مسؤول أمريكي سابق: سياسات بايدن في أوروبا وشرق المتوسط “سخيفة وخطيرة”
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – أكد العقيد لورانس ويلكرسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الرئيس جو بايدن، ينتهج سياسات “سخيفة وخطيرة” في أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
جاء ذلك خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في جلسة عقدت امس الأحد، على هامش مؤتمر منتدى كوالالمبور السابع في أحد فنادق إسطنبول، بعنوان “فلسطين والنظام الدولي بعد عملية طوفان الأقصى”.
وخلال الجلسة انتقد العقيد لورانس ويلكرسون، العمليات التي نفذها رؤساء أمريكيون سابقون مثل: بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما، في الخارج.
وأضاف ويلكرسون، الذي شارك في الجلسة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “أداة السياسة الأمريكية”.
من جانبه تطرق الخبير العسكري والمحلل السياسي الأمريكي سكوت ريتر، الذي شارك أيضاً عبر الإنترنت، إلى تأثيرات عملية طوفان الأقصى على النظام العالمي.
وأشار ريتر، إلى أن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها الفصائل الفلسطينية، أدت إلى التشكيك في قيم الولايات المتحدة الأمريكية ودورها القيادي في العالم.
وأكد على أن هذا التشكيك أدى بطبيعة الحال إلى تغيير جذري في النظام الدولي.
وذكر ريتر، أن القضية الفلسطينية أعيدت إلى جدول الأعمال الدولي من خلال عملية طوفان الأقصى، التي شككت بشكل جدي في شرعية إسرائيل.
وأضاف قائلا: “العالم يرى في إسرائيل دولة فصل عنصري وإبادة جماعية وغير شرعية وتتنافى مع قيم العالم”.
وأكد أن علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل أثارت ردود فعل كبيرة في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت سابق من الأحد، بدأت في إسطنبول، فعاليات المؤتمر السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، بعنوان “فلسطين رافعة الاستنهاض الحضاري”، ويتضمن ندوات وجلسات تتناول القضية الفلسطينية.
المنتدى (غير حكومي)، ينظم بالتعاون مع جمعية البركة الجزائرية، وجامعة صباح الدين زعيم، وجمعية حركة الإنسان والحضارة التركيتين، ويتواصل حتى الثلاثاء.
ويتضمن المنتدى ندوات وجلسات بعناوين ومحاور منها “فلسطين والنظام الدولي بعد طوفان الأقصى”، و”فلسطين بوصلة النهوض الحضاري، التداعيات الحضارية للطوفان على النظام العالمي”.
ومن العناوين والمحاور أيضا “فلسطين والعالم الإسلامي بعد طوفان الأقصى”، و”الطوفان في محيطه العربي والإسلامي”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي
” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير
يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟