روسيا – مدينة ياروسلافل هي إحدى المدن الروسية القديمة الواقعة على جانبي نهر الفولغا. ويقع المركز التاريخي للمدينة المدرج في التراث التاريخي لليونسكو عند التقاء نهري الفولغا وكوتورسول.

تأسست المدينة عام 1010 في عهد الأمير ياروسلاف مودري (الحكيم) وتلبية لرغبة الأمير الشاب بنيت على الجانب الأيمن لنهر الفولغا قلعة للدفاع عن الحدود الشمالية – الشرقية لإمارة “كييفسكايا روس” التي سميت باسمه.

وكانت ياروسلافل في القرنين 11 و12 مدينة حدودية لإمارة روستوف – سوزدال. وازدهرت المدينة في القرنين 12 و 13 نظرا لكونها واقعة على طريق التجارة النهرية لنهر الفولغا.

وفي عام 1218 قسم الأمير قسطنطين فسيفولدوفيتش ممتلكاته بين ولديه، روستوف للكبير وياروسلافل للصغير. وهكذا أصبحت عاصمة للإمارة الجديدة، ولكنها نهبت وأحرقت خلال الاجتياح المغولي عام 1238 كبقية مراكز المدن في وسط روسيا،

وفي عام 1380 شاركت فصائل المتطوعين من ياروسلافل في معركة كوليكوفو التي كانت بداية لنهاية احتلال المغول لروسيا.

دير سباسكي

وفي عام 1463 انضمت إمارة ياروسلافل إلى الدولة الروسية. بانضمام إمارة خان قازان إلى موسكو عام 1552 وإمارة خان أستراخان عام 1556 وفتح الطرق التجارية الى أوروبا من خلال البحر الأبيض، أصبحت ياروسلافل في موقع مهم جدا، فازدهرت المدينة بسرعة وأصبحت لها أهمية استراتيجية. وفي أثناء الاحتلال البولندي و “الفترة المظلمة” في عام 1612 أصبحت ياروسلافل العاصمة الفعلية للبلاد ومركزا لتشكيل فصائل المتطوعين بقيادة كوزما مينين ودميتري بوجارسكي. ونظرا للنشاط المكثف الذي لعبه دير سباسكي في توحيد القوى الروسية خلال زمن الفتنة أعفي الدير من الضرائب المفروضة على استخراج ونقل الحجر وأخشاب البناء.

داخل كنيسة الدير

ويعتبر القرن 17 عصر ازدهار ياروسلافل، حيث أصبحت مركزا ضخما للتجارة (القمح والكتان والأسماك وغيرها من البضائع) والصناعة. واشتهرت ياروسلافل بشكل خاص بالمعماريين والنجارين والحدادين ودباغي الجلود فيها. وفي نهاية القرن كان يعيش في المدينة سدس أغنياء التجار الروس. وفي أواسط القرن 17 تشكلت في ياروسلافل مدرسة فن العمارة الحجري وفن تزيين الجدران. ومنذ عام 1722 وبأمر من بطرس الأكبر أسست فيها المانيفاكتورا الكبيرة (معامل النسيج) وبدأت تتحول الى مركز إداري وثقافي كبير، حيث تأسس فيها أول مسرح روسي. وكانت ياروسلافل إحدى أجمل مدن أعالي الفولغا في عام 1897، تضم 2755 دارا خشبية و1099 دارا مبنية من الحجر وفيها 77 كنيسة وعملت فيها فروع للمصارف ودوائر ومرافئ خمس شركات للملاحة، وافتتح فيها مستشفى ومجلس محلي وغيرها من الدوائر. ورغم الحروب والحرائق التي عانت منها المدينة وتغير واجهات شوارعها وميادينها، إلا أن أهمية ياروسلافل بقيت من جيل إلى جيل باعتبارها إحدى الكنوز العظيمة للفنون والثقافة لروسيا القديمة.

المصدر: ru.wikipedia.org +وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.

 يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.

1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمى

من أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.

التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.


2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية

يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.

خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.

 

3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة

في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.


4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية

لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.

يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.


5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات

تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.

داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.

 

6. التكنولوجيا والأمن السيبراني

يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية،  تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.

مقالات مشابهة

  • مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
  • الحرف التقليدية والسياحة.. وجهان لعملة واحدة
  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي
  • ترامب يكشف عن المواضيع الرئيسة التي سيتناولها خلال حفل تنصيبه
  • تعرّف على خدمة تفويض مخلص جمركي المقدمة من الزكاة والضريبة
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • مختبرات أمانة المدينة المنورة تجري أكثر من 10,000 اختبار لضمان جودة المواد بمشاريع المدينة المنورة خلال عام 2024م
  • خبير أثري: الدولة تستهدف إعادة مجد الماضي بتطوير القاهرة التاريخية والخديوية
  • خبير أثري: الدولة تعيد مجد الماضي بتطوير القاهرة التاريخية والخديوية
  • أفعال محرمة في رجب.. احذر الوقوع فيها خلال الـ12 يوم القادمة