السودان وحوار الأمن والسلام في افريقيا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في العام 2010، أسس رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي، مؤسسة تحمل اسمه كمنظمة غير حكومية، وحدد أهدافها في دعم تحقيق النهضة الأفريقية عَبْرَ تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان والتكامل الإقليمي، والسعي إلى تعزيز ثقافة التفكير النقدي والمشاركة الفكرية بين القادة والعلماء والمواطنين الأفارقة بشأن القضايا ذات الأهمية القارية والعالمية.
وكما هو معروف، فإن الرئيس مبيكي اضطلع بدور رائد في تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، وفي صياغة وتنفيذ الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، كما توسط في العديد من الصراعات والأزمات في القارة، كما هو الحال في السودان وزيمبابوي وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي هذا الصدد، نظمت المؤسسة في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري النسخة الأولى من ملتقى الحوار الأفريقي السنوي للسلام والأمن بهدف توفير منصة للقادة السياسيين والاقتصاديين الأفارقة والعلماء وواضعي السياسات لمناقشة تحديات السلام والأمن الحالية التي تواجه القارة، وتطوير الحلول العملية حيالها.
شارك في الملتقى عدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع الأفارقة، في الخدمة والسابقين، إضافة إلى قيادات العمل العام والمجتمع المدني والأكاديميين ومراكز البحوث والدراسات.
شاركت في هذا الملتقى، ورأيت من المفيد أن ألخص للقارئ، في مقال اليوم والمقالات التالية، بعضا من نتائجه وبعضا مما تولد عندي من انطباعات حول ما دار من نقاش، خاصة وأن العديد من المداخلات تطرقت إلى مسألة الحرب في السودان.
وكمدخل للنقاش، تناولت الورقة المفاهيمية للملتقى، بعضا من التحديات التي تواجه قضايا السلام والأمن في أفريقيا، ومن بينها:
*الصراعات الداخلية في القارة والتي تغذيها المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التدخلات الخارجية، حيث العديد من الحروب الأهلية والنزاعات العرقية والانقلابات العسكرية والحركات الانفصالية، مما تسبب في استدامة العنف الدموي والأزمات الإنسانية والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، ووصول أعداد النازحين واللاجئين إلى أرقام مهولة، كما في السودان وجنوب السودان وليبيا والصومال ومالي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والكاميرون وموزامبيق.
*أصبحت أفريقيا مركزا عالميا وأرضا خصبة لمختلف الجماعات الإرهابية، والتي بعضها له صلات بالشبكات الدولية. وتنشط هذه الجماعات في مناطق مختلفة من أفريقيا مستغلة ضعف الحكم والفقر والتهميش وعدم الاستقرار.
*الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، مثل الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر والاتجار بالأسلحة والاتجار بالحياة البرية والجريمة السيبرانية وغسيل الأموال، وكلها جرائم تقوض الحكم وسيادة القانون، وتدمر التنمية في القارة، فضلا عن تسهيل أنشطة الجماعات المسلحة والإرهابية، كما أنها تشكل تحديا للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
*تواجه أفريقيا أيضا عدوانا خارجيا وتدخلا من القوى الأجنبية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يهدد سيادتها وأمنها وسلامتها الإقليمية وأمنها، وكثيرا ما كانت لهذه التدخلات عواقب سلبية على السلام والاستقرار في البلدان والمناطق المتضررة، فضلا عن شرعية ومصداقية الاتحاد الأفريقي وآلياته الإقليمية.
كل تحديات السلام والأمن هذه، ظلت تقوض الجهود التي تبذلها البلدان الأفريقية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها الإنمائية، بما في ذلك الرؤية القارية لجدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063، وجدول الأعمال العالمي لأهداف التنمية المستدامة.
كما أدت إلى تآكل ثقة الشعوب الأفريقية في قادته ومؤسساته، وكذلك في شركائه وحلفائه. لذلك، فإن الدافع والأساس المنطقي لملتقى حوار السلام والأمن في أفريقيا، والذي تقرر عقده سنويا، يكمن في الحاجة إلى تعزيز قدرة القادة الأفارقة وواضعي السياسات والعلماء على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، بما في ذلك دراسة مختلف العوامل والديناميات التي تسهم في الصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، مثل الفقر وعدم المساواة والإقصاء والتهميش والعجز في الحكم وانتهاكات حقوق الإنسان، والتدهور البيئي وتغير المناخ والتدخل الخارجي.
وكذلك وضع استراتيجيات وآليات فعالة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وحلها وإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع، والسعى إلى معالجة الآثار غير المباشرة لهذه الصراعات على البلدان المجاورة.
كما أن الملتقى سيوفر فرصة لاستكشاف الأدوات الحالية والمحتملة لمعالجة هذه العوامل والديناميات، مثل هيكل السلام والأمن الأفريقي، وهيكل الحكم الأفريقي، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة…الخ.
والمؤمل من الملتقى أن يعزز ثقافة الحوار والتعاون والتضامن بين أصحاب المصلحة الأفارقة بشأن قضايا السلام والأمن، وتعزيز التنسيق والتآزر بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة. أيضا سيعزز الملتقى مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، الذي يعترف بالمسؤولية والملكية الأساسية للجهات الفاعلة الأفريقية في مواجهة تحديات السلام والأمن التي تواجه القارة.
أيضا، سيسهل الملتقى تبادل الخبرات والدروس المستفادة، وسيعزز الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والمؤسسات الأخرى، مثل الأمم المتحدة، ومصرف التنمية الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والقطاع الخاص الأفريقي، والمجتمع المدني الأفريقي، والشتات الأفريقي، في دعم مبادرات السلام والأمن في أفريقيا.
ويعمل الملتقى على زيادة الوعي وتعبئة الدعم من المجتمع الدولي والشركاء لتنفيذ هيكل السلام والأمن الأفريقي وهيكل الحكم الأفريقي، فضلا عن تشغيل القوة الاحتياطية الأفريقية والقدرة الأفريقية على الاستجابة الفورية للأزمات، وتسليط الضوء على دروس الدعاية للسلام والتنمية المستدامة، والعمل على تسخير إمكانات البحث الأكاديمي وتحليل السياسات والابتكار لإعلام وإثراء سياسة وممارسة السلام والأمن في أفريقيا، وسد الفجوة بين النظرية والواقع، والإعتراف بقيمة ومساهمة مراكز الفكر الأفريقية والمؤسسات البحثية والمراكز الأكاديمية في توليد ونشر المعرفة والأدلة بشأن قضايا السلام والأمن في أفريقيا، وفي تقديم المشورة والتوصيات المتعلقة بالسياسات إلى الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى.
وسيؤكد الملتقى على الإعتراف بدور ومساهمة المبتكرين ورجال الأعمال والتكنولوجيين الأفارقة في تطوير وتطبيق حلول مبتكرة وإبداعية لمواجهة تحديات السلام والأمن في القارة، مثل استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية أفريقيا السودان السودان أفريقيا ملتقى التنمية سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلام والأمن فی أفریقیا الاتحاد الأفریقی فی القارة فضلا عن
إقرأ أيضاً:
تعالوا شوفوا كاميرون هدسون قال ايه !!..
كاميرون هدسون زميل في برنامج افريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نشر مقالا في مجلة ( فورين بولسي ) الأمريكية ، وما يهمنا في مقاله هذا تلك الجملة التي تقرأ :
( ترامب وحده يستطيع صنع السلام في السودان ) !!..
ونرد عليه بهذه الجملة المؤمنة :
( اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الاكرام ) .
لاحظنا أن ترامب ولم يمض على دخوله البيت الأبيض عدة أيام وهو في عجلة من أمره يصدر وابل من القرارات ويعرض علي الشاشات توقيعه عليها بصورة مسرحية يتفوق بها علي ابطال هوليود ويتبعها بتصريحات نارية واخري مثيرة للجدل وغيرها وغيرها مما يتعثر علي الدماغ فهمه وكان هذا الرئيس الاستعراضي يريد أن يثبت للعالم أن مستوي فهمه فوق الجميع وأنه ( حلال العقد ) بما عنده من قلة ذوق وفهم وفهلوة وغطرسة ونرجسية ولا مبالاة وقسوة قلب وبلادة وحقارة ، وهذه الصفات التي عرفها عنه أهل الأرض جميعا صارت طابعه المميز وخاتمه البريدي وارثه الحضاري والثقافي والاجتماعي والبيولوجي والتكنلوجي وملكته في الرسم والتلوين والتاليف والجولف علي وجه الخصوص ووقوفه مع الكيان الإسرائيلي كالبنيان المرصوص ...
هذا كله مفهوم عنه وقد عاد لولاية ثانية ولن يتواني في أن يكرر نفس سيناريو ولايته السابقة ويسير عليه بالكربون وقد أفصح عن الكثير مما ظل يصدع به العالم زمان إذ أن هذا الشخص ليس عنده جديد فلم نراه يفتح كتابا أو يلقي علي المسامع مايفيد وكل بضاعته إذا استثنينا العقارات نجدها في الكيد والتبكيت علي الآخرين ويريد مالا ولا يهمه أن كان حلالا أو حراما وأوروبا العجوز مسكينة سيبتزها لتدفع من خزائنها الخربة مقابل حمايته المزعومة لهم وكمان اهلنا في الخليج سيلعب معهم دور التاجر وهم الزبائن يشترون من سلعه حتي التي إليها لا يحتاجون ويمنعهم من التصنيع ويريدهم مستهلكين مطيعين فيالهم من مساكين !!..
نعود ونكرر أن الحرب اللعينة العبثية المنسية في السودان لها أجل محتوم وهي عاجلا ام اجلا الي نهاية بحول الله وقوته وعظمته وجبروته مهما تدفق السلاح من الشرق والغرب ومهما كان كنه هذه الكارثة هل صراع محلي علي السلطة ام أن الطامعين الدوليين وجدوها فرصة ليدسوا انفهم فيها فانقسوا فريقين هذا مع الجنرال ( ا ) وذاك مع الجنرال ( ب ) والمسألة كلها صراع علي الحقوق والموارد البشرية كما جاء في الفلم الأمريكي ( السديم The Mist ) !!..
الوضع في بلادنا الحبيبة كالاتي: شعب مشرد وجايع وقتلاه بالالاف ومرضي وجرحي من غير إسعاف أو غرفة عمليات ومقابر تملأ الساحات والرحب ودولة منهارة ... والعجيب أن الأمريكان بالذات في عهد هذا المدعو ترمب إذا تدخل في السودان وبحكم أنه لايري غير مصالحه فإن ليل الشعب الطويل ومايكابده من ويل لن يهمه في شيء بل الذي يهمه أن لا تنفرد إيران وروسيا بالسودان وهذا هو الذي يجنن ترمب ومعاه عبد القادر كمان !!..
تاني هذا الصهيوني ترمب سيحاول فتح بوابة التطبيع مع بلادنا الحبيبة ( وربما نري قريبا مسؤول كبير من بني جلدتنا تحمله طائرة مجهولة تحط به في يوغندا أو ايسلندا ( مامعروفة الظروف ولا الحروف والخوف كل الخوف المرة دي الشرك يهبر وتتم ملاقاة الزعيم العبري والحكاية تخلص ويسدل عليها الستار ونحن آخر من يعلم كالعادة لشعب قليل الحظ والسعادة ) !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com