لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل يجوز الاستغفار للميت ؟، هو اشتياق الأحياء لمن فارقوهم من الأحباب ، فيما عرفوا فضل الاستغفار ، فأرادوا أد يبروا موتاهم ويخففوا عنهم به ، ومن هنا جاءت الحاجة لمعرفة هل يجوز الاستغفار للميت ؟.

ذنوب تجلب الفقر.. احذر 17 معصية يقع فيها كثيرون بسهولة تسبب ضيق الرزق ترتيب زوجات الرسول محمد وأبنائه وأحفاده كم عددهم؟.

. 31 حقيقة عن آل البيت هل يجوز الاستغفار للميت

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للأحياء الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، وأن يطلب من الله- عز وجل- ان يغفر له ما تأخر من ذنوب.

وأوضح " شلبي " في إجابته عن سؤال : هل يجوز الاستغفار للميت؟،  أن الله-سبحانه وتعالى- في سورة الحشر يمدح هؤلاء الأشخاص الذين يدعون لمن سبقهم، مستشهدا بقول الله- تعالى- في سورة الحشر "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

وأضاف أن الاستغفار للمتوفى جائز شرعًا، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم  قال:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".. رواه مسلم.

صيغة الاستغفار للميت

يجوز للمسلم أن يقف على قبر الميت وأن يدعو له بالتثبيت، وأن يستغفر له، ولم ترد صيغة أو صفة محددة للاستغفار والدعاء، وإنما يكون بأي صيغة فيها سؤال لله بأن يغفر للميت ذنبه، وأن يتجاوز عن تقصيره، وأن يثبّته عند سؤال الملكين.

وذلك كأن يقول: "اللهمّ اغفر له وثبّته على الحقّ" ونحو ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره هو وأصحابه وسألوا لميتهم التثبيت.

ورد عن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ النَّبيُّ إذا فَرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ، فَقالَ: استَغفِروا لأَخيكُم، واسأَلوا لَهُ بالتَّثبيتِ، فإنَّهُ الآنَ يسألُ).

وأما ما يصدر عن البعض من قراءة سوَرٍ معينة في أوقات معينة، أو توظيف قرّاء لقراءة القرآن في أيام العزاء، وتكلّف أهل الميت بصنع الطعام وتقديم الحلوى وغيره، فكل هذا لا أصل له في الشريعة الإسلامية.

حكم الاستغفار للميت

ورد أن من الأعمال التي تلحق صاحبها بعد موته ولد صالح يدعو له، ومثله أخ أو قريب أوصديق يدعو له، والدعاء له مشروع دائماً؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {الحشر:10}.

وجاء في الحديث: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده جيد، وحسنه الألباني، ومن جملة الدعاء المستحسن أن تدعو الله تعالى أن يكفر عن الميت خطاياه كلها، فالله سبحانه هو غفار الذنوب جميعا. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53].

أما بالنسبة لقراءة القرآن فقد اختلف فيها العلماء، فذهب أحمد وأبو حنيفة وغيرهما، وبعض أصحاب الشافعي إلى أن الميت ينتفع بذلك، وذهب مالك في المشهور عنه والشافعي إلى أن ذلك لا يصل للميت، والأولى الاستغفار له والتصدق عنه.

أعمال تنفع الميت

قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له)، وهناك العديد من الأعمال الصالحة التي تنفع الميت في قبره؛  منها:

الدعاء له قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

والدعاء للميت ينفع الداعي والمدعو له، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ).

قضاء دينه والوفاء بنذره صحّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ الذي له، فإنَّ اللَّهَ أحَقُّ بالوَفاءِ).

أعمال ولده الصالحة ودليله حديث: (إذا مات ابن آدم...) السابق ذكره. فوائد الاستغفار للميت وردت أحاديث كثيرة في فضل الاستغفار، منها:

الاستغفار جلاءُ القلوب قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت).

الاستغفار سببٌ لغفران الذنوب قال تعالى في الحديث القدسي: (إنَّ اللهَ تعالَى قال: يا بنَ آدمَ لو بلغتْ ذنوبُك عنانَ السَّماءِ، ثمَّ استغفرتني لغفرتُ لك ولا أُبالي).

الاستغفار سبب في تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَزِمَ الاستِغفارَ، جعَلَ اللهُ له مِن كلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا، ومِن كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيث لا يَحتَسِبُ).

ولا يخفى على المسلم العدد الكبير من الآيات والأحاديث التي تحثّ المسلم على المداومة على الاستغفار، والآثار الواردة عن الصّالحين الأوائل في إكثارهم من الاستغفار والإنابة إلى الله، وعلى رأسهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّي لأستغفرُ اللهَ في اليومِ سبعينَ مرَّةً).

 





 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم یدعو له ل الله

إقرأ أيضاً:

فضائل شهر رمضان

من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.

وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).

وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي “الصحيح” أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه)، وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله.

وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.

وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين)، وفي لفظ (وسلسلت الشياطين)، أي: أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.

وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).

وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) رواه أحمد.

وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان.

وهو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، والمحروم من حُرِم خيرها، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} (القدر:3)، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحْرَم خيرَها إلا محروم).

فانظر -يا رعاك الله- إلى هذه الفضائل الجمّة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك، فحري بك -أخي المسلم- أن تعرف له حقه, وأن تقدره حق قدره، وأن تغتنم أيامه ولياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام يوم واحد من الأيام البيض في شعبان 2025؟
  • مرحبا شعبان
  • سرٌ عظيم في الاستغفار.. يفتح لك أبواب الرزق ويقودك إلى الجنة!
  • هل يجوز الدعاء على الظالم بالمرض؟ دار الإفتاء تجيب
  • العطاء المبرور
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • حكم لا يجوز الاستئناف عليه.. تعرف على التفاصيل
  • ما حكم حضور من لا يحتاج إليه في غسل الميت؟ .. الإفتاء تجيب
  • فضائل شهر رمضان
  • هل يجوز صيام يوم 15 من شعبان منفردا؟ مسموح به في هذه الحالة