الوطن:
2024-12-22@10:39:19 GMT

سامح فايز يكتب: هوامش على ثقافة جيل (1 - 4)

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

سامح فايز يكتب: هوامش على ثقافة جيل (1 - 4)

حين كتبت قبل عشر سنوات فى جريدة «القاهرة» أن جيلاً جديداً يظهر قد تغيرت ثقافته لم يصدقني سوى القليل، واليوم يلهث الجميع خلف ذلك الجيل مقلداً على أمل «خطف التريند» وتحقيق الشهرة. 

كتبت حينها أن منصات التواصل الاجتماعي واتساع رقعة مستخدمي الإنترنت منذ عصر المدونات خلقت متسعاً للشباب بعيداً عن المشهد الثقافي الكلاسيكي القائم على فكرة المجايلة؛ أن جيلاً من المثقفين يكبر فيصبح له تلاميذ يأخذون الفكرة عنه ويطورن فيها، وهكذا من جيل إلى جيل.

 

وعرفنا بذلك الشكل أجيال المثقفين فى الستينات مثل يوسف إدريس وإبراهيم أصلان ومحمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس وغيرهم.. ثم توالت الأجيال فى السبعينات والتسعينات.

لكن المتابع الجيد للكتابات التي تؤرخ للأجيال الثقافية فى مصر يلاحظ أن جيل الثمانينات غائب دائماً عن التأريخ، علماً أنه يضم أسماء مهمة. 

ويلاحظ أيضاً أن عملية المجايلة توقفت مع جيل التسعينات أكثر تلك الأجيال تمرداً، فلا أظن أن أحداً سمع من قبل أن هناك من كتب عن جيل ألفين الثقافي!

ذكرت حينها فى بحث منشور على هامش واحد من المؤتمرات التي نظمتها مكتبة الإسكندرية عام 2015 أن الجيل الذى عاصر تحولات 2011 وُلد فى الثمانينات وتشكَّل وعيُه فى التسعينات وأوائل الألفية، وهى الفترات الأكثر خصوبة التي عملت فيها الجماعات الإسلامية على تغيير عقل ووعى المجتمع المصري؛ مع صعود مع عُرف بالصحوة الإسلامية فى الثمانينات بعد تنفيذ تنظيم الجهاد عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. 

وفى نفس الوقت تقريباً أو قبل ذلك بعام شهدت دول إسلامية أحداثاً شبيهة مكَّنت الإسلاميين من تغيير شكل الثقافة السائد والذى سنتأثر به جميعاً لاحقاً من خلال عملية التبادل الثقافي، فقد شهدت المملكة العربية السعودية عملية اقتحام الحرم المكي وإعلان قائد المقتحمين جهيمان العتيبي أن المهدى المنتظر بينهم. 

ورغم مقتل العتيبي مع أكثر أتباعه إلا أن خطورة جريمة اقتحام الحرم زلزلت المملكة وعطلت عجلة الحداثة التي بدأها الملك فيصل ومن قبله الملك عبدالعزيز تحت وطأة خطر تهديد الأمان الاجتماعي للمملكة وضرورة الحفاظ على وحدة المجتمع.فى الفترة نفسها شهدت إيران الثورة الإسلامية التي أطلقها الخميني والتي غيرت شكل الحكم فى دولة الشاه وحولته إلى حكم ثيوقراطي تحت سلطة الإمام. 

واستفاد من كل ذلك، بلا شك، التنظيم الأخطر الذى سيقود مشهد الوعى لاحقاً لمدة قاربت الثلاثة عقود تحت دعوى الصحوة الإسلامية «تنظيم الإخوان».

انسحب اليسار المصري والعربي عموماً مجبراً أمام ذلك الصعود المدبر والمدعوم بقوة من بعض أجهزة المخابرات الأجنبية، وهى مسألة ليست وليدة نظرية المؤامرة، إنما حقائق معلنة نستطيع الرجوع إليها فى مذكرات العديد من ضباط المخابرات الأمريكان مثل على صوفان فى كتابه «الرايات السود» أو الصحفيين المشهود لهم بالثقة مثل لورانس رايت فى كتابه المهم «البروج المشيدة». 

أو حتى الوثائق التي أفرجت عنها المخابرات البريطانية عام 2019 والتي تحدثت صراحة عن توظيف اسم تنظيم الإخوان فى اليمن فى محاولة لمنع تدخلات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر!

تلك التحركات الضخمة صاحبها سيطرة على المساجد، أحد أهم منافذ التوعية وتشكيل الثقافة فى المجتمعات الإسلامية، وسيطرة على مراكز الشباب من خلال اختراق جماعات الكشافة. 

وظهور المراكز التعليمية الخاصة الموازية للمدارس الحكومية فى التسعينات والتي دشنتها جماعة الإخوان بحجة مساعدة الفقراء على تقوية أبنائهم تعليمياً بأقل تكلفة أو من دونها تقريباً. 

وصاحبها أيضاً تأسيس مئات دور النشر ومراكز الأبحاث فى الثمانينات والتسعينات والتي ضخت فى السوق آلاف الكتب الملغمة بأفكار الصحوة!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإنترنت مكتبة الإسكندرية المملكة العربية السعودية

إقرأ أيضاً:

الفنان سامح يسري في ندوة بإعلام 6 أكتوبر

نظمت كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة ٦ أكتوبر برئاسة الدكتورة دينا فاروق أبوزيد عميد الكلية، لقاءاً مميزاً مع الطلاب للإحتفال بختام الأنشطة الطلابية للفصل الدراسي الأول ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ بحضور الفنان سامح يسري سفير الفنون والثقافة. 

جاء ذلك تحت رعاية الدكتور ممدوح مصطفى غراب رئيس جامعة ٦ أكتوبر، والدكتور هشام تمراز  نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. 
 

والتقى الفنان سامح يسري بالدكتور ممدوح غراب رئيس الجامعة والدكتورة إيمان العزيزي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب مرحبين به داخل جامعة ٦ أكتوبر .

وتحدث الفنان سامح يسري خلال الندوة عن دور الفن فى المجتمع، وتجاربه الفنية ومشواره الفني وصولاً إلى اختياره سفيراً للثقافة والفنون، كما تحدث عن دور طلاب كليات الإعلام فى المجتمع. وقدم العديد من الأغاني الوطنية والشبابية الخاصة به ،والتي شهدت تفاعلاً كبيراً من قبل جميع الحاضرين.

وقامت الدكتورة دينا فاروق أبوزيد بتكريمه واهداءه درع الكلية، بحضور أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة  والإداريين والطلاب بالكلية. 

ويذكر أن الندوة من تنظيم الدكتور عمرو راضي المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالقسم.

مقالات مشابهة

  • مديرية الضرائب تكشف عن تواريخ دخول التدابير الجبائية الجديدة حيز التنفيذ والتي ستخفف العبء الضريبي وتحسين دخل الأجراء والمتقاعدين
  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا
  • ناشطات وثقافيات لـ”الثورة ” :اليوم العالمي للمرأة المسلمة إحياء للمبادئ والقيم والتي وأدها الأعداء بنشر فسادهم
  • سامح قاسم يكتب: الأدب السوري وازدواجية الألم
  • محمد فايز فرحات: عدم الاستقرار بالمنطقة يرتبط بسياسات الاحتلال الإسرائيلي
  • محمد فايز فرحات: عدم الاستقرار الشرق الأوسط يرتبط بسياسات الاحتلال الإسرائيلي
  • باقي 10 أيام على التقديم.. شروط المعاش المبكر لمواليد الثمانينات
  • الفنان سامح يسري في ندوة بإعلام 6 أكتوبر
  • ابوعبيدة يفاجئ الجميع بما قاله عن عملية صنعاء الفرط صوتية التي استهدفت الاحتلال