيحي الشرق والتي تعرضوا هم انفسهم لويلات الحملات الصليبية وشردوا من اراضيهم وديارهم وكنائسهم - . -تكالب الغرب كانت بداية التفكير الذي أدى إلى الحروب الصليبية من كنيسة روما بستار ديني !, والتي بلغت حملاتها أكثر من خمسة عشر حملة منها ثماني حملات كبيرة ودانت نحو أكثر من مائتي سنة وفي كل مرة كان خط سيرها يتجاور الألفى ومائتي ميل , وإشتركت فيها كل بلاد أوروبا المسيحية من انجلتر واسكتلندا في اقصى الغرب حتى بلاد المجر والرومان وشملت ساحة معاركها كل بلاد الأناضول " آسيا الصغري " والشام ومصر وحتي ليبيا وتونس . وفي أثناء الفترة الطويلة التي استمرت فيها الحروب الصليبية دخلت عوامل وأهداف أخرى لا علاقة لها بأي مقدسات أو دعاوي دينية مزعومة , منها طمع الكثيرين من نبلاء أوروبا وأمرائها في إنشاء ممالك لهم في بلاد المسلمين تمكنهم من زيادة ثرواتهم الخاصة ونفوذهم , وعند وصول الحملة الصليبية الأولى إلى الشام سنة 1099م / 492 هجرية كانت دولة السلاجقة أو الجناح العسكري للخلافة العباسية , بل والخلافة العباسية ذاتها تعاني مرض الشيخوخة وأوهن من أن تصد عدوانا يقع عليها , وكانت بلاد المسلمين تخلو من دولة موحدة تجمع المسلمين وتوحدهم لمواجهة الخطر الصليبي الزاحف .وهذا ما جعل الغرب الأوربي ينجح بعد حملتيه الصليبيتين الأولى والثانية في الإستيلاء على بيت المقدس وانشاء مملكة صليبية به بالإضافة إلى ثلاث إمارات مسيحية اثنتان منها في الشام هما إمارة أنطاكية وإمارة طرابلس , والثالثة في شمال العراق على الفرات وهي إمارة الرها . -التفرقة والخيانة قبل معركة حطين بل ومنذ العقد الأول من احتلال الصليبيين لبيت المقدس وقعت معاركة لعلها اشد ضراوة من معركة حطين نفسها , وكاد النصر يتحقق للمسلمين لتحرير بيت المقدس لكن بسبب تفرقهم وخيانتهم وتحالف بعضهم مع الفرنجة كان سبب في استمرار احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى طيلة 88 عاما . فقد أضاع العرب والمسلمين أيام الصليبيين فرصا ذهبية لإنهاء الوجود الاحتلالي الفرنجي ارتسمت حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , قصر النظر السياسي وحدة هو المسؤول عن عدم اغتنامها , السنوات التسعون التي انقضت بين سنتي 492 هجرية ( سنة الاحتلال ) وسنة 583 هجرية ( سنة التحرير ) شهدت مئات المعارك كما شهدتها مثلها مائة سنة أخرى من بعد , وبعضها في عنف حطين نصرها الحاسم . أولى هذه الفرص كانت أمام إنطاكية عشية وصول الفرنجة إلى الشام دخلوا أنطاكية الفارغة من المؤن وهم حوالي مائة ألف وبعد ثلاثة أيام فاجأهم الحصار الإسلامي بستة جيوش فدب فيهم الجوع حتى أكلوا النعال والجلود وعشب الأرض وبادر الكثير منهم بالهرب , حتي الداعية بطرس الراهب ثم خرجوا بهجمة واحدة بائسة فلم يحاربهم أحد من الجيوش المتربصة حولهم واكتفوا بالفرار , كانت هذه المعركة هي التي أدت إلى التوطيد الصليبي وإلى احتلال القدس , هذا يذكرنا بحرب سنة 1948 م ودخول جيوش الدول العربية وهزيمتها امام الكيان الصهيوني !. -اهدار انتصارات وبعد أشهر من الاحتلال الصليبي والمذابح للمسلمين في القدس والتي بلغ ضحاياها 70 ألف من النساء والاطفال والشيوخ في يوم احتلال الصليبيين للقدس , عاد الفرنجة إلى بلادهم فلقد أدوا مهمتهم , ولم يبق في فلسطين كلها سوى ثلاثمائة فارس وألفي محارب , ولم تستفد من هذه الفرصة مصر وكانت تستطيع أن تسوق فيما يذكرون ثلاثين إلى خمسين ألف فارس , وايضا لم تستغلها دمشق وكان لديها عشرة آلاف فارس , وكل ما صنعه (طغتكين أتابك ) صاحب دمشق أنه ذهب في كوكب من فرسانه إلى طبرية فأخذ منها مصحف عثمان فدخل به دمشق في موكب حافل وأغلق الأبواب ! . ومرت فرص بعد فرص من هذه اللحظات الحرجة أضاعها المصريون , كان أخطرها حملة مايو 1102م , التي سحق فيها الفرنجة عند الرملة فاختفي ملك الفرنجة الهارب في أجمة قصب أحرقها المسلمون فلحقته النيران , والقدس فارغة دون حامية ولكن النجدات الغربية الصليبية التي وصلت على المراكب قلبت الميزان , مما يعيد مشهد حرب 6 اكتوبر 1973م , والجسر الجوي الأمريكي وثغرة الدفرسوار . -معركة الأقحوانة أخطر تلك الفرص كانت معركة ( الأقحوانة ) عند طبرية سنة 507 هجرية , 1113م , بعد أربع عشر سنة بعد الاحتلال الصليبي لبيت المقدس التقى جيشا دمشق والموصل مع الجيوش الفرنجية قرب حطين , وتراءت حطين نفسها في المعركة , بحيرة طبرية اختلط فيها الماء بالدم حتي امتنع الشرب منها أياما , وحشر الجيش الفرنجي محاصرا مهزوما في الجبال شهرين بجرحاه وأثقاله لا يجرؤ على الحركة , ولم يكن في كل مملكة فلسطين من حامية , ووصلت طلائع الجيش الإسلامي حتي مشارف القدس ودانت لهم البلاد بالطاعة . ثم خشي أمير دمشق أن يختطف منه أمير الموصل إمارة دمشق فأقنعه بالعودة واستئناف القتال في الربيع القادم , ولم يأت هذا الربيع أبدا لأن الأمير الموصلي قتل !. -طوفان 470 يوما اشد الضرر في هذه الفرص القديمة الضائعة أن الثمن الذي كان سيدفع فيما بعد كان دوما أغلى , أليس هذا هو قدرنا اليوم مع الاحتلال الصهيوني الفرص دوما تضيع والثمن دوما يرتفع ؟! لكن العدو الصهيوني اليوم واجه اقوى مقاومة طيلة 470 يوما رغم الدعم الغربي الصليبي - المسيحي له , وبرغم مذابحه النازية الارهابية بحق سكان غزة وارتكابه لجرائم حرب وابادة جماعية امام مسمع ومشهد العالم لتلك الجرائم والابادة . ولكن ستبقي معارك اكتوبر رمال متحركة وامواج طوفان ليأتي يوم أوشك أن يكون قريبا ليدفن تحت رمالها أو تغرقه طوفان امواجها وليتحرر المسجد الأقصى كما تحرر في الماضي .

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية.. لنعترف: خسرنا الحرب منذ 7 أكتوبر.. وطموحات نتنياهو واليمين قد تصطدم بترتيبات ترامب
  • عبد المنعم سعيد: عودة ترامب تشكل لحظة فارقة في تاريخ أمريكا
  • اكتوبر ... معارك ما قبل تحرير الأقصى !
  • سياسة الولايات المتحدة الأمريكية نحو السودان كانت سببا رئيسيا في الحرب
  • انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • عبدالمنعم سعيد: الهدنة لا تعني انتهاء الحرب على غزة
  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • منشورات إسرائيلية تسخر من انتصار غزة وتحليل الدويري
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية